أخبارنا:
2025-02-03@10:24:26 GMT

هل تحول الاتحاد المغاربي إلى اتحاد جزائري؟

تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT

هل تحول الاتحاد المغاربي إلى اتحاد جزائري؟

بقلم: نزار بولحية

ما الذي جرى بالضبط، وما الذي يعرض الآن على المغاربيين؟ الإبقاء على النسخة الأصلية من اتحادهم والعمل على تحسينها وتطويرها؟ أم تعليق الآمال على أخرى مستنسخة عنها لكنها مجتزأة ومنقوصة؟ انه تقريبا ما يحصل.

لكن لا أحد قد يستفتيهم أو يطلب مشورتهم أو يأخذ رأيهم في الموضوع، فالأمور وكما كان عليه الحال تجري وتتقرر بعيدا عنهم.

والطريقة التي انتهى بها الاجتماع الأول لما اعتبر نواة تكتل مغاربي بديل للاتحاد المغاربي، في غياب تام لبلدين مهمين، هما المغرب وموريتانيا، قد تكون دليلا إضافيا على ذلك. والمؤكد أن غيابهما يطرح عدة تساؤلات حول المدى أو المجال الجغرافي الذي باتت تعنيه كلمة المغاربي، وهل أنها صارت تمثل انتماء سياسيا محددا، وتشمل جهة أو طرفا دون الاخر؟ ولعل الأيام ستكشف في وقت آخر إن كانت تلك البذرة ستنمو وتكبر وتتطور إلى أن يشتد عودها ويكون البلدان الغائبان أو المغيبان بالتالي جزءا طبيعيا من ثمرتها؟ أم أن الأمر سيؤول إلى محصول سيئ ومخيب للآمال؟

على أي حال فقد جرت قبل أسابيع محاولات تونسية وجزائرية حثيثة لإقناع نواكشوط بوجه خاص بالالتحاق بالترويكا المغاربية، غير أنها رفضت بإصرار واضح العرض الذي قدم لها، والسبب هو أن هاجس الحفاظ على توازن الكفتين، والحرص على عدم ميل إحداهما إلى أي جهة من الجهتين الكبيرتين في المنطقة، أي الجزائرية والمغربية، ظل حاضرا بقوة في أذهان الموريتانيين ومنعهم من خوض مغامرة كانت تبدو في نظرهم غير مأمونة العواقب والمآلات، لكن أحدا لم ينتظر بالمقابل أو يتوقع أن تبذل مساع وجهود مماثلة نحو الرباط لإقناعها أيضا بحضور تلك الجلسة.

