اعتبر رئيس حزب "القوات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "حزب الله" غير قادر على الدفاع عن لبنان، مشيراً إلى أنّ بقاء الحزب في مكانه عند الحدود مع إسرائيل قد يعرض الجنوب إلى مخاطر أكبر، وقال: "في هذا الوقت، لدينا حل بين أيدينا وهو إنتشار الجيش اللبناني على كامل الحدود وفي كل نقطة ينتشر فيها الحزب على أن ينسحب الأخير إلى الداخل كمرحلة أولى".

 
كلامُ جعجع جاء خلال لقاء أقيم في معراب، اليوم السبت، جمع نواباً وسياسيين، حيث قال: "أهل جنوب لبنان يدفعون ثمن أن يكون لإيران ذراع عسكرية إلى جانب إسرائيل، فهل يجوز ذلك في وقت اتضح أن هذا الذراع العسكري لم يقدّم أي شيء لقطاع غزة؟".
وأردف: "تبرير حزب الله لوجوده على الحدود أنه يحمي لبنان، وما تبيّن معنا بأن ادعاء الحزب غير صحيح لأنه غير قادر على الدفاع عن لبنان وهذا ما نحن نعرفه مسبقاً".
ورأى جعجع أنّ ما يقوم به حزب الله في جنوب لبنان لم يقدم أي إفادة لفلسطين بأي شيء، إنما أضرّها بشكل كبير، مشيراً إلى أن الهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل، ساهم في تقديم الضرر لفلسطين بدلاً من إفادتها، وقال: "الدليل على ذلك أنه على أثر هذا الهجوم، عاد العالم ليتعاطف مع إسرائيل مجدداً بعد أن كان هناك تبدّل في الموقف الدولي تجاه ما يحصل في غزة".
وأشار جعجع إلى أنّ العمليات العسكرية في الجنوب بدأت بقرارٍ من "حزب الله"، مشيراً إلى أنه لا يحق لأي أحد أو لأي حزب أن يرمي شعباً في الحرب، وقال: "القضية الفلسطينية واجب علينا جميعاً لأنها حق وهي إحدى أهم قضايا المنطقة ونحن مع القضية الفلسطينية، ولكن أن نكون معها شيء وأن نتاجر بها شيء آخر".
وتابع: "أقصى تمنياتي أن تقوم إيران أو حزب الله باحتلال تل أبيب ولكن هذا ليس الواقع. لا يمكن أن يحصل في قطاع غزة أكثر من الذي حصل وكل العمليات العسكرية التي انطلقت من جنوب لبنان لم تساعد غزة بل تكبدنا خسائر بالأرواح وتدمير كلّي لبعض القرى وجزئي لقرى أخرى واخترب البلد".
وأردف: "الأمور ذاهبة نحو الأعظم ونحن مجموعة شخصيات وكتل ونواب وقادة رأي وصحفيين لا نستطيع أن نكمّل "مكتوفي الأيدي"، ونحن اليوم نسلّط الضوء على الخطر الذي يطاولنا ويطاول الجنوب، وبحسب كل التحاليل وكل المعلومات قد تتطور الأوضاع في جنوب لبنان بما لا تحمد عقباه وتمتد الحرب إلى شبه شاملة".
وأضاف: "في المقابل، هناك نقطة واحدة بيضاء يمكن أن تغير الصورة في ما خص جنوب لبنان، والوضع ليس مقفلاً وعلى حكومة تصريف الأعمال تحمل مسؤوليتها ولو كانت حكومة تصريف أعمال، والمجلس النيابي مسؤول أيضاً في مكان ما، لأننا أمام خطر يمكن أن يكون داهماً".
وفي الشّق السياسي، قال جعجع إن محور الممانعة يحاول منع أي شيء إيجابي، مشيراً إلى أنّ مؤسسات الدولة تتحلّل والخدمات تقلّ وسط تعطيل الانتخابات الرئاسية، وأردف: "وصلنا إلى وضع لا دولة في لبنان، وهناك دويلة تصادر القرار الاستراتيجي وتشرّع معابر غير شرعيّة على الحدود الشرقية".
وأضاف: "إن تعطيل الانتخابات الرئاسية أدى إلى تعطيل كافة المؤسسات في الدولة والمشكلة هو وجود دويلة تصادر القرار العسكري في لبنان وهناك تقريباً 25 معبر غير شرعي بلا أي رقابة دولية وعلى هذه المعابر مرت جثة الشهيد باسكال سليمان من دون لا حسيب ولا رقيب".
وأردف: "لبنان خسر الكثير من المزايا التي كان يتحلى بها سابقاً مثل تطبيق سيادة الدولة بشكل عام. المعارضة لا تملك أدوات تنفيذية، فهي بيَد الموالاة، وكنّا نجتمع للبحث في كيفية معالجة بعض المشكلات، ولكن إمساك بعضهم بالسلطة يعيق ما نطمح إليه من نمو اقتصادي".




المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: جنوب لبنان حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

من جنوب لبنان إلى شماله.. قصص سجناء تحرروا من السجون السورية

بيروت- في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بدأت مرحلة جديدة في تاريخ سوريا مع سقوط النظام السوري، حيث تمكنت قوات المعارضة السورية من تحرير السجناء من أسوأ سجون البلاد.

وفي تلك اللحظات، خرج المعتقلون المحررون من قبضة النظام ليحملوا معهم حكايات مريرة عن التعذيب والمعاناة التي عاشوها في الزنازين.

أما أولئك الذين عبروا الحدود عائدين إلى لبنان بعد إطلاق سراحهم، فقد حملوا معهم أكثر من مجرد أجساد مثقلة بالآلام، حملوا أيضا ذاكرة مليئة بالألم والعنف، وقصصا مروعة عن أساليب التنكيل التي تعرضوا لها.

عذاب لا يمكن وصفه

يروي علي جونة الفلسطيني المقيم في مخيم الرشيدية بمدينة صور جنوب لبنان، تفاصيل تجربته المريرة داخل السجون السورية التي استمرت شهرين قبل تحريره إثر سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

يقول علي، في حديث خاص للجزيرة نت، "كنا 16 شخصا سوريا وأنا الوحيد بينهم فلسطيني من لبنان، لم أكن أحمل أي هوية ودخلت سوريا بطريقة غير نظامية، ووُجهت لي تهمة الإرهاب، بزعم أنني قدمت للانضمام إلى المسلحين أو كنت في طريقي إلى تركيا، حاولت إقناعهم ببراءتي".

ويضيف "حاولت توضيح الأمر بأني جئت فقط لأستأجر بيتا لي ولعائلتي حتى تنتهي الحرب في لبنان وأعود، لكنهم رفضوا تصديقي، واتهموني بالتخطيط لدعم المجموعات المسلحة أو الانضمام إليها".

إعلان

ويتابع "مكثت 20 يوما في خان شيخون تحت التحقيق، ثم نقلت إلى حمص بمنطقة تسمى البولوني، حيث قضيت يومين، بعد ذلك نقلت إلى فرع فلسطين أحد فروع المخابرات العسكرية السورية، حيث أمضيت هناك 60 يوما من العذاب الذي لا يمكن وصفه".

اسم لا يشبه مضمونه

يصف علي تجربته في فرع فلسطين قائلا "هناك، رأيت أهوالا لا يمكن أن يتخيلها أحد، العذاب هناك يشبه الموت بكل تفاصيله، رغم أن المكان يحمل اسم فلسطين، فإن الواقع كان لا يمتّ لها بأي صلة، كان القتل يوميا، والضرب مستمرا، والإذلال لا ينقطع، كنا ننام عند الواحدة ليلا ونُجبر على الاستيقاظ في الخامسة صباحا".

ويتابع "تحت إشراف الشاويش وأوامر المساعد، كان 5 أو 6 أشخاص يتعرضون يوميا للضرب المبرح من بين 100 سجين، لم يكن الأمر مجرد ضرب، بل وصل إلى القتل باستخدام أنابيب الحديد الخاصة بالماء، وكان ذلك يتم بمنهجية يومية".

لحظة التحرير

يواصل علي روايته "في إحدى الليالي، عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، شعرنا بحركة غير طبيعية، وفجأة هبطت طائرة هليكوبتر داخل الفرع، تساءلنا جميعًا عما يحدث، لكن لم يكن هناك أي إجابة، بعد حوالي ربع ساعة، أقلعت الطائرة مرة أخرى".

ما هي إلا دقائق، حتى بدأ إطلاق نار كثيف لا يتوقف، أصوات الرصاص كانت تملأ المكان، والجميع في حالة ذهول وارتباك، بقينا مستيقظين طوال الليل دون أن نفهم ما يجري، مع طلوع الفجر سمعنا أحدهم يصرخ "الله أكبر" أدرك السوريون فورًا أن المعارضة هي من اقتحمت المكان".

يصف علي لحظة الخروج من السجن "عندما فتح الثوار أبواب الزنازين، وجدنا أنفسنا أمام أعضاء هيئة تحرير الشام والمقاتلين، قالوا لنا "لا تخافوا النظام سقط، ومن هنا يمكنكم الخروج إلى تركيا، أو الأردن، أو لبنان، أو العراق.. انتهى حاجز الخوف".

