تمكنت "القوات اللبنانية" في الفترة الاخيرة من تحقيق قفزة شعبية كبيرة حضرت لها منذ خروج رئيسها سمير جعجع من السجن، واستطاعت بعد جهد من تجاوز "التيار الوطني الحر" بشكل علني وكبير داخل الساحة المسيحية وهذا ما اعطاها ثقة كبيرة وهامشا واسعا في التحرك الميداني والسياسي والاعلامي، لكن هذا الامر لم يترافق ابدا مع خطة استراتيجية من اجل "تقريش" هذا التقدم الشعبي.



بالرغم من الارقام الكبيرة التي حققتها معراب في الإنتخابات النيابية الاخيرة في البيئة المسيحية، لا تزال تتعاطى ان همها الوحيد هو السيطرة الشعبية المطلقة على المسيحيين، بمعنى اخر، هناك رغبة قواتية برفع مستوى التأييد الشعبي المسيحي لها الى حدود غير مسبوقة وهذا الامر يفرض عليها سلسلة من الخطوات وخطابا سياسيا قد لا يكون مفيدا على صعيد المكاسب الاستراتيجية والداخلية وحتى السلطوية.

تعمل "القوات" بنفس الراغب بإقصاء "التيار" بالكامل عن الشارع المسيحي واضعافه بشكل واسع، وهذا الذي ادى الى رفض اي تقارب جديد مع العونيين بالرغم من المساعي العلنية والملحة لرئيس "التيار" جبران باسيل الذي اظهر رغبته بالتحالف والتقارب والتنازل لمعراب بشرط فتح صفحة جديدة، لكن القوات ترفض اعادة الشرعية المسيحية لباسيل ولو على حساب الاهداف الاستراتيجية مثل ايصال رئيس للجمهورية معارض لحزب الله.

على صعيد اخر لم تقدم القوات اي تنازل او رغبة بالتقارب مع "حزب الله" لان مثل هذا التقارب يؤدي الى خسارة شعبية للقواتيين، لا بل ذهبت الى اشتباك سياسي واسع مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كي لا يتفرد باسيل بالاشتباك معه، وكل ذلك بهدف الكسب الشعبي، لكن الخسائر القواتية بدأت تصبح كبيرة خصوصا ان الخلاف مع بري مثلا ادى الى خسارتها التحالف مع رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" السابق وليد جنبلاط الذي ابتعد عن المعارض وتقارب مع "قوى الثامن من اذار".

اليوم تحتاج "القوات اللبنانية" الى تحالفات، ادركت ذلك ام لم تدرك، خصوصا ان مؤشرات التسوية السياسية في لبنان والمنطقة ظاهرة للملأ، تأخر إتمامها ام لم يتأخر، وعليه فإن معراب وكأي قوة سياسية بحاجة للاستفادة من قوتها الشعبية والنيابية للوصول الى السلطة وترجمة خطابها السياسي داخلها، وعليه فإن فقدان "القوات" لاي تحالف جدي على الصعيد الوطني والمسيحي يضعها في ازمة سياسية حقيقية ويجعل اي تقدم في الشارع لزوم ما لا يلزم.

منذ ايام غمز رئيس مجلس النواب نبيه بري من قناة جعجع موجها له نقدا لاذعاً في السياسة، اذ بات جعجع يظهر وحيدا في كل الاستحقاقات الدستورية وتنحصر تحالفاته على قوى المعارضة التي يشكل هو عمودها الاساسي، وحتى الخلاف بين "قوى الثامن من اذار" وباسيل لا يؤثر على التوافقات في القضايا الداخلية كمسألة الإنتخابات البلدية وتأجيلها وانتخابات نقابة المهندسين والنتيجة واحدة هي خسارة القوات بالرغم من كل قوتها الشعبية.

امام كل هذا المشهد السياسي المعقد قواتيا، اتجهت معراب الى الدعوة للقاء لقوى المعارضة. وبدل ان يكون النقاش في تفاصيل الاستحقاقات وتحديدا الاستحقاق الرئاسي لتوحيد الجهود لانتخاب رئيس ينقذ الموقع المسيحي من الفراغ، استعانت القوات بعناوين تتمحور حول مهاجمة "حزب الله" وانتقاده، وهي عناوين قادرة على استقطاب قوى المعارضة عموما، في الوقت يستمر فيه العجز عن اي خطوة تحالفية مرتبطة بالرئاسة او بالقضايا الداخلية...
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

بعنوان «التيسيرات والتحديات».. جامعة حلوان تنظم لقاءً حول الحياة الجامعية للطلاب ذوي الإعاقة

نظمت جامعة حلوان لقاءاً تحت عنوان "الحياة الجامعية للطلاب ذوي الإعاقة- التيسيرات والتحديات"، بحضور نخبة من قيادات الجامعة، وياتى ذلك في إطار اهتمام الدولة المصرية بذوي الهمم، وتأكيداً على إلتزام الجامعة بدعم وتمكين طلابها من هذه الفئة المتميزة من خلال سلسلة من المبادرات والفعاليات الهادفة.

