حجة لحبيب.. جزائرية على رأس الدبلوماسية البلجيكية (بورتريه)
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تعرف نفسها بأنها "لست يسارية ولا يمينية" تقول: "أنا حرة بشكل أساسي".
لم تنشط سياسيا، ما أثار بعض الامتعاض في بلجيكا لدى تعيينها على رأس وزارة الخارجية.
صحفية بقيت طيلة 30 عاما في قلب الصحافة والإعلام حيث قدمت نشرات الأخبار لسنوات طويلة، وغطت الحروب والأزمات، وأنجزت تقارير وأنتجت وأخرجت أفلاما لافتة.
ولدت حجة لحبيب لأبوين جزائريين في عام 1970 في والونيا، ونشأت في العاصمة بروكسل.
درست الصحافة والاتصالات في جامعة بروكسل ما بين عامي 1993و1995، وكانت أطروحتها حول "تاريخ الحرب الجزائرية: صمت الذاكرة". ولاحقا في عام 2019 حصلت على دبلوم في القيادة الرقمية من "معهد سولفاي" ببلجيكا.
وبعد تخرجها عملت مساعدة في كلية الصحافة في جامعة بروكسل الحرة حتى عام 1997، كما عملت في تلفزيون "أرتي إل لياج" البلجيكي لمدة 5 سنوات، كما أصبحت مذيعة أخبار نشطة في راديو وتلفزيون بلجيكا الناطق بالفرنسية، وعملت فيه 23 عاما مقدمة ومراسلة ميدانية ومخرجة أفلام.
قدمت في مسيرتها تقاريرا في مناطق الحروب، فغطت الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت ما بين عامي 2000 و2005، وأنجزت سلسلة تقارير من تشاد عن ضحايا القمع في حقبة الرئيس حسين حبري، ونزلت إلى الميدان الأفغاني عدة مرات في الفترة ما بين 2001 و2009، وأنتجت فيلما وثائقيا عن مصير المرأة الأفغانية بعنوان "أفغانستان. اختيار المرأة".
وفازت في عام 2008 بجائزة الاتحاد الأوروبي للبث الذهبي.
وفي نفس العام أخرجت وأعدت فيلما بعنوان "العنق والرأس..كينيا"، فيما حصل فيلمها "صبرا صبرا..ستدخل الجنة" على جائزة في مهرجان مرسيليا المتوسطي، وهو فيلم روائي طويل عرض في المسارح لأكثر من 6 أشهر وترجم إلى 5 لغات.
كما توجت بجائزة "برلمان المجتمع الفرنسي" في بلجيكا، ومنحت لقب "المواطنة الفخرية لمدينة لياج البلجيكية" عام 2010، وفي 2013، اختيرت "امرأة العام" في بروكسل.
وزيرة للخارجية
وعملت أيضا في مؤسسة التضامن الدولي، وهي منظمة تهدف إلى تعزيز الديمقراطية وتحسين الحقوق الاجتماعية والاقتصادية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، وفي عام 2010، أصبحت سفيرة السنة الأوروبية لمكافحة الفقر والتهميش الاجتماعي، التي أنشأتها المفوضية الأوروبية.
وفي عام 2021، كلفتها حكومة بروكسل بمهمة التحضير لترشيح مدينة بروكسل عاصمة الثقافة الأوروبية في عام 2030.
وسط كل ذلك ودون توقع من أحد عينت في عام 2022، وزيرة للخارجية والشؤون الأوروبية والتجارة الخارجية والمؤسسات الثقافية الفيدرالية في حكومة دي كرو الفيدرالية، وكان تعيينها لافتا للنظر، إذ لم تكن لها خبرة سياسية سابقة.
وعينت خلفا للوزيرة المستقيلة صوفي فيلميس، التي استقالت من الحكومة لأسباب عائلية بعد تشخيص إصابة زوجها بسرطان الدماغ العدواني.
ولكن لحبيب ردت على المتشككين والمشككين بقولها: "باعتباري صحافية على الأرض في مناطق مثل الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان والهند وأماكن أخرى، وباعتباري صانعة أفلام وثائقية، كنت أرغب دائما في بناء الجسور بين الشواطئ التي تكون متباعدة جدا في بعض الأحيان".
وأضافت أن رغبتها في المساهمة في تحقيق الأشياء، واقتناعها بإمكانية "وجود عالم أكثر عدلا وحرية واحتراما" دفعها في النهاية إلى قبول المنصب. واعترفت بأنها بلا خلفية سياسية، لكن هذا سمح لها بالتصرف بحرية أكبر باعتبارها "مواطنة تشعر بالقلق إزاء حالة العالم". بحسب قولها.
وسائل الإعلام البلجيكية اعتبرت أن اختيار "الحزب الليبرالي الفرانكفوني" صحافية لتولي وزارة الخارجية ليس سابقة في حد ذاته، فهو يحاول على الدوام اختيار شخصيات عامة، لكن كونها من عائلة من أصول جزائرية فالاختيار ليس منزها عن الحسابات الانتخابية مع اقتراب موعدها في عام 2024. بحسب ما نشر حول تعيينها.
وتناقلت وسائل الإعلام عبر العالم مشهد إقدامها على قص خصلة من شعرها في جلسة مناقشة بمجلس النواب، في تكرار لما قامت به نائبة من أصول إيرانية كانت تجلس إلى جانبها.
معبرة عن "صدمتها" لموت مهسا أميني أثناء توقيفها من قبل "شرطة الأخلاق" في طهران.
الوزيرة من بين الأصوات المريدة لفرض عقوبات على إيران.
