العبسي افتتح يوما دراسيا عن الفن المسيحي في بطريركية أنطاكية
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
افتتح بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي في مركز لقاء - الربوة يومًا دراسيًا بعنوان "الفن المسيحي في بطريركية أنطاكية: نظرات على تراث ثقافي"، بمشاركة باحثين واختصاصيين عالميين، في حضور شخصيات علمية، كهنة وراهبات ومهتمين بالفن المسيحي.
شارك في حلقاته الاربع كل من الباحثين والدكاترة : رافاييل زيادة ، كارول روش-هاولي، باتريسيا أنطاكي، باتريسيا غنيمة، ليفون نورديغيان، نادين بنايوت، مات ايميرزيل، ندى حلو، الأب شربل ناصيف، غريس حمصي، ندى سركيس والأخت ماري ـ تريز إيليا.
افتتح العبسي اليوم الدراسي بكلمة قال فيها : "يسعدني أن أرحب بكم في هذا اليوم الدراسي بعنوان الفن المسيحي في بطريركية أنطاكية: نظرات على تراث ثقافي. لقد احتل الفن دائمًا مكانة مركزية في المسيحية، كوسيلة للتعبير عن الإيمان والروحانية. فهو يتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، مما يسمح لنا بالتواصل مع الله وإظهار التزامنا بإيماننا. فكل عمل فني مشبع بالرمزية والمعنى الروحي، مما يغذي الحياة الداخلية لكل مسيحي. ومن جمال اللوحات الجدارية للكنيسة إلى التفاصيل الدقيقة للأيقونات، خدم الفن المسيحي في تقريبنا من الحضور الإلهي".
أضاف :" في القرنين الثامن والتاسع، كان على الكنيسة البيزنطية أن تواجه بدعة تحطيم الإيقونات التي أدت الى فقدان كم هائل الإيقونات والجداريات والفسيفساء. وقد واجه مجمع نيقية المسكوني المنعقد عام 787 هذه الهرطقة بأن حدد بوضوح أن اكرام الايقونة يعود إلى النموذج الأصلي وأن من يكرم الصورة إنما يكرم فيها من تمثله. نجحت الإمبراطورة ثيودورا عام 843 في إعادة إكرام الإيقونات من خلال التأكيد على مقررات مجمع نيقية. وتذكارًا للانتصار على بدعة تحطيم الإيقونات، نقوم حتى يومنا هذا بالطواف بالإيقونات في كنائسنا البيزنطية في الأحد الأول من الصوم الكبير باعتباره "أحد الأرثوذكسية"، لتبقى في ذاكرتنا هزيمة هذه البدعة ونهاية الصراعات العقائدية والكريستولوجية الكبرى".
وتابع:" تحتل البطريركية الأنطاكية مكانة فريدة في تاريخ الفن المسيحي. يعود تراثها الفني إلى القرون الأولى للمسيحية. حيث كانت الكنائس الأنطاكية معقلًا للابتكار الفني ومهدًا للعديد من التقاليد الفنية التي أثرت في تطور الفن المسيحي في جميع أنحاء العالم. الفن المسيحي الأنطاكي هو نقطة التقاء لتقاليد متنوعة، مما يجعله عنصرًا أساسيًا لاستكشاف جذورنا المشتركة داخل الكنائس الأنطاكية المختلفة. اليوم، بينما نجتمع معًا لاستكشاف هذا الإرث الفني، أشجع جميع الباحثين الحاضرين على مواصلة عملهم في هذا المجال الرائع. فلا يزال هناك الكثير لاكتشافه وفهمه حول الفن المسيحي الأنطاكي".
واردف العبسي :" إن التزامكم وتفانيكم ضروريان للحفاظ على هذا التراث الثقافي الثمين ونقله إلى الأجيال القادمة. ليس لدي أدنى شك في أن كل محاضرة في هذا اليوم الدراسي لها قيمة في توسيع فهمنا لهذا التراث الثقافي الغني. يكشف الفن المسيحي الأنطاكي، المشبع ببيئته العربية والإسلامية، عن مزيج متناغم من الأساليب والزخارف. تعرض المخطوطات والأيقونات الملكية تأثيرات إسلامية إذ تعكس تفاصيل الملابس والزخرفات وطريقة التخطيط هذا التوليف الفني. إن هذا الأمر يُظهر التعايش السلمي بين التقاليد المسيحية والإسلامية وتبادلاً ثقافيًا ديناميكيًا ويثري فهمنا لتاريخ المنطقة وروحانيتها".
وقال:" تدرك كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك تمامًا الدور الحيوي الذي تلعبه التكنولوجيا في الحفاظ على تراثنا الثمين. ولهذا السبب تم بذل جهود كبيرة لرقمنة جميع مخطوطاتنا في البطريركية بدمشق وفي رهبانياتنا. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم رقمنة عدد كبير من أيقوناتنا المنتشرة في كنائسنا. ومع ذلك، فمن المهم أن ندرك أنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به في هذا المجال. ومن خلال مواصلة هذه الجهود، نهدف إلى توفير وصول أوسع إلى هذا التراث الثقافي الفريد، مما يسمح بفهم أهميته التاريخية والروحية بشكل أفضل".
وختم :" في نهاية هذا اليوم الدراسي، سأمنح صليب القدس البطريركي لندى حلو، ورافاييل زيادة، وليفون نورديغيان تقديرًا لمساهماتهم القيمة في تاريخ الفن المسيحي الشرقي. وتهدف هذه اللفتة إلى إظهار الأهمية التي توليها كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك للدراسة العلمية والحفاظ على التراث الفني والثقافي الغني للمسيحية الشرقية. ومن خلال تكريم هؤلاء العلماء المتميزين، فإننا لا نعترف بمساهماتهم الاستثنائية في هذا المجال فحسب، بل نعترف أيضًا بالتزام كنيستنا بدعم وتقييم البحث الأكاديمي في هذه المجالات. توضح هذه البادرة التزامنا بتعزيز المعرفة والفهم والتقدير لتاريخنا وتقاليدنا، وبالتالي إثراء مجتمعنا وإيماننا.
أتقدم بالشكر العميق للأب رامي واكيم، رئيس ديواننا البطريركي، والأب شربل ناصيف، مسؤول قسم الأرشيف والمخطوطات في البطريركية، والبروفسورة ندى حلو، أستاذة الفن المسيحي في الجامعة اللبنانية، على تنظيم هذا اليوم الدراسي. إن تفانيهم والتزامهم جعل هذا اللقاء ممكنا. أشكر كل واحد منكم على حضوركم اليوم وعلى مساهمتكم في هذا اليوم الدراسي. نرجو أن نستلهم جميعًا من جمال وعمق الفن المسيحي الأنطاكي، ولتستمر أبحاثنا في إلقاء الضوء على فهمنا لهذا التراث الروحي الغني".
وفي نهاية اليوم الدراسي، قلد البطريرك العبسي وسام صليب القدس لندى حلو، ورافاييل زيادة، وليفون نورديغيان تقديرًا لجهودهم وأبحاثهم في الفن المسيح.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا الیوم الدراسی هذا التراث فی هذا
إقرأ أيضاً:
التعليم الفني ودورة في التنمية المستدامة
التعليم الفني هو ذلك الفرع من المعرفة الذي يستخدم فيه الدارس حواسة الخمس بجانب اليدين و الرجلين في أداء عمله , التعليم الفني هو تأهيل فرد لأداء عمل معين باستخدام المجهود العضلي و الحركي بإتقان , التعليم الفني هو توجيه الفرد بعد انتهاء التعليم الأساسي لفترة معينه لتعلم مهارات لإنتاج مواد زراعية او صناعية .
يواجه التعليم الفني الزراعي في مصر عدة تحديات منها نقص الإمكانيات و الكوادر التدريبية و التجهيزات الحديثة و الحاجة الي تحديث المناهج لتواكب التغيرات التكنولوجية و ضرورة الربط الفعال بين التعليم و سوق العمل لكي يمكن تحقيق نقلة نوعية في الإنتاج الزراعي و الحيواني , مما يدعم الاقتصاد الوطني و يعزز الامن الغذائي .
ان التعليم الفني الزراعي يلعب دورا محوريا في تنمية الإنتاج الزراعي و الثروة الحيوانية بمصر حيث يساهم في تطوير القدرات البشرية و تأهيل الكوادر المتخصصة في المجالات الزراعية المختلفة و أهمية التعليم الفني الزراعي في اعداد الفنيين المهرة القادرين علي استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة و تدريب الدارسين علي أساليب الزراعة المستدامة و زيادة كفاءة استخدام الموارد الطبيعية ( المياه , التربة ,الأسمدة ) و تطبيق الأبحاث العلمية و التقنيات الجديدة لتحسين جودة المحاصيل و زيادة الإنتاج و التأهيل في مجالات تربية الحيوانات و الدواجن و الأسماك و النحل و تحسين السلالات الحيوانية من خلال برامج التغذية و الرعاية الصحية و تطوير المهارات اللازمة لإدارة المزارع الحيوانية بكفاءة لتحقيق إنتاجية اعلي و التأهيل و التدريب علي انشاء و صيانة عنابر الدواجن الحديثة و صيانه المعدات و وتعزيز التعاون بين خريجي التعليم الفني الزراعي و المزارعين في المناطق الريفية و اعطائهم الاستشارات الزراعية و التقنيات الحديثة لصغار المزارعين و تقديم حلول عملية للمشكلات الزراعية و الحيوانية التي تواجه المنتجين الزراعيين و تدريبهم علي إدارة المشروعات الزراعية الصغيرة مثل زراعة المحاصيل ذات العائد المرتفع و تربية الحيوانات مع تشجيع إقامة مشروعات ريادية في مجالات الزراعة و الثروة الحيوانية و تحسين جودة الإنتاج الزراعي و الحيواني لتحقيق الاكتفاء الذاتي و دعم التنوع في الإنتاج الزراعي لتلبية احتياجات السوق المحلي و التصدير مع تعزيز الوعي بأهمية الزراعة البيئية و تقليل الاثار السلبية للأنشطة الزراعية و تدريب الطلاب علي إدارة الموارد الطبيعية بطريقة مستدامة .
و لذلك يجب ان نبدأ من الان في العمل علي تطوير التعليم الفتي الزراعي ليتمكن من لعب دور فعال في تنمية الإنتاج الزراعي و الإنتاج الحيواني و تبني استراتيجية شامله ترتكز علي عدة محاور رئيسية :
توفير ميزانية مالية للإنفاق علي تعليم الطلاب و اقترح ان تكون مصادرها نسبة مئوية من شركات الإنتاج الزراعي و الإنتاج الحيواني و مصانع المنتجات الزراعية و الحيوانية معينة او ان تتبرع تلك الشركات الزراعية و الكيانات الكبيرة بتجهيز المدارس و المعاهد الفنية بمختبرات حديثة و مزارع تجريبية و أدوات تكنولوجية و المساهمة بإرسال كوادر الشركات للتدريس للطلاب بالمدارس و المعاهد الفنية و ان يكون التدريب العملي للطلاب في تلك الشركات ثم بعد ذلك تكون الأولوية للتعيين في تلك الشركات .انشاء مدارس فنيه تابعة لتلك الشركات و بالفعل بدأت هذه التجربة .تطوير مناهج التعليم الفني الزراعي لتناسب احتياجات سوق العمل في القطاعين الزراعي و الحيواني و تضمين تقنيات الزراعة الرقمية و الذكاء الصناعي و الطاقة المتجددة في التعليم و التركيز علي التدريب العملي لتاهيل الطلاب لاستخدام المعدات الحديثة و كيفية التعامل معها و إصلاحها و تطبيق تقنيات الزراعة الحديثة .تدريب المعلمين علي احدث التقنيات الزراعية و أساليب التدريب المبتكرة و التعاون مع الجامعات و المراكز البحثية لتوفير برامج مستدامة للمعلمين .التعاقد مع المؤسسات الدولية لنقل التكنولوجيا الزراعية المتقدمة و توفير الدعم المالي و التقني لها و التعاون مع البنوك للمشاركة في انشاء مشروعات زراعية و حيوانية للخريجين .نشر ثقافة الزراعة المستدامة بين الطلاب و تعليم الطلاب كيفية تقليل الفاقد الزراعي و إعادة تدوير المخلفات الزراعية و الحيوانية .استخدام تطبيقات الذكاء الصناعي لتحليل بيانات المحاصيل و توقع الإنتاجية و دمج تقنيات الري الحديث و الزراعة المحمية في المناهج الدراسية و ادخال تقنيات الاستشعار عن بعد و الطائرات بدون طيار لمراقبة المزارع و استخدامها فب العمليات الزراعية مثل تلقيح النخيل .دعم الطلاب في ابتكار حلول جديدة لتحسين الإنتاج الزراعي و الحيواني و إقامة المسابقات و المبادرات لتحفيز الطلاب علي تطوير مشروعاتهم الخاصة و انشاء حاضنات اعمال للطلاب المهتمين بريادة الاعمال .ربط التعليم الفني الزراعي بالمراكز البحثية الزراعية لتطبيق نتائج الأبحاث علي ارض الواقع و توفير فرص للمشاركة في أبحاث التطوير المحاصيل و تحسين السلالات الحيوانية .تنظيم حملات توعية بأهمية التعليم الفني الزراعي في دعم الاقتصاد و الامن الغذائي و اشراك المجتمعات الريفية في برامج التعليم الزراعي لتوسيع نطاق تأثيره .انشاء نظام متابعة للخرجين لتوفير فرص عمل لهم في القطاعات الزراعية و العمل مع الحكومة و الشركات لتوظيف خريجي التعليم الفني الزراعي في مشروعات قومية كبري .