عربي21:
2025-03-18@06:21:59 GMT

عطب الانتخابات الأمريكية المقبلة

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT

يتابع العالم بأكمله مجريات كل انتخابات رئاسية أمريكية، لأنه يدرك ان كل رئيس أمريكي يفترض أنه وصيٌّ على بقية دول العالم، ومن ثم فالعيون كلها على انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، والتي يتصارع فيها الرئيس الحالي جو بادين والرئيس السابق دونالد ترامب، في مناخ دولي ملتهب ويشوبه التوتر الشديد، وما يجعل هذه الانتخابات اكثر خصوصية هو أن كلا المرشحين من ذوي الاحتياجات الذهنية الخاصة، فجو بايدن بلغ درجة من الخرف جعلته مادة للتندر، كلما خطرف على المنابر، وقال جنس الكلام الذي يصفه السودانيون ب"خارِمْ بارِم"، و"كلام الطير في الباقير" والباقير هذه بلدة صغيرة جنوب الخرطوم، استوجبت ضرورات السجع جعل طيورها ناطقة بكلام غير مفهوم، فقد تحدث مؤخرا عن لقائه بالرئيس الفرنسي فرانسوا متيران في عام 2021، ومعلوم ان متيران مات عام 1996، وفي لقاء أمام حشد من مواطني ولابة كنيكتيكت الأمريكية، أنهى بايدن حديثه بالقول: حفظ الله الملكة، وهي العبارة التي كانت تتردد فقط على ألسن سياسيي بريطانيا إبان حكم الملكة اليزابيث الثانية، وفي زيارة له لكندا العام الماضي وجه التحية الى الصين (وهو يعني كندا)، وفي زيارة للهند قال لرئيس وزرائها مودي إن بلاده "الصين" صارت دولة كبيرة، وزلات لسانه وسقطاته الأخلاقية حول حرب غزة ظلت مثار تندر في وسائط الإعلام، خاصة عندما دعا إسرائيل الى عدم الهجوم على حيفا.



أما ترامب فسجله حافل بالمخازي والسقطات الأخلاقية واللفظية والسياسية، فهو يواجه اتهامات في 81 قضية، وخسر حتى الآن قضية التحرش الجنسي والتشهير، رفعتها ضده كاتبة اسمها جيل كارول اتهمته بالتحرش بها جنسياً في تسعينيات القرن الماضي، وصدر الحكم بتحميل ترامب المسؤولية عن الاعتداء وتغريمه مبلغ خمسة ملايين دولار، ثم تغريمه 83 مليون دولار بعد أن خسر دعوى تشهير أخرى رفعتها كارول في نفس السياق. وخسر ترامب أيضا قضية رفعتها ضده المدعية العامة لولاية نيويورك، بشأن تلاعب في سجلات شركاته الخاصة، وبلغت الغرامة هنا قرابة نصف مليار دولار.

الاهتمام العالمي بمجريات الانتخابات الرئاسية الامريكية يعود لكون الولايات المتحدة تتحكم في منظمة الأمم المتحدة وما تحت مظلتها من هيئات، وحلف الناتو، والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، فوق أنها تتدخل على نحو سافر او مستتر في كل بقعة تحسب أن مصالحها فيها كبيرة، وفي الوقت الراهن فان الولايات المتحدة غارقة حتى أذنيها في حربي غزة وأوكرانيا، وتقوم بغارات جوية على مواقع الحوثيين في اليمن، وعلاقتها بالصين متوترة بدرجة تنذر بتفجر الأوضاع في شرق وجنوب شرق آسيا، ودول أمريكا اللاتينية مطالبة من قِبل واشنطن بمكافحة المخدرات، ومنع هجرة مواطنيها الى الأراضي الامريكية، وإلا.....

