أهارون هاليفا.. رئيس جهاز أمان الإسرائيلي الذي تجاهل تحذير 7 أكتوبر
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
لواء في الجيش الإسرائيلي، ولد عام 1967 في حيفا، والتحق بكتيبة المظليين عام 1985 ليتدرج في المناصب والرتب حتى أصبح رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" عام 2021.
في الساعة الثالثة من فجر السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 تلقى اتصالا من مساعده بشأن تطورات "غير مطمئنة" تحدث على حدود قطاع غزة، لكنه لم يبد اهتماما بالأمر، كما لم يكن متاحا عبر الهاتف للمشاركة في مشاورات أمنية عالية المستوى بهذا الخصوص بعيد اتصال مساعده.
وفي 22 أبريل/نيسان 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي استقالة هاليفا، وهو أول ضابط رفيع يستقيل رسميا من منصبه على إثر الإخفاق في توقع عملية طوفان الأقصى والتصدي لها.
المولد والنشأةولد أهارون هاليفا في 12 أكتوبر/تشرين الأول 1967 بمدينة حيفا لأبوين من يهود المغرب، وعاش طفولته في مسقط رأسه.
درس هاليفا مراحله التعليمية الأولى في حيفا، وحصل على البكالوريوس في العلوم الاجتماعية من جامعة بار إيلان ودرجة الماجستير في الاختصاص ذاته من جامعة حيفا.
التجربة العسكريةفي عام 1985 التحق بالجيش الإسرائيلي وخدم ضابط صف في الكتيبة 202 للمظليين، وابتداء من عام 1988 أصبح ضابط مشاة، وفي العام ذاته شارك في عملية ميدون بجنوب لبنان، كما شارك في عدة مواجهات مع المقاومة اللبنانية في النصف الأول من تسعينيات القرن العشرين.
تدرج هاليفا في المسؤوليات داخل الكتيبة 202 فأصبح قائدا لسرية الإسناد، كما ترقى ليصبح نائبا لقائد الكتيبة ثم قائدا لقاعدة تدريب المظليين، وبعد تسريحه لنحو نصف عام عاد مجددا إلى الجيش ورقي إلى رتبة مقدم.
وما بين عامي 1999 و2000 تولي قيادة كتيبة "فايبر" في لواء المظليين، ثم شغل منصب قائد قاعدة تدريب لواء المظليين من 2001 إلى 2003، ثم أصبح قائدا للواء المظليين الاحتياط من 2003 إلى 2005.
وفي 2005 تولى قيادة لواء "أفرايم" الإقليمي حتى 2007، حيث أصبح قائدا لمدرسة تدريب ضباط الجيش الإسرائيلي، ثم قائدا للواء المظليين ابتداء من 2009، وتولى قيادة الفرقة المحمولة جوا ابتداء من 2011 حتى 2013.
وابتداء من 2014 أصبح هاليفا رئيسا لقسم العمليات في مديرية العمليات، ورئيسا لمديرية التكنولوجيا والخدمات اللوجستية ما بين عامي 2016 و2018، ثم رئيسا لمديرية العمليات حتى 2021، وهو تاريخ توليه منصب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، الذي ظل يشغله حتى تاريخ استقالته اعترافا بالفشل في توقع هجوم السابع من كتوبر/تشرين الأول 2023، الذي نفذته المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة.
عسكري علمانييوصف اللواء هاليفا بأنه عسكري ذو توجه علماني، أثارت بعض قراراته الرافضة لإقامة الطقوس الدينية احتجاج مئات الجنود أواخر 2017، ولجؤوا إلى رئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت.
فقد منع هاليفا، وهو حينها رئيس مديرية التكنولوجيا والخدمات اللوجستية، عقد دروس التوراة خارج معسكر أرييل شارون، مما أثار ردود فعل واسعة داخل إسرائيل.
وعقب هذه الحادثة وقعت آلاف الأمهات عريضة تطالب آيزنكوت بالسماح للضابط وجندي الاحتياط الحاخام بيرتس آينهورن باستئناف تقديم دروس التوراة للجنود في مركز التدريب كل يوم أحد.
غير متاح للمشاوراتتشير المصادر الإسرائيلية إلى أن هاليفا -الذي كان يقضي إجازته في إيلات- أطلعه مساعده في حدود الساعة الثالثة فجر يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 على تطورات غير مطمئنة تحدث على حدود غزة وتنذر بهجوم وشيك، إلا أنه لم يبد اهتماما بالأمر.
كما أنه لم يشارك في المشاورات الأمنية عالية المستوى بهذا الخصوص، التي جمعت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي وقائد شعبة العمليات وقائد المنطقة الجنوبية، حيث لم يكن حينها متاحا عبر الهاتف رغم أن المشاورات أجريت بعيد الاتصال المذكور بقليل.
وتعليقا على هذا الفشل نُقل عن هاليفا قوله إنه لو كان موجودا حينها على رأس عمله سيخلص إلى أن ما يجري مجرد تدريبات لمقاتلي حركة حماس، وأن تقديراته تلك لن تغير نتيجة هذه المشاورات.
وإضافة لذلك فقد نقلت وسائل إعلام إسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول 2023 أن هاليفا كان قد كلف قبل 3 أشهر من هجوم 7 أكتوبر بتكثيف جمع المعلومات الاستخباراتية عن تحركات رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، وذلك عقب اجتماع كان من نتائجه توصية القادة في الميدان باتخاذ الاحتياطات اللازمة.
وفي رسالة إلى جنوده بتاريخ 17 أكتوبر/تشرين الأول قال هاليفا "لقد فشلنا في أهم مهمة لنا، وبصفتي رئيسا لمديرية المخابرات الإسرائيلية أتحمل المسؤولية الكاملة عن الفشل".
الاستقالة والتقاعدفي 22 أبريل/نيسان 2024 أعلن الجيش الإسرائيلي رسميا قبول استقالة هاليفا، بسبب مسؤوليته عن فشل شعبة الاستخبارات العسكرية في اكتشاف مخطط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لتنفيذ هجوم واسع على إسرائيل.
لكن الجيش الإسرائيلي قال في بيانه إن رئيس هيئة الأركان العامة هرتسي هاليفي أشاد بأداء هاليفا طيلة 38 عاما من الخدمة، وأوضح أنه تقدم بطلب الاستقالة بالتنسيق مع رئيس الهيئة وستكون سارية المفعول بعد أن يعين خلفا له ليحال إلى التقاعد "في عملية منظمة ومهنية".
وجاء في نص استقالة هاليفا "إن شعبة الاستخبارات لم تقم بالمهمة التي اؤتمنت عليها"، ودعا إلى "تشكيل لجنة خاصة للتحقيق في الأحداث التي قادت إسرائيل إلى ما جرى يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات أکتوبر تشرین الأول الجیش الإسرائیلی شعبة الاستخبارات لواء المظلیین السابع من الأول 2023
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يشن غارات على مواقع لحزب الله جنوبي لبنان
في تصعيد جديد للتوترات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات الجوية على مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان.
ووفقًا لوسائل اعلام عبرية نقلا عن الجيش الإسرائيلي، استهدفت الغارات مواقع عسكرية تحتوي على وسائل قتالية ومنصات صاروخية تابعة لحزب الله، معتبرًا وجود هذه المعدات تهديدًا لإسرائيل وخرقًا للتفاهمات بين البلدين.
ومن الجانب اللبناني، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارات متتالية على مناطق عدة في الجنوب اللبناني، بما في ذلك تلة زغربن في جبل الريحان بمنطقة جزين، ومناطق بين بلدتي ياطر وزيقين، ووادٍ في بلدة البابلية، ومنطقة مريصع بين بلدتي أنصار والزرارية، ومنطقة الحمدانية بين بلدتي كفروة وعزة.
وأشارت الوكالة إلى تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي على ارتفاعات منخفضة فوق منطقة الزهراني.مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في جنوب لبنان
حزب الله: لا اتفاق سري مع إسرائيل وعلى الاحتلال الانسحاب من جنوب لبنان
وتزامنت هذه الغارات مع حادثة دخول مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين إلى جنوب لبنان تحت غطاء "زيارة دينية" لقبر العباد، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2000.
ووفقًا لمصادر رسمية وأمنية لبنانية، نظمت قوات الجيش الإسرائيلي هذه الزيارة، معتبرةً إياها انتهاكًا للسيادة اللبنانية وخرقًا للقرارات الدولية، لاسيما القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار.
ومنذ 27 نوفمبر 2024، يسري اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل برعاية أمريكية وفرنسية، وضع حدًا لمواجهات استمرت لأكثر من عام على خلفية الحرب في قطاع غزة. ورغم أن الاتفاق نص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية، إلا أن إسرائيل أبقت على وجودها في خمس نقاط رئيسية في المنطقة الحدودية اللبنانية بعد انتهاء المهلة المحددة في 18 فبراير الماضي.
وفي 8 مارس 2025، أعلن الجيش الإسرائيلي عن شن غارة جوية استهدفت عنصرًا من حزب الله في جنوب لبنان، زاعمًا أنه كان يعمل على إعادة بناء بنية تحتية إرهابية لتوجيه أنشطة الحزب في المنطقة.
وأكد المتحدث باسم الجيش أن إسرائيل ستواصل العمل لإزالة أي تهديدات ومنع محاولات إعادة تموضع حزب الله.
وفي المقابل، أفادت مصادر لبنانية رسمية بمقتل شخص وإصابة آخر بجروح خطيرة في غارة إسرائيلية استهدفت سيارة مدنية على طريق بلدة خربة سلم في جنوب لبنان. ووفقًا لمصدر أمني لبناني، استهدفت الغارة سيارة مدنية بصاروخين (جو-أرض)، مما أدى إلى اندلاع حريق في السيارة، وعملت عناصر الدفاع المدني على إخماده.
وهذه التطورات تشير إلى تصاعد التوترات بين الجانبين، مما يثير مخاوف من اندلاع مواجهات أوسع في المنطقة. المجتمع الدولي مدعو إلى التدخل لتهدئة الأوضاع وضمان الالتزام بالاتفاقات الدولية للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان.