كشف تقرير نشرته شبكة العين الإخبارية، عن الدور الخطير الذي لعبه المدعو "معمر حيدر حسن قائد الجبوب" في خدمة ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، واختراق التجمعات القبلية وتجنيدهم.

ووفق التقرير فإن الجبوب يشغل حالياً منصب مدير ما يعرف بـ"جهاز الأمن والمخابرات" في محافظة ريمة، وهو ينتحل رتبة عميد ويكنى "أبو بدر".

وذكر التقرير أنه عندما واجه الحوثيون صعوبات كبيرة في التوغل في المجتمع الريمي إثر "رفض أبناء المحافظة للهجمة الطائفية الحوثية ومحاولة المليشيات فرض التشييع بالقوة"، حضر الجبوب الشاب كأحد أبرز من اعتمدت عليهم المليشيات لاختراق وفهم هذه التجمعات القبلية وتجنيدهم.

وجندت مليشيات الحوثي الجبوب ووالده الذي عينته مديرا لمديرية "كسمة باكرا"، حيث استقطبته إلى معقلها الأم صعدة وهناك تلقى تدريبات ثقافية وأمنية وعسكرية على أيدي خبراء من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني قبل أن يتم إعادته إلى محافظة الحديدة للعمل في المهام التجسسية.

ونقلت العين الإخبارية عن مصدر أمني مطلع، "إن الجبوب تولى قبل انقلاب مليشيات الحوثي مسؤولية الملف الأمني في جامعة الحديدة واستمر حتى بعد انقلاب المليشيات أواخر 2014 وحرص على استقطاب الطلبة الأوائل وأكاديميين للعمل لصالح المليشيات الانقلابية". 

وأشار إلى أن الجبوب حول الجامعة من صرح علمي إلى وكر للفعاليات الطائفية الذي أقامها ما يعرف بملتقى الطالب الجامعي، فضلا عن زرع مندوبين له في كل قسم لرصد المناهضين للانقلاب وما تسميها المليشيات "الحرب الناعمة".

مهمة الجبوب في جامعة الحديدة، مثلت إحدى المهام الأمنية الذي أوكلتها له المليشيات الحوثية والتي سرعان ما رقته إلى منصب نائب مدير "جهاز الأمن والمخابرات" في محافظة الحديدة (غرب)، وهناك مارس دوره كـ"شاويش للمعتقلين". 

وذكرت الشبكة أنها علمت من 3 معتقلين أدلوا بشهاداتهم بعد أن زجوا بلا تهم قانونية في سجن الأمن السياسي في الحديدة، أن الجبوب الذي كان يحمل اسما حركيا "أبو ذو الفقار" كان يمارس التعذيب كعمل وظيفي اعتيادي أثناء جلسات التحقيق مع المعتقلين الملثمين المكبلة أياديهم خلف ظهورهم.

وفي دور آخر، يحل بعد أيام بصورة "الملاك" مطالبا المعتقل بالاعتراف بتهم لم يرتكبها مقدما له ضمانات ووعودا بعدم المساس به، وكان يقوم بدور تمثيلي يتعاطف من خلاله مع المعتقلين ويتعهد لهم بمساعدتهم في محنتهم كطريقة لانتزاع الاعترافات منهم بالترغيب وبالترهيب. 

وأشار التقرير إلى أنه بعد انتقاله من الحديدة إلى مسقط رأسه ريمة، أسس أبو بدر "ملتقى شباب ريمة" لتوفير غطاء لأنشطته الاستخباراتية ولفرض رقابة لصيقة على المجتمعات المحلية والقرى والأرياف وذلك من خلال رعاية سلسلة من الفعاليات في مسعى لاستقطاب الشباب لخدمة أجندة الحوثيين.

كما فرض فرمانا بالقوة لتحديد المهور في المحافظة استهدف من خلاله تحسين صورة مليشيات الحوثي وسط الفقراء في المحافظة لا سيما الشباب لجذبهم للتجنيد تحت هذا الفرمان الذي قضى بغرامة مالية قدرها 300 ألف ريال لمن يخالف البنود التي أُقرت تحت مسمى "تخفيض المهور".

كذلك نهب ملايين الريالات تحت غطاء دعم المبادرات المجتمعية وذلك بعد تشييده قاعدة بيانات شاملة لكل قرية وحارة حصر فيها السكان وأملاكهم بمن فيهم المغتربون في الخارج من أبناء المحافظة وسعى لفرض مبالغ معينة على كل مغترب أو تاجر في بعض المديريات.

وأكدت مصادر أمنية ومحلية أن الجبوب أبو بدر كون ثروة مالية مستغلا منصبه في الإثراء الشخصي وذلك من خلال امتلاكه مع والده عددا من المحطات النفطية إلى جانب عمله كـ"مقاول لصيانة وتركيب كافة أنواع وأشكال أبراج الاتصالات".

