سودانايل:
2025-03-10@17:31:03 GMT

معركة الفاشر تحدد مسارات الحرب السودانية

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT

الخرطوم – زاد التحشيد من قبل الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ما يجعل نتيجتها مؤثرة ويمكن أن تحدد مسار الصراع السوداني ونتائجه، ويعتبرها كل طرف مصيرية؛ فهي بالنسبة إلى الجيش آخر حامية عسكرية تتواجد فيها قواته ضمن إقليم دارفور بعد سيطرة الدعم السريع على نحو 80 في المئة، وخسارة الجيش لهذه المدينة تعني خسارة جميع ولايات الإقليم الخمس.



أما انتصار الدعم السريع في معركة الفاشر فسيؤدي إلى التحكم في مصير إقليم دارفور وتوجيه ضربة مادية ومعنوية للجيش، في حين أنه أعلن عن تحقيق تقدم في أم درمان، ويمنح قوات الدعم السريع فرصة إعادة ترتيب أوضاع الإقليم والبحث عن صيغة مناسبة للتعاون مع قواه المحلية الرئيسية.

وتمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على أربع ولايات من أصل خمسة في إقليم دارفور، هي جنوب وغرب وشرق ووسط دارفور، ولم تتبقّ إلا ولاية شمال دارفور التي تعيش وضعا استثنائيا، حيث تتمركز قوات الدعم السريع في شرق المدينة، وتتواجد قوات تابعة للجيش وحركات مسلحة في أجزاء أخرى.

انتصار الدعم السريع في معركة الفاشر يؤدي إلى التحكم في مصير إقليم دارفور وتوجيه ضربة مادية ومعنوية للجيش

ويفضي تفوق معسكر الجيش إلى تأكيد قدرته على استرجاع ما سيطرت عليه قوات الدعم السريع من مساحات كبيرة داخل إقليم دارفور وخارجه في العام الأول من الحرب، وبالتالي كسر حلقة رئيسية مما تردد حول وجود سيناريو لفصل الإقليم.

وأعربت الولايات المتحدة الأربعاء عن قلقها من مؤشرات على هجوم وشيك من قبل قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وحثت الأطراف السودانية المسلحة على وقف الهجمات.

والجمعة حذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة من أن نحو 800 ألف شخص في مدينة الفاشر معرضون لخطر شديد ومباشر في ظل تزايد أعمال العنف والتهديد بإطلاق العنان لصراع قبلي دموي في جميع أنحاء دارفور.

وحشدت قوات الدعم السريع مسلحيها في سبتمبر الماضي للهجوم على الفاشر ثم تراجعت بعد تفاهمات مع عدد من قادة الحركات المسلحة كانت تقف على الحياد، لكنْ تم اختراق الحياد بالانحياز إلى الجيش.

وأكد القيادي في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير المعز حضرة أن الحرب الدائرة في السودان لم تتّخذ مسارا مناطقيا، وأن الحشد من جانب الجيش والدعم السريع وتحالفات كل منهما يبرهن على حالة الاستقطاب الحاد الذي قد يفرز شكلا من أشكال الحرب الأهلية، ويضر بالوحدة القومية، ليبقى مستقبل الدولة على المحك.

وأوضح حضرة في تصريح لـ”العرب” أن “سقوط الفاشر يعني المزيد من التفتت والتشرذم في السودان، وأن 80 في المئة تقريبًا من مناطق السودان طالتها الحرب، ومن المتوقع أن تشهد بقية المناطق تباعًا اشتباكات مماثلة، وتحديدا في شندي وعطبرة بجهة الشمال”.

وأشار إلى أن سيطرة أي طرف على الفاشر لا يعني أنه حقق انتصارا نهائيا، لأن الصراع سيتخذ منحى قبليّا، ومعايير الانتصار والهزيمة تتبدل، مع إمكانية تمدد الصراع بين القبائل في ظل وجود الحركات المسلحة وتحصنها بمدينة الفاشر.

وأعلنت كل من حركة تحرير السودان بقيادة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بقيادة وزير المالية جبريل إبراهيم، التخلي عن الحياد والانضمام إلى القتال بجانب الجيش في مواجهة الدعم السريع.

