شرارة الحرب بين التبريد والتسخين
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
كتب صلاح سلام في" اللواء": التصعيد الإسرائيلي في الأيام الأخيرة، يحمل أكثر من إشارة لترجيح إحتمالات التصعيد، على مساعي التهدئة، خاصة وأن حكومة نتانياهو تحاول التملص من الضغوط الأميركية والأوروبية، منذ فترة، وتوسيع رقعة المواجهات اليومية في الجنوب اللبناني، بحجة دفع مقاتلي حزب الله إلى شمال الليطاني.
الإشكالية التي يعاني منها لبنان، هو فقدان الحد الأدنى من التنسيق بين السلطة الشرعية، وأجهزتها العسكرية، وبين حزب الله وجماعات المقاومة الأخرى، التي برزت فجأة على الحدود الجنوبية، بعد السابع من تشرين الأول الماضي، وبالتالي عدم قدرة الحكومة اللبنانية على إتخاذ القرار المناسب للتجاوب مع المساعي الدولية للتهدئة، وتخفيض مستوى التوتر في الجنوب، وتجنُّب وقوع المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات في القرى الحدودية.
النقاش الدائر في بعض الأوساط اللبنانية، حول حصاد معركة المساندة التي يخوضها الحزب في الجنوب، دعماً للمقاومة الفلسطينية في غزة، لم يُجدِ نفعاً في إعادة النظر بدوافع هذه الخطوة، لأسباب أصبحت معروفة، ولا مجال للخوض في تفاصيلها، وإن كانت ليست بعيدة عن الإستراتيجية الإيرانية في المنطقة.
ولكن ما يهم اللبنانيين اليوم، سواء من جمهور الحزب أو من معارضيه، هو العمل على تجنيب البلد تداعيات حرب مدمرة، وضع لبنان المتدهور أصلاً، غير قادر على تحمُّلها، فضلاً عن عجز الدولة عن التعويض على المتضررين في أملاكهم وأراضي زراعاتهم في الجنوب، والتي تُقدر بعشرات الملايين من الدولارات حتى الآن، فكيف إذا وقعت الحرب الشاملة، وأصبحت المرافق الحيوية هدفاً للغارات الإسرائيلية.
أما القول أن الحرب في لبنان من شأنها تخفيف وطأة الإقتحام المتوقع لرفح، فمسألة تحتاج إلى نقاش على ضوء نتائج سبعة أشهر من المواجهات المدمرة في الجنوب، دون أن تخفف من وحشية حرب الإبادة الجماعية في غزة ومدن القطاع الأخرى، ودون أن تخفف من حجم الضحايا البشرية حيث تجاوز عدد الإصابات المئة ألف بين شهيد وجريح.
زيارة وزير الخارجية الفرنسي إلى بيروت قد تكون الحلقة الأخيرة لمساعي التهدئة الديبلوماسية، قبل أن تندلع شرارة الحرب الكبرى، في حال فشلت دعوات ضبط النفس، وتبريد الجبهة الحدودية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی الجنوب
إقرأ أيضاً:
إلى متى ستبقى إسرائيل في جنوب لبنان؟
زادت إسرائيل من عمليّات إستهداف واغتيال عناصر بارزين من "حزب الله"، على الرغم من وقف إطلاق النار، واستمرارها بخرق الإتّفاق الذي أنهى الحرب برعاية أميركيّة وفرنسيّة، وسط استمرار احتلالها لـ5 تلال استراتيجيّة في جنوب لبنان، والتضييق على المواطنين عبر عمليّات التمشيط والإستطلاع بهدف منعهم من العودة إلى قراهم، من إعمار منازلهم المُدمّرة.ومن الواضح أنّ الإتّصالات الديبلوماسيّة لم تُفضِ إلى نتيجة حتّى الساعة، للضغط على إسرائيل للإنسحاب الكامل من الأراضي اللبنانيّة، وتلافي إستئناف الحرب إذا ما قرّر "حزب الله" في المستقبل شنّ عمليّات عسكريّة كما كان الحال عليه قبل العام 2000، تحت غطاء "المُقاومة. كذلك، فإنّه يبدو أيضاً أنّ لا ضغوط تُمارسها الولايات المتّحدة على الحكومة الإسرائيليّة لتطبيق إتّفاق وقف إطلاق النار، فالإدارة في واشنطن تُشارك تل أبيب الرأيّ في أنّه أصبح من الضروريّ تسليم "الحزب" لسلاحه إلى الجيش، ولم يعدّ الأمر مرتبطاً فقط بمنع تواجد عناصره وعتاده في منطقة جنوب الليطانيّ، وإنّما في كافة البلاد.
ويقول خبير عسكريّ في هذا السياق، إنّ الوجود الإسرائيليّ في الجنوب بات على صلة بمصير سلاح "حزب الله"، وسيظلّ جيش العدوّ في التلال الخمس لسببين: الأوّل كما ذُكِرَ هو إنهاء دور "الحزب" العسكريّ ودفعه للإنخراط في العمل السياسيّ، والثاني، تحسين الحكومة الإسرائيليّة لشروطها في أيّ تفاوض، فهي تتوغّل وتقضم مناطق في سوريا في موازاة ما تقوم به في جنوب لبنان وفي غزة وفي الضفة الغربيّة، لبناء مناطق عازلة لحماية مستوطناتها من أيّ عمل معادٍ من قبل "محور المقاومة" أو أيّ حركات متطرّفة.
ويُضيف المصدر عينه أنّ إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب تُلوّح بتعليق المُساعدات العسكريّة للجيش، إنّ لم تقم الدولة اللبنانيّة بنزع سلاح "حزب الله" وتفكيك بنيته التحتيّة، ما يُشير إلى أنّ واشنطن الراعي الرسميّ لاتّفاق وقف إطلاق النار، تُساند إسرائيل في مطلبها القاضي بقيام القوى العسكريّة في لبنان بمُصادرة عتاد "الحزب" في كافة المناطق.
ويُذكّر أيضاً الخبير العسكريّ أنّ الولايات المتّحدة اشترطت مع الدول المانحة نزع سلاح "حزب الله" لتقديم المُساعدات لإعادة إعمار المناطق المُدمّرة، بينما أعلن "الحزب" على لسان البعض من قياداته ونوابه، أنّ موضوع سلاحه غير مطروح على الطاولة في الداخل، وأنّ كلّ ما يهمّه هو أنّ تقوم الحكومة ورئيس الجمهوريّة بجهودٍ ديبلوماسيّة من أجل إنسحاب العدوّ نهائيّاً من الجنوب، إضافة إلى وقف أعماله العدائيّة، وعدم خرقه للقرار 1701 برّاً وجوّاً وبحراً.
وأمام ما تقدّم، يتّضح أنّ موضوع الإنسحاب الإسرائيليّ الكامل من الجنوب قد يتأخر، لأنّه أصبح شائكاً وصعباً، كون إسرائيل ومعها أميركا بات هدفهما نزع سلاح "حزب الله" عبر تطبيق الـ1701 حرفيّاً وبقيّة القرارات الدوليّة وفي مُقدّمتها الـ1559. من هذا المُنطلق، فإنّ إدارة ترامب قد تُوقف المُساعدات للجيش غير آبهة إنّ أدّى ذلك إلى إعطاء الشرعيّة إلى "الحزب" لمقاومة الإحتلال، فهي تضغط لإنهاء الدور العسكريّ لحليف إيران في لبنان، وفي الوقت عينه، تُشدّد على حقّ تل أبيب في ضمان أمنها عبر تأييد مطالبها بتسلّم القوى العسكريّة اللبنانيّة للأمن، كذلك، عبر تهجير الفلسطينيين من غزة، والسيطرة على مناطق جديدة في سوريا.
المصدر: خاص لبنان24