تسببت التغيرات المناخية خلال السنوات الماضية في التأثير على المحاصيل الزراعية وأشجار الفاكهة فى محافظة الفيوم، بسبب إرتفاع وانخفاض درجات الحرارة بشكل مفاجيء.

وكانت المحاصيل البستانية الأكثر حساسية مثل المانجو والموالح والزيتون من الفاكهة الأكثر ضررا، بالإضافة إلى الطماطم والقرعيات من الخضر، بالإضافة الى النباتات الطبية والعطرية.

وكان لحدوث بعض التغيرات المناخية في مصر في الآونة الأخيرة الأثر الأكبر علي اشجار الفاكهة عموما، بسبب الأضرار الناتجة عن التغير الكبير في المناخ، وتشمل الأضرار الميكانيكية مثل الرياح المحملة بالرمال التي تشوه الأزهار والعقد والأوراق والثمار، وكذلك الأمطار أثناء فترة التزهير التي تؤثر علي التلقيح والاخصاب، فضلا عن الأضرار الفسيولوجية التى تؤدي الى حدوث خلل في التوازن المائي داخل الأشجار بسبب الرياح مع الحرارة المرتفعة لعدة أيام في فصل الربيع خلال فترة التطهير والتي يعقبها انخفاض شديد في درجات الحرارة مع نشاط الرياح، وهو ما يؤدي إلى حدوث ذبول للنباتات وفقدان بعض الأعضاء مثل الأزهار والعقد والأوراق والثمار، وكذلك يمثل التذبذب في درجات الحرارة عامل مؤثر على عملية التزهير ويحدث إعاقة لعملية التلقيح والإخصاب، مما يؤدي الى موت الأجنّة وزيادة تساقط الأزهار والعقد وحدوث تشوهات في الثمار وقلة المحصول .

وتأثرت الزراعة المصرية بصفة عامة بموجات الطقس المتقلبة وغير المتوقعة، والتي بدأت مع عاصفة التنين في شهر مارس من عام 2020، ونهاية بموجة الحر الشديدة خلال شهر أبريل الجاري والتي أعقبها انخفاض درجات الحرارة ونشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة، وهذا ما أكد عليه تقرير مركز البحوث الزراعية والبيانات التى أوضحت انخفاض إنتاج الزيتون بنسبة تتراوح ما بين 60 إلى 80% من إجمالي الإنتاج، لتفقد مصر موقعها كأكبر مصدر للزيتون والزيت في العالم، كذلك تأثر موسم المانجو بانخفاض الإنتاج بنسبة 25% بسبب إرتفاع درجات الحرارة في شهر مارس ثم انخفاصها وهبوب الرياح في أبريل، وهو ما أثر على إنتاجية الفدان لتتراجع من خمسة أطنان في العام إلى 4 فقط وربما أقل خلال العام الماضي.

وتراجعت إنتاجية البطاطس والقمح، وذلك بسبب موجات الحرارة غير المتوقعة والتي تتسبب في عدم دخول النباتات مرحلة الازهار والتي تحتاج إلى نسبة من البرودة لتزهر، في الوقت الذى لم تتأثر فيه المحاصيل الصيفية مثل القطن والأرز والذرة بالتغيرات المناخية نظرا لارتباطها بالطقس الحار.

ويساهم إرتفاع درجات الحرارة في تكاثر الحشرات بأعداد هددت الكثير من المحاصيل، مثل نطاط الأوراق والذبابة البيضاء والمن، وهي حشرات ناقلة للفيروسات سببت مشكلات كبيرة لمحصول البطاطس والطماطم والقطن في العام الماضي، وكذلك إنتشار مرض الصدأ الأصفر للقمح في الموسم الماضي.

أشجار المانجو الأكثر تضررا من تذبذب درجات الحرارة ونشاط الرياح 

في البداية يقول صالح عبدالكريم -مزارع- يتعرض محصول المانجو منذ سنوات لموجات الحرارة الشديدة ونقف مكتوفي الأيدي في مواجهة هذا الخطر الذي دمر المحصول بصورة كاملة، وخلال المواسم الأخيرة تعرض محصول المانجو للعديد من الأزمات، بسبب التغيرات المناخية التي شهدتها المواسم الزراعية الأخيرة، ما بين موجات صقيع شديدة وموجات حرارة أشد، موضحا أن المانجو" من ضمن المحاصيل التي تأثرت إنتاجيتها من موجات الحرارة والصقيع، خاصة في الأصناف الحساسة للتغيرات المناخية، ويعد محصول المانجو من المحاصيل التي تسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد المصري عن طريق التصدير، بالإضافة إلى سد حاجة السوق المحلي.

