صدى البلد:
2025-05-03@04:15:10 GMT

صلاة التسابيح.. مدى صحة حديثها وثوابها عند الله

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ما مدى صحة الحديث الوارد في صلاة التسابيح؟ وما حكمها؟ حيث يدَّعي بعض الناس أنها بدعة وضلالة، وأن حديثها مكذوب وموضوع.

صلاة التسابيح.. مكفرة للذنوب ومفرجة للكروب.. هذه أسهل طريقة لها صلاة التسابيح| 6 معجزات لمن يؤديها في ليلة القدر.. اغتنم نفحاتها حديث صلاة التسابيح

وقالت دار الإفتاء في إجابتها على السؤال، إن أحاديث صلاة التسابيح مروية من طرق كثيرة يقوي بعضها بعضًا، وجماهير العلماء من المحدِّثين والفقهاء سلفًا وخلفًا على ثبوت حديثها، وقليل منهم ضعَّفه، ثم من المُضَعِّفين من أجاز فعلَها ومنهم من كرِهَهُ، ولم يُنقَل عن أحد منهم القول بتحريمها أو بطلانها.

وتابعت: بل كان كثير من السلف يحرص على المداومة على أدائها، ومجرد المخالفة في هيئة الصلاة عن الهيئة المعتادة لا يقدح في مشروعيتها كما هو الحال في كثير من الصلوات؛ كالعيدين والجنازة والكسوف والخسوف والخوف.

وأوضحت دار الإفتاء، أن حديث صلاة التسابيح مرويٌّ من طرق كثيرة مِن حديثِ أكثر مِن عشرةٍ مِن الصحابة، وعن عدة من التابعين، وقد أخرج حديثَها أئمةُ الإسلام وحُفَّاظُه.

كيفية صلاة التسابيح

وتابعت: وأمثلُ طرقها حديث عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: « يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّاهُ، أَلَا أُعْطِيكَ، أَلَا أَمْنَحُكَ، أَلَا أَحْبُوكَ، أَلَا أَفْعَلُ لَكَ عَشْرَ خِصَالٍ، إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَقَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، وَخَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، وَصَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، وَسِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ.

عَشْرُ خِصَالٍ: أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ، تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنْ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ قُلْتَ وَأَنْتَ قَائِمٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ فَتَقُولُ وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنْ الرُّكُوعِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنْ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنْ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، تَفْعَلُ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ، إِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي عُمُرِكَ مَرَّةً» رواه البخاري.

وقال الحافظ البيهقي في "شعب الإيمان" (2/ 123، ط. مكتبة الرشد): [كان عبد الله بن المبارك يفعلها، وتداولها الصالحون بعضهم من بعض، وفيه تقوية للحديث المرفوع] اهـ.

حكم صلاة التسابيح

وذكرت دار الإفتاء، أن القول بمشروعية هذه الصلاة واستحبابها هو ما نصَّ عليه جماهير العلماء سلفًا وخلفًا، وهو ما عليه جماهير فقهاء المذاهب الأربعة المتبوعة.

ونصَّ الإمام ابن قدامة الحنبلي على جواز فعلها حتى مع القول بضعف حديثها؛ فقال في "المغني" (2/ 98، ط. مكتبة القاهرة): [وإن فعلها إنسان فلا بأس؛ فإنَّ النوافل والفضائل لا يُشْتَرَطُ صحة الحديث فيها] اهـ.

ويرى بعضُ العلماء أنَّ حديثها ضعيف؛ ويُروَى هذا عن الإمام أحمد وقد رجع عنه كما سبق، والحافظ العقيلي، والقاضي أبو بكر بن العربي، والمجد الفيروز آبادي، وقال بكراهة فعلها جماعةٌ مِن الحنابلة، ومال الحافظ ابن حجر للتضعيف في "التلخيص الحبير"؛ وكتاب "التلخيص" من أوائل كتبه؛ فإنه فرغ منه تعليقًا سنة 812هـ، وفرغ منه تتبعًا سنة 820هـ -كما وُجِدَ بخطه في آخر "التلخيص" (4/ 404، ط. مؤسسة قرطبة)-، ثم إنه رجع عن ذلك فحسّنها في كتبه التي صنفها بعد ذلك؛ كما في "أمالي الأذكار" التي استمر في تصنيفها حتى توفي؛ كما في "الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر" للحافظ السخاوي (2/ 583، ط. دار ابن حزم).