لقد كان نص البيان الذي نشرته الرئاسة التونسية صباح السبت الماضي واضحا وصريحا حين ذكر وبالحرف: «إنه بدعوة من رئيس الجمهورية قيس سعيد يؤدي رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبد المجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي بدولة ليبيا محمد يونس المنفي زيارة إلى تونس يوم الاثنين الثاني والعشرين من أبريل الفين وأربعة وعشرين للمشاركة في الاجتماع التشاوري الأول بين قادة البلدان الشقيقة الثلاثة». وعمليا لم يبق بعدها مجال للشك في أن مسألة الحضور أو الغياب عن لقاء كان مقررا له سلفا أن يجمع بين قادة ثلاث دول مغاربية فحسب، كانت في حكم المنتهية والمحسومة.. لكن حتى إن كانت الطاولة التي اجتمعوا حولها في قصر قرطاج صغيرة نسبيا، وحتى إن لم يضع المنظمون في بالهم أن هناك حاجة رمزية على الأقل لأن يضيفوا كرسيين آخرين إلى تلك الجلسة ويتركوهما شاغرين إلى أن يحين الوقت ليشغلهما البلدان الغائبان، أي المغرب وموريتانيا، فهل كان ممكنا لرؤساء تونس والجزائر وليبيا الذين اجتمعوا معا تحت سقف واحد، أن يتجاهلوا كل القواسم المشتركة التي تجمعهم بالمغاربة والموريتانيين، من تاريخ وجغرافيا وروابط دين ودم ويشيحوا وجوههم عنها، تحت أي مبرر؟ لقد كان واضحا في أذهان كثيرين أن الغاية مما وصفته بعض وسائل الإعلام في المنطقة باللقاء المغاربي المصغر، كانت إنشاء تكتل أو محور مضاد للرباط في الشمال الافريقي، غير أن أي دولة من الدول الثلاث لم تعلن بوضوح، أن لديها مثل تلك النوايا، ولم تقدم أي دليل على أنها تعمل لأن يكون التجمع الثلاثي الجديد بديلا فعليا أو عمليا للاتحاد المغاربي الخماسي الأصلي، حتى إن كانت لها بعض المآخذات أو الانتقادات التي تتعلق بأدائه، أو اعتبرت مثلما فعلت الجزائر، أن الهدف من الاجتماع هو ملء الفراغ» وأن ذلك الاتحاد دخل «في الإنعاش» و»لا يقوم بأي دور» مثلما جاء في تصريحات صحافية سابقة لوزير خارجيتها أحمد عطاف. فالجميع يذكر جيدا ما قاله الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في آخر مقابلة أجراها معه صحافيون محليون أواخر الشهر الماضي وبثت على التلفزيون الرسمي من أن «هذا التكتل ليس موجها ضد أي جهة كانت»، وأن» الباب مفتوح لدول المنطقة» و»لجيراننا في الغرب» للانضمام إليه. مثلما يعلمون أيضا أنه سبق لرئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، أن أكد بدوره على تمسك بلاده بالاتحاد المغاربي، بمناسبة لقائه مطلع الشهر الجاري مع المكلف بتسيير اعمال وزارة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية، حيث استعرضا «تطور الوضع السياسي والمستجدات المتعلقة بدور الاتحاد الافريقي والعمل على تفعيل دور الاتحاد المغاربي»، حسبما نقلته وكالة الأنباء الليبية، ما فهم على أنه إشارة من الجانب الليبي، إلى رفض أي فكرة تهدف لإقصاء أي بلد مغاربي أو إقامة تكتل ضده، فضلا عن ذلك فقد وضح مصدر ليبي مسؤول الأحد الماضي لصحيفة «هيسبريس» الإلكترونية المغربية أن «الاجتماع التشاوري هو اجتماع أمني خالص، وأنه ليس موجها ضد أي دولة مغاربية أخرى، لأن ليبيا لا يمكنها في الوقت الحالي اتخاذ أي موقف ضد أي دولة كانت نتيجة وضعها الحالي، خصوصا في ظل استقالة المبعوث الأممي عبد الله باتيلي وانتظار تعيين مبعوث جديد»، على حد تعبيره. غير أن السؤال الذي قد يطرح نفسه في خضم كل ذلك هو إن كانت الدول الثلاث لا تعتبر أن لقاءها موجه ضد طرف معين في المنطقة، ولا ترى أن هناك أي مانع من انضمام الدولتين المغاربيتين المتبقيتين أي المغرب وموريتانيا لتلك الجلسة، فما الذي حال دون دعوتهما إليها؟ وما الذي منع من أن يكون الاجتماع خماسيا بدلا من ثلاثي؟ إن ما قد يقوله البعض هنا هو أن الاستناد فقط على المواقف والتصريحات الرسمية قد لا يكون مقياسا موضوعيا لفهم الدوافع والأسباب الحقيقية وراء ذلك، في وقت لا تزال فيه وسائل الإعلام الجزائرية بشكل خاص تردد، وعلى نطاق واسع بأن الغاية من اللقاء الثلاثي هي إنشاء اتحاد مغاربي جديد على أنقاض الاتحاد الحالي، بل تمضي أبعد من ذلك حد الحديث عن عزل المغرب. لكن لنعد قليلا إلى منطلق الفكرة، فهي لم تأت بعد قراءة معمقة وشاملة ونتيجة قناعة مشتركة من الدول الخمس بالحاجة لإيجاد إطار آخر للعمل المغاربي. لقد ولدت ببساطة بقرار منفرد أخذته الجزائر في مارس الماضي على هامش قمة الغاز، ولم يكن أمام التونسيين والليبيين إلا أن يقبلوا بها بغض النظر إن كانوا قد اقتنعوا بها أم لا. فقد كانوا يعلمون جيدا أنهم ليسوا قادرين بالنظر إلى عدة معطيات، لا عن الدفاع عن اتحاد مغاربي نفضوا أيديهم عنه منذ وقت طويل، ولا عن الوقوف بوجه جارة كانت يدركون جيدا مدى نفوذها داخل منطقتهم. لكن هل يعني ذلك أنهم رضوا بأن يكونوا جزءا من اتحاد، أو حلف جزائري سيكون موجها بالضرورة ضد جار مغاربي آخر؟ قد يكون من السابق لأوانه الجزم بذلك، لكن المؤكد هو أنهم وضعوا أنفسهم في ورطة كبرى سيكون من المستبعد جدا أن يجازفوا باستفتاء شعوبهم حول طريقة الخروج منها.

