حذرت وكالة فيتش للتصنيفات الائتمانية من أن تصاعد الصراع الإقليمي، الناجم جزئيًا عن التبادل المباشر للضربات بين إيران وإسرائيل، يُشكل مخاطر على قطاع السياحة في مصر وإيرادات قناة السويس، مما قد يؤدي إلى تفاقم العجز في الحساب الجاري.

مع ذلك، أكدت الوكالة العالمية أن صفقة مشروع تطوير منطقة “رأس الحكمة” في مصر، والقرارت الأخيرة من البنك المركزي المصري المتعلقة بتطبيق نظام سعر صرف مرن، والتي فتحت الباب أمام تمويل إضافي من المؤسسات المالية الدولية والتدفقات غير المقيمة إلى سوق ديونها المحلي، مما أدى إلى خفض مخاطر التمويل الخارجي على المدى القريب بشكل ملحوظ، وكذلك ضعفها تجاه الأحداث الجيوسياسية.

 

التبادل المباشر للضربات بين إيران أمريكا قد رفع مخاطر تصعيد الصراع الإقليمي إلى ما هو أبعد من غزة، كما تقول وكالة فيتش. ومع ذلك، نعتقد أن الاحتواء السريع الواضح للمواجهات العسكرية يحد من إمكانية أن يكون لهذه الحوادث تداعيات كبيرة على أمريكا أو السيادات الإقليمية الأخرى، وكذلك على الأسواق العالمية.

 

وتعتبر فيتش أن الضربات الأخيرة مهمة كونها أولى الهجمات المباشرة التي تشنهما إيران وإسرائيل من أراضيهما على أراضي الأخرى. ويمكن أن تصبح الهجمات المباشرة جزءًا من مزيد من دورات التصعيد، خاصة إذا تصاعد الصراع بين إسرائيل وحزب الله – الحليف الوثيق لإيران – بشكل كبير.

وأشارت الوكالة إلى أن إسرائيل وحلفاؤها نجحوا في اعتراض جميع الضربات الإيرانية تقريبًا، لكن الاستعداد الظاهر لإيران لشن هجوم مباشر يثير المخاطر، لا سيما بالنسبة لأجزاء من إسرائيل وصفتها الوكالة بأنها “كانت سابقًا أقل عرضة للخطر” من جراء اشتباكات محتملة مع حزب الله.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الوكالة العالمية البنك المركزي المصري الاقتصاد المصري العسكرية سياحة اسرائيل قناة السويس ايرادات قناة السويس المؤسسات المالية ماني الظاهر قطاع السياحة صفقة رأس الحكمة

إقرأ أيضاً:

إبراهيم شعبان يكتب: قصف إيران.. ترامب يتلاعب بالعالم من أجل إسرائيل

حتى هذه اللحظة، لا يمكن الجزم بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اتخذ قرارًا نهائيًا بضرب إيران، ولكن كل المؤشرات تقول إنه قد يكون في الطريق إلى ضربها، وإن إسرائيل ستضغط بشدة لضرب إيران وشن حرب كبرى عليها خلال ولاية ترامب، حتى تُنهي هاجس القوة الإيرانية والرغبة في تصنيع سلاح نووي. فالفُرصة مناسبة اليوم، من وجهة النظر الإسرائيلية، للخلاص من القوة الإيرانية، والتي قد لا تتوافر بهذه الطريقة وهذا المناخ بعد ذلك.

والحاصل أن خطط قصف إيران قد تصاعدت بشدة خلال الأسبوعين الأخيرين، ففي الوقت الذي انخرطت فيه الولايات المتحدة مع إيران في محادثات مباشرة وغير مباشرة في سلطنة عُمان، للوصول إلى صيغة مقبولة بخصوص البرنامج النووي الإيراني، والهدف هو إنهاء قدرات هذا البرنامج وتفكيكه نهائيًا وسحقه على طريقة ما تم مع البرنامج النووي الليبي أو سيناريو ليبيا، وفق ما تم تداوله إعلاميًا، فإن ترامب لم يتوقف عن التهديد بضرب إيران، والقول إن ذلك مطروح على الطاولة.

وحكاية القنبلة النووية الإيرانية حكاية طال فيها الجدل طوال سنوات مضت، وصلت إلى نحو 10 سنوات، ومنذ قيام ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الموقع في عام 2015، وذلك مخافة أن تستطيع إيران الوصول إلى حلم امتلاك قنبلة نووية، وهو خط أحمر مرفوض أمريكيًا وإسرائيليًا. فالقنبلة النووية سلاح ردع، وليس سلاح قصف أو استخدام، وهذه القنبلة تملكها إسرائيل فعليًا، ولا تريد واشنطن ولا تل أبيب، بطبيعة الحال، أن تصل هذه القوة إلى النظام الإسلامي الحاكم في طهران.

وخلال الساعات الأخيرة، تفجّرت قنبلة إعلامية كبيرة بعدما فضحت صحيفة "نيويورك تايمز" خطة إسرائيلية قيل إنها كانت ستكون عبر كوماندوز إسرائيلي وضربات جوية أمريكية مكثفة، لتوجيه ضربة شاملة للبرنامج النووي الإيراني في مايو المقبل. 

