عربي21:
2024-10-02@04:07:58 GMT

الفاشية الجديدة وربيعها الكاذب

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT

هذا الشهر زاخر بمناسبات الذكرى. ولعل من أهم هذه المناسبات الحافزة على محاولة الاستعادة أو الاستفادة أو الاعتبار المئويةُ الثالثة لمولد الفيلسوف الفذ إيمانويل كانط، والذكرى التاسعة والستون لوفاة أنشتاين، والذكرى الرابعة والأربعون لوفاة سارتر.

أما سياسيا، فلعل من أهمها ذكرى الغارات الجوية التي شنتها الطائرات النازية والفاشية على بلدة غرنيكا في إقليم الباسك أثناء الحرب الأهلية الإسبانية، وذكرى تحرير إيطاليا من الحكم الفاشي والاحتلال النازي عام 1945، وخمسينيّة تحرّر الشعب البرتغالي من أقدم الدكتاتوريات الأوروبية عام 1974.



وللحدثين الأخيرين أهمية لنا نحن العرب نظرا إلى التواصل الجغرافي والتاريخي بيننا وبين إيطاليا والبرتغال، ونظرا إلى أن حنين إيطاليا إلى تراثها الفاشي ينطوي على أخطار بالنسبة لنا، خصوصا في المغرب العربي ومصر، أي في الشمال الأفريقي كله. أما نجاح ثورة القرنفل في البرتغال، التي كانت متخلفة اقتصاديا وتنمويا، فإنه يطرح علينا أكثر من سؤال، نحن الذين راكمنا الإخفاقات ولم نحقق ولو مجرد نجاح يتيم، سواء بعد موجة ثورات 2011 أم بعد موجة ثورات السنين الأخيرة في لبنان والجزائر والسودان.

وقد يكون الوضع السياسي السائد الآن في إيطاليا منذ وصول الفاشيين الجدد إلى الحكم بقيادة جورجيا ميلوني مقدمة لما ستؤول إليه الأوضاع في معظم البلدان الأوروبية، نظرا إلى التزايد المستمر في شعبية أحزاب اليمين المتطرف التي صار يشار إليها باسم ملطّف هو الأحزاب الشعبوية. وربما تكون لقطة واحدة كافية لإدراك مدى خطورة الردة التسلّطية التي أوغلت فيها إيطاليا.

وهذه اللقطة هي قرار إدارة شبكة «راي» التلفزية العمومية منع بث الكلمة التي كان من المقرر أن يلقيها الكاتب أنطونيو سكوراتي الخميس 25 أبريل في إطار إحياء ذكرى إسقاط الحكم الفاشي.

وسكوراتي كاتب ذاع صيته في أوروبا بعد نجاح الرواية التي نشرها عام 2019 عن سيرة موسوليني، بعنوان «ميم. ابن القرن» والتي ترجمت إلى عدة لغات بعد أن نالت جائزة ستريغا، المعادل الإيطالي لجائزة البوكر البريطانية والغونكور الفرنسية. وسبب المنع هو أن سكوراتي كان يعتزم التنديد في كلمته باستمرار الائتلاف اليميني الحاكم في استلهام التاريخ الفاشي واستثمار مبادئه وطروحاته في رسم مستقبل إيطاليا، والتذكير بإمعان اليمين في الإعراض عن تلبية الدعوات المتتالية التي توجهها له بقية التيارات السياسية إلى الالتزام بمبدأ مناهضة الفاشية، باعتباره الأساس الذي انبنت عليه الجمهورية الإيطالية المعاصرة.

وفي تفسير حادثة المنع الذي أقدمت عليه إدارة التلفزيون العمومي، قال سكوراتي إن الحكومة مصرّة على إعادة كتابة التاريخ وفرض هيمنتها على البلاد بكلّ من سلاحيْ القوة والسياسة، وإن هذه الحادثة تكشف أن تصورها للحكم ليس دكتاتوريا بالتمام والكمال، ولكنه تسلّطي بكل تأكيد، حيث ترمي إلى إقامة ديمقراطية لا-ليبرالية على طريقة فيكتور أوربان في المجر، أي إلى إقامة نظام مناف للديمقراطية الحقيقية.

هذا الشهر زاخر بمناسبات الذكرى. سياسيا، لعل من أهمها ذكرى الغارات الجوية التي شنتها الطائرات النازية والفاشية على بلدة غرنيكا في إقليم الباسك أثناء الحرب الأهلية الإسبانية
وترى حركة «إخوة إيطاليا» التي تتزعمها ميلوني أن طريقة إحياء ذكرى المقاومة ضد الفاشية والنازية يوم 25 أبريل من كل عام إنما هي تكريس للهيمنة الثقافية التي يمارسها اليسار الذي تتهمه بنبذها إلى هامش الحياة السياسية وتعلن في أدبياتها وخطبها عزمها على الثأر منه. وقد تجلى هذا الثأر في تعيين حكومة ميلوني شخصيات موالية لها في أعلى مناصب كبريات المؤسسات الثقافية، وفي إحكام السيطرة على التلفزيون العمومي. وقد أعلنت نقابة صحافيي شبكة «راي» أن حادثة منع بث كلمة سكوراتي ما هي إلا أحدث مؤشر في سلسلة طويلة من المؤشرات على تفاني الإدارة في منع كل تعبير ثقافي غير مَرْضيّ لدى الحكومة.

ومما كتبه سكوراتي في النص الممنوع من البث، والذي صار متاحا الآن على الإنترنت، أن «ربيعنا الزائف» هذا يوجب استذكار حدثين مأساويين لأنه يصادف ذكرى المذابح التي ارتكبتها القوات النازية بمساندة القوات الفاشية وأسفرت عام 1944 عن مقتل آلاف من المدنيين الإيطاليين كان بينهم مئات من الأطفال والرضع الذين قطعت رؤوسهم بدم بارد أو حرّقوا أحياء.

أما الذكرى الأخرى فهي مئوية اغتيال السياسي اليساري جاكومو ماتيوتي طعنا بالسكاكين قبل التمثيل بجثته. ولاستكمال الصورة يذكر سكوراتي هذا التفصيل: لقد أثقل موسوليني جريمته بوزر الخزي الشائن عندما أقسم لزوجة ماتيوتي بأنه لن يدخر جهدا في العثور عليه وإعادته إليها. أقسم بعد أن أودع في درج مكتبه وثائق القتيل الملطخة بالدم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه النازية إيطاليا الفاشية إيطاليا الفاشية النازية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إيطاليا تعزز شراكتها مع الإمارات لدعم الابتكار المستدام

 

تعود إيطاليا إلى معرض ويتيكس 2024 بحضور قوي من خلال جناحها الذي تنظمه وكالة التجارة الإيطالية، بالتعاون مع سفارة إيطاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة. وستشارك هذا العام 44 شركة إيطالية رائدة لتقديم أحدث تقنيات الطاقة المتجددة وحلول الاستدامة البيئية، ما يعكس المساهمة المتزايدة لإيطاليا في تحقيق الأهداف العالمية للاستدامة. ويقام المعرض في مركز دبي التجاري العالمي في الفترة من 1 إلى 3 أكتوبر، ويقع الجناح الإيطالي في القاعتين 6 و7، ويَعدُ بتقديم أحدث الابتكارات المتعلقة بالاستدامة والأنظمة المتقدمة الصديقة للبيئة.

 

وتؤكد مشاركة إيطاليا في هذا المعرض الرائد للاستدامة في دولة الإمارات على التزامها القوي بدعم الأهداف الطموحة التي حددتها الإمارات نحو مستقبل أكثر استدامة. كما تلعب الشركات الإيطالية دورًا محوريًا في تقديم حلول متقدمة في مجال الطاقة والحفاظ على المياه والاستدامة البيئية، الأمر الذي يساهم في جهود دولة الإمارات لتطوير بنية تحتية متينة وواعية بيئيًا.

 

وشهدت الصادرات الإيطالية في قطاع الطاقة المتجددة إلى دولة الإمارات نموًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة. ففي العام 2022، بلغت صادرات إيطاليا من تقنيات الطاقة المتجددة إلى الإمارات 133.8 مليون يورو. وارتفعت هذه القيمة إلى 204 مليون يورو في العام 2023، ما يمثل زيادة ملحوظة قدرها 70.2 مليون يورو، أو 52.48%. وخلال هذه الفترة، زادت أيضًا حصة إيطاليا في قطاع الطاقة المتجددة في دولة الإمارات من 3.77% إلى 6%.

 

واستمر زخم حضور إيطاليا في هذا القطاع حتى العام 2024. ففي الربع الأول من العام 2024، بلغت صادرات إيطاليا 126.3 مليون يورو، مقارنة بـ 75.8 مليون يورو في الربع الأول من العام 2023، و45.4 مليون يورو في الربع الأول من العام 2022، ما يعكس زيادة سنوية بنسبة 66.54%. ومن المتوقع أن ترتفع الحصة السوقية لإيطاليا في العام 2024 إلى 7.52%، مما يدل على التأثير المتزايد لإيطاليا في سوق الطاقة المتجددة في دولة الإمارات.

 

وسيضم الجناح الإيطالي في معرض ويتيكس 2024 شركات متخصصة في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك أنظمة الطاقة المتجددة، والصحة البيئية، وسلامة الغذاء، ومعالجة النفايات المتكاملة، وإعادة التأهيل البيئي، ومعالجة المياه، وتقنيات تجفيف المياه، والجرعات الكيميائية، وتحلية مياه البحر، والوقود البديل، ومضخات القياس، والاختبارات المخبرية، والحلول لكل من القطاعين المدني والزراعي.

 

وقال لورينزو فانارا، سفير إيطاليا لدى دولة الإمارات العربية المتحدة: "تتمتع إيطاليا ودولة الإمارات بشراكة متنامية في مجال الطاقة والطاقة المتجددة. كما أن القطاع الخاص الإيطالي مستعد لتعزيز هذه العلاقة الممتازة من خلال تبادل التقنيات والخبرات والابتكار مع نظرائه الإماراتيين والدوليين. ويُعد معرض ويتيكس المكان المثالي لإثبات أن الاستدامة والتقنيات الخضراء ليست ضرورية لمستقبل الكوكب فحسب، بل إنها تقدم فرص عمل رائعة للشركات للنمو والتوسع دوليًا".

 

كما أشار فاليريو سولداني، المفوض التجاري الإيطالي لدى الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان، إلى أن "قطاع الطاقة المتجددة في إيطاليا يتمتع بوضع فريد يتيح له تقديم الابتكار والخبرة، بما يتماشى تمامًا مع أهداف الاستدامة طويلة الأجل لدولة الإمارات. وتؤكد مشاركتنا في معرض ويتيكس 2024 على التزام إيطاليا الراسخ بتعزيز التعاون الذي يسهم في التقدم التكنولوجي والمسؤولية البيئية. ومع مشاركة 44 شركة في الجناح الإيطالي، نسلط الضوء على تفاني إيطاليا في دفع عجلة الابتكار المستدام والمساهمة في اقتصاد عالمي أكثر استدامة".

 

وباعتبارها رائدة في مجال الطاقة المتجددة، خصصت إيطاليا أكثر من ملياري يورو لتنفيذ استراتيجيات الاقتصاد الدائري، وتعزيز البنية التحتية لأنظمة إدارة النفايات الخضراء والمرنة. وتشكل هذه المبادرة جزءًا من التزام إيطاليا الأوسع بتحقيق هدفها الوطني المتمثل في توليد 40% من الكهرباء من مصادر متجددة بحلول العام 2030. وكانت إيطاليا قد تحولت لتوليد نحو 36% إلى 38% من الكهرباء منذ عام 2023 من مصادر متجددة، ما يضع البلاد على المسار الصحيح لتحقيق هذا الهدف. وفي العام نفسه، زاد تأثير إيطاليا في القطاع بشكل كبير، لتصبح رابع أكبر مصدر لتقنيات الطاقة المتجددة إلى دولة الإمارات.

 

وتعود إيطاليا للمشاركة في معرض ويتيكس عبر مجموعة من أقوى من الشركات الإيطالية، لتؤكد من خلال مشاركتها على الاستدامة كأولوية قصوى. يقام المعرض على مدار ثلاثة أيام، وستتاح للزوار الفرصة للتواصل مع الشركات المصنعة ومزودي الخدمات الإيطاليين الذين يقدمون حلولًا متطورة في مجال الصرف الصحي البيئي والغذائي، وإدارة النفايات المتكاملة، وإعادة التأهيل البيئي، ومعالجة المياه، ومعدات تجفيف المياه، والجرعات الكيميائية، وتحلية مياه البحر، والوقود البديل، ومضخات القياس، والاختبارات المخبرية، وأنظمة الطاقة المتجددة، والتطبيقات المدنية والزراعية.

 

مقالات مشابهة

  • تعليقًا على قصف إيران أهدافا إسرائيلية.. حماس: رسالة قوية للعدو الصهيوني وحكومته الفاشية
  • إيطاليا تعزز شراكتها مع الإمارات لدعم الابتكار المستدام
  • الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة رسمية إلى إيطاليا
  • إيطاليا تعلن عن حزمة مساعدات جديدة للبنانيين النازحين بقيمة 17 مليون يورو
  • إيطاليا تعلن إعادة 115 مهاجرا غير شرعي لبلدانهم الأسبوع الحالي
  • فؤاد من إيطاليا: مهزلة الدعم يستفيد منها المجرمون فقط
  • توكل كرمان: جماعة الحوثي السلاليةأسوأ جماعة عرفها التاريخ وإسقاط الحكم السلالي الفاشي مهمة اليمنيين وحدهم وواجبهم المقدس
  • «ذئاب روما» يواصل الصحوة في إيطاليا
  • زي النهارده.. إيطاليا تعلن الحرب على الدولة العثمانية
  • «فيكتوري 7» يفوز بلقب «باسيلكاتا» للسرعة في إيطاليا