هل تراجعت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر أم حققت أهدافها؟
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
أشعل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مياه البحر الأحمر وسواحله، فمنذ 19 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أطلقت جماعة أنصار الله الحوثيين هجماتها ضد السفن المملوكة لإسرائيليين أو المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية.
وفي يناير/ كانون الثاني 2024، بدأ تحالف "حارس الازدهار"، الذي تقوده الولايات المتحدة وتشارك فيه بريطانيا بشكل رئيسي، باستهداف معاقل جماعة الحوثيين في اليمن، مما أدى لتوسيع نطاق عمليات الجماعة لتشمل السفن المرتبطة بواشنطن ولندن أيضًا.
شكل هذا التصعيد محل اهتمام وقلق لأغلب الجهات الفاعلة في المنطقة والعالم، من دول ومنظمات وشركات نقل، فمضيق باب المندب والبحر الأحمر يعدان عقدة رئيسية في طرق الشحن البحرية العالمية، ويؤدي استمرار هذه الهجمات إلى تحويل حركة المرور البحرية عن البحر الأحمر إلى أفريقيا.
تباين في كيفية ردع الحوثيين
تتباين وجهات النظر الأميركية تجاه سبل ردع الحوثيين، فتحالف "حارس الازدهار" يضم 24 دولة بقيادة القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، لكن بريطانيا وحدها هي التي شاركت أميركا في استهداف مواقع الحوثيين في اليمن.
حيث شنتا ضربات أبرزها في يومي 11 و22 (يناير/ كانون الثاني) 2024، ويومي 3 و24 (فبراير/ شباط) 2024.
ومن خلال ذلك، تسعى واشنطن، وفقًا لتقرير خدمة أبحاث الكونغرس، لتجنب مزيد من التورط المباشر في اليمن خشية اتساع نطاق الصراع في المنطقة، وتحرص على الحفاظ على الهدنة في اليمن وتعزيز جهود السلام التي تدعمها الأمم المتحدة، واستعادة الأمن البحري في المنطقة.
لكن في المقابل، فأمام هذه المخاطر المتزايدة، تبرز في أروقة واشنطن دعوات لتوجيه ضربات أكبر ضد الحوثيين واستئصالهم، ما حدا بلجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس لعقد اجتماع في 14 فبراير/ شباط 2024 لمناقشة هذه القضية.
خلال الاجتماع، قدم مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية جون ألترمان طرحا مغايرا، مشيرا إلى أن التصعيد العسكري ضد الحوثيين قد يعزز الأهداف الإيرانية وينعكس سلبًا على الاستقرار اليمني، والذي "قد يدفع العديد من الحلفاء إلى التشكيك في قيمة الدعم الأميركي".
وأشار ألترمان إلى أن سياسة "الضغط الأقصى" الأميركية في عهد الرئيس دونالد ترامب لم تنجح، وأن الردع المطلوب لن يتحقق ما لم يشعر قادة الحوثيين ومن ورائهم إيران أن لديهم خيارا مريحا في مقابل خيارات التصعيد المؤلمة، "وليس مجرد السعي إلى هزيمتهم في ساحة المعركة".
نظرة على عمليات الحوثيين
منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بلغت الهجمات التي شنها الحوثيون في البحر أكثر من 52 هجومًا، وفقًا للقيادة البحرية الأميركية، بينما قال زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي إن قواته استهدفت 102 من السفن العابرة لمضيق باب المندب.
كان أبرز هذه الهجمات مؤخرًا في العاشر من أبريل/ نيسان 2024، حيث استهدفت 3 سفن أميركية وإسرائيلية، بعدها وفي اليوم الـ24 أعلن الحوثيون استهداف سفينة ومدمرة أميركيتين وسفينة إسرائيلية، في كل من خليج عدن والمحيط الهندي.
ووفقًا لمؤسسة "فيتش سوليوشنز" فإن ضربات الحوثيين تراجعت نتيجة "ضعف مخزونهم من الأسلحة المتطورة، التي دمرت الضربات الأميركية والبريطانية المشتركة جزءًا كبيرًا منها، فضلًا عن الأضرار التي لحقت مراكز القيادة والسيطرة لديهم"، وفق المؤسسة.