وقالت المصادر لـ"العين الإخبارية"، إن معمر الجبوب هو من قدم ضمانات للشيخ القبلي علي الضبيبي ومارس الضغوط لإعادته إلى ريمة ومنعه من الالتحاق بجبهة الحكومة الشرعية بعد أداء فريضة العمرة الشهر الماضي.

وأكدت المصادر أن الجبوب ضغط عبر ما يسمى جهاز الأمن والمخابرات وقدم ضمانات لدى رئيس مجلس الحكم للمليشيات مهدي المشاط ومكتب زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي ودخل في صراع مع شقيقه قبل أن يتدخل القيادي فارس الحباري المعين محافظا لريمة لحل ذلك. 

أكدت المصادر أن الجبوب كان السبب الرئيسي في اعتقال واختطاف العشرات من أبناء محافظة ريمة غالبيتهم معلمون ومن السلك التربوي، ثم يعود لاحقا للتوسط لإطلاق سراحهم بعد أخذ ضمانات منهم بعدم مناهضة المليشيات.

واتهمت المصادر معمر الجبوب بالتورط بشكل مباشر وغير مباشر في تصفية أبناء ريمة الفاعلين الذين التحقوا في جبهة الشرعية وتعرض الكثير منهم لاغتيالات بشعة، محذرة المجلس الرئاسي من أنشطته وأنشطة القيادات الإرهابية الحوثية في جهاز المخابرات والتي تتولى ملاحقة المناهضين المحليين للمليشيات حتى بعد فرارهم للمناطق المحررة.

وفي واقعة تكشف توفير الجبوب حصانة لأذرع المليشيات بريمة، قالت مصادر محلية إن قياديا حوثيا يدعى أبو الجراح وهو أحد العاملين في جهاز "الأمن والمخابرات" للحوثيين قام بالاعتداء الوحشي على امرأة في مديرية "كسمة"، لكن أبو بدر تدخل في ممارسة الضغوط على أهل الضحية للقبول بصلح قبلي مجحف ودفن القضية.

كما تعاون مع ما يسمى "جهاز الزينبيات"، وهي مليشيات نسائية بتوجيه من مشرف ريمة زيد العزام، في تدريب وتجنيد 600 امرأة وفتاة في 5 مديريات هي: "الجبين، بلاد الطعام، السلفية، كسمة، الجعفرية" بعد إخضاعهن لبرامج تعبوية طائفية مكثفة، وفقا لتقارير صحفية.

وتقسم ريمة إلى 6 مديريات (تبعد بنحو 200 كيلومتر عن غرب صنعاء)، وتمتاز بطبيعة وعرة وجبال شاهقة الارتفاع، ورغم مقوماتها فإنها ما زالت تعاني التهميش الذي حرمها الكثير من الحقوق الأساسية وسط سطوة حوثية حولتها إلى منصة تجنيد ومعسكرات تدريب مغلقة لا سيما في مرتفعات بلاد الشرق الاستراتيجية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الأمن والمخابرات ملیشیات الحوثی أبو بدر

إقرأ أيضاً:

بحوث الصحراء: توزيع أكثر من 150 ألف شتلة وتنظيم 30 دورة تدريبية و 200 زيارة ميدانية

استعرضت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، تقريرا لمركز بحوث الصحراء، حول جهود مبادرة "اسأل واستشير قبل ما تدفع كتير" والتي أطلقها المركز لخدمة مزارعي سيناء، قبل ٥٠٠ يوم.

وقال الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، أنه تم إطلاق المبادرة في إطار التوجه الاستراتيجي للدولة المصرية نحو تعزيز التنمية المستدامة في المناطق الصحراوية ودعم التجمعات الزراعية، ، وذلك تنفيذا لتكليفات علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، لدعم مشروع التجمعات الزراعية في شمال وجنوب سيناء، بإعتباره أحد أهم المشروعات التنموية الزراعية التي أطلقتها الدولة بهدف إنشاء 18 تجمعًا زراعيًا متكاملًا، حيث تعمل المبادرة حاليًا على خدمة 16 تجمعًا وتستهدف تحقيق التنمية الزراعية والاجتماعية لحوالي 2122 أسرة في سيناء، في إطار خطة قومية لزيادة الرقعة الزراعية وتحقيق الاستقرار الأسري والاقتصادي.

وأوضح رئيس المركز أن المبادرة ومنذ إطلاقها حققت مجموعة من الإنجازات الواقعية، حيث تم توزيع أكثر من 150 ألف شتلة زراعية معتمدة لدعم التنوع الزراعي، كما نظمت  30 دورة تدريبية وورشة عمل استهدفت بناء قدرات المزارعين وتعزيز مهاراتهم الفنية والإدارية، فضلا عن تنفيذ أكثر من 200 زيارة ميدانية لمتابعة التحديات الزراعية واقتراح حلول عملية وفورية.