وكانت مسؤولة الشؤون السياسية في الأمم المتحدة روزماري ديكارلو قد قالت لمجلس الأمن إن الاشتباكات بين قوات الدعم السريع وعناصر من قوات الدفاع الشعبي المتحالفة مع الجيش تقترب من الفاشر، ما يطلق العنان لصراع قبلي في دارفور. وشددت قوات الدعم السريعِ الحصارَ الذي تفرضه على الفاشر بشمال دارفور مؤخرا وقامت بحشد المئات من المقاتلين الجدد على أطراف المدينة.

وذكرت تقارير محلية أن الآلاف من المقاتلين تحركوا نحو الفاشر من مواقع مختلفة لإحكام السيطرة على المدينة الوحيدة التي تتواجد فيها حامية الجيش بدارفور، وقوة قوامها 700 مقاتل على ظهر سيارات دفع رباعي ودراجات نارية تحمل أسلحة ثقيلة من مدافع وثنائيات ورشاشات ومضادات الطيران، جاءت من نيالا بقيادة مالك علي متجهة نحو مدينة الفاشر.

وكشف موقع “دارفور 24” انسحاب العقيد صالح الفوتي من مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان والاتجاه إلى الفاشر، ووجود أعداد كبيرة من مقاتلي الدعم السريع في المناطق المجاورة لمحلية الكومة، 76 كيلومترا شمال شرقي المدينة.

ولفتت مصادر من مدينة زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور إلى تحرك الآلاف من المقاتلين نحو مدينة الفاشر عبر مدينة كأس والملم وميرشنج التابعة لجنوب دارفور.

وعزز الجيش وقوات الحركات المسلحة المتعاونة معه دفاعاتهم في جنوب مخيم زمزم للنازحين، وشوهد الدفع بعدد من السيارات وحفر الخنادق حول المدينة في محاولة لمنع قوات الدعم السريع من دخول المدينة من الجنوب.

oo

وزودت الطائرات الحربية حامية الجيش في مدينة الفاشر بإمدادات من الذخائر ومدافع الهاون وطائرات مسيرة هجومية واستطلاعية ونخبة من القوات الخاصة.

وزاد الموقف تعقيدا في دارفور إثر إعلان رئيس مجلس الصحوة الثوري وزعيم قبيلة المحاميد الشيخ موسى هلال قبل أيام انحيازه إلى الجيش والقتال معه ضد قوات الدعم السريع، ما أثار جدلاً بسبب الخصومة السابقة بينه وبين قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) الذي قام باعتقاله وتسليمه إلى الخرطوم في نوفمبر 2017 ثم أطلق سراحه.

ومن راهنوا على أهمية انحياز هلال إلى الجيش في معارك الفاشر تجاهلوا أن قوات الدعم السريع اتفقت معه في فبراير الماضي على تجاوز نقاط الخلاف والتزام كل طرف بعدم الإضرار بالآخر، ومنحه الاتفاق حق الاحتفاظ بجيشه ومعسكراته.

كما تبرأت بعض قيادات الإدارات الأهلية لقبيلة المحاميد في ولاية غرب دارفور من تصريحات هلال التي أعرب فيها عن دعمه الجيش، وقال أحد أمراء القبيلة إن أبناء المحاميد أكثر أبناء الشعب السوداني تضررا من ممارسات الجيش، وقال آخر إن أبناء هلال في الصفوف الأمامية مع قوات الدعم السريع، لكن تصفية الحسابات المؤجلة بين هلال وحميدتي يمكن أن تؤجج الصراع في دارفور.

نقلا عن العرب  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع الدعم السریع فی مدینة الفاشر إقلیم دارفور إلى الجیش

إقرأ أيضاً:

الكشف عن مقبرة جماعية ومركز تعذيب بالسودان.. واتهامات للدعم السريع

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن وجود أدلة تم الكشف عنها تظهر مركز تعذيب ومقبرة جماعية شمالي العاصمة السودانية الخرطوم، مشيرة إلى أن المركز كان واقعا تحت سيطرة قوات الدعم السريع، فيما قال الناجون الذين تم إنقاذهم إنهم تعرضوا للتعذيب والتجويع وموت سجناء كانوا معهم.  

ويقدر أن أكثر 500 شخصا تعرضوا للتجويع  وماتوا نتيجة للتعذيب، ثم تم دفنهم في مقبرة سرية في شمال الخرطوم، حسب الأدلة التي أطلعت عليها "الغارديان" في تقرير ترجمته "عربي21".

