مساكن الجبانة بفارسكور.. حياة بطعم الموت
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
بعد الانتهاء من هدم وتطوير مساكن الايواء بمنطقة ام العلا بمدينة فارسكور دخل صندوق تطوير العشوائيات، فى تحد جديد لإعادة الحياة الكريمة للمواطنين الذين يسكنون العشوائيات، وذلك تحت رعاية الدكتورة منال عوض محافظ دمياط.
تقع عمارة مساكن الجبانة وسط مدينة فارسكور وتحديدا بجوار المقابر، وكانت تسمي بعمارة الإيواء، ويسكنهما ما يزيد عن 40 أسرة، بمساحة الشقة لا تتخطى 30 متر، وتعيش الأسر حياة صعبة، اجتماعيا وثقافيا، وماديا، وخدميا حتي تم الهدم وتحويل المتضررين الي مدينة الروضة المجاورة لمدينة فارسكور ولم يتم البناء منذ اكثر من 4 اعوام و تم بناؤها في سبعينات القرن الماضي، لإيوء المشردين، أو لأصحاب المنازل المنهارة، بشكل مؤقت، لحين نقلهم إلى منازل أخرى، وهو مالم يحدث، حيث سكنوها وظلوا بها، وتعاقبت الأجيال عليها، حتى أصبحوا يسكنونها بشكل دائم، هم وأبناؤهم وأحفادهم.
وقالعصام صبري بشتو - أحد قاطني المدينة- يعمل العشرات من أبناء شارع الشيخ عبدلله الملقب بمساكن الجبانة، في مهن مختلفة، فمعظمهم عمال باليومية، أو حرفيون، أو سائقون، دخولهم منخفضة، خاصة مع ارتفاع الأسعار في الآونة الأخيرة، وأمام ذلك كله، لم يجد أحد من سكان العمارة التي ازيلت من 4 اعوام ملاذا، سوى مكتب جريدة وحزب الوفد في فارسكور، والذي يعمل على رعاية أبناء العمارة، بشكل مساعدات مادية للعديد من الأسر شهريا، أو مساعدات عينية من بطاطين ومأكولات وأغذية، ورعاية اجتماعية وتثقيفية أيضا.
وأكد أن الارض مازالت فضاء وتم الاستيلاء عليها من قبل إحدى الجمعيات التابعة لشركة الجملة استولت علي اكثر من ٣٠٠ متر من املاك الدولة في عهد الحزب الوطني المنحل بالمدينة.
وناشد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، والدكتورة منال عوض محافظ دمياط، ازالة الجمعية وبناء عمارتين إيواء 100 شقة أسوة بنموذج ايواء مساكن أم العلا الناجح 100%، حيث إن الشقة تصل ايجار 400 جنيهًا لأسر الأكثر فقرًا.
وفي ذات السياق تقول إيمان أحمد - ربة منزل- إن زوجها لا يعمل وعنده مرض الكبد والسكر والضغط، وعندها طفل مصاب بمرض السكر، وتسكن منذ 22 عاما وتتقاضى معاشًا 480 جنيهًا فقط، وعليها ديون باهظة وإيصالات أمانة، وتحلم بشقة لها ولابنتها وزوجها، ولا تستطيع السكن بالإيجار لأنه لا يوجد دخل يكفى والامل في بناء ارض مساكن الجبانة ايواء للاسر الاكثر فقرا بمدينة فارسكور وناشدت محافظ دمياط اعتبريها ضم مبادرة حياة كريمة لاسر لا تملك قوت يومها.
وأشارت حنان عثمان- ربة منزل- أنا صممت أن أرسل أبنائي للمدرسة، مهما كانت التكاليف، أنا فكرت أني أبيع محتويات البيت لتاجر الروبابكيا حتى أستطيع شراء الزي المدرسي لأبنائي، حتى يتعلموا ويصبح لهم شأنا في المجتمع، نعم العمارة كانت متهالكة، ومنظرها سيئ ومحزن، لا نستطيع استقبال أحد فيها ولا الحياة بسبب تدني العيش بها حتي تمت الازالة من 4 اعوام خاصة بعد ارتفاع أسعار العقارات.
وتابعت:" أصبح الأمر اننا نعيش حياة بطعم الموت.. لماذا لم تقم سفيرة الانسانية محافظ دمياط بصنع نموذج اخر من عقار ايواء ام العلا المميز في عهد الرئيس السيسي ولم يحدث ذلك منذ اكثر من 50 عاما".