وأضافت أن القول بتضعيفها لا يستلزم بطلان فعلها أو بدعيته؛ فإنَّ السلف اتفقوا على العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال، وهذا الإمام ابن قدامة الحنبلي يقول -كما سبق النقل عنه-: [وإن فعلها إنسان فلا بأس؛ فإن النوافل والفضائل لا يُشْتَرَط صحة الحديث فيها] اهـ.

أما القول بأنها موضوعة فهو قول الحافظ ابن الجوزي الحنبلي، ولم يسبقه إلى ذلك أحد، وتبعه على ذلك ابن تيمية

وقد تقرَّر في قواعد الشريعة: أنه "إنما يُنكَر المتفق عليه ولا يُنكَر المختلف فيه"؛ فمَن فعل هذه الصلاة وواظب عليها خصوصًا في المواسم المباركة؛ كليالي الجمعة وليالي العشر الأواخر من رمضان فهو على خير وسُنَّةٍ ومتابعة لسلف الأمة وخلفها، فقهائها ومحدِّثيها، ومن لم يفعلها تقليدًا لمن ضعَّف حديثها وكره فعلها فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على مَن فعَلها؛ لأنه لا إنكار في مسائل الخلاف.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: صلاة التسابيح كيفية صلاة التسابيح حكم صلاة التسابيح أدعية صلاة التسابيح فضل صلاة التسابيح ف ت ق ول ه ا ع ش ر ا صلاة التسابیح دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

أعمال ثوابها يعدل قيام الليل.. احرص عليها

من لم يستطع أداء صلاة قيام الليل، فقد فتح الله له من رحمته أبوابًا أخرى من الطاعات التي يُعادل أجرها أجر قيام الليل، فلا ينبغي له أن يضيعها أو يغفل عنها، وهي ليست بديلاً عن قيام الليل، لكنها تعويض لمن فاته أو عجز عنه، ومن هذه الأعمال:

أداء صلاتي العشاء والفجر في جماعة
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة، ومن صلى العشاء والفجر في جماعة كان كقيام ليلة».

أداء أربع ركعات قبل صلاة الظهر
جاء عن أبي صالح رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربع ركعات قبل الظهر يعدلن بصلاة السحر».
وقد رُوي عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: «أربع قبل الظهر تُفتح لهن أبواب السماء». 

وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على هذه الركعات، وإذا فاتته لأي عذر، قضاها بعد الفريضة، كما روت السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان إذا لم يصلِّ أربعًا قبل الظهر، صلاهن بعدها".

هل يجب على المسلم حفظ القرآن الكريم كاملاً؟.. دار الإفتاء توضحأذهب لأداء حج النافلة أم أسدد ديني؟ .. دار الإفتاء تجيبلماذا صلاة الجنازة مختلفة عن باقي الصلوات؟.. دار الإفتاء توضح الحكمةحكم حج المرأة بدون محرم .. دار الإفتاء تجيب

أداء صلاة التراويح كاملة مع الإمام
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: "صمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئًا من الشهر حتى بقي سبع، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل... ثم قال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف، كُتب له قيام ليلة".

قراءة مائة آية في الليل
عن تميم الداري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قرأ بمائة آية في ليلة كُتب له قنوت ليلة».
ومن فاته ذلك لسبب، فليقرأها ما بين صلاة الفجر إلى صلاة الظهر، لما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نام عن حزبه أو عن شيء منه، فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر، كُتب له كأنما قرأه من الليل».

وقد علّق الإمام المباركفوري رحمه الله على هذا الحديث قائلًا: "فيه دلالة على مشروعية اتخاذ ورد من الليل، وعلى جواز قضائه في النهار عند العذر، ويُحتسب له كأنه أدّاه ليلًا".

طباعة شارك قيام الليل صلاة الفجر صلاة العشاء جماعة دار الإفتاء

مقالات مشابهة

  • حكم إمامة الجالس للقائم في الصلاة.. دار الإفتاء توضح
  • دعاء مغرب الجمعة .. 13 كلمة تفرج الكرب وترزق من حيث لا تحتسب
  • بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد السيدة زينب بالقاهرة
  • فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
  • سنن يوم الجمعة وأفضل الأعمال فيه.. سورة الكهف والتبكير إلى الصلاة
  • أعمال ثوابها يعدل قيام الليل.. احرص عليها
  • من أنوار الصلاة والسلام على سيدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم
  • دعاء لمن تعسر عليه الرزق .. احرص عليه يرزقك الله من حيث لا تحتسب
  • هل صلاة التوبة تغفر جميع الذنوب؟.. الإفتاء توضح
  • دعاء تسهيل الأمور الصعبة وقضاء الحاجة.. احرص عليه في جوف الليل