وأضاف حمدون إدريس مزارع، أن انخفاض وارتفاع درجات الحرارة مع نشاط الرياح يؤدي إلى التأثير على النباتات في البدايات وخاصة في هذه الفترة مع بداية زراعة محصول القطن وهو ما يؤثر على إنتاجية المحصول فيما بعد بسبب عدم التحكم في الري خلال المواعيد المحددة لذلك بسبب خوف المزارعين من الري خلال موجات الحرارة الشديدة وكذلك خلال نشاط الرياح الذي يؤدي إلى هلاك النباتات.

ومن جانبه أوضح المهندس علي الأعرج مدير إدارة التعاون الزراعي بمديرية الزراعة بالفيوم، أن التغيرات المناخية تهدد الأمن الغذائي المصري بصفة عامة، وهناك دراسات علمية تؤكد أن الارتفاع والانخفاض في درجات الحرارة وهطول الأمطار نتيجة التغيرات المناخية، سوف تقلل من صافي الإنتاجية للمحاصيل الزراعية، وسوف تتسبب في زيادة الآفات وأمراض النبات.

وأضاف "الأعرج" أن التغيرات المناخية لها نوعان منها التغير المنتظم ويتسبب في ارتفاع متوسط درجات الحرارة في الصيف مابين  33 و 37 درجة مئوية ،ويمكن تقليل أثر هذه التغيرات المناخية، أما التغير غير المنتظم فيحدث خلاله ارتفاع شديد للحرارة ثم الانخفاض الحاد وهذه الحالة من الكوارث التي تؤثر علي النباتات بشكل كبير. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: التغيرات المناخية درجات الحرارة المحاصيل المانجو الفاكهة الفيوم الرياح بوابة الوفد جريدة الوفد التغیرات المناخیة درجات الحرارة موجات الحرارة

إقرأ أيضاً:

هل تصل لــ40 درجة ؟| مفاجأة بشأن طقس الأيام المقبلة.. إيه الحكاية؟

تكثر تساؤلات المواطنين خاصة خلال فصل الشتاء، عن معرفة آخر مستجدات الطقس بشكل يومي، نظرًا لتغيراته المفاجئة وتأثيره المباشر على حياتهم اليومية.

 ستصل الى 33 

تواصل الموجة الحارة تأثيرها على مختلف أنحاء البلاد، حيث شهدت مصر ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة خلال الأيام الماضية، مما أدى إلى تسجيل درجات حرارة قياسية في عدة مناطق، بينما تستمر في الارتفاع حتى  الثلاثاء المقبل.

كشفت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي بالهيئة العامة للأرصاد الجوية، أن البلاد تشهد حاليًا موجة حارة مفاجئة نتيجة التأثر بكتل هوائية قادمة من شبه الجزيرة العربية، إلى جانب امتداد مرتفع جوي في طبقات الجو العليا، مما يؤدي إلى طقس مشمس وارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة خلال ساعات النهار.

وأوضحت غانم، خلال تصريحات إعلامية أن درجات الحرارة العظمى على القاهرة الكبرى تتجاوز 30 درجة مئوية، ومن المتوقع أن تصل إلى 33 درجة يومي الأحد والإثنين المقبلين، وهي ذروة هذه الموجة، كما تتراوح درجات الحرارة في السواحل الشمالية بين 28 و30 درجة، بينما تسجل محافظات الصعيد مستويات أعلى تصل إلى 35 و36 درجة مئوية في الجنوب.

وأضافت منار غانم أن الطقس خلال الليل سيشهد ارتفاعًا طفيفًا في درجات الحرارة الصغرى، حيث تتراوح بين 18 و19 درجة مئوية في القاهرة الكبرى، وبين 15 و16 درجة في محافظات الصعيد، مع استمرار الشعور ببعض البرودة خلال ساعات الليل المتأخرة.

وأكدت أن هذه الموجة الحارة ستستمر حتى منتصف الأسبوع المقبل، وتحديدًا حتى يوم الثلاثاء، قبل أن تعاود درجات الحرارة الانخفاض التدريجي، مشددة على أن البرودة لن تكون بنفس شدة موجات الشتاء، ومع ذلك يُنصح بعدم التخفيف الكامل للملابس، خاصة خلال فترات الليل والصباح الباكر، لتجنب نزلات البرد.

وأشارت غانم إلى أن الشبورة المائية ستكون من الظواهر الجوية المؤثرة خلال هذه الفترة، خاصة في الساعات المتأخرة من الليل حتى الثامنة صباحًا، مما قد يؤدي إلى انخفاض في الرؤية الأفقية على بعض الطرق الزراعية والسريعة والقريبة من المسطحات المائية.

