سيجورنيه يصل اليوم بلا الورقة الفرنسية وهوكشتاين لن يزور بيروت وحزب الله على موقفه
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
يصل اليوم وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الى بيروت، ضمن جولته في المنطقة، للقاء عدد من المسؤولين والبحث في ملف الجنوب لا سيما في ما خص تهدئة الجبهة الجنوبية وتجنب التصعيد وضرورة تطبيق القرار الدولي 1701 والاطلاع على الموقف الرسمي من القرار فضلا عن موقف حزب الله.
وسيختتم الوزير الفرنسي لقاءاته اللبنانية الاحد باجتماع مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي يعقد عصرا في السرايا.
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تحدث أمس في مستهل جلسة مجلس الوزراء عن زيارته باريس ولقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، قائلا "كانت هناك ورقة فرنسية مطروحة للبحث، وكان للبنان رد عليها، وخلاصة الرد أننا لا نريد أن تكون هناك اي مسألة مطروحة خارج اطار تنفيذ القرار 1701 واستعداد لبنان لتنفيذه، ويجري حاليا العمل على اعادة النظر بالورقة الفرنسية وستسلم للبنان قريبا لكي ننظر بها وباذن الله تسلك الامور المنحى الايجابي لبسط الامن والامان وهذا ما نريده"..
وفي سياق متصل، تقول مصادر مطلعة على موقف حزب الله انه ليس في وارد التعليق على اي مقترح أو ورقة قبل وقف إسرائيل عدوانها على لبنان وانهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في حين لا تتردد أوساط سياسية في القول إن حزب الله يهمه العودة إلى ما كانت عليه الأمور قبل عملية "طوفان الأقصى"، مع تشديد الاوساط على "أن الحزب لم ينتهك القرار الدولي وان ما كان يقوم به يأتي في سياق الرد على الفعل ومن منطلق الدفاع وضمن قواعد الاشتباك التي لم يتجاوزها حتى اليوم، فعملياته اليوم ضد العدو لا تزال ضمن قواعد الاشتباك المرسومة".
وتقول المعلومات ان باريس تحاول تقديم ورقة فرنسية تنسجم مع الطرح الاميركي للحل في جنوب لبنان الا أن اوساطا سياسية تستغرب الاهتمام الفرنسي بجنوب لبنان خاصة وأن المقترح الأميركي الذي حمله الموفد الأميركي اموس هوكشتاين إلى بيروت يحظى باهتمام محلي وأن الحل في الجنوب سيكون عرابه الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين الذي نجح في ملف ترسيم الحدود البحرية.
وتعتبر المصادر ان هوكشتاين الموجود في تل أبيب سيدعو إلى وقف اطلاق النار وعودة النازحين من كلا الجانبين، على أن يتم لاحقا العمل على منع المظاهر العسكرية بالتوازي مع تعزيز عمل اليونيفيل التي سيجري تجديد ولايتها الصيف المقبل، بالتنسيق مع الجيش الذي سيتم العمل على تعزيز وجوده أيضا على أن يعمل هوكشتاين في مرحلة لاحقة على تثبيت الحدود البرية وهذا يتطلب انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والنقاط اللبنانية المحتلة.
وافادت المعلومات " ان هوكشتاين لن يزور بيروت حاليا وان قدومه الى المنطقة راهنا يقتصر على زيارته تل ابيب".
وفي السياق قال رئيس الحكومة امس في جلسة مجلس الوزراء أن هناك مؤتمرا بشأن دعم الجيش سيعقد قريبا بدعم من ايطاليا وفرنسا.
وفيما يعقد في معراب لقاء تحت عنوان "القرار 1701، دفاعاً عن لبنان"، بدعوة من رئيس حزب القوات سمير جعجع الذي دعا فعاليات المعارضة السياسية والحزبية والاجتماعية للمشاركة، اعلن النواب السابقون أحمد فتفت، أنطوان اندراوس، مصطفى علوش، وفارس سعيد في رسالة إلى رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع عدم مشاركتهم .
وتقول مصادر متابعة لمسار الأمور "إن لقاء معراب لن يقدم أو يؤخر في شيء والأكيد ايضا أن لا نية خارجية لتفجير الوضع في الداخل، ولذلك ستبقى كل اللقاءات والمواقف محكومة بالسقف المرسوم والذي لا يجوز تجاوزه من أحد".
أما الأوساط المقربة من "القوات اللبنانية"، فترى أن اجتماع معراب لن يكون الأول والأخير إنما سوف يتم التأسيس عليه للمرحلة المقبلة لمعالجة الملفات الخلافية في البلد لا سيما في ما خص الأوضاع في الجنوب وقرار السلم والحرب وأهمية حل أزمة النازحين.
واتهمت الأوساط "مرجعا سابقا ونائبا سابقا بالعمل" على افشال اللقاء من خلال التواصل مع الشخصيات التي أكدت حضورها وذلك من أجل تحريضها على عدم المشاركة في هذا اللقاء بحجج مختلفة من ضمنها ان الأولوية في المرحلة الحالية ليست لتطبيق القرار 1701، على رغم ان هذا العنوان هو على الأجندة الدولية، وان الهدف من اللقاء تشكيل جبهة معارضة".
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
سوق البلد في بيروت.. مساحة تتجاوز البيع وتعيد الحياة والتواصل
بيروت- على أنقاض الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على لبنان، تعيد بيروت إحياء روح الأعياد، متجاوزة الأحزان والخسائر التي ألمت بها، فقد استعادت أسواق وسط بيروت بريقها التاريخي لتصبح ملتقى للبنانيين من جميع المناطق، حيث تتقاطع فيها قصص الصمود والإصرار على الحياة.
ورغم ما أثقل المدينة من أزمات وكانت آخرها الحرب الإسرائيلية، ارتدت حلة العيد بزينة ميلادية متلألئة وأعلام لبنانية، وفي أسواقها القديمة اختفت ملامح الشحوب، ليحل مكانها مشهد نابض بالألوان والفرح، فالأشجار المضيئة والزينة البراقة أعادت الحياة إلى شوارعها، لتستعيد المدينة ملامحها البهيجة التي طالما افتقدتها.
يحيى شرف الدين يبيع في خيمته المنتجات البيتية والفلافل مسترجعا ذكريات ما قبل الحرب (الجزيرة) سوق البلدوسط هذه الأجواء، عادت أسواق الميلاد أو ما يطلق عليها "سوق البلد"، لتسترجع تقليدا غاب لسنوات بسبب الأزمات الاقتصادية وبعدها جائحة كورونا، ليعيش الزوار تجربة متكاملة، بدءا من تذوق الأطعمة اللبنانية التقليدية وصولا إلى الاستمتاع بعروض فنية موسيقية وغنائية تقدمها فرق شبابية، ما يضفي على الأجواء حيوية مفعمة بالأمل.
في السوق، تنتشر الخيم المزينة التي تعرض منتجات لبنانية متنوعة: مؤن منزلية، مأكولات محلية، مشروبات، كتب، ملابس، وزينة العيد، كل زاوية تروي قصة صمود بيروت وإصرارها على إعادة الحياة إلى شوارعها وأزقتها.
إعلانيروي يحيى شرف الدين -صاحب خيمة مشهورة بتقديم المنتجات البيتية والفلافل- للجزيرة نت تجربته في "سوق البلد" القديم، ويقول "سوق البلد محبوب من الجميع، ونحن مرتبطون به منذ تاريخ طويل، ورغم الظروف الصعبة يصر الناس على دعمنا.. هذا السوق كان دائما رمزا للاستمرارية في لبنان، نسأل الله أن يعم السلام وأن يهدي البال فهذا أكثر ما نرجوه".
وفي معرض حديثه عن المنتجات التي يقدمها، يشرح شرف الدين "نحن نحرص على تقديم أفضل المنتجات، مثل المعكرونة الطازجة واللوزية، وهي من أطيب ما يصنع في جبل لبنان، لدينا أيضا أقراص بالتمر ومنتجات صحية تلبي احتياجات من يفضلون الخيارات الخالية من السكر، مثل تلك المحلاة بالدبس أو العسل، ونسعى دائما لإرضاء جميع الأذواق".
ويستذكر شرف الدين فترات الحرب التي مرت على السوق قائلا "كانت أيام الحرب صعبة علينا جميعا، والخوف كان حاضرا دائما، لم يكن هناك أمان كامل، كنا نعيش تحت تهديد الغارات التي قد تضرب في أي لحظة".
السيدة إيمان: بيروت رغم جراحها تظل رمزا للأمل والصمود في أعيادها وأسواقها (الجزيرة) تحدٍّ وأمللا تقتصر قصص الصمود على أصحاب المحلات فقط، بل تشمل أيضا الأفراد الذين يحملون داخلهم إرادة لا تنكسر، ومنهم السيدة إيمان التي تعمل في حياكة الصوف وتبيع منتجاتها التي أعدتها خلال الحرب، وتشارك الجزيرة نت بقولها "بيروت رغم جراحها ترفض الانكسار، أعيادها تتحول في أسواقها إلى رسالة أمل وصمود، لتثبت مرة أخرى أن هذه المدينة قادرة على النهوض مهما كانت التحديات".
وتؤكد إيمان ذلك بقولها "نحن نؤمن بوطننا إيمانا عميقا"، وتضيف "كنا على يقين أننا سنعود إلى السوق، فحتى وإن دمرنا سنقف مجددا ونثبت للعالم أن كل مرة نحطم فيها، نعود أقوى".
وعن حركة البيع في السوق، تعلق بحيرة "الأوضاع صعبة على الجميع، لذا نحرص على تعديل أسعار البضائع لتكون مقبولة وفي متناول الجميع، موسم الأعياد والهدايا فرصة رائعة لنتبادل الفرح والدفء، ومن الجميل أن نكون يدا واحدة في هذه الظروف".
إعلانوفي حين ينشغل الشيف ريكاردو داغر ببيع الخروب ودبس الخروب وصناعة الحلويات، يقول للجزيرة نت "أنا سعيد جدا، نشعر أننا نعود إلى الحياة بعد كل الدمار والخراب الذي عايشناه، نحن شعب يحب الحياة ولا شيء يمكن أن يوقفنا".
ويضيف "الحرب تركت أثرا كبيرا علينا، لكن اليوم نلاحظ حركة تجارية جيدة، الناس بدأت تشتري وهناك حركة نشطة في السوق، نتمنى أن تكون هذه الأعياد بداية لمستقبل أفضل".
زحمة الأعياد تنعش الحياة التجارية والاقتصادية في العاصمة بيروت (الجزيرة)وفي زاوية صغيرة من السوق، يجلس مصطفى الحسن خلف طاولته البسيطة، التي امتلأت بقطع الصابون المصنوعة يدويا وأشكال الشمع المزينة، يروي قصته بابتسامة تخفي خلفها ألما عميقا "قبل الحرب، كنت أملك مصنعا صغيرا في النبطية جنوب لبنان، وكنت أصنع الصابون والزيوت الطبيعية، وأعيش حياة مستقرة مع عائلتي، لكن الحرب دمرت كل شيء: المصنع، المنزل، وحتى الأمان الذي كنا نعيشه".
ورغم ذلك، لم يستسلم مصطفى ويقول وهو يلمس بيديه إحدى قطع الصابون "بدأت من الصفر، في البداية كان الأمر صعبا، لكن العمل أعطاني سببا للتمسك بالحياة، كل قطعة أصنعها تحمل جزءا من روحي، وأعتبرها رسالة أمل بأننا نستطيع البناء من جديد مهما كانت الخسائر".
ويضيف بنبرة واثقة "السوق هنا ليس فقط مكانا للبيع، بل هو مساحة للتواصل والعودة إلى الحياة، الأجواء تعيد لي الإيمان بأننا قادرون على تجاوز أصعب المحن".
الشيف ريكاردو داغر: نحن شعب يحب الحياة ولا شيء يمكن أن يوقفنا (الجزيرة) الحياة تتجددمن جهتها، تقول رانيا حمادة، القادمة من الهرمل إلى سوق بيروت، معبرة عن مشاعرها بعبارة تحمل شوقا لاستعادة أجواء الفرح والطمأنينة "نحتاج إلى لحظات من الفرح لنهدأ نفسيا قليلا، أتمنى أن يكون العام الجديد مليئا بالسلام والفرح والراحة".
وتضيف للجزيرة نت، وملامح وجهها تختلط بين الدمع والابتسام "لقد خسرت منزلي بالكامل في الحرب، ولم يتبقَّ أي أثر أو ملامح للبيت، لكن علينا أن نكون أقوياء ونصمد أكثر".
إعلانوبينما كان كريم الأحمد يتجول في السوق، وهو القادم من صيدا في جنوب لبنان، بدت على وجهه ملامح مزيج من الحنين والتفاؤل، وقال للجزيرة نت وهو يتأمل الأضواء والزينة "بيروت هي مدينة الحياة، وأجواء السوق تعيد لي ذكريات الطفولة عندما كنا نأتي إليه للاحتفال، نحن بحاجة إلى هذه اللحظات التي تملأ الروح بالفرح وتعيد الأمل".
ثم تابع بابتسامة خفيفة "مررنا بالكثير من الصعاب، لكنني أؤمن أن الفرح هو جزء من المقاومة، رغم كل شيء، سنستمر في البحث عن الجمال في تفاصيل حياتنا".