عفوا.. القوات المسلحة ليست صمام أمان السودان!

رشا عوض 

بما ان السودان خضع للحكم العسكري اكثر من نصف قرن، فان من الطبيعي جدا ان تستوطن ثقافة تقديس الحكم العسكري واسطرة القوات المسلحة واختزال الوطن فيها واختزال الوطنية في عبادة المؤسسة العسكرية، ولان الالة الاعلامية للاستبداد العسكري لديها قدرة فائقة على تغييب العقول وتحويل كثير من البشر الى ببغاوات عقلها في أذنيها فتردد ما يتم تلقينه لها دون ادنى تفكير، تجد في ظل الحرب القذرة الدائرة حاليا من يردد : القوات المسلحة صمام امان السودان! ( بأمارة ايه يعني!!!!) بل ويراهن على العسكر ويستنجد بهم في حسم فوضى الساسة المدنيين!

هل يعقل ان يجرؤ شخص عاقل على ترديد هذا الكلام المقرف في هذا التوقيت بالذات!! بينما الدانات ووابل الرصاص يمزق اجساد السودانيين! وبينما الطيران يدك المنازل والمصانع والمستشفيات والاسواق والجسور دكا! وبينما عصابات الدعم السريع تنهب ممتلكات الناس وتبدد محصول اعمارهم وتطردهم جماعيا من مدنهم وقراهم وتقتل وتعتقل وتعذب وتغتصب وتذل الاسرى وتوثق اذلالهم امام الكاميرات! وبينما عساكر الجيش والحركات المسلحة المتحالفة معه يسرقون وينهبون ويروعون، وبينما تفرق اكثر من عشرة مليون سوداني بين نازح ولاجئ ومتسلل بالتهريب الى مصر وغيرها بعد ان تحولت مدنهم الى مدن اشباح!! وبينما الجثث تغطي الشوارع والاحياء السكنية تتحول الى مقابر ! والفتح المبين الذي يفاخر به الجيش هو انتصاره في موقعة “ذات تحرير الطريق الى مقابر احمد شرفي” بعد مرور عام كامل على الحرب!!! اغلقوا طرق الحياة ويفاخرون بفتح الطريق الى المقابر! وكل هذه الويلات ليست في حرب ضد عدو اجنبي بل في صراع سلطة بين جناحي القوات المسلحة! مهما بلغت فوضى الساسة المدنيين فهل هناك اساس للمقارنة بين فوضاهم المزعومة هذه وبين الاقتتال بالمدفعية الثقيلة والطيران داخل الاحياء المكتظة بالسكان ووسط المستشفيات والمدارس والمصانع! معقول في الوقت الذي تتحطم فيه بلادنا وتتهاوى جدرانها حجرا حجرا في صراع عسكري عسكري (عريان) على السلطة لا يخجل البعض من لعق البوت العسكري وتلميعه بترديد اسطوانات سمجة وغبية عن ان العسكر هم الجهة المسؤولة والمؤتمنة على الوطن ومفتاح الاستقرار ويجب ان تكون وصية على المدنيين القُصَّر! بالله عليكم من القاصر الذي يستحق الحجر والوصاية؟ ومن المجرم في حق الشعب السوداني؟

هل الكارثة التي نحن فيها الان تسمح لشخص لديه الحد الادنى من الاحترام لنفسه ولعقول الاخرين ان يقول القوات المسلحة صمام امان السودان!! اين هو الامان بل اخشى ان نتساءل قريبا اين هو السودان نفسه!!

