الولايات المتحدة تهدد بفصل الصين عن الدولار الأمريكي
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تدور في الأسواق حرب أمريكية صينية، رغم أن البلدين يتفقان على إصلاح العلاقات، لكن واشنطن ترى أن بكين تهدد مصالحها، وعليه فإن الدولار قد يكون سلاحا مستخدما في المعركة.
ونشر موقع "كوين تريبون" الفرنسي تقريرا تحدّث فيه عن تهديد الولايات المتحدة بقطع تعامل البنوك الصينية بالدولار، العامل الذي يصب في صالح عملة البيتكوين الرقمية.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن المواجهة بين الغرب ومجموعة البريكس سوف تشتد بعد تخصيص الكونغرس الأمريكي 100 مليار دولار لمواصلة الحرب - ما يقارب 61 مليارًا لتسليح أوكرانيا، و26 مليارًا لإسرائيل، وثمانية مليارات "لمواجهة الصين".
وذكر الموقع أن جو بايدن يستعد أيضًا لفصل الدولار عن البنوك الصينية. ومسلحًا بهذا التهديد، توجّه وزير الخارجية أنتوني بلينكن إلى بكين الأربعاء الماضي. خلال قمة مجموعة السبع التي انعقدت في كابري قبل بضعة أيام قال بلينكن: "لا يمكن للصين أن تسير في الاتجاهين. لا يمكنها إدعاء رغبتها في الحفاظ على علاقات ودية مع الدول الأوروبية في حين تغذي أكبر تهديد لأمنها منذ نهاية الحرب الباردة".
من جانبها، صرّحت وزيرة الخزانة جانيت يلين في بداية الشهر بأن "جميع البنوك التي تسهل المعاملات المالية التي تشمل السلع العسكرية للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية معرضة لخطر العقوبات الأمريكية".
وأكد الموقع أن روسيا والصين توقّفتا تقريبًا عن استخدام الدولار. ويتم في الوقت الراهن تبادل 95 بالمئة من التجارة الصينية الروسية باليوان أو الروبل. وبالتالي فإن التهديد الوحيد الموثوق به هو قطع الاتصال بنظام سويفت أو تجميد الـ775 مليار دولار التي يحتفظ بها البنك المركزي الصيني في شكل سندات خزانة أمريكية. ومع ذلك، تمتلك الصين نظام الدفع الدولي الخاص بها. وفي حين كان 85 بالمئة من المعاملات الدولية الصينية مرتبط بالدولار في سنة 2010، فإن هذه النسبة لا تتجاوز 42 اليوم.
الإمبراطورية الحرة
أورد الموقع أن الولايات المتحدة تزيد العقوبات. وقد استهدفت فنزويلا قبل بضعة أيام، ومن الممكن أن تكون باكستان التالية على القائمة. وقد وجّهت واشنطن تهديداتها مباشرة بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الإيراني إلى إسلام أباد والتي استغرقت ثلاثة أيام. وأثار مشروع خط أنابيب الغاز غضب الأمريكيين الذين يريدون بأي ثمن منع الغاز الإيراني من الوصول إلى العملاق الصيني، خاصة أن زعزعة استقرار سوريا مدفوعا بمنع تقاطع الغاز بين أوروبا وإيران يجعلها بحكم موقعها الجغرافي ضروريةً لأي خط أنابيب للغاز يربط أوروبا بالشرق الأوسط.
وحسب الموقع، أظهر التحالف الشيعي (سوريا والعراق وإيران) منذ فترة طويلة طموحاً لبناء "خط أنابيب الصداقة" نحو أوروبا. لكن شركة الكهرباء العامة السويسرية المسؤولة عن المشروع اضطرت إلى الانسحاب بسبب العقوبات الأمريكية. وليس من الصدفة إنشاء "الجيش السوري الحر" بعد أشهر قليلة من توقيع الاتفاق المبدئي بين إيران والعراق وسوريا وظهور تنظيم الدولة في نفس الوقت على الجانب العراقي. وفي الواقع، إن الجغرافيا السياسية ليست بمعزل عن خريطة الوقود الأحفوري، بحيث يتعلق الأمر بالتحكم في موارد الطاقة والعملة التي يتم شراؤها بها. ونظرًا لرفض إيران بيع الكربون التي تنتجه بالدولار، باتت هدفا للحصار.