والشهر الماضي، نقل موقع بلومبيرغ عن اللواء جورج ويكوف، قائد الأسطول الأميركي لعملية البحر الأحمر، قوله إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة استطاع خفض قدرات جماعة الحوثيين، لكن "ما زال أمامه كثير من العمل قبل إنجاز المهمة"، وفق تعبيره.
وأوضح ويكوف أنه لا يمكن التنبؤ بموعد إنجاز المهمة بسبب الدعم الاستخباري والعسكري الذي يتلقاه الحوثيون من إيران.
استمرار العمليات
لكن في المقابل، أكد زعيم جماعة أنصار الله استمرار العمليات وتوسيعها، وتقويتها في بحر العرب والبحر الأحمر والمحيط الهندي، وقال "إن الانتشار البحري الأميركي هو الذي تراجع، وليس عمليات الجماعة في المنطقة"، ولا يزال التكهن بنتائج الضربات الأميركية البريطانية على الحوثيين صعبا الآن.
ومن المهم الإشارة في هذا الصدد إلى تقرير نشره موقع "ناشونال إنترست" الأميركي قال فيه إن ما يحدث في البحر الأحمر يُظهر أن عدد السفن الحربية لدى أي بلد لم يعد مهما في تقييم قدرته على إغلاق الممرات البحرية والسيطرة عليها.
وأوضح تقرير الكاتب الأميركي رامون ماركس، أن تطوير الصواريخ المضادة للسفن والمسيرات الرخيصة قد أحدث ثورة في الحرب البحرية، تماما كما فعلت حاملات الطائرات في القرن الماضي.
ورغم القوة النارية لدى البحرية الأميركية، يؤكد الكاتب، فإن الحوثيين لا يزالون متماسكين ويهاجمون بانتظام السفن التجارية في البحر الأحمر والسفن الحربية الأميركية، وفي مارس/آذار الماضي، أطلقوا صاروخا مضادا للسفن على السفينة الحربية "يو إس إس لابون"، التي يقال إن بناءها كلف ما يقرب من مليار دولار.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "تلغراف" البريطانية يتمتع الحوثيون بميزة صاحب الأرض، ذلك أن اليمن دولة مطلة على البحر الأحمر، وهم بالتالي على دراية تامة بأحوال البحر والمناخ، وكلتا هاتين النقطتين في صالح الطرف المهاجم، وفقا للمقال.
مسار السفن
وأمام هذا الواقع، لجأ كثير من شركات وسفن الشحن التجارية وشركات التأمين إلى تغيير مسار سيرها وتجنب عبور مضيق باب المندب نحو قناة السويس، وبدلا من ذلك تعيد توجيه مسار شحناتها إلى جنوب أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح.
فمنذ استيلاء الحوثيين على حاملة المركبات "غالكسي ليدر" في 19 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، المملوكة لشركة "راي شيبينغ ليميتد" ومقرها إسرائيل، أشارت بيانات "مارين ترافيك" إلى أن بعض السفن التي لديها صلات بالكيان الإسرائيلي تتجنب البحر الأحمر.
ووفقًا لتقرير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن العديد من السُفن شوهدت وهي تبحر عبر رأس الرجاء الصالح للوصول إلى أوروبا وآسيا.
كما أظهرت بيانات "مارين بينخمارك" التراجع الحاد في عدد السفن المبحرة عبر البحر الأحمر، منذ يناير/ كانون الثاني 2024. ونقلت صحيفة "تلغراف" عن مكتب الإحصاءات البريطاني أن نسبة السفن التي تعبر البحر الأحمر انخفضت إلى 66% بداية أبريل/ نيسان 2024.
تداعيات التصعيد على خطوط الشحن البحرية
من المتوقع أن يواصل الحوثيون هجماتهم، كما أكدوا ذلك مرارا، التي تُظهر جديتها في إلحاق الضرر بالسفن المستهدفة.
ومتوقع أيضا أن تأخذ السفن المدنية وشركات التأمين غير المرتبطة بإسرائيل في الاعتبار خطورة وقوع خطأ من الحوثيين في تحديد هوية السفن وتمييزها، خاصة أن الضربات الأميركية والبريطانية دمرت بعض منشآت رادار الدفاع الجوي لديهم.