كل المآسي التي نحن فيها الان حدثت ببركات هذه القوات المسلحة المعطوبة والمأزومة التي تستهلك ثلاثة ارباع ميزانية الدولة، وللتوضيح هذه القوات تشمل الجيش والدعم السريع وهيئة عمليات جهاز الامن والاحتياطي المركزي وبالتوازي معها كتائب الكيزان ( البراء بن مالك وامثالها) ، فانا لا اشتري مطلقا اسطوانة التضليل الفاجر التي تحاول عبر منهجية “الغرس المستمر” ان ترسخ في وعي السودانيين كذبة بلقاء خلاصتها ان قوات الدعم السريع هبطت على السودان من السماء صباح السبت الموافق الخامس عشر من ابريل ٢٠٢٣ والقوات المسلحة غير مسؤولة او مساءلة عن هذه القوات تكوينا وتسليحا وتدريبا! بل القوات المسلحة هي البطل الذي يجب ان نسانده دون قيد او شرط للقضاء على الخائن الذي هبط علينا من السماء! وان هناك مسافة اخلاقية كبيرة تفصل بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، كل هذا محض تضليل سياسي يعكف على ترويجه الكيزان وسدنة الحكم العسكري الذين يرغبون في تحويل هذه الحرب القذرة الى وسيلة ترفيع اخلاقي وسياسي للجيش والهدف هو رغبة هذه الجهات السياسية المشبوهة في استغلال الجيش مجددا كحصان طروادة يحملهم في طريق عودتهم الى السلطة، ولذلك يستميتون في طمس الحقائق الواضحة وضوح الشمس وعلى رأسها ان الجيش والدعم السريع وجهان لعملة الاستبداد العسكري ، يتشاركان الخوف من الديمقراطية، وقد تشاركا الانقلاب على الثورة مرتين، مرة بعد فض اعتصام القيادة العامة ومرة في انقلاب 25 اكتوبر 2021 الذي تراجع عنه الدعم السريع واستمر فيه الجيش، كما تشاركا الانتهاكات المروعة لحقوق الانسان في دارفور ، وان تاريخ الانتهاكات في السودان من قتل للمدنيين وترويع لهم لم يبدأ في حرب الخامس عشر من أبريل، وان الجنجويد لم يهبطوا من السماء بل صنعهم الجيش المسيطر عليه كيزانيا ، صنعهم خصيصا للبطش باهل دارفور وكان شريكا لهم في جرائمهم ضد سكانها وكان طيرانه غطاء لكل التجريدات الدفتردارية بقيادة مؤسس الجنجويد الاصلي موسى هلال، كما كان ذات الطيران غطاء وسندا لتجريدات قوات الدعم السريع، الحرب الدائرة حاليا لا جديد فيها على الصعيد الاجرامي ومفارقة الاخلاق! الجديد فقط هو عبقرية المكان! فقد وجد اهل الخرطوم وبحري وامدرمان ومدني أنفسهم وجها لوجه مع وحشية حروب قواتنا المسلحة الباسلة! إذ كانت حروبها على مدى عشرات السنين تدور في الجنوب ودارفور وجبال النوبة والنيل الازرق بذات الإزدراء لحياة المواطنين وبذات الاستخفاف بكرامتهم واستسهال تشريدهم واقتلاعهم من ديارهم ! وكان هناك تعتيما اعلاميا على الانتهاكات المروعة ضد مواطني الجنوب ودارفور وجنوب كردفان بل كان هناك تجريما وتخوينا لكل من يسلط الضوء على تلك الانتهاكات بواسطة نفس الآلة الاعلامية الفاجرة للكيزان التي ترفع عقيرتها الان بتخوين وتجريم الناس تحت دعاوى انهم لم يدينوا انتهاكات الدعم السريع كما يجب! في حين ان هؤلاء الفجرة كانوا ينكرون جرائم الدعم السريع ومن قبله جرائم جنجويد موسى هلال اصحاب السجل الاجرامي الابشع من الدعم السريع حين كانت تلك البنادق جميعها في خدمة سلطتهم! لم يكتفوا بالتستر على الانتهاكات وتحصين مرتكبيها بل كانوا يعاقبون من يتحدث عنها ويزجرونه ويصنفونه كجزء من مؤامرة صهيو نية وامبريالية ضد الوطن!!! (متلازمة البجاحة والوقاحة وانعدام الحياء السياسي) !!!

ما هو صمام امان السودان الحقيقي؟!

