لبنان ٢٤:
2024-12-23@01:24:52 GMT
العبسي افتتح يوما دراسيا عن الفن المسيحي في بطريركية أنطاكية
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
افتتح بطريرك انطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي في مركز لقاء - الربوة يومًا دراسيًا بعنوان "الفن المسيحي في بطريركية أنطاكية: نظرات على تراث ثقافي"، بمشاركة باحثين واختصاصيين عالميين، في حضور شخصيات علمية، كهنة وراهبات ومهتمين بالفن المسيحي.
شارك في حلقاته الاربع كل من الباحثين والدكاترة : رافاييل زيادة ، كارول روش-هاولي، باتريسيا أنطاكي، باتريسيا غنيمة، ليفون نورديغيان، نادين بنايوت، مات ايميرزيل، ندى حلو، الأب شربل ناصيف، غريس حمصي، ندى سركيس والأخت ماري ـ تريز إيليا.
افتتح العبسي اليوم الدراسي بكلمة قال فيها : "يسعدني أن أرحب بكم في هذا اليوم الدراسي بعنوان الفن المسيحي في بطريركية أنطاكية: نظرات على تراث ثقافي. لقد احتل الفن دائمًا مكانة مركزية في المسيحية، كوسيلة للتعبير عن الإيمان والروحانية. فهو يتجاوز الحواجز اللغوية والثقافية، مما يسمح لنا بالتواصل مع الله وإظهار التزامنا بإيماننا. فكل عمل فني مشبع بالرمزية والمعنى الروحي، مما يغذي الحياة الداخلية لكل مسيحي. ومن جمال اللوحات الجدارية للكنيسة إلى التفاصيل الدقيقة للأيقونات، خدم الفن المسيحي في تقريبنا من الحضور الإلهي".
أضاف :" في القرنين الثامن والتاسع، كان على الكنيسة البيزنطية أن تواجه بدعة تحطيم الإيقونات التي أدت الى فقدان كم هائل الإيقونات والجداريات والفسيفساء. وقد واجه مجمع نيقية المسكوني المنعقد عام 787 هذه الهرطقة بأن حدد بوضوح أن اكرام الايقونة يعود إلى النموذج الأصلي وأن من يكرم الصورة إنما يكرم فيها من تمثله. نجحت الإمبراطورة ثيودورا عام 843 في إعادة إكرام الإيقونات من خلال التأكيد على مقررات مجمع نيقية. وتذكارًا للانتصار على بدعة تحطيم الإيقونات، نقوم حتى يومنا هذا بالطواف بالإيقونات في كنائسنا البيزنطية في الأحد الأول من الصوم الكبير باعتباره "أحد الأرثوذكسية"، لتبقى في ذاكرتنا هزيمة هذه البدعة ونهاية الصراعات العقائدية والكريستولوجية الكبرى".
وتابع:" تحتل البطريركية الأنطاكية مكانة فريدة في تاريخ الفن المسيحي. يعود تراثها الفني إلى القرون الأولى للمسيحية. حيث كانت الكنائس الأنطاكية معقلًا للابتكار الفني ومهدًا للعديد من التقاليد الفنية التي أثرت في تطور الفن المسيحي في جميع أنحاء العالم. الفن المسيحي الأنطاكي هو نقطة التقاء لتقاليد متنوعة، مما يجعله عنصرًا أساسيًا لاستكشاف جذورنا المشتركة داخل الكنائس الأنطاكية المختلفة. اليوم، بينما نجتمع معًا لاستكشاف هذا الإرث الفني، أشجع جميع الباحثين الحاضرين على مواصلة عملهم في هذا المجال الرائع. فلا يزال هناك الكثير لاكتشافه وفهمه حول الفن المسيحي الأنطاكي".
واردف العبسي :" إن التزامكم وتفانيكم ضروريان للحفاظ على هذا التراث الثقافي الثمين ونقله إلى الأجيال القادمة. ليس لدي أدنى شك في أن كل محاضرة في هذا اليوم الدراسي لها قيمة في توسيع فهمنا لهذا التراث الثقافي الغني. يكشف الفن المسيحي الأنطاكي، المشبع ببيئته العربية والإسلامية، عن مزيج متناغم من الأساليب والزخارف. تعرض المخطوطات والأيقونات الملكية تأثيرات إسلامية إذ تعكس تفاصيل الملابس والزخرفات وطريقة التخطيط هذا التوليف الفني. إن هذا الأمر يُظهر التعايش السلمي بين التقاليد المسيحية والإسلامية وتبادلاً ثقافيًا ديناميكيًا ويثري فهمنا لتاريخ المنطقة وروحانيتها".
وقال:" تدرك كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك تمامًا الدور الحيوي الذي تلعبه التكنولوجيا في الحفاظ على تراثنا الثمين. ولهذا السبب تم بذل جهود كبيرة لرقمنة جميع مخطوطاتنا في البطريركية بدمشق وفي رهبانياتنا. بالإضافة إلى ذلك، فقد تم رقمنة عدد كبير من أيقوناتنا المنتشرة في كنائسنا. ومع ذلك، فمن المهم أن ندرك أنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به في هذا المجال. ومن خلال مواصلة هذه الجهود، نهدف إلى توفير وصول أوسع إلى هذا التراث الثقافي الفريد، مما يسمح بفهم أهميته التاريخية والروحية بشكل أفضل".
وختم :" في نهاية هذا اليوم الدراسي، سأمنح صليب القدس البطريركي لندى حلو، ورافاييل زيادة، وليفون نورديغيان تقديرًا لمساهماتهم القيمة في تاريخ الفن المسيحي الشرقي. وتهدف هذه اللفتة إلى إظهار الأهمية التي توليها كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك للدراسة العلمية والحفاظ على التراث الفني والثقافي الغني للمسيحية الشرقية. ومن خلال تكريم هؤلاء العلماء المتميزين، فإننا لا نعترف بمساهماتهم الاستثنائية في هذا المجال فحسب، بل نعترف أيضًا بالتزام كنيستنا بدعم وتقييم البحث الأكاديمي في هذه المجالات. توضح هذه البادرة التزامنا بتعزيز المعرفة والفهم والتقدير لتاريخنا وتقاليدنا، وبالتالي إثراء مجتمعنا وإيماننا.
أتقدم بالشكر العميق للأب رامي واكيم، رئيس ديواننا البطريركي، والأب شربل ناصيف، مسؤول قسم الأرشيف والمخطوطات في البطريركية، والبروفسورة ندى حلو، أستاذة الفن المسيحي في الجامعة اللبنانية، على تنظيم هذا اليوم الدراسي. إن تفانيهم والتزامهم جعل هذا اللقاء ممكنا. أشكر كل واحد منكم على حضوركم اليوم وعلى مساهمتكم في هذا اليوم الدراسي. نرجو أن نستلهم جميعًا من جمال وعمق الفن المسيحي الأنطاكي، ولتستمر أبحاثنا في إلقاء الضوء على فهمنا لهذا التراث الروحي الغني".
وفي نهاية اليوم الدراسي، قلد البطريرك العبسي وسام صليب القدس لندى حلو، ورافاييل زيادة، وليفون نورديغيان تقديرًا لجهودهم وأبحاثهم في الفن المسيح.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: هذا الیوم الدراسی هذا التراث فی هذا
إقرأ أيضاً:
سيناريوهات متوقّعة لاتفاق وقف النار بعد انتهاء الـ 60 يوماً
كتبت دوللي بشعلاني في" الديار": عقدت آلية المراقبة الخماسية المشرفة على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار اجتماعها الثاني لها منذ تشكيلها في مقرّ قيادة "اليونيفيل" في الناقورة، الأربعاء الفائت، في الوقت الذي لا تزال قوّات الإحتلال "الإسرائيلي" منتشرة على التلال المقابِلة لمكان الإجتماع، وتقوم بأعمال تجريف للمنازل، وفي ظلّ الإستمرار في خرق الإتفاق المذكور. الأمر الذي جعل البعض في الداخل يتساءل عن جدوى هذه اللجنة برئاسة الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، وعمّا إذا كان الأميركي يتحيّز للإسرائيلي ويغضّ النظر عن خروقاته للإتفاق التي وصلت الى أكثر من 130 خرقاً منذ 27 تشرين الثاني المنصرم؟ علماً بأنّ اللجنة تتألف من الفرنسي و"اليونيفيل" واللبناني أيضاً. فضلاً عن التساؤل إذا ما كانت "إسرائيل" تستغلّ اتفاق وقف النار لتشريع بقاء قوّاتها في الأراضي التي احتلتها أخيراً، أم أنّها ستنسحب منها بعد انقضاء فترة الـ 60 يوماً التي تنتهي في 27 كانون الثاني المقبل، في ظل وجود اللجنة التي تُشرف على تنفيذ الإتفاق؟أوساط ديبلوماسية مواكبة لعمل لجنة المراقبة اعتبرت أنّ "اتفاق وقف النار" نصّ على انسحاب القوّات "الإسرائيلية" من الأراضي اللبنانية خلال فترة الـ 60 يوماً التي حدّدها، في حين أنّ مهندس هذا الإتفاق الوسيط الأميركي آموسهوكشتاين تحدّث قبل تشكيل "آلية الإشراف على الإتفاق" أنّ "إسرائيل" ستنسحب من الأراضي اللبنانية في أقلّ من هذه الفترة. غير أنّ لبنان حتى الساعة لم يُسجّل أي إنسحاب للقوّات "الإسرائيلية" من المناطق الحدودية التي دخلت اليها، بل تقوم فيها بما لم تتمكّن من القيام به خلال الحرب بينها وبين حزب الله. ولهذا يُخشى من أن تتملّص "إسرائيل" من وقف اتفاق النار، وأن تبقى قوّاتها في جنوب لبنان وتستمر في خرقه رغم موافقته عليه.