وسوف تكون هناك تكلفة عالية لعمل السفن التي تمر من المياه القريبة من اليمن، خلال الفترة القادمة، إما لمخاطر عمليات احتجازها، أو ارتفاع رسوم التأمين عليها، وهو ما يعني ارتفاع تكلفة عمل هذه السفن ورفع الأجور التي تحصل عليها.
كما أن كثيرا من السفن ستتجنب الإبحار عبر البحر الأحمر أو قرب السواحل اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون، وستواصل اعتمادها أكثر فأكثر على الطريق المار عبر رأس الرجاء الصالح سواء باتجاه آسيا أو أوروبا.
لكن هذا الطريق يجعل من رحلة هذه السفن أطول وأكثر تكلفة، حيث ستحتاج السفن المبحرة من آسيا إلى أوروبا لأكثر من 30 يوما تقريبا للوصول إلى موانئ إسبانيا، مقارنة بحوالي 19 يوما عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وفقا لتقرير معهد واشنطن.
تكاليف إضافية
كما ستؤدي هذه الرحلات الأطول إلى تكاليف إضافية على الباعة والمشترين على حد سواء، أي أن استمرار عمليات الحوثيين سيبقي تكاليف الشحن العالمية خلال عام 2024 أعلى من مستوياتها المعقولة، مما ينذر ببلوغها مستويات قياسية، مثل ما حصل أثناء انتشار وباء "كوفيد-19".
يشار إلى أن مضيق باب المندب الذي يشرف عليه اليمن يمر عبره 10% من التجارة البحرية الدولية سنويا من خلال مرور نحو 21 ألف سفينة. كما يمر عبره 6 ملايين برميل من النفط يوميا، وقد أدى التصعيد في البحر الأحمر إلى اختلال نحو 15% من التجارة الدولية، وفقا لتقرير معهد واشنطن.
لذا فإن حماية حرية الملاحة في هذه المنطقة تُعتبر أساسية لأمن الطاقة والاقتصاد العالمي ككل.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن البحر الأحمر الحوثي امريكا هجمات عبر البحر الأحمر فی البحر الأحمر الحوثیین فی باب المندب فی المنطقة فی الیمن ا لتقریر إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل يؤثر وقف إطلاق النار في غزة على استراتيجية الحوثيين في البحر الأحمر؟
المصدر: العربي الجديد الإنجليزية- جوناثان فينتون هارفي
ترجمة وتحرير “يمن مونيتور”
كجزء من الصراع في غزة، تطورت جماعة الحوثيين المتمركزة في اليمن من تمرد محلي إلى قوة إقليمية قادرة على التأثير في الجغرافيا السياسية للبحر الأحمر وتعطيل التجارة العالمية.
شمل هذا التحول هجمات بحرية غير مسبوقة ومرونة ضد الضربات الجوية من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل.
يغير وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس الذي تم الإعلان عنه في 18 يناير/كانون الثاني استراتيجيتهم. وقد تعهد زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي بمواصلة الهجمات على السفن الإسرائيلية مع الإشارة أيضًا إلى استعدادهم لتقليل الضربات ضد الشحن الدولي الأوسع.
منذ ديسمبر/كانون الأول 2023، أطلق الحوثيون النار على الشحن الدولي المار عبر باب المندب – وهو نقطة اختناق حيوية مجاورة لليمن تمر من خلالها 10 في المئة من التجارة العالمية و30 في المئة من نفط وغاز العالم.
أدت أعمال الحوثيين إلى تحويل طرق التجارة حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، وهو بديل أكثر تكلفة ويستغرق وقتًا أطول من التنقل عبر المسار التقليدي للبحر الأحمر وقناة السويس.
خلال هذه الفترة، اتخذ الحوثيون خطوات للإشارة إلى ضبط النفس وإظهار الجدية في تقليل أعمالهم. أطلقوا سراح طواقم الشحن التي تم القبض عليها خلال رحلاتهم في البحر الأحمر، بما في ذلك أولئك الذين تم احتجازهم في وقت مبكر من ديسمبر 2023 عندما وجهت الجماعة أنظارها نحو الشحن الدولي.