كاتب وصحافي من تونس

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: ما الذی إن کانت

إقرأ أيضاً:

حزب الاتحاد بالإسكندرية يطلق مبادرات لدعم ذوي الهمم

عقدت أمانة ذوي الإعاقة بحزب الاتحاد في محافظة الإسكندرية اجتماعًا لمناقشة عدد من القضايا والملفات المهمة التي تهم أصحاب الهمم،  في إطار حرص الأمانة على دعم حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير الخدمات اللازمة لهم.

جاء الاجتماع تحت رعاية الدكتورة ماجدة الهلباوي، أمين الحزب بالإسكندرية، وأدار الاجتماع محمد قطب، الأمين المساعد.

وأسفر الاجتماع عن الاتفاق على عدد من الخطوات والمبادرات، لدعم ذوي الهمم، في مقدمتها، تسهيل استخراج بطاقة الخدمات المتكاملة، عُقد اجتماع أمانة محافظة الإسكندرية لذوي الهمم، التي تترأسها الأستاذة ماجدة الهلباوي، 
أدار الاجتماع الأمين المساعد الأستاذ محمد قطب، بحضور عدد من الأعضاء لمناقشة خطط دعم وتمكين ذوي الهمم في مختلف المجالات.

وشمل الاجتماع الاتفاق على تسهيل استخراج كارنيه الخدمات المتكاملة من خلال تحديد موعد لمقابلة وزيرة التضامن الاجتماعي ورئيس المجالس الطبية لبحث إجراءات الاستخراج وسرعة الطباعة.

و تم الاتفاق على التنسيق مع وكيل وزارة التربية والتعليم لبحث إمكانية توفير ظل لذوي الاحتياجات الخاصة أثناء الامتحانات. إلى جانب مقابلة مع مدير مرور الإسكندرية لمناقشة تعديل مدة الإشارات المرورية من 30 ثانية إلى 90-120 ثانية مراعاةً لحركة ذوي الاحتياجات الخاصة في مناطق مثل البحر وأبو قير.

واتفقت الأمانة على  إطلاق خط نجدة ساخن بالتعاون مع مديرية الأمن ووزارة التضامن والشركة المصرية للاتصالات، للاستجابة السريعة لاستغاثات ذوي الهمم.

وفي إطار الدعم المتواصل لذوي الهمم، تم الاتفاق على وضع خصومات خاصة على الخدمات الطبية والأدوية، فذلا عن توفير فرص عمل لذوي الهمم.

وقال محمد قطب، أمين مساعد حزب الإتحاد بالإسكندرية، إن هذا الاجتماع ضمن جهود الأمانة المستمرة لتحسين حياة ذوي الهمم وتقديم الدعم اللازم لهم في مختلف المجالات، تنفيذًا لتوجيهات المستشار رضا صقر رئيس الحزب.

وأكد "قطب" استمرار الأمانة في العمل من أجل تحقيق حياة أفضل لذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال تقديم المبادرات الفعالة التي تدعم حقوقهم وتسهل دمجهم في المجتمع.

مقالات مشابهة

  • لجنة الانضباط تعاقب اتحاد العاصمة
  • "اتحاد العمال" يُعرِّف تراينجل بالوضع الحقوقي والنقابي في عُمان
  • ثلاثي جزائري ضمن التشكيلة المثالية للدورين السعودي والقطري
  • حزب الاتحاد بالإسكندرية يطلق مبادرات لدعم ذوي الهمم
  • أمن الدولة ألقت القبض على من كانت برفقة صديقها الذي دهس الشاب في فاريا (صورة)
  • اتحاد المرأة الفلسطينية: لا توجد قوة قادرة على اقتلاعنا من أرضنا
  • اتحاد الكرة وأندية عمانتل يناقشون آلية تنظيم دوريي تحت 11 و15 سنة
  • اتحاد جدة يفلت من كمين الخلود.. ويواصل مطاردة الهلال
  • وفد تركي يزور اتحاد الغرف التجارية لبحث الاستثمار في ليبيا
  • الاتحاد الدولي يعتمد "دبي للألعاب المائية 2025" مؤهلة لبطولة العالم