الفوضى والبيتكوين
إلى متى يمكن للولايات المتحدة تحمّل فرض عقوبات على جميع الدول التي ترفض التوافق مع سياستها الخارجية الإمبريالية؟ أضحت مجموعة البريكس تشكل تحالفًا لا يمكن ترهيبه بالقوة، كونها تسيطر على 40 بالمئة من احتياطيات النفط العالمية.
وأردف الموقع أن عداء الغرب تجاه الدول الناشئة أمر يبعث بالقلق في ظل الاتجاه نحو انهيار العلاقات التجارية واندلاع حرب عالمية إذا لم توافق الولايات المتحدة على التخلي عن امتيازاتها الباهظة. إن أكثر من 20 بالمئة من صادرات النفط تُباع الآن بعملات غير الدولار. ويصب الوضع الحالي في صالح معاملات البيتكوين التي لا يمكن إيقافها، على عكس تلك التي تتم على شبكة سويفت. كما تشكل البيتكوين وشبكة البرق شبكة دفع عالمية ذات قيمة كبيرة في حالة تجزئة أنظمة الدفع.
ومن شأن تجميد بكين احتياطياتها من النقد الأجنبي أن يدفع العالم إلى البحث عن عملة احتياطية دولية جديدة، وهو الوضع السائد منذ تجميد احتياطيات روسيا من النقد الأجنبي، بحيث تكدس البنوك المركزية الذهب وهو ما يبشر بالخير بالنسبة لعملة البيتكوين.
والتضخم المعمم الذي قد يسببه تراجع العولمة سوف يجذب الانتباه سريعًا مرة أخرى إلى عملة البيتكوين ومعروضها النقدي المحدود تمامًا. ومع تزايد التوترات الجيوسياسية ترتفع قيمة عملة البيتكوين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية واشنطن بكين الدولار الصينية امريكا الصين دولار واشنطن بكين صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة عملة البیتکوین الموقع أن بالمئة من لا یمکن
إقرأ أيضاً:
بكين تكشف عن خطط للهجوم على السفن الأمريكية.. إرباك للجانب الأمريكي
سلط موقع "فورميكي" الضوء على التفاصيل التي كشفها الجيش الصيني عن طرق تشغيل أنظمة الرادارات وأجهزة الاستشعار في البحرية الأمريكية، مؤكدا أن نشر مثل هذه المعلومات الدقيقة يظهر ثقة الصين في قدراتها العسكرية وقد يسبب حالة من الارتباك في الجانب الأمريكي.
وقال الموقع في تقرير ترجمته "عربي21"، أن مجلة صينية متخصصة في الصناعات الدفاعية، نشرت مقالا يتناول كيفية تنفيذ هجمات للتشويش على أساطيل البحرية الأمريكية.
وكشف التقرير الصيني عن قائمة تفصيلية بالأهداف البحرية الأمريكية، تشمل أنظمة الرادار وأجهزة الاستشعار، والتي يمكن أن تهاجم في حال نشوب صراع مستقبلي. ويثير نشر هذه المعلومات تساؤلات حول طبيعة هذه الخطوة، هل هي استعراض قوة، أم استراتيجية لخلط أوراق الخصم؟.