هذه الحرب تجربة قاسية وباهظة الكلفة الوطنية، ولذلك يجب ان نستخلص منها الدروس الصحيحة كي لا تكون كل خسائرنا هذه مقابل لا شيء، اهم دروس هذه الحرب هي:

أولا: صمام امان السودان هو الحكم المدني الديمقراطي الفيدرالي، فبعيدا عن اي مرافعة نظرية عن أفضلية الخيار الديمقراطي، معطيات الواقع تقول باستحالة نجاح الدكتاتورية العسكرية في السودان على بؤسها! نتيجة لغياب اهم شروطها وهو وجود مؤسسة عسكرية واحدة بقيادة واحدة لتفرض هذا الخيار البائس، حاول البرهان وحميدتي الحكم انقلابيا ففشل الانقلاب، حاول الكيزان إزاحة الدعم السريع من المشهد للتخلص من فكرة الاصلاح الامني والعسكري و لاستعادة وضعية المؤسسة العسكرية الواحدة المهيمنة ومن ثم استئناف استبدادهم العسكري فكانت النتيجة هي اندلاع هذه الحرب التي فاجأتهم بأن الامر ليس بهذه البساطة! فلا يمكن ان تشتغل على مدى ثلاثين عاما على تفريخ المليشيات وإضعاف الجيش عبر حزبنته وادلجته وافساد عقيدته القتالية ثم تتوهم انك ستعيد الامور الى ما كانت عليه في ظرف سويعات او ايام او “ازبوع إزبوعين”! هذه رغائبية طفولية اوردتنا موارد الهلاك! ولو استمرت الحرب طويلا فسوف تقود لتقسيم البلاد لا لعودة الدكتاتورية الكيزانية لكامل السودان كما يتوهمون.

ثانيا: اي مشروع سلام لا يقترن بالتحول الديمقراطي ومخاطبة جذور ازمة الدولة السودانية سيكون مجرد استراحة محاربين، كل اتفاقيات السلام في السودان ينطبق عليها ذلك، وبالتالي إذا اردنا ان تكون هذه الحرب هي آخر حروب السودان فلابد من مشروع سياسي يؤسس لانتقال تأسيسي للدولة السودانية يتجاوز صفقات تقاسم السلطة بين جنرالات الحرب.

ثالثا: رفض الحكم العسكري ونقد المؤسسة العسكرية وممارساتها مشروع بل واجب في سياق اصلاح الدولة السودانية ونقد كل مؤسساتها من خدمة مدنية ومنظومة عدلية واحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني، فالنقد أفضل وسيلة بناء وهو في مصلحة الجميع، ولو تأملنا في هذا العالم سنجد ان اقوى الجيوش وأكثرها تحقيقا للانتصارات هي الجيوش الخاضعة للنقد والمساءلة والسلطة المدنية في الدول الديمقراطية بينما افشل الجيوش واكثرها عرضة للهزائم هي الجيوش الحاكمة و المحاطة بهالة من التقديس ولا يجرؤ احد على مساءلتها.

رابعا: رغم التجني على المدنيين واتهامهم زورا باشعال الحرب تظل الحقيقة الموضوعية هي ان جذر الحرب الرئيس هو رهان الكيزان على العودة الى السلطة بالقوة العسكرية، ورغبة فصيل في الجيش في الحكم العسكري ورغبة الدعم السريع كذلك في الحكم استنادا للقوة العسكرية، السباق الانقلابي على السلطة في ظل تعدد الجيوش هو ما جعل اندلاع هذه الحرب امرا حتميا، ولذلك فإن شرط تحقيق السلام المستدام في السودان هو طي صفحة الحكم العسكري ولكن السؤال: هل سيقتنع الجنرالات الذين يتجالدون على السلطة الان بالدبابات والتاتشرات والطائرات بذلك؟ كم من الوقت والدماء والدموع والدمار يحتاجون كي يلجموا اطماعهم؟

خامسا واخيرا :

تحت وطأة هذا الزلزال الذي اصاب بلادنا يجب ان نضبط بوصلتنا الفكرية والسياسية والاخلاقية في اتجاه الضفة الصحيحة من التاريخ(الدولة المدنية الديمقراطية ذات المؤسسة العسكرية والامنية الخاضعة لامرة الحكومة المنتخبة انتخابا حرا ونزيها، دولة التنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية والحريات، دولة المساواة في حقوق المواطنة ونبذ العنصرية، دولة المصالحة الوطنية على اساس الحقيقة والعدالة الانتقالية، وفي سياقنا السوداني يتطلب ذلك إعادة بناء الجيش والامن والشرطة على اسس جديدة ضمن مشروع ديمقراطي متوافق عليه وطنيا لاعادة بناء الدولة ككل )، ضبط البوصلة في هذا الاتجاه في حد ذاته قيمة وطنية مضافة واستثمار مستقبلي مقدس ومصدر إلهام للأجيال، بمعنى اخر بذور صالحة لا بد من الحرص على اكتنازها في الوعي والذاكرة الوطنية الى ان تتهيأ الظروف لانباتها نباتا حسنا وحصاد ثمارها، نحن لا نعرف متى وكيف ستنتهي هذه الحرب، ولا نعرف شكل النظام الذي سيعقبها ، ولا تفاصيل مشروع السلام الذي ستتوقف بموجبه واقعيا ، كما لا نعرف على نحو كامل ومفصل ما تخطط له الايدي الخفية الخارجية النافذة في هندسة الاوضاع الاقليمية في منطقتنا تبعا لتعقيدات دولية كثيفة، فضلا عن المؤامرات الاقليمية صغيرها وكبيرها في محيطنا المعادي للديمقراطية، فدايناميات الحرب في الميدان العسكري وفي مطابخ السياسة الدولية والاقليمية ليست فقط خارج سيطرتنا نحن كدعاة سلام وتحول ديمقراطي، بل ان بعضها خارج سيطرة اطراف القتال انفسهم، واجبنا هو تقوية الاصطفاف المدني الديمقراطي والمثابرة على جعله عاملا فاعلا ومتفاعلا بوعي ووطنية ومؤثرا في الدفع باتجاه “الضفة الصحيحة من التاريخ” مهما بدت بعيدة .

الوسومالجيش الحكم العسكري القوات المسلحة رشا عوض

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الجيش الحكم العسكري القوات المسلحة رشا عوض

إقرأ أيضاً:

عرفان بالجميل.. عطاء لا محدود من جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب لأسر الشهداء والمصابين

تظل القوات المسلحة، بعطاء أبنائها وتضحياتهم جيلًا بعد جيل، الدرعَ الواقية لمصر، والحصنَ المنيع لأمنها واستقرارها وسلامة شعبها.
يُقدّم رجالها كل يوم نموذجًا فريدًا للعمل والعطاء بكل صدق وشرف، محافظين على أمن الوطن وحماية ثوابته واستقراره، في إيمانٍ كاملٍ بأن أمن مصر القومي لا تفريط فيه، مهما كانت التضحيات.

جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب.. مسيرة عطاء ممتدة

تُعدّ جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب إحدى أعرق الجمعيات العالمية، التي أخذت على عاتقها منذ إنشائها تقديم أوجه الرعاية المختلفة للمحاربين القدماء وأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية من الضباط والدرجات الأخرى، مع توفير حياة كريمة لهم، وتنمية قدراتهم، والارتقاء بكفاءتهم، خاصة المصابين منهم، بما يُيسّر اندماجهم في المجتمع وممارسة حياتهم الطبيعية.
تستلهم الجمعية في رسالتها روح الدستور والقوانين المنظمة لهذا الشأن، إيمانًا من القوات المسلحة بما قدّمه هؤلاء الأبطال من تضحيات دفاعًا عن الوطن وصون مقدساته.

البداية مع اللواء محمد نجيب

خاضت مصر، خلال تاريخها الحديث، عددًا من الحروب، الأمر الذي انعكس سلبًا على مواردها البشرية والاقتصادية، إذ ضحّى جيلٌ كاملٌ في هذه الحروب، التي استمرت نحو ربع قرن، تاركةً وراءها العديد من المصابين وأسر الشهداء.
وتقديرًا من القوات المسلحة لهذا القطاع العريض من المجتمع، أنشئت جمعية المحاربين القدماء عام 1951 لرعاية مصابي العمليات وأسر شهداء حرب 1948، والمحاربين القدماء من أبناء مصر والسودان، وكان أول رئيس لها هو اللواء محمد نجيب، الذي كان هو نفسه أحد مصابي حرب 1948.

وفي عام 1953، انضمت الجمعية إلى الفيدرالية العالمية للمحاربين القدماء، ومقرها باريس، كما أنشأت الجمعية مركز الطب الطبيعي والتأهيلي بالعجوزة عام 1954 لإعداد الأفراد ذوي الإعاقة من المحاربين القدماء، وتم إنشاء مصنع للأطراف الصناعية عام 1960.

التطوير والتوسع عربيًا وعالميًا

نجحت جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب في تكوين الاتحاد العربي للمحاربين القدماء، الذي يضم 18 دولة عربية و5 منظمات تعمل في المجال ذاته، بهدف تحقيق الرعاية الكاملة للمحاربين القدماء.
ومع بداية عام 1995، حرصت الجمعية على التحديد الدقيق لشروط العضوية، وتسجيل بيانات الأعضاء وربطها بالحاسب الآلي، لتسهيل المراجعة واستخراج الإحصاءات اللازمة. كما تم تطوير أسلوب صرف الأجهزة التعويضية، وزيادة الإعانات المقدمة لأصحاب الدخل المحدود من أسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية.

وفي إطار اهتمامها بتأهيل أعضائها، توفر الجمعية الملاعب المفتوحة والصالات الرياضية المغطاة لممارسة مختلف الألعاب في مدينة الوفاء والأمل، ما يسهم في تحسين لياقتهم البدنية ورفع روحهم المعنوية. وقد مثل الجمعية العديد من الأبطال الرياضيين من ذوي الهمم، الذين حققوا بطولات محلية ودولية في مختلف الألعاب، سواء الفردية أو الجماعية.

دور عالمي لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات

تسعى الجمعية، من خلال مشاركتها في أنشطة الاتحاد العربي لجمعيات المحاربين القدماء، إلى تحقيق السلام العالمي، وتحسين الوضع الاجتماعي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب، وتنسيق جهود الجمعيات الأعضاء، فضلًا عن المساهمة في إنشاء جمعيات جديدة في الدول العربية.

وعلى المستوى العالمي، حققت الجمعية تقدمًا كبيرًا من خلال اشتراكها في الاتحاد العالمي للمحاربين القدماء، حيث يتم تبادل الخبرات في مجال رعاية المحاربين القدماء، والاستفادة من التقدم العلمي في تصنيع الأجهزة التعويضية والكراسي المتحركة. واعتبارًا من نوفمبر 2012، أصبحت بطاقة العضوية عالمية، مما يُمكّن الأعضاء من الاستفادة من المزايا المتاحة في الدول الأخرى.

تضحيات مستمرة من القوات المسلحة ورجالها

في الوقت الذي تخوض فيه مصر معركة وجود لبناء حضارة جديدة وجمهورية حديثة ومستقبل أفضل للأجيال القادمة، تظل القوات المسلحة تقدم دماء أبنائها وأرواحهم فداءً للوطن، حيث قدّمت العديد من الشهداء والتضحيات لاقتلاع جذور الإرهاب والتطرف، وتأمين حدود الدولة وجبهتها الداخلية، جنبًا إلى جنب مع تضحيات رجال الشرطة الأوفياء، في نسيج وطني واحد يجسّد أسمى معاني التضحية والفداء دفاعًا عن أمن الوطن واستقراره.

