الأول من مايو.. حفل توقيع «أنسنة الرؤية» للشاعر إبراهيم الجريفاني
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد القاهرة حفل ثقافي إنسانية خيري يتمثل بتوقيع ديوان "أنسنة الرؤية" للشاعر إبراهيم الجريفاني الذي يواصل رسالته الإنسانية بتأكيد العمل الثقافي الإنساني.
ويقام حفل هذا العام بالتعاون مع جمعية أيادي الشفاء لعلاج مرضى قسم الأورام بجامعة عين شمس، وذلك يوم الأربعاء الأول من مايو المقبل في قاعة عايدة بفندق ماريوت عمر الخيام.
ويأتي الحفل على شرف المستشار خالد القاضي رئيس محكمة الاستئناف ورئيس لجنة ثقافة القانون والمواطنة وحقوق الإنسان بالمجلس الأعلى للثقافة، ويقدم الشاعر ريع الحفل إلى جمعية "أيادي الشفاء"، حيث يحرص الجريفاني على الجانب الإنساني في جميع حفلات التوقيع الخاصة بأعماله الإبداعية والأدبية منذ سنواتٍ سبع، كما يشهد هذا المساء الثقافي والإبداعي معرضًا تشكيليًا عربيًا بمشاركة سبع فنانات من كل من مصر والمملكة العربية السعودية وتونس وليبيا، يعرضن لوحاتهن، لتحاكى الإبداع وهن، باسنت كردي، وهند الفلافلي، ونشوي عمران، ووهبة العطار، وعائشة حمدي، وفاتن العسبلي، حيث سيساهمن الفنانات بتقديم دعم لجمعية "أيادي الشفاء" من قيمة الأعمال الفنية المُقتناة خلال الحفل كما يشارك الفنان القدير يسري المملوك الذي رسم لوحة الغلاف وخط عنوانه.
وقال «الجريفاني» أنه سبق له العمل على المساهمات الإنسانية وإقامة حفلات التدشين في مصر ولبنان لصالح جمعيات ومستشفيات السرطان وهذا العام سيكون مع جمعية "أيادي الشفاء"، وأضاف أنه كشاعر يؤمن بضرورة أن يكون المبدع قريبًا من هموم المجتمع وأن يسعى لتقديم كل العون للأعمال الإنسانية التي تتطلب جهدًا ومشاركة مجتمعية على كافة الجوانب، مشيرًا إلي أن هذا هو الدور الحقيقي للمثقف بأن يستشعر مجتمعه العربي الكبير ويساهم في بلورة هذا الدور لمساهمة فاعلة نحو قضايا الإنسان.
يشار إلي أن ديوان "أنسنة الرؤية" الصادر حديثًا هو الديوان الخامس عشر في مسيرة الشاعر إبراهيم الجريفاني، ويشمل الديوان ثلاثة جوانب الأولى منها تسليط الضوء علي ملامح إنسانية في رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وواقع التحول من جانب الاهتمام الإنساني بالإنسان السعودي والمقيم في المملكة واعتماد جوانب من الرؤية من خلال الآثار التاريخية القديمة وأيضا آثار السيرة النبوية في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وتابع الشاعر السعودي أن الديوان يتناول تسجيل المملكة العربية السعودية لكل هذه المواقع التاريخية في منظمة اليونسكو، كما تناول مملكة تاج التي تم اكتشافها وكانت قائمة قبل نحو 5000 عام وتقع في المنطقة المنطقة الشرقية من المملكة وتتناول فتاة أو أميرة تاج.
ويأتي توقيع الجريفاني في القاهرة للعام السابع، حيث يقيم أيضا حفلات توقيع في العديد من العواصم العربية وله قبل هذا أربعة عشر ديوانا، منها على سبيل المثال "قلب من خوص"، "أنسنة الحروف"، "ترائب نورانية"، "ورد الحب"، "ناسوت العشق"، "إمراة لعة"، "خدين السماء"، "رواء الشعر"، "بخور الروح"، وترجمة أعماله إلى خمس لغات هي" الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والروسية والتركية".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأعلى للثقافة الأورام السعودية الخامس عشر العربية السعودية المملكة العربية السعودي رئيس محكمة الاستئناف لجنة ثقافة القانون والمواطنة وحقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
التعليم بين الرؤية والواقع
#التعليم بين #الرؤية و #الواقع
الكاتب: عبد البصير عيد
لطالما كان للمعلم هيبته وللعلم قيمته الرفيعة في قلوب الناس على مر العصور، كما كانت الكتب تُكتب في صفات طالب العلم والقصص تروى والأمثال تضرب في شغف اكتساب العلم وتعلمه. إن القائمة تطول، لكن الزمان يتغير، فهذا التطور المتسارع جعل كثيراً من تلك الأقوال والحكم تشهد ملامح علاقات متغيرة مست طبيعة المعلم ومكانته، وسمات الطالب وشغفه، وباتت العملية التعليمية تواجه تحديات مختلفة في مختلف الأصعدة، لتخلق فينا أسئلة صعبة على رأسها: أين نحن الآن بين الرؤية المثالية للتعليم والواقع الذي نعيشه؟
لقد كان لتعليم هالته القدسية التي أحاطت به على مر التاريخ من ترسيخ المبادئ، وتعزيز القيم النبيلة، من أجل خدمة المجتمعات والارتقاء بها. فهي رسالة تحمل في طياتها الإخلاص والإبداع، وهيبة تجعل المعلم مصدر احترامٍ وإلهامٍ للطلاب والمجتمع على حدٍ سواء.