في عام 2023، نجت لحبيب في تصويت بحجب الثقة بالبرلمان بعد منح تأشيرات دخول لوفود من المدن الإيرانية والروسية لحضور مؤتمر رؤساء البلديات في بروكسل. وكان حزبها، الحركة الإصلاحية، قد هدد بمغادرة الحكومة إذا اضطرت لحبيب إلى الاستقالة، الأمر الذي كان من شأنه أن يؤدي إلى انهيار الحكومة.
ووجدت لحبيب نفسها في عين العاصفة بسبب زيارتها شبه جزيرة القرم في عام 2021، وعلى الرغم من تصريحاتها المساندة لأوكرانيا وتأكيداتها المتكررة على انتماء شبه جزيرة القرم إلى كييف ومشاركتها بنشاطات تحت الراية الأوكرانية، فإنها لم تكن كافية لردع الانتقادات.
لكنها اليوم باتت مستهدفة من كييف بسبب زيارتها إلى جزيرة القرم عبر موسكو لتغطية مهرجان ثقافي، قبل أن تصبح وزيرة وقبل حتى اندلاع القتال في أوكرانيا.
صوت شجاع
ولأنها خبرت القضية الفلسطينية عبر متابعتها تفاصيل الانتفاضة الفلسطينية الثانية، تنشط حجة لحبيب في حراكها حول ما يجري في قطاع غزة، وترفض أن تبقى الولايات المتحدة الأمريكية اللاعب الوحيد في غزة، معربة عن اعتقادها بأن الوقت حان ليظهر الاتحاد الأوروبي نفسه "بوضوح" في عملية السلام.
وقالت لحبيب في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، إنه لا تكفي الدعوة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وإيصال المساعدات إلى قطاع غزة فيما القتل مستمر.
وشددت على أن "هناك مأساة إنسانية يجب إيقافها".
وقالت الوزيرة لحبيب إن "فرض العقوبات على المستوطنين العنيفين في الضفة الغربية لا تكفي وعلينا فرضها على الذين يسلحونهم ويدافعون عنهم".
وأكدت أن الاعتراف بدولة فلسطينية خطوة حاسمة نحو حل الدولتين، و"مستعدون للترحيب بأي مبادرة بشأن ذلك"، وقالت إن بلجيكا ستدرس الاعتراف بفلسطين دولة ذات سيادة "عندما يحين الوقت".
وعلى أثر إعلان استشهاد موظف في وكالة التنمية البلجيكية وعائلته في قطاع غزة إثر قصف إسرائيلي استدعت السفيرة الإسرائيلية لإدانة قصف المناطق المدنية والسكان وللمطالبة بتفسير، مؤكدة أن قصف المناطق المدنية واستهداف السكان يتعارض مع القانون الدولي.
في جميع الأحوال تقدم لحبيب أداء لافتا حول غزة وتكاد أن تكون من الأصوات الشجاعة في العالم التي تواصل ضغطها باتجاه وقف إطلاق النار في غزة ودخول المساعدات إلى جميع مناطق القطاع دون مماطلة.
حجة الحبيب أثبتت في العامين الماضيين بأنها سياسية تتقن لعبتها وتعرف كيف تنجو من حقول الألغام، وبأنها حقا "مواطنة تشعر بالقلق إزاء حالة العالم". وبأنها "حرة بشكل أساسي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه بورتريه حجة لحبيب غزة غزة حجة لحبيب مواقف شجاعة بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه بورتريه سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی عام
إقرأ أيضاً:
خارجية الشيوخ: جهود مصر الدبلوماسية تجاه حل قضايا المنطقة يعزز مكانتها إقليميا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت النائبة عايدة نصيف، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن مصر تواصل جهودها الدؤوبة لتخفيف حدة التوترات في المنطقة، وذلك انطلاقًا من موقفها الثابت والداعم لقضايا الشعوب العربية، مشيرة إلى أن هذه الجهود المتواصلة وتعزيز مسار الدبلوماسية المصرية الخارجية مع كافة الأطراف فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والتي تظل مصر حاضرة بقوة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وأكدت أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في بيان لها، أنه من خلال التحركات السياسية والدبلوماسية، تعمل مصر على دفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه إنهاء الاحتلال الإسرائيلي ووقف الانتهاكات المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، مع التركيز على تحقيق التهدئة ومنع تفاقم الأوضاع الإنسانية في الأراضي المحتلة.
ولفتت نصيف، أنه على الجانب السوري، تبرز مصر كفاعل رئيسي في جهود إيجاد تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية، مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسيادتها، مشيرة إلى أن الموقف المصري يركز على ضرورة إنهاء جميع أشكال التدخلات الخارجية في الشأن السوري، وإفساح المجال للشعب السوري لتقرير مصيره من خلال حل سياسي عادل يحقق تطلعاته في الأمن والاستقرار، وتلك الجهود جميعها تعكس رؤية مصر الواضحة لدعم استقرار المنطقة وإعادة بناء الدول التي تأثرت بالصراعات.
وأضافت أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن انعقاد قمة الثماني النامية بالعاصمة الإدارية الجديدة، كان واقعا ملموسا ودليلا على التحرك المصري المستمر لتعزيز التعاون بين الدول النامية ومواجهة التحديات المشتركة، لافتة أن خلال القمة، حرصت مصر على إبراز أهمية التضامن الدولي والعمل المشترك لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الأمن والسلام الإقليميين، وهذا النهج يعكس السياسة المصرية القائمة على المبادئ الثابتة، مع مرونة في التعامل مع التطورات الإقليمية والدولية بما يخدم المصالح المشتركة للشعوب.
وأشارت إلى أن استمرار مصر في لعب هذا الدور المحوري تجاه كافة قضايا المنطقة يعزز مكانتها كركيزة للاستقرار الإقليمي وصوت معتدل في خضم التوترات التي تعصف بالمنطقة.