دعم أسر الشهداء والمصابين.. أولوية لا تتغير

تحرص القوات المسلحة، من خلال تقاليدها العسكرية الراسخة، على الاهتمام بأسر الشهداء ومصابي العمليات الحربية، وتقديم الدعم الكامل لهم، عبر عدة مبادرات، منها:

تكريم المستفيدين من أسر الشهداء والمصابين سنويًا، مع عقد لقاءات في جميع محافظات الجمهورية بحضور المحافظين لحل مشكلاتهم.منح أوائل الطلاب من أبناء الشهداء والمصابين مزايا تعليمية، تشمل الإعفاء من الرسوم الدراسية، واستثنائهم من شروط الكثافة والسن عند التحويل، بالإضافة إلى الأولوية في المنح الدراسية بالجامعات الخاصة والأهلية.تقديم مساعدات مالية متنوعة، تشمل الإعانة الثابتة، بدل المرافق، الإعانة العاجلة، إعانة الزواج، إعانة الوفاة، المنح، السلف، وبدل نقدي للأجهزة التعويضية.العلاج على نفقة القوات المسلحة لبعض الحالات من المستفيدين من أسر الشهداء غير المستحقين للعلاج المجاني.توفير وحدات سكنية لأسر الشهداء ومصابي العمليات بالتنسيق مع صندوق إسكان أفراد القوات المسلحة.مزايا متعددة لدعم المصابين وأسر الشهداء

بجانب ما سبق، يتمتع أسر الشهداء والمصابين بعدد من المزايا التي تكفل لهم حياة كريمة، منها:

توفير خدمات الغسيل الكلوي عبر مركز متخصص.إنتاج الأجهزة التعويضية ومساعدات الحركة من خلال مصنع الجمعية.رعاية المصابين المقيمين في مدينة الوفاء والأمل.تقديم التأهيل والتدريب على الحرف اليدوية المناسبة للإصابة، مثل النحت والخزف والرسم على الزجاج.توفير رعاية خاصة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.أنشطة تثقيفية وترفيهية لتعزيز الدعم النفسي والمعنوي

تحرص الجمعية على تنفيذ العديد من الأنشطة التي تعود بالنفع على المحاربين القدماء وأسر الشهداء، مثل:

تنظيم رحلات اليوم الواحد إلى المنشآت العسكرية والمزارات السياحية والمشروعات القومية.إقامة معارض فنية لعرض منتجات أسر الشهداء والمصابين، ضمن احتفالات القوات المسلحة بيوم الشهيد واحتفالات أكتوبر.ختامًا.. تضحيات لن تُنسى

إن الدور الذي تقوم به جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب هو امتداد لتاريخ طويل من العطاء والتضحية، حيث تظل القوات المسلحة حريصة على الوفاء بواجبها تجاه هؤلاء الأبطال وأسرهم، تأكيدًا على أن مصر لا تنسى أبناءها الذين ضحوا من أجلها، وأنها ستظل تكرّم تضحياتهم وتوفر لأسرهم كل سبل الدعم والرعاية.

مقالات مشابهة

  • العاشر من رمضان.. كيف استعدت مصر لحربها المقدسة لتحرير سيناء
  • مفتي الجمهورية: انتصارات العاشر من رمضان ملحمة خالدة تعكس بسالة الجيش المصري
  • واشنطن بوست: شركة تركية متورطة في تزويد الجيش السوداني بطائرات مسيّرة وشحنة أسلحة سرية
  • الجيش يهاجم الدعم السريع بعدة جبهات ويسعى للسيطرة على مركز الخرطوم
  • عرفان بالجميل.. عطاء لا محدود من جمعية المحاربين القدماء وضحايا الحرب لأسر الشهداء والمصابين
  • أي دور للإمارات في حرب السودان بين الجيش و”الدعم السريع”؟
  • الكشف عن مقبرة جماعية ومركز تعذيب في السودان.. واتهامات للدعم السريع
  • حزب الاتحاد: تصريحات ومواقف الرئيس السيسي تؤكد أن مصر صمام أمان المنطقة
  • اكتشاف مقبرة جماعية سرية بالقرب من معتقل للدعم السريع شمال الخرطوم
  • رئيس حزب الاتحاد: مواقف السيسي تؤكد أن مصر صمام أمان للمنطقة