أسقطت المضادات الأرضية للجيش السوداني، صباح السبت، طائرتين مسيرتين فوق سماء مدينة مروي شمالي السودان، وفق ما ذكرته مراسل "الحرة".

وقال مصدر عسكري لـ"الحرة"، إن مسيرة تم رصدها تحلق فوق مطار مروي شمالي السودان تعاملت معها المضادات الأرضية وتم إسقاطها قرب مدرج المطار بينما تم إسقاط مسيرة أخرى في موقع آخر.

وأكد المصدر العسكري عدم حدوث خسائر بسبب إسقاط المسيرتين، كما ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاقهما.

وتقع مروي في منتصف الطريق تقريبا بين العاصمة، الخرطوم، وحدود المدينة مع مصر.

القوات المصرية في السودان.. أسباب تواجدها وتحذير من استغلال احتجازها صحب الكشف عن وجود عدد من الجنود المصريين في قاعدة عسكرية بالسودان حالة من الجدل بشأن أسباب تواجدهم هناك، بينما يكشف خبير في القانون الدولي عن القوانين المنظمة لوجود تلك القوات على الأراضي السودانية وماذا يمكن أن يحدث إذا تعرض هؤلاء الجنود إلى الإيذاء.

يأتي هذا تزامنا مع تحذيرات دولية من "هجوم" متوقع على مدينة الفاشر في إقليم دارفور في السودان الذي يشهد حربا منذ أكثر من عام.

ودعت وزارة الخارجية الأميركية على لسان المتحدث باسمها، ماثيو ميلر، في بيان "جميع القوات المسلحة السودانية إلى الوقف الفوري لهجماتها على الفاشر في شمال دارفور".

وأضاف أن واشنطن  تشعر "بقلق كبير إزاء التقارير الموثوقة عن قيام قوات الدعم السريع والميليشيات التابعة لها بتدمير قرى عدة عن بكرة أبيها غرب الفاشر"، ودان عمليات القصف الجوي العشوائي التي قامت بها القوات المسلحة السودانية في المنطقة والقيود التي تواصل فرضها على وصول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.

الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعرب أيضا في تصريحاته عن قلقه من هجوم وشيك محتمل على الفاشر.

وفي 15 أبريل 2023، اندلعت الحرب في السودان بين قوات الدعم السريع التي يتزعمها، محمد حمدان دقلو، والجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان.

أسفرت الحرب، التي يمكن أن تستمر سنوات وفق الخبراء، عن سقوط آلاف القتلى وعن نزوح 8.5 ملايين شخص، وفق الأمم المتحدة.

كما أدت إلى معاناة 18 مليون سوداني من نقص الغذاء الحاد، من بينهم خمسة ملايين على حافة الجوع.

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

محاولات مصرية لتقريب وجهات النظر بين الإمارات والحكومة السودانية

شهدت العلاقات بين السودان والإمارات توترات ملحوظة أخيراً، إذ انتقدت وزارة الخارجية السودانية الإمارات على خلفية ما وصفته بـ"التدخل السافر" في الشؤون الداخلية، وهو الانتقاد الذي جاء في وقت حسّاس يمر فيه السودان بأزمات سياسية وأمنية متعددة، ما يزيد من أهمية الوساطات الإقليمية، بينما تواصل تركيا دور الوسيط الرئيسي بين السودان والإمارات في هذه المرحلة. وبحسب معلومات حصل عليها "العربي الجديد"، يسعى المسؤولون المصريون إلى تقريب وجهات النظر بين الإمارات والحكومة السودانية بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بالتوازي مع الجهود التركية للمصالحة بين الطرفين، إضافة إلى ذلك، سبقت المحاولات المصرية مساعٍ إماراتية لتقريب وجهات النظر بين القاهرة وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لكنها قوبلت بالفشل أيضاً.

