هل من دعا له أربعين شخصًا من الغرباء تقضى حاجته؟، سؤال يشغل ذهن الكثيرين، حيث ورد إلى دار الإفتاء سؤال يقول: ما مدى صحة ما يقال من أن دعوة أربعين غريبا مجابة؟

هل من دعا له أربعين شخصا من الغرباء تقضى حاجته؟

وبينت دار الإفتاء في بيانها هل من دعا له أربعين شخصًا من الغرباء يقضى حاجته؟، إن هذه المقولة المسؤول عنها (دعوة أربعين غريبًا مجابة) ليست حديثًا نبويًّا، وإنما هو ممَّا شاع على ألسنة الناس واشتُهر، ولم نقف عليه في كتب السنة بهذا اللفظ، إلا أنَّ معناه ثابتٌ في حديث سيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَسْرَعَ الدُّعَاءِ إِجَابَةً؛ دَعْوَةُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ» رواه أبو داود والترمذي في "سننيهما".

قال الإمام المظهري في "المفاتيح شرح المصابيح" (3/ 130، ط. دار النوادر): [قوله: "إنَّ أسرعَ الدعاءِ إجابةً دعوةُ غائبٍ لغائبٍ"؛ يعني: إذا دعا أحدٌ لغائب يُستجابُ دعاؤه له؛ لأنه بعيدٌ عن الرياء والطمع، بل لا يدعو غائبٌ لغائب إلا خالصًا لله، وما كان خالصًا لله يكون مقبولًا] اهـ.

ولفتت في بيانها هل من دعا له أربعين شخصًا من الغرباء يقضى حاجته؟ أن الدعاء للغير مشروع، وهو أشد تأكيدًا وأرجى في القبول إذا كان بظهر الغيب؛ أي في غيبة المدعو له؛ لأنه أبلغ في الإخلاص؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (17/ 49، ط. دار إحياء التراث العربي) : [وفي هذا فضل الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب، ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة، ولو دعا لجملة المسلمين فالظاهر حصولها أيضًا، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة؛ لأنها تستجاب ويحصل له مثله] اهـ.

ويضاف إلى ذلك ما جاء في "شرح سنن أبي داود" للإمام بدر الدين العيني (5/ 446، ط. مكتبة الرشد): [قوله: «بظهر الغيب» أي: في سرّه وبغير حضوره، كأنه من وراء معرفته ومعرفة الناس؛ لأنه دليل على إخلاص الدعاء له كمثل ما يجعله الإنسان وراء ظهره، ويسْتره عن أعين الناس] اهـ.

مفتي الجمهورية : الدعاء لولي الأمر في مرتبة أعلى من رتبة الابتهال للنفس أنا في كرب شديد فما الدعاء الذي يبشرني بالفرج القريب؟.. الإفتاء تجيب

جاء في "تاريخ علماء الأندلس" للقاضي ابن الفرضي الأندلسي (2/ 156، ط. مكتبة الخانجي) عن عبد الله بن هُبَيْرة رحمه الله تعالى: [أن النّعمان بن عبد الله الحضرمي خرج إلى الأنْدَلُس غازيًا، فخرجت مشيعًا له، فلما هممنا بالانصراف قال: يا أبا هبيرة: ادْعُ لنَا رَحِمك الله في مغيبتنا بخَيْر، فإنّه بلغني: أنه ليس من دعوة أقمن أن تُجاب من دعوة غائب لغائب] اهـ.

كما أنه لم يرد في الشرع ما يدل على تقييد العدد بأربعين أو غيره كقيد لاستجابة الدعاء، وإنما مطلق الدعاء بظهر الغيب مستجاب إن شاء الله كما بينَّا سابقًا.

بالإضافة إلى ما سبق؛ فإن المطلوب من المسلم أن يهتم بإصلاح نفسه واجتناب موانع استجابة الدعاء؛ كأكل الحرام والظلم واستعجال الإجابة، أو الدعاء بظلم أو قطيعة رحم، وأن يتحين أوقات الاستجابة كثلث الليل الأخير، وبعد الصلاة المكتوبة، ويوم الجمعة، وعند فطر الصائم، وفي السجود، وأن يثق في فضل ربه ورحمته وأن يتيقن من الإجابة.