 أول موجة صيفية مبكرة في مصر 

 كشف الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ، أن الموجة الحارة الحالية تعد أول موجة صيفية مبكرة في مصر هذا العام، حيث شهدت البلاد ارتفاعًا في درجات الحرارة بمقدار 10 درجات عن المعدل الطبيعي. 

ووفقًا لتوقعات الأرصاد، ستبلغ ذروة الموجة الحارة يوم الاثنين 17 مارس 2025، حيث تسجل درجات الحرارة مستويات قياسية تصل إلى 35 درجة مئوية في الوجه البحري، وتتجاوز 37 درجة في محافظات الصعيد.

وأوضح فهيم أن الموجة الحارة ستبدأ في الانحسار التدريجي اعتبارًا من يوم الثلاثاء 18 مارس 2025، حيث ستنخفض درجات الحرارة بمعدل يتراوح بين 8 إلى 10 درجات مئوية، لتعود إلى معدلاتها الطبيعية بحلول السبت 22 مارس 2025، خاصة في محافظات الصعيد التي كانت الأكثر تأثرًا.

وحسب هيئة الأرصاد الجوية، فإن الأجواء الحارة ستستمر حتى نهاية الأسبوع الجاري، ولكن مع تغير في طبيعة الكتل الهوائية المؤثرة على البلاد، سيبدأ الطقس في الاعتدال تدريجيًا مع دخول فصل الربيع رسميًا في 20 مارس 2025.

وأكدت الأرصاد أن الانخفاض في درجات الحرارة سيكون واضحًا خلال ساعات الليل والصباح الباكر، وهو ما يستدعي توخي الحذر في تخفيف الملابس.

وأرجع خبراء الأرصاد الجوية أسباب هذه الموجة الحارة إلى تأثر البلاد بمرتفع جوي في طبقات الجو العليا، مما أدى إلى زيادة ساعات سطوع الشمس وارتفاع درجات الحرارة بشكل غير معتاد لهذا التوقيت من العام. 

و تلعب الكتل الهوائية القادمة من صحراء شبه الجزيرة العربية دورًا في رفع درجات الحرارة، وهو ما جعل بعض المناطق تسجل درجات حرارة أعلى من المعتاد بمقدار 5 إلى 6 درجات مئوية.

ومن المتوقع أن تشهد مصر موجات حارة أخرى خلال الفترة القادمة، خاصة مع اقتراب فصل الربيع الذي يبدأ بعد أيام الذي يتميز بتقلبات مناخية حادة. 

وأشارت هيئة الأرصاد إلى أن التغيرات المناخية العالمية تلعب دورًا رئيسيًا في حدوث موجات حارة مبكرة، وقد يتكرر هذا النمط المناخي خلال الأشهر المقبلة.

وأكدت هيئة الأرصاد الجوية أن انتهاء الموجة الحارة في مصر سيكون تدريجيًا، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض ابتداءً من منتصف الأسبوع المقبل. 

ونصحت المواطنين بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، وضرورة شرب كميات كافية من المياه لتجنب آثار الإجهاد الحراري، بالإضافة إلى تجنب تخفيف الملابس بشكل مبالغ فيه، نظرًا لاحتمالية عودة الأجواء الباردة خلال الفترات الليلية والصباح الباكر.

ومع انتهاء الموجة الحارة، يتوقع أن يشهد الطقس حالة من الاستقرار النسبي، مع استمرار التغيرات المناخية المفاجئة التي قد تؤدي إلى انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة. 

مقالات مشابهة

  • هل تصل لــ40 درجة ؟| مفاجأة بشأن طقس الأيام المقبلة.. إيه الحكاية؟
  • استعدوا للقادم.. موعد انتهاء الموجة الحارة في مصر
  • ما نقاط التحول المناخية ولِم هي خطيرة؟
  • المشاط: 400 مليار دولار سنويًا متطلبات أفريقيا لمواجهة التغيرات المناخية
  • مدبولي: برنامج نوفي يدعم الفئات الأكثر احتياجا في مواجهة التغيرات المناخية
  • مدبولي: التغيرات المناخية تمثل تهديدا عالميا وآثارها عميقة
  • وزير الري يبحث إطلاق مرحلة ثانية من "مشروع تعزيز التكيف مع التغيرات المناخية"
  • طقس اليوم الخميس.. شبورة مائية كثيفة وانعدام الرؤية على الطرق الزراعية بالإسكندرية
  • إزالة 5 حالات تعد بالبناء على الأراضي الزراعية بمركز أبشواي بالفيوم.. صور
  • ارتفاع الحرارة وتراجع غير مسبوق للجليد القطبي.. التغيرات المناخية تهدد كوكب الأرض