تُنسّق القاهرة مع السعودية ودول أخرى بهدف تشكيل موقف إقليمي موحد لدعم الاستقرار وتجنّب الاستقطاب نتيجة التدخلات في السودان

يتطلّب دور مصر في الوساطة، وفقاً لدبلوماسيين مصريين، وسودانيين، خطوات دقيقة ومتوازنة، في وقت تعمل فيه على فتح قنوات اتصال بين المسؤولين السودانيين والإماراتيين لتقريب وجهات النظر وحلّ الخلافات بطريقة سلمية، كما تُنسّق القاهرة مع السعودية ودول أخرى لديها نفوذ في السودان والإمارات بهدف تشكيل موقف إقليمي موحّد لدعم الاستقرار وتجنب الاستقطاب الذي قد ينشأ نتيجة التدخلات المتعددة في السودان.
العلاقات السودانية الإماراتية.. هل تنجح وساطة أردوغان في إصلاحها؟

وفي خطوة لافتة على صعيد الجهود الإقليمية لحلّ الأزمة السودانية، أبلغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، في اتصال هاتفي يوم 13 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، استعداده للتوسط بين السودان والإمارات. يأتي هذا بعد توتر العلاقات بين البلدين بسبب اتهامات سودانية متكررة للإمارات بدعم قوات الدعم السريع بالسلاح والمعدات العسكرية، ما أدى إلى تفاقم النزاع الداخلي في السودان.

الإمارات تضغط على مصر
ووفقاً للخبيرة المصرية في الشؤون الأفريقية، الدكتورة نجلاء مرعي، فإن "تركيا تسعى لاستثمار علاقاتها القوية مع السودان، على الصعيدين الاقتصادي والدبلوماسي، إلى جانب علاقاتها مع الإمارات، للعب دور الوسيط في هذا النزاع". وأضافت في حديث لـ"العربي الجديد" أن الخلاف السوداني الإماراتي ليس جديداً، إذ تصاعدت اتهامات السودان للإمارات خلال السنوات الأخيرة، ووصلت إلى تقديم شكاوى للاتحاد الأفريقي. على صعيد آخر، أكدت مرعي عدم وجود خلافات بين مصر وتركيا في إدارة الملفات الإقليمية في القرن الأفريقي، مشيرة إلى "تنسيق واضح" بين البلدين، خصوصاً في الملف الصومالي. هذا التنسيق ظهر جلياً في توقيع بروتوكولات عسكرية مع الصومال، جاءت في إطار مواجهة التحركات الإثيوبية الرامية إلى تأمين منفذ على البحر الأحمر. وأوضحت أن زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى أنقرة عقب إرسال قوات مصرية إلى مقديشو، تعكس عمق هذا التعاون.

وأضافت مرعي أن مصر، باعتبارها الداعم الأبرز للجيش السوداني في مواجهته مع قوات الدعم السريع، تضع الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة السودانية كأولوية لضمان أمنها القومي. وأشارت إلى محاولات من قبل الإمارات للضغط على مصر لتخفيف وتيرة العمليات العسكرية للجيش السوداني، أو قبول مفاوضات تضمن مصالح قوات الدعم السريع. رغم ذلك، أشارت الخبيرة إلى أن العلاقات المصرية الإماراتية تشهد حالياً تفاهماً مشتركاً يدعم رؤية القاهرة في الحفاظ على وحدة الدولة السودانية.

الخضر هارون: لا يمكن لدولة تحرص على بقائها وسلامة شعبها أن تفرط في عامل استراتيجي كالسودان

بدوره، قال السفير السوداني السابق لدى واشنطن، الخضر هارون، لـ"العربي الجديد"، إن مصر تمتلك مراكز أبحاث وخبرات واسعة تضم الأكاديميين والعسكريين وأجهزة الاستخبارات ورجال السياسة والاقتصاد، ما يجعلها قادرة على تحليل المعطيات الإقليمية بدقة. وأضاف أن هناك سياسيين في مصر والسودان يرون أن استقرار البلدين يكمن في إقامة روابط أوثق، سواء عبر اتحاد شامل أو كونفدرالية فاعلة. وأوضح أن مصر تدرك أهمية السودان كعمق استراتيجي وظهير قوي لها في أوقات الشدائد، كما صرّح عددٌ من المسؤولين المصريين أخيراً. وقال: "لا يمكن لدولة تحرص على بقائها وسلامة شعبها أن تفرط في عامل استراتيجي كالسودان، الذي يشكل الذروة في هذه المعادلة. المقارنة هنا بين الثابت، وهو السودان كعمق استراتيجي، والمتغير، وهو العلاقات الثنائية والتجارية التي تخضع للتغير عبر الزمن".

ترقب للوساطة التركية
وفي ما يتعلّق بالوساطة التركية، قال هارون: "إذا حقّقت الوساطة التركية هدفها بوقف العدوان على السودان، فستكون مصر قد جنبت نفسها شرّ القتال، وحافظت على علاقاتها مع الإمارات، وفي الوقت ذاته، ساهمت في تأمين استقرار الدولة السودانية وحماية ظهرها من تقلبات الزمن". وأضاف: "أما إذا لم تنجح المبادرة التركية في تحقيق أهدافها، فلن يكون أمام مصر سوى أن تسعى للقيام بالدور بنفسها، لوقف العدوان على السودان. قد تنجح مصر في هذا المسعى دون أن تخسر أحداً، مستفيدةً من عمق علاقاتها التاريخية ومصالحها الاستراتيجية مع السودان".

من جهته، قال الكاتب والخبير في الشؤون الأفريقية، هاشم علي، لـ"العربي الجديد"، إن الوساطة التركية لحل الأزمة السودانية مرحّب بها باعتبارها جهوداً أخوية من دولة تركيا، التي أثبتت على مدار السنوات أنها نبراس للسلام في العديد من القضايا الإقليمية. وأشار إلى أن جهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أسهمت سابقاً في تحقيق تفاهمات بين إثيوبيا والصومال، وطي خلافاتهما، فضلاً عن دور تركيا المستمر في دعم السلام في الصومال ومنطقة القرن الأفريقي. واقترح علي أن تكون الخطوة الأولى للمبادرة التركية هي إقناع قيادة الإمارات بوقف دعمها لمليشيا الدعم السريع، وإنهاء تدخلاتها غير المبررة في الشأن السوداني، ما سيمهّد الطريق لتحقيق سلام حقيقي بين الأطراف السودانية.

وفي ما يتعلق بدور مصر، أشار علي إلى أنها تتمتع بمكانة خصوصاً في قلوب السودانيين، مشيداً بتحسن العلاقات المصرية التركية في الأشهر الماضية بفضل الزيارات المتبادلة بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ورجب طيب أردوغان. وأكد علي أن ما تسعى إليه تركيا لتحقيق السلام في السودان يتوافق مع تطلعات القيادة المصرية، التي تضع استقرار السودان ضمن أولوياتها. واختتم تصريحاته قائلاً: "السلام في السودان وإعادة الاستقرار إلى ربوعه هو هدف مشترك لمصر وتركيا، انطلاقاً من المصير المشترك الذي يربط البلدين".

القاهرة: العربي الجديد  

مقالات مشابهة

  • محاولات مصرية لتقريب وجهات النظر بين الإمارات والحكومة السودانية
  • فشل جديد لعملية تبديل العملة السودانية ومحتجون: “وين نوديها؟
  • تمديد موعد استبدال العملة السودانية
  • مصدر عسكري : الجيش اليمني يعد لمفاجآت قادمة
  • وزير سوداني: دول استعانت بالدعم السريع للسيطرة على الثروات
  • والي نهر النيل يكرم الطالبة شمس الحافظ عبدالله التي قطعت أكثر من 2000 كيلومتر من تشاد لأداء امتحانات الشهادة السودانية
  • أول تحرك سوداني بعد تقرير “انتشار المجاعة”: الاستغناء عن خدمات منظمة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي وسحب عضويته منها
  • بيان من وزارة الخارجية السودانية رداً على بيان الخارجية الإماراتية
  • الحكومة السودانية ترفض وصف الأمم المتحدة للوضع بـ"المجاعة"
  • عاجل | مصدر عسكري لمراسل الجزيرة: مقتل 10 أشخاص في غارة إسرائيلية استهدفت منشأة مدنية في عدرا بريف دمشق