بالإضافة إلى ذلك، في 25 يناير، أطلق الحوثيون سراح أكثر من 153 سجينًا من الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا الذين تم القبض عليهم خلال الحرب في اليمن.
تعكس هذه الأفعال محاولة أوسع لتخفيف صورتهم وكسب الاعتراف الدولي. على الرغم من هذه التحركات، لا تزال هناك تساؤلات حول ما إذا كان الحوثيون سيستمرون في تهديد الشحن في البحر الأحمر في المستقبل.
بعد أن أدى اليمين كرئيس للولايات المتحدة في 20 يناير، كان أحد أول أعمال دونالد ترامب في الشرق الأوسط هو إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية في 23 يناير، ليس فقط بسبب هجماتهم على الشحن في البحر الأحمر ولكن أيضًا بسبب هجماتهم المتقطعة بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل.
تطور الحوثيون كقوة إقليمية
كانت إحدى المطالب الرئيسية للحوثيين خلال الحرب في غزة هي وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث قاموا بتأطير أعمالهم في البحر الأحمر كعقوبات ضد إسرائيل وحلفائها الغربيين.
من خلال القيام بذلك، لم يسلطوا الضوء فقط على توافقهم مع القضية الفلسطينية، بل أعادوا اليمن إلى دائرة الضوء الدولي بعد ما يقرب من عامين من الهدوء النسبي بعد وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في أبريل /نيسان 2022.
حازت هذه الاستراتيجية على دعم كبير من اليمنيين وسكان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذين يؤيدون فلسطين بشكل ساحق.
عززت هجماتهم المتقطعة على إسرائيل، بما في ذلك الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة، صورتهم كمدافعين عن الفلسطينيين المحاصرين.
ومع ذلك، يجادل المحللون بأن أعمال الحوثيين كانت مدفوعة أكثر برغبة في تعزيز مكانتهم كقوة إقليمية بدلاً من التضامن الحقيقي مع غزة.
قال الباحث والمحلل اليمني نبيل البكيري لصحيفة “العربي الجديد” بنسختها الانجليزية: “لم يكن هدف الحوثيين دعم حماس والفلسطينيين في غزة بشكل حقيقي”.
وأضاف: “بدلاً من ذلك، كانوا يهدفون إلى تأكيد وجودهم الدولي من خلال استغلال هذه الأزمة لتأسيس أنفسهم كقوة إقليمية مهمة، مما يجبر العالم على الاعتراف بهم، حتى لو فعلوا ذلك من خلال تهديد السلام والأمن الدوليين.”
حذر الحوثيون من أنه إذا فشل وقف إطلاق النار الهش في غزة أو استؤنفت أعمال العنف، فسوف يزيدون من هجماتهم إلى مستويات سابقة، بما في ذلك استهداف أوسع للسفن الدولية. تبرز هذه التهديدات نيتهم في الحفاظ على النفوذ على الطرق البحرية الرئيسية وإبراز تأثيرهم.
محليًا، عزز الحوثيون السيطرة على شمال اليمن، وهي عملية جذرها عقود من الصراع.
وتوسع نفوذهم بشكل كبير خلال فترة ما بعد الربيع العربي، وبلغ ذروته مع استيلائهم على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وإطاحة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأدت الحرب التي تلت ذلك مع التحالف الذي تقوده السعودية منذ مارس/آذار 2015 إلى تمكين الحوثيين من ترسيخ سلطتهم في شمال اليمن وسط انهيار الدولة.
لعب الدعم المستمر من إيران دورًا رئيسيًا، حيث قدمت طهران الأسلحة، بما في ذلك الصواريخ الباليستية والطويلة المدى، وعززت الروابط الأعمق مع الجماعة خلال وبعد الحرب. استمرت هذه الجهود حتى بعد وقف إطلاق النار في 2022، مما سمح للحوثيين بتعزيز قوتهم.
بالحديث عن قوة الحوثيين المتزايدة في المنطقة، أشار فريق خبراء الأمم المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 إلى أن “تحول الجماعة إلى الأعمال البحرية زاد من نفوذها” في المنطقة.
وأضاف الفريق “مثل هذا الحجم من الهجمات، باستخدام أنظمة أسلحة على السفن المدنية، لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية”.