ووفقا للتقرير فإن التفاصيل التي تم نشرها هي ثمرة عمل وحدة الحرب الإلكترونية التابعة للجيش الصيني، وتبيّن كيفية شن هجوم منسق ضد القطع البحرية الأمريكية، مع تركيز خاص على حاملات الطائرات، وبحسب أحد الباحثين المشاركين في المشروع، تم تحديد أنظمة الرادار وأجهزة الاستشعار والبنية التحتية للاتصالات العسكرية الأمريكية بدقة، مما يشير إلى أنه في حالة نشوب صراع، ستكون هذه الأنظمة أهدافا لنيران مركزة من الأسلحة الصينية الخاصة بالحرب الإلكترونية.
مصدر المعلومات
وتم نشر هذه المعلومات في العدد الأخير من مجلة "Defence Industry Conversion in China"، التي تشرف عليها الإدارة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والصناعة الدفاعية في الصين. تهدف المجلة إلى إشراك المؤسسات والشركات المدنية في تطوير التقنيات العسكرية وإنتاج الأسلحة، مما يشير إلى خطط الصين في دمج القطاعين المدني والعسكري.
وقد تناولت مو جياكيان، خبيرة التدابير الإلكترونية المضادة التابعة للوحدة 92728 لجيش التحرير الشعبي الصيني، بالتفصيل طريقة عمل نظام "قدرة الاشتباك التعاوني" (CEC) التابع للبحرية الأمريكية. يُعد هذا النظام عمودا أساسيا للدفاع الجوي ونظام الإنذار المبكر لأساطيل البحرية الأمريكية، حيث يسمح للسفن بمشاركة موارد الدفاع الجوي واعتراض الصواريخ حتى دون أن تكشفها أجهزة الاستشعار الخاصة بها مباشرة.
وأكدت مو أن فهم هذا النظام يمكن أن يوفر إرشادات أساسية لتطوير تدابير إلكترونية مضادة أكثر فعالية، وتستطيع الصين استخدامها في ساحات القتال البحرية مستقبلا.
ويقول الموقع إن بكين ربما تكون حصلت على هذه المعلومات من خلال شبكات التجسس الواسعة النطاق، والتي قد تشمل مدنيين واستخدام طائرات دون طيار.
واعتبر أن نشر معلومات حساسة بهذه الدرجة من التفصيل يمثل سابقة نادرة الحدوث. فمن جهة، يمكن قراءة هذه الخطوة كإظهار للثقة من جانب الصين التي ترى أنها اكتسبت قدرات تكنولوجية وعسكرية كافية لمواجهة القوة البحرية الأمريكية. ومن جهة أخرى، لا يمكن استبعاد وجود هدف استراتيجي من وراء هذه المعلومات، وهو خلط الأوراق.
وأكد الموقع أن الكشف عن هذه الخطط قد يجبر الولايات المتحدة على إعادة النظر في دفاعاتها وأساليبها التشغيلية، وقد يخلق حالة من عدم اليقين ويكلفها الكثير من الأموال لتطوير تقنياتها العسكرية.
مع ذلك، فإن المخاطر التي تواجهها الصين مرتفعة بالقدر ذاته؛ إذ إن الكشف عن مثل هذه المعلومات قد يوضح معطيات مهمة حول قدرات الجيش الصيني في الحرب الإلكترونية ويكشف نقاط ضعفه، مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية.
أضاف الموقع أن الصين تهدف من خلال هذه التسريبات إلى تأكيد الرغبة الحكومية في تعزيز التناغم بين القطاعين المدني والعسكري، أما على الصعيد الدولي، فإن هذه المعلومات تكتسي أهمية سياسية واستراتيجية، حيث توجه رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة وحلفائها مفادها أن الصين مستعدة لمواجهة التفوق البحري الأمريكي بشكل علني، على الأقل من الناحيتين التكنولوجية والمعلوماتية.
يبقى أن نرى -حسب الموقع- ما إذا كانت هذه التسريبات إشارة حقيقية لقدرات بكين أم مجرد خطوة محسوبة لتغيير التصورات الاستراتيجية لدى الخصوم، وفي الحالتين فإن نشر مثل هذه التقارير يزيد من حدة المواجهة بين القوتين العظميين.