ولفت جلال سليمان -موظف بالمعاش- إلى أنه منذ 4 اعوام ونحن ننتظر بناء ارض مساكن الجبانة وكنا نود أن تقوم الدكتورة منال عوض محافظ دمياط، بضم جمعية الزيت المقامة علي أملاك الدولة ومغلقة منذ 13 عامًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إيواء محافظ دمیاط
إقرأ أيضاً:
لغز بلا أدلة.. الموت الغامض لأيقونة الفن.. من قتل سيد درويش؟
بعض الجرائم تُكشف خيوطها سريعًا، وبعضها يظل معلقًا لسنوات، لكن الأخطر هى تلك الجرائم التي وقعت أمام الجميع، ولم تترك وراءها أي دليل يقود إلى الجاني.
سرقات جريئة، اغتيالات غامضة، جرائم نفذت بإحكام، ومع ذلك، بقيت بلا حل رغم التحقيقات والاتهامات. كيف تختفي لوحة فنية لا تُقدر بثمن دون أن يراها أحد؟ كيف يُقتل عالم بارز وسط إجراءات أمنية مشددة دون أن يُعرف الفاعل؟ ولماذا تظل بعض القضايا غارقة في الغموض رغم مرور العقود؟
في هذه السلسلة، نعيد فتح الملفات الأكثر إثارة للجدل، ونسلط الضوء على القضايا التي هزت العالم لكنها بقيت بلا أدلة.. وبلا إجابات!
الحلقة الثامنة
كان صوته وقود الثورة، وألحانه نشيدًا للوطنية.. سيد درويش، العبقرى الذي غيّر وجه الموسيقى المصرية، رحل فجأة في ظروف غامضة، تاركًا خلفه إرثًا خالدًا، وسرًا لم يُكشف حتى يومنا هذا.
وُلد السيد درويش البحر في 17 مارس 1892 بمحافظة الإسكندرية، ونشأ بين أزقة المدينة الساحلية، يعزف ويلحن بشغف لم يُعرف من قبل.
رغم صغر سنه، تزوج في السادسة عشرة، لكنه لم يترك فنه يومًا. انتقل إلى القاهرة عام 1917، وهناك لمع نجمه سريعًا، فلحن لفرق المسرح الكبرى، مثل فرقة جورج أبيض ونجيب الريحاني وعلي الكسار.
لم يكن مجرد موسيقي، بل كان صوت الشعب في ثورة 1919، حين غنى "قوم يا مصري"، ليصبح رمزًا للنضال ضد الاحتلال البريطاني.
لكن هذا الصوت الثائر لم يدم طويلًا.. ففي أوائل سبتمبر 1923، عاد سيد درويش إلى مسقط رأسه بالإسكندرية، لترتيب استقبال سعد زغلول العائد من المنفى، إلا أن القدر كان له رأي آخر.. ففي التاسع من سبتمبر، أسدل الستار على حياته بشكل مفاجئ وصادم.
رحل سيد درويش عن عمر لم يتجاوز 32 عامًا، ودفن سريعًا في مقابر المنارة، دون أن يعلم أحد بموته إلا بعد يومين، حين نشرت الصحف الخبر.
لكن الأسئلة لم تتوقف منذ ذلك اليوم: هل مات سيد درويش طبيعيًا؟ أم أن أحدًا أراد إسكاته إلى الأبد؟
الروايات الثلاث.. لغز بلا حل
1.اغتيال سياسي: تشير بعض المصادر إلى أن الإنجليز دبروا اغتياله بالسم، خوفًا من تأثير أغانيه الوطنية التي كانت تشعل الحماس ضد الاحتلال، خاصة وأن جثته دُفنت دون تحقيق أو تشريح.
2.جرعة زائدة: تقول رواية أخرى إنه تناول جرعة قاتلة من الكوكايين، ربما عن طريق الخطأ، ما أدى إلى وفاته المفاجئة.
3.انتقام غامض: أما الرواية الأكثر إثارة، فتحكيها عائشة عبد العال، ملهمته، حيث زعمت أن صديقًا له دس له السم في كأس خمر، انتقامًا منه بسبب قصة حب انتهت بشكل مأساوي.
مئة عام مرت، وما زالت الحقيقة ضائعة، كأنما أراد الزمن أن يبقى سيد درويش لغزًا، كما كانت موسيقاه ثورة لا تهدأ. بقيت ألحانه، وبقي الغموض.. لتُقيد قضية جديدة "ضد مجهول".
مشاركة