وأكد الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان أن الجامعة تسعى لتوفير بيئة تعليمية شاملة ومتكاملة تُمكّن الطلاب ذوي الهمم من تحقيق أقصى إمكاناتهم الأكاديمية والاجتماعية. وأضاف: "نحرص على تقديم كافة أشكال الدعم اللازم لهم من خلال التيسيرات المخصصة، إلى جانب إطلاق برامج ومبادرات تعمل على تعزيز مهاراتهم وتنميتها".

ومن جانبه، أشار الدكتور حسام رفاعي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، إلى أن اللقاء تضمن عرضا تفصيليا للتيسيرات التي تقدمها الجامعة، ونبذة عن الأنشطة التي أقيمت خلال الفصل الدراسي الأول. وعرض انشطة الجامعة لمبادرة تمكين التى أطلقتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمى، كما تناول اللقاء مناقشة المقترحات والتحديات التي تواجه الطلاب ذوي الهمم في إطار حرص الجامعة على تحقيق التواصل المباشر مع الطلاب والاستماع إلى آرائهم واحتياجاتهم.

كما أكد مركز التميز للأفراد ذوي الإعاقة بالتعاون مع الإدارة العامة لرعاية الشباب، المنظمين للفعالية، التزامهما الكامل بتنفيذ الخطط الاستراتيجية للجامعة في مجال دعم وتمكين الطلاب ذوي الإعاقة.

وأوضح الجهتان أن هذه المبادرة تأتي في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز الدمج الأكاديمي والمجتمعي لهذه الفئة، وتوفير كافة سبل الدعم اللازمة لضمان حصولهم على فرص تعليمية متكافئة، بما يتماشى مع رسالة الجامعة في تحقيق العدالة التعليمية والمساواة بين جميع الطلاب.

واختتم اللقاء بمجموعة من التوصيات التي تركز على تعزيز التعاون بين جميع الأطراف المعنية لضمان استمرارية تقديم الدعم اللازم للطلاب ذوي الهمم، بما يواكب توجيهات القيادة السياسية ورؤية مصر 2030.

تجدر الإشارة إلى أن الجامعة تهدف إلى استكمال مسيرتها نحو التميز من خلال تنظيم المزيد من الفعاليات والأنشطة التي تخدم ذوي الهمم وتعزز إدماجهم الفعّال في الحياة الجامعية.

هذا و أشرف على تنظيم اللقاء كل من الدكتور حسام رفاعي نائب رئيس الجامعة، الدكتور أشرف مرعي، مستشار رئيس الجامعة لشئون الطلاب ذوي الإعاقة، والدكتورة دينا الحمادي مدير مركز التميز، كما شارك في الفعالية هشام رفعت امين الجامعة المساعد، ومحمد السيد جاد مدير عام الإدارة العامة لرعاية الشباب، الدكتورة ريهام عصام خطاب مدير المشروع، إلى جانب الطالب يوسف أحمد، رئيس اتحاد طلاب الجامعة.

مقالات مشابهة

  • بعنوان «التيسيرات والتحديات».. جامعة حلوان تنظم لقاءً حول الحياة الجامعية للطلاب ذوي الإعاقة
  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة في المشهد المصري؟
  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة بالمشهد المصري؟
  • حصة القوات أكبر من حصة التيار
  • وزارة الأوقاف تنظم لقاء الجمعة للأطفال بمسجد الرقيب بالهرم
  • لقاء بين مسؤولي الجامعة اللبنانية ومجلس الجنوب في النبطية
  • غوتيريش: هناك أهمية لدعم القوات اللبنانية
  • استعدادا لحظر تيك توك.. 10 تطبيقات تكسب شعبية كبيرة في أمريكا
  • ماكرون يفتتح لقاءاته اللبنانية باجتماع مع ميقاتي لقاء بري وسلام يحدد اتجاهات المسار الحكومي
  • القوات المسلحة السودانية تستنكر القرار الجائر الذي صدر ضد البرهان