وبعد زيارة تمت بعد فترة قصيرة من مغادرة قوات الدعم السريع وقام بها الجيش السوداني، عثر على مركز سري وتنتشر فيه الأصفاد المعلقة من الأبواب وغرف يبدو أنها استخدمت للتعذيب وأرضية الغرف الملوثة بالدم.  

ووصف أشخاص اعتقلوا في المركز، التعذيب المستمر الذي مارسه جلاديهم عليهم. ووجد إلى جانب المركز مقبرة بـ 550 قبرا بدون شواهد وبعضها حفرت حديثا ومقابر تحتوي على أعداد من الأشخاص.
ويعتبر الموقع أكبر مقبرة مؤقتة يعثر عليها في السودان، أثناء الحرب الأهلية، ولو تم التأكد منها فستكون أسوأ جريمة حرب ترتكب في الحرب السودانية الوحشية.  


وقال الأشخاص الذين تم إنقاذهم من المركز في الجزء الجنوبي للقاعدة العسكرية التي تبعد 40 ميلا عن  العاصمة أن الكثيرين ماتوا فيها ودفنوا في مقابر قريبة، حسب التقرير.

ولاحظ الأطباء الذين فحصوا الناجين علامات تعذيب وتوصلوا إلى نتيجة أنهم تعرضوا للتجويع. وسيطرت قوات الدعم السريع على القاعدة الواقعة قرب غاري، والتي استخدمها كمركز تدريب وتحكم بعد اندلاع القتال مع الجيش السوداني في 15 نيسان/أبريل 2023.

وتسببت الحرب بأسوأ مجاعة إنسانية في العالم وقتل فيها عشرات الألاف وشردت أكثر من 14 مليون شخصا. وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" التي حققت في انتهاكات خلال الحرب السودانية، إن الموقع قد يكون  واحدا من "أكبر مشاهد الجرائم التي ترتكب في السودان منذ بداية الحرب".   

ووجد الدكتور هشام شيخ الذي قام بفحص 135 رجل عثر عليهم هناك بعد سيطرة القوات السودانية المسلحة على المكان في نهاية كانون الثاني/يناير. وقال إن الأدلة السريربة تظهر تعذيبا وتجويعا مزمنا للمعتقلين.

وقال شيخ لـ "الغارديان"، إن الرجال وكلهم مدنيون كانوا في حالة من الصدمة عندما تم اكتشافهم ولم يكونوا قادرين على الكلام، مضيفا "عندما وصلنا إلى هناك، لم يكونوا قادرين على المشي، وكان علينا حملهم وعليهم علامات خطيرة بسبب الضرب والتعذيب".

وأشار إلى أن "بعضهم كان يعاني من جراح سيئة بسبب التعذيب، وقد أصيب بعضهم برصاص في الساق وتعرضوا للضرب بالعصي التي تركت علامات: ندوب مستقيمة نظيفة من الضرب. وتعرضوا جميعا للتعذيب".

وتعرض أحد الرجال للضرب بشكل متكرر من قبل حراس قوات الدعم السريع لدرجة أنه اتخذ وضعية الجنين لفترة طويلة لحماية نفسه. وقال في بيان لطاقم طبي عسكري سوداني: "ضربوني صباحا وليلا واستهدفوني واعتدت على الجلوس وركبتي مثنيتين لدرجة أنني الآن لا أستطيع فرد ساقي للمشي".
  
وبحسب التقرير، فإن هذه النتائج تثير تساؤلات حول مصداقية قوات الدعم السريع، بعد أيام من توقيعها على ميثاق سياسي في كينيا لإنشاء حكومة سودانية موازية في المناطق التي تسيطر عليها.

وتؤكد صور الأقمار الإصطناعية للقاعدة أن القبور لم تظهر إلا بعد بدء الحرب وبعد احتلال قوات الدعم السريع للموقع. وتظهر صورة التقطت بعد أسابيع من بدء الحرب عدم وجود أي أثر لتلال الدفن بجانب طريق أحادي المسار في القاعدة. وتكشف صورة أخرى لنفس الموقع، تم التقاطها بعد عام في 25 مايو 2024، عن عدد كبير من التلال الممتدة على مسافة حوالي 200 مترا.