كان الطالب يسعى للتعلم بكل إصرار غير مكترثٍ ببعد المسافات ولا وعورة الطرق، فقد كان الشغف دافعه والعزيمة زاده، يرحل في طلب العلم، وينهل من ينابيعه الصافية، مدركًا أن التعليم هو مفتاح مستقبله وأساس نهضته.
أما اليوم في عصرنا هذا، أصبح التعليم في العديد من الأحيان يخضع لتأثيرات خارجية أو داخلية، تؤثر على العملية التعليمية لتحويلها من رسالة أخلاقية نبيلة إلى معادلة حسابية مادية. وكنتيجة لذلك تتراجع قيم التعليم الأصيلة أمام التحديات اليومية التي تواجه المعلمين والطلاب على حدٍ سواء.
تُضاف إلى ذلك ظاهرة دخول بعض الأفراد إلى مهنة التعليم دون امتلاك رؤية واضحة أو شغف حقيقي، مما يؤثر سلبًا على جودة التعليم ومخرجاته، ليصبح التعليم جسداً لا روح فيه.
وتتعدى المشكلة إلى أبعد من مجرد تحويل التعليم إلى سلعة تجارية إلى مرحلة غياب الرؤية الحقيقية لدى بعض القائمين على التعليم. الرؤية التي تُغرس في النفوس، وتستند إلى حب المهنة والرغبة في تحقيق تغيير إيجابي. فلا شك في أن للجانب المادي طريقه وفلسفته في قطاع التعليم، لكن لا يمكن أن يُتَهَاوَن في جوهر العملية التعليمية وهي كونها رسالة ورؤية لها مكانتها، بل وهي حجر أساسها وركيزتها.
الرؤية ليست مجرد كلمات تُعلق على الجدران، أو تُكتب في التقارير، بل هي إيمان داخلي يتجلى في العمل اليومي للمعلم وبوصلة يهتدي بها العاملون كلهم في هذا المجال معلمين وقادة من أجل تقديم التعليم المطلوب بحب وشغف وإخلاص.
يواجه التعليم اليوم أجيالاً تعيش في عالم متغير يتطلب مهارات ومعارف مبدعة ومبتكرة. هؤلاء الطلاب هم بناة المستقبل، لكن إعدادهم لمواجهة التحديات يتطلب رؤية تعليمية متكاملة، تُوازن بين القيم المتوارثة والأصيلة والرؤية العصرية والحديثة واستشراف المستقبل.
ومع كل هذا لا ننكر أن المعلمين يواجهون تحديات كبرى، مثل التعامل مع طلاب مختلفي الخلفيات والاحتياجات، والضغط الناتج عن المناهج المكثفة، والتقنية المتسارعة، فضلاً عن ضعف التقدير المجتمعي في بعض الأحيان.
لذلك، ومن أجل إحداث فرق حقيقي، يجب أن يكون لكل فرد في مجال التعليم رؤيته الخاصة التي تُميّزه عن غيره. رؤية تقوم على المبادئ الأصيلة، والإبداع في مواجهة التحديات، والإيمان بأهمية الرسالة، فيجب ألا يفقد المعلم شغفه وبوصلته ورؤيته تجاه هذه المهنة النبيلة. هذه الرؤية يجب أن تكون صامدة أمام التحديات، فلا تُحيدها الظروف، أو تجعلها تتأثر بضغوط الحياة اليومية.
رغم تعقيد المشهد الحالي، لا بد أن نحافظ على أهم مبادئ هذه المهنة والعودة بها إلى بساطتها وقيمها الأولى. فالعودة إلى رؤية واضحة ومخلصة للتعليم ليست ترفًا، بل ضرورة لإعادة بناء الأجيال القادمة.
فحينما تغيب الرؤية، يصبح التعليم مجرد وظيفة، وقد يفقد المعلم شغفه، والطالب دافعيته، والمجتمع أمله في مستقبل أفضل. التعليم ليس مجرد وسيلة لنقل المعرفة، بل هو فن يحيى العقول، وأمانة تضمن بقاء القيم، وطريق لتحقيق النهضة. لهذا، يجب أن نسعى جاهدين لتحقيق التوازن بين الرؤية المثالية للتعليم والواقع الذي نعيشه، واضعين نصب أعيننا أن التعليم هو أساس أي نهضة حضارية مستدامة.
كاتب وخبير تربوي
مقالات ذات صلة استنهاض هِمَم / مروى الشوابكة 2024/12/20