بعيدًا عن علاقاتهم مع إيران، قام الحوثيون بتطوير علاقات مع فصائل مختلفة عبر الشرق الأوسط. تشمل هذه التحالفات المقاومة الإسلامية المدعومة من طهران في العراق، حيث ادعى كلا الجماعتين المسؤولية عن الهجمات الصاروخية على حيفا، بما في ذلك مينائها الاستراتيجي، في يونيو/حزيران 2024.
علاوة على ذلك، هناك اقتراحات، مثل تلك الواردة من الاستخبارات الأمريكية، تشير إلى أن الجماعة قد تحالفت مع جماعة الشباب المتطرفة في الصومال لمناقشة التعاون العسكري.
نظرًا لتوسع نفوذ الحوثيين، فمن غير المرجح أن يتراجعوا عن البحر الأحمر. ويرجع ذلك ليس فقط إلى المكاسب السياسية والشعبية الناتجة عن هذه العمليات، ولكن أيضًا إلى الفوائد المالية الكبيرة.
“قدمت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر فرصة لهم لتحقيق نفوذ كبير على التجارة الدولية وجني حوالي 2 مليار دولار سنويًا كرسوم تفرض على بعض شركات الشحن لمنحهم المرور”، قال توماس جونيو، أستاذ مشارك في جامعة أوتاوا، لصحيفة “العرب الجديد” الانجليزية.
وأضاف: “نظرًا لطموحات الحوثيين في وضع أنفسهم كقوة إقليمية وتعزيز سلطتهم محليًا، فإنه من الصعب تصديق أنهم يمكن أن يتخلوا ببساطة ودون حدود عن الفرصة لمواصلة هذه الهجمات.”
ومع ذلك، مع تزايد طموحات الحوثيين الإقليمية، فإنهم يواجهون أيضًا تحديات محلية كبيرة. يعيش حوالي 70 في المئة من سكان اليمن تحت سيطرتهم، حيث تدهورت الخدمات وسبل العيش بشكل كبير، بينما لا يزال الغالبية يعتمدون على المساعدات الإنسانية بعد الصراع الوحشي الذي استمر سبع سنوات.
لذا، من الصعب تخيل أن الحوثيين سيتخلون طواعية عن دعمهم العلني للقضية الفلسطينية، حتى لو استمر وقف إطلاق النار في غزة.
“نظرًا لضعف الحوثيين المحلي، خاصة على الصعيد الاقتصادي، يمكننا أن نتوقع منهم الاستمرار في جهودهم العدوانية للتلاعب بالقضية الفلسطينية لحماية مصالحهم المحلية”، أشار الدكتور جونيو.
تهديد مستقبلي من الحوثيين
حتى إذا تراجعت عمليات الحوثيين على المدى القصير بعد توقف حرب إسرائيل على غزة، فمن المحتمل أن تهدف الجماعة إلى الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة، فضلاً عن السعودية، في المستقبل، بفضل نفوذها الجديد في البحر الأحمر.
لم تؤد الغارات الأمريكية والبريطانية ضد الجماعة منذ يناير 2024، التي تهدف إلى تقليل ترسانتها العسكرية، إلى إضعافها بشكل كبير. حتى الهجمات الإسرائيلية، رغم أنها أضرت بالبنية التحتية اليمنية، لم تعطل الحوثيين، مما يشير إلى ضعف في تحديد قيادة الجماعة.
ومع ذلك، أضعفت الهجمات الإسرائيلية قدرة ميناء الحديدة، الذي يعد حيويًا لجلب المساعدات الإنسانية.
أكد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية هذه الحقيقة، لكن فعاليته في كبح أنشطتهم لا تزال غير مؤكدة.
على سبيل المثال، في حين أن الحوثيين قد بنوا شبكات مالية مستقلة قد تقلل من تأثير العقوبات، فإن هذا التصنيف سيقطع المساعدات الحيوية لليمنيين، على الرغم من أن الحوثيين أنفسهم قد اتهموا بتهريب المساعدات.
“سيستمر التهديد لتجارة البحر الأحمر ما دام الحوثيون في السلطة”، أشار المحلل اليمني نبيل البكيري.
