الجهود المصرية والعربية لتحريك ملف المفاوضات ووقف الحرب على غزة تتواصل
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تعمل مصر بالتعاون مع الأطراف المعنية على تحقيق هدنة طويلة في قطاع غزة ووقف الحرب وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني. أكد مسؤول مصري رفيع المستوى أن الاتصالات تجري مع جميع الأطراف المعنية بهدف التوصل إلى اتفاق هدنة.
وأوضح المسؤول أن الاتصالات مع إسرائيل تقتصر على الوفود الأمنية فقط، ونفى صحة التقارير التي تحدثت عن لقاءات مخططة بين المسؤولين المصريين والإسرائيليين.
في سياق متصل، تستضيف العاصمة السعودية، الرياض، اجتماعًا يُعرف بـ "اجتماع الأزمة"، والذي سيعقد بعد غد، لبحث الأوضاع في غزة. ستشارك في هذا الاجتماع مصر والأردن وقطر، بالإضافة إلى مسؤولين أمريكيين وممثلين عن الاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية.
ووفقًا لوكالة "بلومبرج" الأمريكية، تخطط السعودية لاستضافة هذا الاجتماع بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ومسؤولين من مصر والأردن وقطر. يُذكر أن هذه المعلومات تأتي من مصادر مطلعة على الأمر.
ووفقًا لتقرير الوكالة، يُتوقع أن تشمل المحادثات في الرياض مشاركة مسؤولين رئيسيين من الاتحاد الأوروبي، وخاصة وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، بالإضافة إلى مسؤولين من السلطة الفلسطينية.
من ناحية أخرى، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن إسرائيل "مستعدة" لإعادة النظر في الهجوم المزمع على رفح مقابل "عرض حقيقي" يتضمن الإفراج عن المحتجزين وتحقيق هدنة مع حركة "حماس". وذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن من المتوقع أن يزور إسرائيل لمناقشة هذه المسألة مع السلطات الإسرائيلية.
وأفادت الصحيفة أن إسرائيل مستعدة في الوقت الحاليلإعادة النظر في العملية العسكرية المزمعة على رفح إذا تم تقديم عرض حقيقي يتضمن الإفراج عن المحتجزين وتحقيق هدنة مع حركة حماس. ومن المتوقع أن يلتقي وزير الخارجية الأمريكي بلينكن المسؤولين الإسرائيليين لمناقشة هذه المسألة.
تتواصل الجهود المصرية والعربية لتحقيق هدنة طويلة في قطاع غزة ووقف الحرب. يهدف هذا الجهد إلى إنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني وتحقيق استقرار المنطقة. يتم التنسيق بين مصر والأطراف المعنية، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة ودول عربية أخرى مثل السعودية وقطر والأردن.
من المتوقع أن يعقد اجتماع في الرياض يعرف بـ "اجتماع الأزمة"، والذي سيشارك فيه مسؤولون من مصر والأردن وقطر والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والسلطة الفلسطينية. سيتم خلال هذا الاجتماع مناقشة الأوضاع في غزة والسعي للتوصل إلى حل سلمي وإنهاء العنف.
من جانبها، تعبير وسائل الإعلام الإسرائيلية عن استعداد إسرائيل لإعادة النظر في الهجوم المزمع على رفح إذا تم تقديم عرض حقيقي يتضمن الإفراج عن المحتجزين وتحقيق هدنة مع حماس. يُذكر أن هذه المعلومات لا تزال غير مؤكدة وتعتمد على تقارير وسائل الإعلام.
على الرغم من استمرار الجهود، فإن الوضع ما زال حساسًا وقد يتطلب المزيد من الوقت والجهود لتحقيق تسوية دائمة واستقرار في المنطقة.
حماس
من جهتها، ترى حركة حماس أن العرض الإسرائيلى الجديد عبارة عن “مناورة”، وأن رئيس الحكومة الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، يمارس تعنتًا من شأنه عرقلة المفاوضات، وأكد القيادى فى حركة حماس، ماجد أبوقطيش، فى تصريحات أمس الأول، لـوكالة أنباء العالم العربى، أن “الحركة لا تعترف إلا بالعروض المكتوبة، وعندما يصلنا سنعلن تسلمه والرد عليه، لكن أقول مرة أخرى إن السياقات التى تسربت عن العرض الإسرائيلى لا تزال فى الخانة نفسها التى توقفت عندها اللقاءات السابقة، وهى رفض العدو الإجابة بشأن وقف إطلاق النار، أو الانسحاب من غزة، أو كسر الحصار والإعمار”.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: القضية القضية الفلسطينية الجهود المصرية الحرب على غزة مفاوضات وزیر الخارجیة اجتماع ا
إقرأ أيضاً:
بين تفاؤل حذر وتحديات معقدة .. هل تنجح جهود الهدنة في غزة ؟
غزة- مراسل «عُمان» - بهاء طباسي:
تخيم حالة من الترقب المشوب بالتفاؤل الحذر على الأجواء في قطاع غزة، وسط الحديث عن جهود حثيثة تقودها مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق تهدئة ينهي الحرب المستمرة على القطاع منذ أكثر من 14 شهرًا.
وبينما تستمر المفاوضات بوتيرة مكثفة بين الأطراف المختلفة، تبقى الصورة النهائية للاتفاق غير مكتملة، ما يجعل الساحة مفتوحة على كافة السيناريوهات.
تطورات المشهد الميداني والدبلوماسي
وفقًا لمصادر فلسطينية مطلعة، فإن الحديث عن اتفاق وشيك قد يكون مبالغًا فيه، حيث أكدت قناة «كان» العبرية أن «الطريق لا تزال طويلة حتى الإعلان عن اتفاق»، رغم الجهود المكثفة التي تُبذل من قبل الوسطاء. وأضافت ذات المصادر أن المفاوضات تركز على عدة قضايا محورية، أبرزها الإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وضمان عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله.
صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية سرّبت أن صفقة التبادل المقترحة ستتم على مرحلتين؛ المرحلة الأولى، التي تعتمد على صيغة سبق أن طرحها الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الصيف الماضي، ستمتد على مدار 42 يومًا وتشمل إطلاق سراح كبار السن والمرضى والمجندات الإسرائيليات. في المقابل، ستقوم إسرائيل بإعادة انتشار جزئي لقواتها، بما في ذلك الانسحاب بشكل شبه كامل من محوري نتساريم وفيلادلفيا.
موقف حماس: مرونة مشروطة
مصدر قيادي في حركة حماس أشار إلى أن الحركة تتعامل مع هذه المفاوضات بجدية، لكنها تتمسك بمطالبها الرئيسية، وعلى رأسها الإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين دون استثناء.
وأضاف المصدر: «إننا ندرك تعقيد الموقف، لكننا نثق بقدرتنا على تحقيق مكاسب وطنية تليق بتضحيات شعبنا».
حماس ترى أيضًا أن عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية في شمال القطاع شرط غير قابل للمساومة.
وأكد القيادي، الذي فضل عدم ذكر اسمه: «الاحتلال يحاول استخدام هذا الملف كورقة ضغط، لكننا نصر على أن تكون العودة كاملة وغير مشروطة».
موقف إسرائيل: حسابات داخلية وضغوط خارجية
على الجانب الإسرائيلي، يبدو أن الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو تواجه تحديات كبيرة في إدارة هذا الملف. فرغم التصريحات التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون كبار لصحيفة «يسرائيل هيوم» بأنهم «قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق معقد للغاية»، إلا أن التفاصيل النهائية لم تُحسم بعد.
إسرائيل تشترط إخضاع النازحين العائدين لتفتيش أمني دقيق، ما يعكس مخاوفها من إمكانية استخدام هذه العودة كغطاء لعمليات تسلل أو نقل أسلحة. كما أنها تسعى لتجنب أي خطوات قد تُفسر كتنازل أمام حماس، في ظل الضغط الداخلي المتزايد من المعارضة.
دور الوسطاء: مصر وقطر في قلب الحدث
تلعب كل من مصر وقطر دورًا محوريًا في تقريب وجهات النظر بين الطرفين. مصدر مصري مسؤول أكد أن القاهرة تُجري اتصالات مكثفة مع كافة الأطراف.
وأشار إلى أن «الهدف الأساسي هو التوصل إلى اتفاق يضمن تهدئة طويلة الأمد ويضع حدًا لمعاناة المدنيين في قطاع غزة». لكن مصدر مصري آخر نفى ما تردد من أنباء عبر وسائل إعلام عدة عن زيارة مرتقبة لرئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى القاهرة.
من جانبه، أوضح مسؤول قطري أن الدوحة تعمل بالتنسيق مع مصر والمجتمع الدولي لدفع العملية التفاوضية قدمًا.
وأضاف: «نحن نركز على الجوانب الإنسانية في هذه المرحلة، خاصة ما يتعلق بالإفراج عن الأسرى وتخفيف الحصار».
أهالي غزة: تفاؤل حذر وسط المعاناة
في مخيمات النزوح في قطاع غزة، يتابع المواطنون بقلق وحذر ما يجري خلف الكواليس.
يقول أكرم عبدالعزيز، 53 عامًا، أحد سكان مدينة غزة: «سمعنا عن الكثير من الاتفاقات في السابق، لكنها غالبًا ما كانت تنهار بسبب تعنت الاحتلال. نأمل أن تكون هذه المرة مختلفة».