وأوضحت الصحيفة أن ترامب أبدى اعتراضه عليها، وردّ هو بعد ذلك علانيةً بأنه ليس في عجلة من أمره لضرب إيران.

والحقيقة أن الوضع مُلتبس بشدة، لكن يمكن التوقف عند عدة نقاط شديدة الخطورة، ليس فقط تخص إيران، ولكن تخص المنطقة برمتها، وهي كالتالي:

-إيران لن تتخلى عن حلمها النووي، وهو حلم أنفقت عليه الكثير طوال 10 سنوات، وتحملت من أجله الكثير من الضغوط والعقوبات والحروب الاقتصادية ضدها.
-القنبلة النووية الإيرانية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من طهران، وهذا باعتراف مدير وكالة الطاقة الذرية مؤخرًا، بعد وصول نسبة التخصيب إلى مستويات عالية.
-العداء التاريخي بين النظام الإسلامي الحاكم في طهران والولايات المتحدة وتل أبيب، يجعل طهران غير مهتمة بالتوصل إلى اتفاق معهما بخصوص القنبلة النووية، وهي تعلم حتمًا أنها لن تستفيد شيئًا من هذا الاتفاق سوى تعطيل حلمها في أن تكون الدولة الإسلامية الثانية بعد باكستان التي تحوز قنبلة نووية. كما أن طهران أقلمت نفسها على عقوبات أمريكية قاسية طوال السنوات الماضية، وملاحقة النفط الإيراني، لكنها نجحت في الالتفاف على هذا كله، واستطاع الحرس الثوري الإيراني أن يبني شبكة من الظل هائلة يُسيّر بها النفط الإيراني عبر العالم.
-والمعنى أنه لا شيء يُنتظر أكثر من هذا بخصوص العقوبات على إيران ماليًا واقتصاديًا وحول النفط، ولم يبقَ في جعبة واشنطن وتل أبيب إلا الحرب.
-قرار قصف إيران سيكون أحد أغبى قرارات ترامب. صحيح أن الأجندة الإيرانية مُخرّبة، وأنها ذات أهداف صارخة وتوسعية، وتأثيرها الأخطر على المنطقة العربية والعالم الإسلامي بحكم شبكاتها وميليشياتها المسلحة في العراق واليمن ولبنان وغزة، وإن كانت خرجت مؤخرًا من سوريا، لكن ضربها سيكون كارثة حقيقية، فالمعادلة تغيّرت كثيرًا، وطهران تستطيع أن تطال كثيرًا من المصالح والقواعد الأمريكية في المنطقة. وإذا اندلعت الحرب في قلب طهران، فإن رد إيران لن يكون هادئًا أو محسوبًا أو بترتيبات، بل المنتظر أن يكون صاعقًا بكل الأساليب التي تملكها، وفي أماكن تعرفها الولايات المتحدة، وفي دول وقواعد لا تنتظر فيها الولايات المتحدة حدوث أي قصف.
-السلاح النووي الإيراني قارب الانطلاق من القمقم، وربما لو لم يحدث الضرب في الشهور القادمة، أن تُعلن طهران صراحة، أو يتسرب للعالم رسميًا وللاتحاد الأوروبي، امتلاكها بالفعل لصواريخ وقنبلة نووية.
-والنهاية، قرار ضرب إيران، الذي يتم تجهيزه في الغرف الأمريكية والإسرائيلية، سيفجّر حرب الخليج الرابعة، ومؤكد أن الصين ستكون طرفًا فيها، وربما روسيا، رغم محاولات ترامب استمالة بوتين عبر ورقة أوكرانيا. والموضوع كله خطر وفوضى كبيرة في المنطقة، مع رئيس أمريكي يتلاعب بالعالم اقتصاديًا عبر رسوم يفرضها ثم يُجمّدها، ثم قرارات سياسية وعسكرية يُلوّح بها ثم يتراجع عنها..
.. ولاية ترامب ستكون ولاية الكوارث على العالم، وعلينا أن نتحسب لذلك.

مقالات مشابهة

  • غالانت يكشف كذب إسرائيل بشأن نفق لا وجود له لتأخير صفقة التبادل
  • عاجل. نتنياهو: إسرائيل لن تشهد أي حرب أهلية
  • صفقة الأسرى في مهب الريح.. إسرائيل تصعّد وحماس تُصر على اتفاقات تنهى الحرب
  • وزارة المالية تطلق برنامجًا تدريبيًّا متخصصًا في إدارة مخاطر الأصول والممتلكات والأنشطة والتأمين
  • المالية تطلق برنامجًا تدريبيًّا لإدارة مخاطر الأصول
  • إبراهيم شعبان يكتب: قصف إيران.. ترامب يتلاعب بالعالم من أجل إسرائيل
  • عاجل .. في ظل غياب التخطيط الاستراتيجي لمستقبل العراق منذ 2003 احذر احذر احذر من مخاطر كارثية قد تحدث في عام 2030 (لا قدر الله)
  • كيف تلعب إسرائيل على حافة الهاوية بين إيران وواشنطن؟
  • مظاهرة في تل أبيب تطالب نتنياهو بإنجاز صفقة تبادل للمحتجزين
  • عاجل| عائلات المحتجزين تدعو لتظاهرات حاشدة للضغط على نتنياهو لإجراء صفقة تبادل