وأشار شوقي إلى أنه في إطار التواصل المستمر، تم الرد على أكثر من 1200 استفسار فني عبر الوسائل الميدانية والإلكترونية، إلى جانب حل 300 مشكلة زراعية ميدانية أسهمت في تحسين الأداء الزراعي وزيادة الإنتاجية.

وتابع أن المبادرة عززت  أيضًا من جهود التوعية عبر إصدار أكثر من 50 نشرة وكبسولة فنية مبسطة تركز على أهم الممارسات الزراعية الحديثة، بالإضافة إلى إنتاج 4 أفلام وثائقية تعليمية عرضت قصص النجاح والتطور الزراعي في التجمعات المستفيدة، مما ساعد على نشر المعرفة بأساليب عملية ومبسطة تناسب طبيعة المزارعين المستهدفين.

ولفت إلى أن هذا الجهد التراكمي يعد تعبيرًا حقيقيًا عن حجم العمل الميداني الذي بُذل طيلة هذه الفترة، والذي يعكس رؤية واضحة في الاعتماد على التنمية المعرفية والعملية كمدخل رئيسي لتحقيق استدامة حقيقية على الأرض.

وأشار إلى أنه اليوم، ومع مرور أكثر من 500 يوم على بدء المبادرة، تواصل "اسأل واستشير قبل ما تدفع كتير" تقديم خدماتها بنفس القوة والتوسع، مدعومة بخطط مستقبلية لتغطية كافة التجمعات الزراعية الثمانية عشر في سيناء، وتطوير أدوات الدعم الفني عبر تعزيز استخدام التطبيقات الذكية وقنوات التواصل الإلكترونية الحديثة.

ولفت إلى أن المبادرة تضع المبادرة نصب أعينها تكليفات وزير الزراعة بالتوسيع في مجالات الدعم الفني لتشمل استشارات خاصة بالتقنيات الزراعية المستدامة، وإدارة المياه، وتحسين التربة، بما يتماشى مع رؤية مصر للتنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي.

وأوضح رئيس المركز ان المبادرة أثبتت أن تقديم الدعم العلمي والفني المستمر للمزارعين، خاصة في المناطق الصحراوية الناشئة، يمثل أحد أهم مرتكزات نجاح مشروعات التنمية الشاملة. فمساندة الفلاح وتمكينه من التعامل مع أرضه بأفضل الممارسات الحديثة لا يصب فقط في مصلحة الفرد والأسرة، بل ينعكس بشكل مباشر على أمن مصر الغذائي والاجتماعي.

ولفت إلى أن المبادرة ليست مجرد مشروع توعوي مؤقت، بل هي نموذج عملي لالتزام الدولة بالتنمية الحقيقية من خلال المعرفة والممارسة المدروسة على أرض الواقع، وتستمر اليوم بقوة وإصرار لدعم كل فلاح وكل تجمع زراعي في قلب سيناء.

وتابع: أن المبادرة تقوم في الأساس على تقديم استشارات فنية مجانية للمزارعين وتوفير دعم فني مباشر من خلال الزيارات الميدانية ووسائل التواصل الإلكتروني، بهدف رفع وعي المزارعين وتحسين ممارساتهم الزراعية اليومية وتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة. تركز المبادرة على مساعدة المزارعين في تجنب الأخطاء المكلفة، وزيادة كفاءة إدارة الموارد الزراعية، وتحسين جودة وإنتاجية المحاصيل، مع خفض التكاليف التشغيلية لتحقيق أفضل عائد اقتصادي، إلى جانب تمكين الجهات المسؤولة من متابعة الواقع الزراعي بشكل دقيق بما يخدم خطط التنمية المستقبلية.

طباعة شارك بحوث الصحراء مبادرة اسأل واستشير قبل ما تدفع كتير مزارعي سيناء الزراعة التنمية الزراعية

مقالات مشابهة

  • «الزراعة» تستعرض جهود مبادرة «اسأل واستشير قبل ما تدفع كتير» لخدمة مزارعي سيناء
  • على الحكومة مطالبة الصين بحظر مسيرات المليشيات من الطيران والعمل داخل نطاق الاراضي السودانية
  • بحوث الصحراء: توزيع أكثر من 150 ألف شتلة وتنظيم 30 دورة تدريبية و 200 زيارة ميدانية
  • عاصر ملوك ورؤساء العراق.. وفاة أكبر معمر ونسّاب في صلاح الدين
  • مستوطنون يدمرون مدرسة فلسطينية في الخليل
  • لمواجهة التهديدات الأمريكية.. تيك توك تستعد لاختراق مجال التسوق الإلكتروني باليابان
  • حيدر جال جنوبا وأكد تلزيم المباني الرسمية
  • من هو القيادي الحوثي عبدالله الرصاص الذي استهدفه الجيش الأمريكي في اليمن؟
  • حيدر الغراوي: العراق يحتاج تخطيط دقيق لبلوغ التنمية المستدامة
  • التجمعات الاقتصادية المتكاملة تعزز جهود نمو الناتج المحلي