ورغم أن بعض الأنظمة هنا وهناك تتمنى لو يصبح ترامب الرئيس المقبل للولايات المتحدة، إلا أن معظم الدول تضع أيديها على قلوبها توجسا من فوز ترامب، ولكن وسائل الإعلام الروسية تتصرف على المكشوف وكأنها أدوات في يد الحزب الجمهوري الأمريكي الذي يساند ترامب، ومعلوم أن المخابرات الروسية اخترقت أنظمة الاقتراع الأمريكية في انتخابات في عام 2020 التي خاضها ترامب ضد بايدن، وبدوره فان ترامب لا يخفي اعجابه بالرئيس الروسي بوتين، بل قال قبل شهرين انه سيرحب بهجوم روسي على أي دولة في حلف الناتو لا تسدد اسهاماتها المالية لخزينة الحلف، مع التلميح المتكرر بأن الحلف لا يخدم أمن ومصالح بلاده، وظل ترامب يعارض بقوة تقديم السند المالي والعسكري لأوكرانيا، بدرجة ان اليابان صارت تقول صراحة إنه في حال فوز ترامب بالرئاسة، وإغلاقه لحنفية المساعدات لأوكرانيا فإنها (اليابان) ستشرع في تطوير سلاح نووي لأنه لا يمكن الركون لحماية عسكرية أمريكية في ظل حكومة يقودها ترامب.

رغم أن بعض الأنظمة هنا وهناك تتمنى لو يصبح ترامب الرئيس المقبل للولايات المتحدة، إلا أن معظم الدول تضع أيديها على قلوبها توجسا من فوز ترامب، ولكن وسائل الإعلام الروسية تتصرف على المكشوف وكأنها أدوات في يد الحزب الجمهوري الأمريكي الذي يساند ترامب،ما من بلد مرغ شعبه اسم الديمقراطية في الوحل كما الأمريكان، فترامب الذي يسهل حتى على "مستر بِين" اكتشاف انه معتوه وأخرق ومنحرف وجاهل معرفيا، فاز في الانتخابات التي خسرها امام بايدن في 2020 ب76 مليون صوت، مما يعني ان تلك الملايين، إما يغيب عنها عته وبلاهة ترامب، او هي تريده للمنصب لأنه كذلك، وجون كينيدي الذي يتباهون بانتخابه رغم انه كان كاثوليكيا في بلد معظم أهله من البروتستانت، اتضح انه استعان بعصابة المافيا الاجرامية لضمان الفوز، وبلغ الرئيس ريتشارد نيكسون ذراري الانحطاط الأخلاقي بالتجسس على مقرات الحزب الديمقراطي، والكذب المتكرر امام السلطات القانونية، وجورج دبليو بوش كذب على شعبه وشعوب العالم بالزعم بان عراق صدام حسين يكتنز أسلحة الدمار الشامل، واتخذ ذلك ذريعة للتدمير الشامل للعراق، وحكومة الرئيس وارين هاردينغ باعت احتياطي البترول المخصص للطوارئ في السوق السوداء وتوزع اقطابها عائدات البيع، والرئيس بيل كلينتون نجا من المحاسبة بعد كشف كذبه عن علاقة غير سوية مع مونيكا لوينسكي التي كانت شابة غرة تتدرب في البيت الأبيض، والقائمة تطول.

واليوم يتجادل الأمريكان حول أهلية البغل والحمار لكرسي الرئاسة. والبغل هو بايدن. والبغل كائن مقسم الانتماء بين الحمير والخيل، وبايدن ينتمي للحزب الديمقراطي، الذي يزعم الليبرالية، والتي في مفهومها الغربي تعني فيما تعني، كفالة الحريات وحقوق الانسان "لنا ولسوانا"، ولكن وكما كشفت مواقفه في حرب إسرائيل على غزة، فإنه يبارك تلك الحرب، ويريد لها أن تستمر حتى تحقق إسرائيل هدفها المعلن باحتلال غزة بالكامل وتهجير نحو نصف سكانها، وبهذا انتقل بايدن الى خندق المحافظين اليمينيين، الذين هم أعداء ليبرالية الحزب الديمقراطي الموصوم باليسارية، وكما أن البغل مبرمج للسير في مسارات معلومة، فبايدن مبرمح كي يسير في الخط الذي يحدده له اللوبي اليهودي. ولا أحد في المشهد السياسي الأمريكي قديمه وجديده، يتفوق على ترامب في "الحمورية"، فالرجل لا ينطق إلا عن الهوى، ومثل الحمار فإنه لا يتعلم من أخطائه، بل لا يدرك أنه على خطأ، ومن ثم فهو جاهل عصامي، وكان الله في عون العالم الذي يتنازع الوصاية عليه رجلان، يجمعان بين التخريف وتحريف وتجريف كل القيم السامية في سياق انتخابات معطوبة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه انتخابات الرئاسة امريكا انتخابات رئاسة رأي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

الشركات الأمريكية وسيادة حُكْم القانون

حان الوقت لقادة الأعمال الأمريكيين كي يحددوا موقفهم تجاه حكم القانون مع تهديد إدارة ترامب برفض الامتثال للأحكام القضائية وتدخلها في سلطة الادعاء الخاصة بالحكومة الفيدرالية. هل يجهر هؤلاء القادة بوقوفهم الى جانب قوانين أكبر اقتصاد في العالم حين يتم التلاعب بها وتجنب الخضوع لها من أجل غايات سياسية وشخصية؟

تختار الشركات من كل أنحاء العالم التعامل مع الولايات المتحدة بالضبط بسبب سيادة حكم القانون. أي بالنظام المرتَّب بعناية والذي يضمن تنفيذ تعاقدات هذه الشركات والمقاضاة في نزاعاتها بحسن نية ودون رشاوى أو تدخل سياسي. لكن متخذ القرار الذي لا يردعه شيء عما ينوي فعله يمكنه تطويع القانون لخدمة أهدافه بطرائق عديدة من بينها تحويل الحكم بواسطة القوانين إلى حكم بواسطة الأفراد. ويبدو أن إدارة ترامب تمضي في هذا الدرب تماما.

فمثلا نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس جادل بأن «القضاة غير مسموح لهم بالسيطرة على السلطة الشرعية للجهاز التنفيذي». ومَثَّلَ لذلك بقضية «افتراضية» تحاول فيها المحكمة توجيه قائد عسكري بالطريقة التي ينفذ بها عملية عسكرية. هذا الزعم لا غبار عليه كحجة قانونية بشأن المجال النسبي للسلطة التنفيذية والقضائية. وفي الواقع أدركت المحاكم منذ أمد بعيد أن بعض المسائل التي تُرفع إليها ذات طبيعة سياسية وليست قضائية وبالتالي يجب البت فيها بواسطة الأجهزة السياسية.

المسألة هنا لا تتعلق بوجود حدود للسلطة القضائية أو التنفيذية أو التشريعية. المسألة هي أن على المحاكم تقرير هذه الحدود وعلى الفرعين الآخرين (التنفيذي والتشريعي) التقيد بأحكامها وفق الدستور. مع ذلك قال فانس علنا في مدوَّنة صوتية عام 2021 إن على الجهاز التنفيذي ببساطة رفض الامتثال للأحكام القضائية التي تحدّ من سلطته. وبدا أن الرئيس دونالد ترامب يمهِّد لِحُجَّة مماثلة. فقد كتب على منصَّة «أكس» وأيضا منصة «تروث سوشيال» أن «من ينقذ بلده لا ينتهك أي قانون».

دانييل ساسون، التي عيَّنها ترامب مدعية عامة بالإنابة للولايات المتحدة لمنطقة جنوب نيويورك ولا تشوب نزعتها المُحافِظة شائبة، استقالت في الشهر الماضي بعد توجيهها بإسقاط قضية فساد ضد عمدة نيويورك إريك آدمز. فعلت ذلك على أساس أن التوجيه الذي صدر لها من وزارة العدل ينتهك واجبها المهني «بعدم استخدام سلطة تطبيق القانون الجنائي للولايات المتحدة لغايات سياسية أو تحقيق أي أغراض أخرى غير سليمة» لذلك، لماذا لا يحتج قادة الأعمال على التهديدات التي تتعرض لها سيادة حكم القانون كما يفعل موظفو الخدمة العامة مثل ساسون؟

تبنى بعض الرؤساء التنفيذيين للشركات استراتيجية استباقية لاسترضاء ترامب بتغيير الأفراد والسياسات تماشيا مع قواعد حركة ماغا (أصحاب شعار لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى). ويتخلى آخرون عن برامج التنوع والمساواة والشمول الخاصة بشركاتهم. وعندما تحدثتُ إلى قادة الأعمال عن الفوضى التي ستترتب عن الرفض الرئاسي للتقيد بالأحكام القضائية كانت إحدى الإجابات التي سمعتها أن الأسواق في هذه الحال ستنهار على الفور وعندها سينتبه ترامب ويتراجع. في الواقع ستنهار الأسواق بالضبط لأن الولايات المتحدة ستتحول فجأة إلى بلد يقل كثيرا تفضيل رجال الأعمال له لممارسة أعمالهم.