وعلى الفور "خرجنا وكنا حوالي 5 آلاف شخص ومعنا 100 امرأة و24 طفلا، كان المقاتلون يكسرون الأقفال واحدا تلو الآخر بإصرار حتى أُطلق سراحنا جميعًا، عندما خرجنا إلى الخارج، شعرنا للمرة الأولى بالحرية".

إعلان

جحيم السجون

أما اللبناني معاذ مرعب الذي أمضى 18 عاما في السجون السورية، فيشارك في حديث مؤثر مع الجزيرة نت، تجربته القاسية من الاعتقال والتعذيب والظروف الإنسانية الصعبة التي مرّ بها، قبل أن يتم تحريره ويعود إلى مدينة طرابلس في شمال لبنان.

كان معاذ في طريقه من العراق إلى لبنان عبر دمشق في 20 يوليو/تموز 2006 عندما وقع في كمين واعتقل من قبل جهاز أمن الدولة السوري، ليتم نقله إلى فرع أمني في دمشق، حيث بدأ رحلته المريرة من التحقيقات والتعذيب.

أشار مرعب إلى أن أساليب التعذيب كانت شديدة القسوة، حيث كان يُجبر على السير عاريا، مكبلا، وعيناه مغطاة، ثم يُنقل إلى المحقق الذي يفرض عليه أوضاعًا مهينة، مثل الركوع.

في صيدنايا

تم نقله لاحقًا إلى فرع فلسطين حيث أُعيد التحقيق معه، ووصف مرعب معاملة السجون بالقاسية، حيث لا يُنادى على المعتقل باسمه بل يُعطى رقمًا، وتُستخدم معه ألفاظ مهينة.

كما تحدث عن تجربته في سجن صيدنايا، الذي شهد فيه ضربًا وتعذيبًا مستمرين. ومن بين الأساليب الوحشية، كان "قطار المرح" عند الوصول إلى السجون.

وفي وصفه لــ"قطار المرح"، قال مرعب: "أنت تتنقل بين السجون والزنازين ويجب عليك البقاء مع رفاقك، لأن انفصالك عنهم قد يعرضك لمزيد من العنف والتعذيب، إذا تركت رفيقك وراءك، ستواجه عقوبات إضافية وقد تجد نفسك في مواجهة قسوة أكبر قبل أن تصل إلى الزنزانة المنفردة".

أشار مرعب إلى أنه قضى سنوات طويلة في السجون، حيث تم نقله من فرع فلسطين إلى سجن صيدنايا سيئ السمعة، ثم إلى سجن عدرا المركزي في ريف دمشق بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011.

ووفقًا له، كان الضرب جزءًا أساسيًّا من التعذيب في السجون، إضافة إلى أساليب وحشية أخرى مثل "التعذيب بالشبح"، الذي يتضمن التعليق على الحديد.

ومع سقوط حلب، بدأ مرعب يشعر ببصيص من الأمل، وبعد سماعه بأن حماة قد سقطت أيضًا، كان يعتقد أن النهاية اقتربت، ومع بداية الأحداث التي تلت سقوط دمشق، كان مرعب وزملاؤه في السجن في حالة استنفار دائم، بعدما وصلتهم أخبار عن هروب الضباط.

إعلان

وفي لحظة فارقة، بدأ المعتقلون بالصراخ معًا محاولين الهروب، وتكسير الأبواب والخروج، وعندما وصل مرعب إلى السيارة التي نقلته، تمكّن من الاتصال بابنه عبر الهاتف، ليصرخ في وجهه قائلا: "محمد، طلعنا!".

مقالات مشابهة

  • بالفيديو... إسرائيل تزعم تدمير مقرّ قيادة لـحزب الله في الجنوب
  • البستاني بعد لقاء جعجع: لرئيس إصلاحي قادر على بناء الدولة
  • بعد الغارة على سيارة.. الجيش الإسرائيلي يكشف عن المُستهدف
  • جرح شخصين بغارة على مجدل زون جنوب لبنان
  • سماع صوت إنفجار قويّ في جنوب لبنان... إليكم طبيعته
  • ‏وزير الدفاع الإسرائيلي: ستكون هناك أغلبية ساحقة لصالح صفقة التهدئة في غزة
  • من دونكم لا وجود للبنان... نداء من جعجع للمغتربين
  • لماذا أغفل الشيخ قاسم كلمة بدءًا؟
  • جعجع استقبل عضو الكونغرس الأميركي: لانتخاب رئيس يحترم سيادة لبنان
  • من جنوب لبنان إلى شماله.. قصص سجناء تحرروا من السجون السورية