دياب: قرار وقف سداد اليوروبوندز لم يكن عشوائياً
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
صدر عن المكتب الإعلامي للرئيس حسان دياب التالي: "جدّد الرئيس البروفسور حسان دياب التأكيد أنّ "قرار التوقف عن سداد اليوروبوندز الذي أُعلن من القصر الجمهوري في بعبدا في آذار 2020 لم يكن قراراً عشوائياً، بل أتى بعد سلسلة اجتماعات واتصالات مع كلّ المعنيين في هذا الشأن بدءاً من وزارة المالية ومصرف لبنان وصولاً إلى المصارف الخاصة والشركات التي كانت تستحوذ على نسبة من تلك السندات".
ورأى خلال استقباله في مكتبه أمس الخبير المالي والاقتصادي أحمد بهجة، أنّ "الرأي العام يجب أن يطّلع على هذه الحقائق، وأن لا يظلّ مأخوذاً بالأضاليل الموزعة هنا وهناك من قبل الجهات نفسها التي ضيّعت أموال اللبنانيين وجنى أعمارهم، والتي لا بدّ مهما طال الزمن من إخضاعها للمحاسبة والمساءلة والمحاكمة".
وذكّر دياب بأنّ "الدعم بدأ منذ العام 1993 مع بدء دعم العملة الوطنية واستمر لسنوات طويلة، وهو مستمرّ حتى اليوم بشكل أو بآخر".
وختم بطرح السؤال التالي: "مَن هي الجهة أو الجهات التي منعت ولا تزال تمنع أيّ إصلاح لمصلحة لبنان وشعبه واقتصاده؟ والسؤال الأكبر: مَن هي الجهة أو الجهات التي ترضخ لمَن يمنع الإصلاح...؟".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
واشنطن تنقذ لبنان بالقوة
كتب طوني عيسى في" الجمهورية": في الحقيقة، فوَّت اللبنانيون، خلال 20 عاماً، فرصتين كبيرتين للإنقاذ:
1- خروج القوات السورية من لبنان في العام 2005 ، من دون "ضربة كف"بدعم أميركي. وقد تمّ إحباط هذه الفرصة النادرة، ولم تنجح القوى اللبنانية في تأسيس حياة سياسية طبيعية
وسلطة مستقلة بعد خروج السوريين، إذ نجح "حزب الله" في تعويض الخسارة السورية والإمساك بالقرار مباشرة في السنوات التالية، فيما ضعفت منظومة خصومه وتفككت.
2- انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 التي تمكّن "الحزب" أيضاً من إحباطها، معتبراً أنّها أساساً من تدبير الأميركيين وحلفائهم بهدف إضعافه وانتزاع حضوره من داخل السلطة.
على مدى عقدين، تبادل الأميركيون وحلفاؤهم رمي المسؤوليات عن الفشل في مواجهة "حزب الله" في لبنان. بل إنّ قوى 14 آذار و "التغيير " استاءت من أنّواشنطن أبرمت في العام 2022 صفقة ترسيم الحدود بحراً بالتفاهم مع "حزب الله" دون سواه، وكانت تحاول إبرام صفقة مماثلة معه في البرّ لولا انفجار الحرب في غزة، خريف 2023 . وأما موفدها عاموس هوكشتاين فبقي يتوسط بين "الحزب" وإسرائيل أشهراً ويغريه بالتسهيلات لوقف "حرب المساندة"، ولكن عبثاً. في المقابل، تعتبر الولايات المتحدة أنّها كأي دولة أخرى مضطرة إلى التعاطي مع الأمر الواقع لإنجاز التوافقات الإقليمية، وأنّ مفاوضة "الحزب" لا بدّ منها لأنّه هو صاحب القرار الحقيقي في بيروت، ومن دون رضاه لا تجرؤالحكومة على اتخاذ أي قرار. هذه الحلقة المفرغة التي بقيت تدور فيها واشنطنوحلفاؤها الغربيون والعرب ومعهم خصوم "حزب الله" انكسرت في الأسابيع الأخيرة نتيجة الحرب الطاحنة في لبنان والتطورات الانقلابية في سوريا. وللمرّة الأولى منذ تأسيسه في العام 1982، يبدو "حزب الله" معزولاً عن أي دعم خارجي ومحاصراً، فيما قدراته العسكرية الباقية موضوعة تحت المراقبة، في جنوب الليطاني كما في شماله.
عملياً، تبدّلت اليوم طبيعة "حزب الله". فهو لم يعد نفسه الذي كان في 2005 و 2019، وباتت قدرته على استخدام السلاح محدودة جداً، فيما المحور الذي يدعمه من دمشق إلى طهران تلاشى تقريباً. وهذا الواقع سيسمح بإحداث تغيير لم يكن ممكناً، لا قبل 20 عاماً ولا قبلها ب 20 عاماً. وهو ما سيستغله الأميركيون في الأسابيع والأشهر المقبلة، لتكون "الثالثة ثابتة"، فينجحون في 2025 بعدما فشلوا في 2005 و 2019 .