رحب المجلس الرئاسي اليمني – الهيئة الحكومية المعترف بها دوليًا – بتصنيف ترامب كوسيلة لإعادة تنشيط الجهود ضد الحوثيين. يؤكد المراقبون اليمنيون، بما في ذلك البكيري، أن الدعم الدولي المستمر للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا أمر حاسم لكبح نفوذ الحوثيين.
في النهاية، أثبتت إدارة ترامب الجديدة أنها مؤيدة بشدة لإسرائيل، مما يثير القلق بشأن سلامة الفلسطينيين خلال السنوات الأربع المقبلة. علاوة على ذلك، برز الحوثيون كفاعل أقوى في البحر الأحمر ويظلون ثابتين في استغلال القضية الفلسطينية لمصلحتهم الخاصة.
من المحتمل أن يؤدي هذا المزيج إلى المزيد من المواجهات في البحر الأحمر والهجمات بين إسرائيل والحوثيين.
يمن مونيتور30 يناير، 2025 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر مقالات ذات صلة سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر 30 يناير، 2025 وزير دفاع إسرائيل: قواتنا ستبقى في مخيم جنين 30 يناير، 2025 مقتل 20 من عمال النفط في تحطم طائرة بجنوب السودان 29 يناير، 2025 رسمياً.. تنصيب أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا 29 يناير، 2025 اترك تعليقاً إلغاء الردلن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق تراجم وتحليلات اعتقال طالب يمني في الهند 29 يناير، 2025 الأخبار الرئيسية هل يؤثر وقف إطلاق النار في غزة على استراتيجية الحوثيين في البحر الأحمر؟ 30 يناير، 2025 سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر 30 يناير، 2025 وزير دفاع إسرائيل: قواتنا ستبقى في مخيم جنين 30 يناير، 2025 مقتل 20 من عمال النفط في تحطم طائرة بجنوب السودان 29 يناير، 2025 رسمياً.. تنصيب أحمد الشرع رئيساً للمرحلة الانتقالية في سوريا 29 يناير، 2025 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر 30 يناير، 2025 وزير دفاع إسرائيل: قواتنا ستبقى في مخيم جنين 30 يناير، 2025 اعتقال طالب يمني في الهند 29 يناير، 2025 الجيش اليمني يحبط هجوما للحوثيين شرق صنعاء 29 يناير، 2025 الأرصاد اليمني يتوقع استمرار الأجواء الباردة على عدة محافظات 29 يناير، 2025 الطقس صنعاء سماء صافية 14 ℃ 23º - 11º 50% 1.18 كيلومتر/ساعة 23℃ الخميس 21℃ الجمعة 21℃ السبت 22℃ الأحد 21℃ الأثنين تصفح إيضاً هل يؤثر وقف إطلاق النار في غزة على استراتيجية الحوثيين في البحر الأحمر؟ 30 يناير، 2025 سلطنة عمان تتوقع تحسن ظروف الشحن في البحر الأحمر 30 يناير، 2025 الأقسام أخبار محلية 29٬170 غير مصنف 24٬203 الأخبار الرئيسية 15٬617 عربي ودولي 7٬343 غزة 10 اخترنا لكم 7٬194 رياضة 2٬457 كأس العالم 2022 75 اقتصاد 2٬312 كتابات خاصة 2٬125 منوعات 2٬055 مجتمع 1٬878 تراجم وتحليلات 1٬879 ترجمة خاصة 133 تحليل 18 تقارير 1٬651 آراء ومواقف 1٬573 صحافة 1٬491 ميديا 1٬470 حقوق وحريات 1٬358 فكر وثقافة 927 تفاعل 828 فنون 492 الأرصاد 388 بورتريه 66 صورة وخبر 38 كاريكاتير 33 حصري 27 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة | يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 29 نوفمبر، 2024 الأسطورة البرازيلي رونالدينيو يوافق على افتتاح أكاديميات رياضية في اليمن 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية أخر التعليقات عبدالملك قاسماخي عمره ٢٠ عاما كان بنفس اليوم الذي تم فيه المنشور ومختي من...
جمالاشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...
محمد شاكر العكبريأريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
عبدالله محمد علي محمد الحاجانا في محافظة المهرة...
سمية مقبلنحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...