صحيفة أمريكية: التصعيد العسكري بين إسرائيل وحزب الله كارثيًا
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
حذرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليوم السبت من خطورة التصعيد العسكري بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية، مؤكدة أن الصراع المتصاعد بشكل كبير يمكن أن يكون كارثيا لكلا الجانبين.
وأوضحت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني إن إسرائيل وحزب الله عالقتان في دائرة من العنف مهددة بالتصاعد بشكل أكبر في أعقاب تبادل غير مسبوق لإطلاق النار المباشر بينهما.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل وحزب الله تعتقدان أن بإمكانهما تصعيد حدة الصراع بينهما دون إثارة حرب شاملة، مما يهدد بكارثة خاصة أنه خلال الحرب الأخيرة بين البلدين في عام 2006، قصفت إسرائيل حينها مطار بيروت المدني، وأطلق حزب الله صواريخ في عمق إسرائيل. وقتل أكثر من 1100 شخص في لبنان بينهم مدنيون ومقاتلون. وقتل نحو 120 جنديا إسرائيليا خلال الحرب التي شملت توغلا بريا في جنوب لبنان كما قُتل أكثر من 40 مدنياً إسرائيلياً.
وأشارت إلى أن الجانبين عززا قواتهما العسكرية خلال ما يقرب من العقدين منذ ذلك الحين، حيث حصلت إسرائيل على دفاعات جوية جديدة وطائرات حربية متقدمة من الولايات المتحدة، وحصل حزب الله على صواريخ جديدة وأسلحة أخرى من إيران، ولدى حزب الله أيضًا الآلاف من المقاتلين الذين تم اختبارهم في المعارك والذين دعموا الحكومة السورية خلال الحرب الأهلية في البلاد، ونظام من الأنفاق في جنوب لبنان يُعتقد أنه ينافس شبكة حماس تحت الأرض في غزة.
وتابعت أن حزب الله كان لديه نحو 150 ألف صاروخ مدفعي وصاروخ باليستي في عام 2015، وفقا لتقدير إسرائيلي، ويعتقد محللون أمنيون أن هذا العدد ارتفع منذ ذلك الحين كما يقولون إن حزب الله يخفي حجم ترسانته بينما يحاول الحفاظ على تفوق استراتيجي في أي مواجهة مع إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن عساف أوريون، باحث في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي قوله : "بما أن كلا الجانبين يدركان أنهما يريدان تجنب الحرب، فإنهما في الواقع يسمحان لأنفسهما بمساحة أكبر للتصعيد بمرور الوقت".. وأضاف: "طالما أن القتال مستمر في غزة، فإن حزب الله سيواصل هجماته، مما يعزز فرص سوء التقدير".
ونوهت بأنه إلى جانب الحرب في غزة، أدى الصراع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية إلى زعزعة استقرار كلا البلدين لعدة أشهر. ومنذ 7 أكتوبر الماضي، تسببت الغارات الإسرائيلية في مقتل ما لا يقل عن 276 من مقاتلي حزب الله وقد تم طرد عشرات الآلاف من المدنيين اللبنانيين والإسرائيليين من منازلهم، وضربت الغارات الجوية الإسرائيلية العاصمة بيروت، حيث أدت غارة إلى مقتل أحد كبار قادة حماس في يناير الماضي.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن إسرائيل وحزب الله كثفتا صراعهما في الأيام الأخيرة، مما زاد المخاوف من أن يخطئ أحدهما في التقدير ويؤدي إلى مواجهة أكثر حدة ومثل هذا السيناريو يمكن أن يؤدي إلى الموت والدمار على نطاق واسع في كل من لبنان وإسرائيل المجاورة.
وذكرت "وول ستريت جورنال" أن تجنب حرب واسعة النطاق بين إسرائيل وحزب الله أولوية بالنسبة للحكومات الغربية بما في ذلك الولايات المتحدة منذ بدء الحرب، حيث أرسلت الإدارة الأمريكية مسؤولاً كبيراً في البيت الأبيض في عدة رحلات إلى المنطقة في محاولة لتهدئة التوترات. ولم تنجح الجهود الغربية لفصل الجبهتين.
ولفتت الصحيفة إلى أن حزب الله يقاوم الجهود الأمريكية والفرنسية لتهدئة صراعه مع إسرائيل بينما تستمر الحرب في غزة، بحجة أنه يحتاج إلى الضغط على إسرائيل لمساعدة الشعب الفلسطيني خلال الحرب.
ومن المتوقع أن يزور وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني لبنان هذا الأسبوع في محاولة لمواصلة جهود الوساطة ولمنع تصعيد الصراع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صحيفة أمريكية إسرائيل حزب الله اللبنانية حزب الله جنوب لبنان إسرائیل وحزب الله خلال الحرب حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة إسرائيلية: وفد من الحكومة يبحث دفع صفقة تبادل الأسرى مع حماس
كشفت صحيفة جيروزاليم بوست العبرية أن وفدًا من حكومة الاحتلال سيغادر خلال الأيام المقبلة لإجراء محادثات تهدف إلى دفع صفقة لتبادل الأسرى مع حركة حماس، في وقت تواصل فيه إسرائيل تصعيدها العدواني على قطاع غزة.
ورغم التحرك المرتقب، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يزال يلوّح بمواصلة الحرب، مؤكدًا مساء اليوم أن حكومته "لن تتراجع عن تحقيق النصر"، وفق تعبيره، وأنها ستواصل الضغط العسكري على حركة حماس حتى القضاء عليها، على حد زعمه.
وأوضحت الصحيفة أن موقف حماس لم يتغير، حيث ترفض الحركة التوصل إلى اتفاق يتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار، وأبلغت بذلك الوسطاء، مؤكدة تمسكها بعرض إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل وقف شامل للحرب وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة.
وفي المقابل، عرضت إسرائيل -بحسب تقارير إعلامية- إطلاق سراح ما بين 10 إلى 11 أسيرًا فقط من أصل نحو 24 أسيرًا حيًا محتجزًا لدى حماس، مقابل هدنة مؤقتة لمدة 45 يومًا، وهو ما ترفضه الحركة.
من جهتها، ذكرت وكالة رويترز أن وفدًا من حماس سيتوجه إلى القاهرة لمناقشة مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار، تتضمن هدنة تمتد بين 5 إلى 7 سنوات بعد إطلاق سراح جميع الأسرى ووقف الحرب بشكل كامل.
كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر في حماس قوله إن الوفد سيبحث في القاهرة "أفكارًا جديدة" بشأن التهدئة.
ترافق هذه التطورات تصعيد إسرائيلي جديد، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية اليوم غارات دامية على غزة، خلفت عشرات الشهداء والمصابين، في وقت يزداد فيه التوتر داخل القيادة الإسرائيلية نفسها.
وشهد اجتماع المجلس الوزاري المصغر مساء أمس خلافات حادة، حيث هاجم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش كلاً من رئيس الأركان إيال زامير ورئيس جهاز الشاباك رونين بار، بسبب ما اعتبره سوء إدارة الحرب، قبل أن ينسحب من الجلسة.