لنفترض أن الأسواق تنهار وترامب لا يأبه لذلك وأن الطريق مُغْرٍ جدا إلى السلطة المطلقة بتدمير نظام الكوابح والتوازنات بأكمله (نظام الكوابح والتوازنات يعني نظام الفصل بين السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية - المترجم). ولنفترض أيضا أن إيلون ماسك أو رفيق آخر للرئيس يريد شراء شركات متنوعة بأثمان بخسة. حينها يمكن لمكتب الإيرادات الداخلية وأيضا الوزارات الحكومية الأخرى تقييد هذه الشركات بتدبير تحقيقاتٍ وفرضِ غرامات تخفِّض أسعار أسهمها. ويمكن أيضا مقاضاة الرؤساء التنفيذيين خصوصا أولئك الذين لا يؤيدون ترامب. ويمكن للقضاة الذين يُوَادُّون حركة «ماغا» ويستحسنونها النظر في قضايا تافهة مرفوعة ضد شخصيات وشركات بقصد استنزاف وقتها وأموالها على أتعاب المحاماة.

أو لنفترض أن الأسواق لم تشهد انهيارا. فعندما اقترح الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت (1933-1945) تعيين قضاة إضافيين في المحكمة العليا لكي يحكموا لصالحه تراجعت الأسواق. لم يكن تراجعها دراميا. لكن ما حدث كان فيضانا من الرسائل المعبرة عن الرأي العام والمعنونة إلى أعضاء الكونجرس الذين لم يكن باستطاعتهم قراءتها كلها لكثرتها إلى جانب اندلاع احتجاجات مختلفة في أرجاء الولايات المتحدة.

باختصار، قادة الأعمال يخاطرون كثيرا حين يلوذون بالصمت. اللحظة الراهنة هي الوقت المثالي للجهر بمناصرة حكم القانون خصوصا مع إلحاق المحكمة العليا أول هزيمة بإدارة ترامب. (أمر المحكمة الماضي بوقف إجراء تنفيذي اتخذه ترامب بتجميد نحو ملياري دولار من المساعدات الأجنبية - المترجم). سينضم قادة الأعمال بذلك إلى صف زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ جون ثون ورئيس لجنة القضاء تشاك جراسلي وعضوي مجلس الشيوخ جوش هاولي ومايك راوندز وكل هؤلاء من عتاة المحافظين الذين أصروا على وجوب امتثال الحكومة لقرارات المحاكم. أوضح جراسلي أنه تعلم «الفصل بين السلطات» بالمدرسة في مقرر التربية المدنية في الصف الثامن. ذلك صحيح. لذلك لا ينبغي أن تكون مناصرة الحرية تحت حكم القانون بمثل هذه الصعوبة.

آن ماري سلوتر الرئيسة التنفيذية لمركز الأبحاث نيوأمريكا (أمريكا الجديدة)

الترجمة عن الفاينانشال تايمز

مقالات مشابهة

  • الشركات الأمريكية وسيادة حُكْم القانون
  • اعلان طرابلس: التحضير لتحالف انتخابي؟
  • والتز: سياسة بايدن تجاه أوكرانيا كادت أن تؤدي إلى حرب عالمية ثالثة
  • العرادي: مبادرة اللافي لن تنجح دون القضاء على المال الفاسد وسطوة المليشيات
  • أسامة السعيد: ترامب يتبنى نهجًا استباقيًا ضد الحوثيين بعكس بايدن
  • القانونية البرلمانية: لا يوجد توجه لتعديل قانون الانتخابات
  • القانونية البرلمانية: لا يوجد توجه سياسي لتعديل قانون الانتخابات - عاجل
  • ليبرمان يستبعد الترشح مع آيزنكوت في الانتخابات المقبلة
  • أخبار العالم | أمريكا تقصف اليمن .. ترامب يتعهد باستخدام «قوة مميتة» ضد الحوثيين.. والجماعة تتوعد: الهجمات الأمريكية لن تردعنا وسنواصل دعم غزة
  • تقرير أمريكي: إدارة ترامب تواجه نفس الخيار الذي أربك بايدن بشأن إنهاء تهديد الحوثيين بالبحر الأحمر (ترجمة خاصة)