وشددت في ختام توضيحها هل من دعا له أربعين شخصًا من الغرباء يقضى حاجته؟، بناءً على ذلك: فالدعاء للغير بظهر الغيب مستحب، بل ومستجاب إن شاء الله تعالى، إلا أنه لم يرد في الشرع ما يفيد تقييد الداعين بعددٍ معين، ولا بكونهم غرباء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء بظهر الغیب

إقرأ أيضاً:

 أفضل أدعية فجر الجمعة.. «اللهم أصلح لي ديني وأغفر ذنوبي»

تعتبر أدعية فجر الجمعة من أعظم العبادات التي يتقرب بها المسلم إلى الله، خاصة في الأوقات المباركة مثل الفجر، فقد حثّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم على الإكثار من الدعاء في هذا اليوم، مبينًا فضله العظيم وقيمته العالية.

وقال النبي «إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه»، ومن المعروف أن هذا الوقت المبارك يمتد من فجر الجمعة وحتى مغربها، إلا أن العلماء يرجحون أن ساعة الإجابة تكون في آخر ساعة من عصر يوم الجمعة، وكذلك في أوقات الصلوات وسجود المسلم.

 أفضل أدعية فجر الجمعة

ويُعتبر وقت الفجر وخاصة في يوم الجمعة، من أفضل الأوقات للدعاء، حيث ينزل الله سبحانه وتعالى إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، فيقول: «من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟». فيكون الدعاء في هذه اللحظات محمّلاً بالخشوع والصدق، ومع اليقين بالإجابة، يُصبح الدعاء وسيلة لتحقيق ما يتمناه القلب، وفقا لما أوضحته دار الافتاء عبر موقعها الرسمي.

  أدعية فجر الجمعة 

وأكدت الافتاء بشأن أدعية فجر الجمعة أن الدعاء ليس فقط وسيلة لتحقيق الرغبات، بل هو أيضًا طريق للتقرب إلى الله والبحث عن رضاه ومغفرته. ففي هذا الوقت، يفتح الله أبواب السماء، ويُستجاب الدعاء، مما يجعله فرصة ثمينة لكل مسلم لتعزيز علاقته بربه والتضرع إليه بقلب صادق وخاشع.

ومن الأدعية المستحب ترديدها في أدعية فجر الجمعة (اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لي دِينِي الذي هو عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لي دُنْيَايَ الَّتي فِيهَا معاشِي، وَأَصْلِحْ لي آخِرَتي الَّتي فِيهَا معادِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لي في كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لي مِن كُلِّ شَرٍّ)، (اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِنَ العَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَالْهَرَمِ، وَعَذَابِ القَبْرِ)، (اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لا يُسْتَجَابُ لَهَا)، (اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ الهُدَى وَالتُّقَى، وَالْعَفَافَ وَالْغِنَ، (رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ).

مقالات مشابهة

  • أفضل أدعية مستجابة لأهل لبنان
  • أفضل دعاء للتوبة.. «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا»
  • الواتس يُطلق ميزة لـ”حظر الغرباء” تلقائيًا
  • دعاء للمريض يوم الجمعة.. احرص على ترديده
  • دعاء للوالدين المتوفين يوم الجمعة.. «اللهم أبدلهما دارًا خيرًا من دارهما»
  • احذر هذا الأمر عند وضع الطعام في الثلاجة.. عادة خاطئة يفعلها الكثيرون
  • ساعة الاستجابة في يوم الجمعة والأدعية المستحبة.. اغفر لي خطيئتي وجهلي
  •  أفضل أدعية فجر الجمعة.. «اللهم أصلح لي ديني وأغفر ذنوبي»
  • وجعنا كبير.. دعوة من الجميّل إلى حزب الله
  • هذا عدد الأيام المتبقية على شهر رمضان 2025