طالبت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت هاريس، بضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمستمرة لليوم الـ204 على التوالي، لأن "الوضع الإنساني والصحي هناك مروّع وكارثي للغاية".

وقالت، في مقابلة خاصة مع "عربي21"، إن "الناس في غزة يعانون من مشاكل متعددة: من الجوع والمرض والخوف والضغط النفسي بسبب القصف المستمر والرعب الذي يعيشونه، بالإضافة إلى الحزن الشديد من فقدان الأقارب أو عدم معرفة ما حدث لهم".




وأردفت هاريس: "لقد أصيب الكثير من الناس بجروح مؤلمة، وبالطبع هناك نقص في مياه الشرب النظيفة وإمدادات الغذاء مما يؤدي إلى الجوع، وفضلا عن أن هناك أيضا تفشٍ كبير للأمراض المعدية والخطرة".

جهود بطولية واستثنائية

وتابعت: "النظام الصحي مُدمّر، وهو يستمر فقط بسبب الجهود البطولية الاستثنائية والعمل الشاق على مدار 24 ساعة في اليوم من قِبل العاملين في الرعاية الصحية في غزة. إنهم يُدعمون أيضا بمتطوعين من الهلال الأحمر الفلسطيني، ويُدعمون أيضا بأشخاص متطوعين قادمين من الخارج يخاطرون بحياتهم للمساعدة".

وأشارت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، إلى أن "هناك أكثر من 21 فريقا طبيا طارئا يقدمون الرعاية والخدمات وبضع عمال ميدانيين، لكن هذا يكاد لا يكفي مطلقا؛ فهناك حاجة إلى الكثير والكثير من العمل".


وأكدت أن "منظمة الصحة العالمية رصدت تفشي بعض الأوبئة والأمراض في قطاع غزة، خاصة مع تلوث المياه واشتداد موجات الحر وتكدس الناس في مخيمات النزوح، مثل الأمراض المتعلقة الرئة والإسهال والتهاب الكبد الوبائي، وغيرها من الأمراض التي ربما تكون فتاكة، وللأسف تتزايد معاناة النساء والأطفال في مثل هذه الظروف البائسة والقاسية".

ومع بداية الحرب على قطاع غزة التي تتواصل للشهر السابع على التوالي، دفعت إسرائيل بأهالي القطاع للنزوح جنوبا بزعم أنه "منطقة آمنة"، إلا أن القصف والدمار والقتل الإسرائيلي طال جميع المناطق وصولا إلى المعبر الحدودي مع مصر.

وأدى ذلك إلى تكدس نحو 1.3 مليونا من سكان القطاع البالغ 2.3 مليون في مدينة رفح جنوب القطاع وحدها، وفق مسؤولين حكوميين في غزة.

ويعاني هؤلاء النازحون من ظروف معيشية وصحية صعبة جراء الحرب، حيث تفتقر هذه المخيمات لأبسط مقومات الحياة.

400 هجوم على القطاع الصحي

وذكرت هاريس أن "منظمة الصحة العالمية وثقت أكثر من 400 هجوم على القطاع الصحي في غزة والضفة الغربية، ووثقنا مقتل مئات العاملين بالمنظومة الصحية، وبكل أسف تمت عسكرة العمل الطبي على الأرض في حين كان يجب على كل الأطراف احترام حرمة وقدسية القطاع الصحي والعاملين به، ويجب علينا أن نقوم بكل شيء لحماية المرضى وما تبقى من مستشفيات وأطباء وعمال إغاثة".

وشدّدت على أن "الجوع هو مشكلة خاصة في غزة بسبب الحد من إمدادات الغذاء، ونحن نشهد أسوأ تأثيراته على الأطفال وعلى الأجنة والنساء الحوامل؛ فالنساء الحوامل بحاجة إلى غذاء إضافي؛ ويحتجن إلى الكثير من الغذاء وهن يحصلن على الأقل، لذلك نشهد المزيد والمزيد من الأطفال الذين يولدون بأوزان منخفضة عند الولادة، وهؤلاء الأطفال، حتى في أفضل الظروف، يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة".


ونوّهت إلى أن "إسقاط المساعدات الإنسانية جوا هو أحد الطرق، وأي نوع من المساعدات يمكن إدخاله إلى غزة هو شيء إيجابي. ومع ذلك؛ فأفضل طريقة لإيصال المساعدة لمَن يحتاجون إليها هي إدخالها عبر الحدود بالشاحنات، ولكن يجب أيضا أن تصل إلى كل الناس؛ فمجرد جلبها عبر الحدود ليس كافيا؛ ويجب أن تذهب إلى كل من هم في أمس الحاجة أولا".

وأضافت هاريس أن إدخال المساعدات الإنسانية بريا يُعدّ "مهمة صعبة جدا في الظروف الحالية بسبب مخاطر إيصالها إلى الناس، والوصول إليهم، وكثيرا ما يكون الناس يائسين لدرجة أن القوافل تتعرض للسرقة من قِبل أشخاص سيأخذون كل الطعام لأنهم يائسين".