وأضاف أكرم، لـ«عُمان» خلال حديثه: «لا نريد سوى العودة إلى منازلنا بكرامة وأمان. لقد تعبنا من التنقل بين الملاجئ المؤقتة والحياة في الخيام».
وتابع: «نحن نعيش حالة من الانتظار القاتل، فالأخبار تأتي متضاربة. نأمل أن يكون هناك حل قريب يعيد لنا الاستقرار».
عاصم طلال ، شاب جامعي، 21 عامًا، يعبر عن وجهة نظر أكثر تشاؤمًا: «لا يمكننا الوثوق بسهولة بهذه المفاوضات. حتى لو تم التوصل إلى اتفاق، هناك دائمًا احتمال لانهياره في أي لحظة. نحن نريد سلامًا حقيقيًا، وليس مجرد هدنة مؤقتة».
احتمالات النجاح والفشل
يرى المحلل السياسي الفلسطيني، أيمن الرقب، أن نجاح الاتفاق يعتمد على قدرة الوسطاء على تجاوز العقبات الرئيسية، خاصة ما يتعلق بملف النازحين والأسرى.
ويقول الرقب: «إذا استمرت الأطراف في التمسك بمواقفها دون تقديم تنازلات، فمن الصعب أن نرى اتفاقًا قريبًا».ويضيف لـ«عُمان»: «دور الوسطاء مهم جدًا، لكن الضغط الدولي هو العامل الحاسم. إذا شعر أحد الأطراف بأنه يستطيع التهرب من التزاماته دون عواقب، فقد نشهد انهيارًا سريعًا لأي تفاهمات يتم التوصل إليها».
ويوضح الرقب أن الظروف الميدانية تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مسار المفاوضات: «الواقع على الأرض معقد للغاية. هناك أزمات إنسانية خانقة، وضغوط على حماس من الداخل، وأيضًا ضغوط على نتنياهو من المعارضة والمجتمع الدولي. هذه العوامل قد تدفع الأطراف إلى تسريع التوصل لاتفاق، لكنها أيضًا قد تُعقد الأمور إذا لم تتم إدارتها بحذر».
على النقيض، يرى المحلل الإسرائيلي، يوسي ميلمان، أن الحكومة الإسرائيلية قد تضطر للموافقة على بعض مطالب حماس، خاصة في ظل الضغوط الدولية.
ويقول ميلمان: «نتنياهو يدرك أن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر، لكن أي تنازل قد يُفسر كضعف. هذا المأزق هو ما يجعل المفاوضات صعبة للغاية».
ويضيف ميلمان: «إسرائيل تريد تهدئة طويلة الأمد، لكن هناك مخاوف من أن تُستخدم فترة التهدئة لإعادة تسليح حماس. لذلك، فإن أي اتفاق سيشمل آليات مراقبة دقيقة، وهو ما قد يكون نقطة خلاف جديدة».
وفي تعليقه على المرحلة المقبلة، يوضح المحلل السياسي الإسرائيلي المتخصص في قضايا الأمن والاستخبارات والدفاع: «حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإن تنفيذه على الأرض سيكون التحدي الأكبر. نحن نتحدث عن وضع هش للغاية، وأي خطأ صغير قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر».
بين الواقع والمأمول
في الوقت الذي تتكثف فيه الجهود الدبلوماسية لتحقيق تهدئة في قطاع غزة، يبقى الأفق مليئًا بالتحديات. وبينما يترقب سكان غزة بقلق أي بارقة أمل، يظل النجاح مرهونًا بمدى قدرة الأطراف على تقديم تنازلات متبادلة. وحتى ذلك الحين، يبقى التفاؤل الحذر سيد الموقف.
ولكن، لا يمكن تجاهل تعقيدات الواقع التي تجعل تحقيق تهدئة دائمة أمرًا بالغ الصعوبة. إن استمرار المعاناة الإنسانية في غزة والضغوط الداخلية على جميع الأطراف يُبقي احتمالية انهيار أي اتفاق واردة.
ومع ذلك، فإن الوصول إلى صيغة تهدئة مؤقتة، ولو كانت هشة، يُعد خطوة صغيرة لكنها مهمة نحو تهدئة طويلة الأمد. الأهم الآن هو مدى قدرة الأطراف، بدعم الوسطاء، على إدارة التفاصيل الدقيقة للاتفاق لضمان عدم الانزلاق مجددًا في دوامة الحرب.
وبينما يعيش سكان غزة بين التفاؤل والشك، يبقى الأمر المؤكد هو أن الحاجة إلى حل جذري ومستدام تتجاوز الترتيبات المؤقتة. هذا الحل يجب أن يضمن حياة كريمة للشعب الفلسطيني، مع تحقيق الأمن والاستقرار لجميع الأطراف المعنية، وإلا ستظل غزة رهينة للصراعات المتكررة.