ويُفترض أن تعمل لجنة المراقبة على اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الخروقات، حتى من دون أن تنتظر أن تتقدّم الحكومة اللبنانية اليها بالشكاوى عنها خصوصاً وأنّها تراها بأمّ العين خلال وجودها في المنطقة الجنوبية. وإلّا فإنّ وجودها سيكون من دون جدوى، على غرار الأمم المتحدة التي أودع لديها لبنان أكثر من 35 ألف خرق "إسرائيلي" للسيادة اللبنانية برّاً وبحراً وجوّاً وللقرار 1701 منذ 11 آب من العام 2006، وحتى 7 تشرين الأول من العام 2023، ولم تتخذ أي إجراء أو قرار يدين "إسرائيل" أو يُرغمها على وقف الإعتداءات وعلى احترام القرار المذكور والإلتزام ببنوده. وتحدّثت الأوساط عن أنّ هناك 3 سيناريوهات محتملة للتمادي "الإسرائيلي" على الحدود الجنوبية، لا سيما بعد سقوط النظام السوري واحتلال القوّات "الإسرائيلية" لجبل الشيخ والبقاء فيه من دون اعتراض من أي جهة، في ظلّ التزام حزب الله ببنود إتفاقوقف إطلاق النار، وعدم خرقه إيّاه سوى مرتين للردّ على الإعتداءات الإسرائيلية، هي:
1- إنسحاب القوّات "الإسرائيلية" بعد انتهاء فترة الـ 60 يوماً التي حدّدها اتفاق وقف إطلاق النار، أي بعد 27 كانون الثاني المقبل، من المناطق الحدودية التي توغّلت اليها واستقرّت فيها خلال الحرب الأخيرة مع حزب الله، والإلتزامبوقف إطلاق النار. علماً بأنّها مرغمة على الإنسحاب من كامل الأراضي اللبنانية وفق الحدود الدولية المتفق عليها في اتفاقية الهدنة في العام 1949 والتي هي بحدود 82 كلم بموجب هذه الإتفاقية. ومزارع شبعا وتلال كفرشوباوالقسم الشمالي من بلدة الغجر والنخيلة التي احتلّتها "إسرائيل" في العام 1967 ذُكرت في المادة العاشرة من القرار 1701، إذ دعت فيها الى ترسيم الحدود في المناطق المتنازع عليها والمناطق غير المحدّدة، ومنطقة مزارع شبعا، مشيرة الى "الإهتمام بقضية مزارع شبعا".
2- إمكانية أن تنسحب "إسرائيل" من المناطق الحدودية التي دخلت اليها ولا تلتزم باتفاق وقف النار، على غرار ما فعلت بعد اتخاذ القرار 1701 إذ استمرّت في خروقاته لها وللسيادة اللبنانية.
3- عدم الإنسحاب من البلدات الحدودية وعدم وقف إطلاق النار. وهو الإحتمالالمرجّح أكثر من سواه، لا سيما في ظلّ ما تشهده هذه المناطق من خروقات "إسرائيلية" علنية تتمثّل بهدف المنازل وجرف الأراضي وما الى ذلك.
فالعدو "الإسرائيلي"، على ما أضافت الأوساط، حاول منذ ما قبل إعلان موافقته على "اتفاق وقف النار" مع لبنان، الترويج الى أنّه أخذ ضمانات أميركية في ملحق مرفق بالإتفاق عن "حرية التحرّك في لبنان"، الأمر الذي نفى المسؤولون اللبنانيون وجوده ضمن الإتفاق، وقالوا بأن لا علاقة للبنان باي إتفاقجانبي يُعقد بين أميركا و"إسرائيل". ولكن في ظلّ التحرّكات التي تقوم بها "إسرائيل" اليوم على هواها في لبنان وسوريا، لا سيما بعد سقوط النظام، إذ تقدّمت الى بُعد كيلومترات من العاصمة دمشق، و12 كلم من معبر المصنع، لا يشير الى أنّها ستُنفّذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار بعد انقضاء الفترة المحدّدة، بل ستُحاول عدم الإلتزام بما ينصّ عليه لجهة الإنسحاب من الأراضي اللبنانية، لكي تبقى في المناطق الحدودية وتُنفّذ الخروقات التي تريدها ووقتما تشاء، طالما أنّ "آلية المراقبة" تقوم بحمايتها بدلاً من أن تُطالبها بتطبيق بنود الإتفاق، والبدء بالإنسحاب التدريجي من المناطق الحدودية، ولاسيما أنّ الجيش اللبناني انتشر في المنطقة الجنوبية، وبات بإمكانه أخذ مواقعها بعد إخلائها.