وقال النقيب جلال أبكر من الجيش السوداني إنه خدم في قاعدة غاري حتى اندلاع الحرب في عام 2023، وأضاف أنه لم يكن هناك موقع دفن حينها: "كنت هناك حتى رمضان في ذلك العام [22  أذار/مارس إلى 20  نيسان/أبريل 2023]، ولم تكن هناك مقبرة".

وقال الرقيب محمد أمين، الذي يعمل الآن في غاري: "كل الجثث المدفونة هناك ماتت في القاعدة"، حسب الغارديان.

وأضاف شيخ أن الناجين تحدثوا عن وفاة أسرى آخرين، مردفا "قال لي الكثير منهم إن الكثير ماتوا في الداخل وأن عددا منهم ماتوا بسبب التعذيب".

وقال ضابط كبير في الجيش السوداني، وهو العقيد بشير تاميل، إن المعتقلين عثر عليهم مقيدين بأيديهم وأرجلهم معا. وأضاف: "كانوا في حالة سيئة للغاية مع علامات على أجسادهم وإصابات".

وقال جان بابتيست غالوبين، من قسم الأزمات والصراع والأسلحة في منظمة "هيومان رايتس ووتش"، إنه من الضروري أن تعامل السلطات التي تسيطر على القاعدة باعتبارها موقعا محتملا لجرائم الحرب وأن تبذل "جهودا فورية لتأمين وجمع وحماية الأدلة التي قد تكون حاسمة لجهود المساءلة".  


وحتى الآن، يبدو أن الموقع محفوظ بالكامل بدون وصول عام حيث يحمي الجيش السوداني الموقع لحماية الأدلة. ويأمل خبراء المقابر الجماعية الدوليون أن يسمح للمحللين المستقلين بالوصول إلى الموقع. وقد وقعت العديد من الفظائع الأكثر في الصراع بالمنطقة الغربية من دارفور، حيث اتهمت قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها بالتطهير العرقي.  

وفي وقت سابق من هذا العام، اتهمت الولايات المتحدة المجموعة شبه العسكرية بالإبادة الجماعية. وتحقق المحكمة الجنائية الدولية في الانتهاكات في دارفور. ويتم تسليم أدلة الجرائم ضد الإنسانية التي كشفت عنها صحيفة "الغارديان" إلى المدعي عام المحكمة الجنائية الدولية.  

كما اتهم الجيش السوداني بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين، حيث فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قادته.  

وتعتقد مصادر عسكرية أن قوات الدعم السريع لم تتوقع أبدا العثور على مركز الاحتجاز ومقبرة بالقرب من غاري. وحتى وقت قريب، احتلت المجموعة الكثير من الأراضي في المنطقة لدرجة أنها ربما اعتقدت أن الموقع آمن من الهجوم.

وتم الاتصال بقوات الدعم السريع للتعليق. وعندما اتهمت بارتكاب انتهاكات في الماضي، ردت المجموعة بإرسال مدونة سلوك تحظر إساءة معاملة المعتقلين وقالت إنها لديها لجنة للتحقيق في الانتهاكات ومقاضاة المسؤولين عنها، وفقا لتقرير "الغارديان".

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يكثف هجماته على معاقل الدعم السريع وعينه على القصر الرئاسي ومركز العاصمة الخرطوم.. آخر المستجدات
  •  مقتل 9 مدنيين في قصف مدينة استعادها الجيش السوداني  
  • تحركات عاجلة من مجلس السيادة لإنقاذ معسكر تستهدفه الدعم السريع
  • أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟
  • الجيش السوداني يكشف عن هروب سيارات قتالية لـ”الدعم السريع” من الفاشر
  • معتقلون يكشفون عن إعدامات وتعذيب على أيدي الدعم السريع السودانية
  • انسحاب كبير لـ “الدعم السريع” من الفاشر.. الجيش يكشف التفاصيل
  • وزير الدفاع السوداني: الجيش قطع شوطا طويلا ضد الدعم السريع
  • الكشف عن مقبرة جماعية ومركز تعذيب في السودان.. واتهامات للدعم السريع
  • الكشف عن مقبرة جماعية ومركز تعذيب بالسودان.. واتهامات للدعم السريع