دور منظمة الصحة العالمية

ولفتت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، إلى أن "الدور الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية هو دعم النظام الصحي، لذا دورنا هو إحضار المستلزمات الطبية اللازمة، ولكن أيضا نقوم بإجراء تقييمات في كل مستشفى حول ما يمكن القيام به".

وزادت: "الكثير مما نقوم به ينتهي بإجلاء الأشخاص الأصحاء -الذين هم في احتياج شديد- من الشمال إلى الجنوب في الوقت الحالي. لذا في الجنوب، يمكنهم الحصول على رعاية أكثر تعقيدا، والتي لا يمكنهم الحصول عليها حاليا في شمال غزة، وبالتالي نحن نقوم بنقل المرضى الذين يموتون أو يمتلكون فرصة لتحسين ظروفهم من أجل محاولة علاجهم وإبقائهم على قيد الحياة".


وأوضحت أن "أكبر عقبة تحول دون إدخال الإنسانية إلى قطاع غزة هي الحرب المستمرة؛ فمن الصعب جدا لقوافلنا المرور عبر قطاع غزة إلى جميع الأماكن التي تحتاج للوصول إليها، كما من الصعب جدا تجاوز نقاط التفتيش؛ ففي كثير من الأحيان يجب أن يتم إرجاع شاحنات الإمداد لأن الوقت قد نفد لتسليمها بأمان".

وبسؤالها عن كيفية إيقاف الكارثة الإنسانية في غزة، أجابت هاريس: "ببساطة؛ من خلال وقف إطلاق النار الآن، لا توجد إجابة أخرى؛ فيجب على الطرفين الاتفاق ووقف إطلاق النار فورا".

وتستهدف قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي المرافق الطبية والمستشفيات في مختلف مناطق غزة بهجمات ممنهجة ومتواصلة منذ بدء عدوانها على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ما تسبّب في تدمير المنظومة الصحية، وكارثة إنسانية وتدهور في البنى التحتية.

وتعرّضت مستشفيات غزة المحمية بموجب القانون الإنساني الدولي، مرارا وتكرارا لهجمات إسرائيلية شرسة.

وخلّف العدوان الإسرائيلي على غزة عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين المدنيين، معظمهم أطفل ونساء، ودمارا هائلا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، وفق بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، ورغم مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات الصحة العالمية الإسرائيلية غزة الجوع رفح إسرائيل غزة رفح الصحة العالمية الجوع المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة منظمة الصحة العالمیة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع

#سواليف

أعلنت وزارة الصحة في قطاع #غزة اليوم الأربعاء ارتفاع #حصيلة #ضحايا القصف الإسرائيلي للقطاع إلى 51.305 شهيدا و117.096 مصابا، منذ بدء #الحرب في السابع من أكتوبر 2023.

وجاء في التقرير الإحصائي اليومي لوزارة الصحة “وصل مستشفيات قطاع غزة 39 شهيدا بينهم #شهيد واحد تم انتشالة من تحت الأنقاض، إلى جانب 105 إصابات خلال الساعات الـ24 الماضية”.

وأشار البيان إلى أن “️ #حصيلة_الشهداء والاصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت 1.928 شهيدا و5.055 إصابة”.

مقالات ذات صلة الأورومتوسطي .. تهجير قسري معلن تحت عنوان “الهجرة الطوعية” وصمت دولي يصم الآذان 2025/04/23

وأضافت الوزارة: “لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.

وأهابت “بذوي شهداء ومفقودي الحرب بضرورة استكمال بياناتهم بالتسجيل عبر الرابط المرفق، لاستيفاء جميع البيانات عبر سجلات وزارة الصحة”

هذا واستأنفت إسرائيل في الـ18 من مارس الماضي عملياتها العسكرية ضد قطاع غزة، منهية بذلك هدنة هشة استمرت لنحو شهرين، كانت قد بدأت في يناير الماضي بوساطة مصرية-قطرية-أمريكية، ونفذت سلسلة غارات جوية مكثفة وأحزمة نارية على عدة مناطق في القطاع.

مقالات مشابهة

  • منظمة الصحة العالمية.. 3700 قتيل و5100 مصاب جراء زلزال ميانمار
  • «الصحة العالمية» تكشف حصيلة ضحايا زلزال ميانمار
  • منظمة الصحة العالمية تدعو لتمويل الاستجابة في ميانمار
  • تدمير المركز الوحيد في العالم لأبحاث المايستوما بالسودان
  • منظمة الصحة العالمية تدعو لتكثيف الجهود للقضاء على الملاريا
  • السفير حسام زكي: الوضع الإنساني في السودان كارثي .. فيديو
  • “الصحة العالمية”: منع زواج الأطفال سيوقف حالات الحمل المميتة للمراهقات
  • "الصحة العالمية": منع زواج الأطفال والتعليم هما مفتاح الحد من وفيات حمل المراهقات
  • الصحة العالمية تدعو لإنهاء تزويج الأطفال ومعالجة الوفيات الناجمة عن حمل المراهقات
  • صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع