هل من دعا له أربعين شخصًا من الغرباء تقضى حاجته؟.. أسرار يغفلها الكثيرون
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
هل من دعا له أربعين شخصًا من الغرباء تقضى حاجته؟، سؤال يشغل ذهن الكثيرين، حيث ورد إلى دار الإفتاء سؤال يقول: ما مدى صحة ما يقال من أن دعوة أربعين غريبا مجابة؟
هل من دعا له أربعين شخصا من الغرباء تقضى حاجته؟وبينت دار الإفتاء في بيانها هل من دعا له أربعين شخصًا من الغرباء يقضى حاجته؟، إن هذه المقولة المسؤول عنها (دعوة أربعين غريبًا مجابة) ليست حديثًا نبويًّا، وإنما هو ممَّا شاع على ألسنة الناس واشتُهر، ولم نقف عليه في كتب السنة بهذا اللفظ، إلا أنَّ معناه ثابتٌ في حديث سيدنا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ أَسْرَعَ الدُّعَاءِ إِجَابَةً؛ دَعْوَةُ غَائِبٍ لِغَائِبٍ» رواه أبو داود والترمذي في "سننيهما".
قال الإمام المظهري في "المفاتيح شرح المصابيح" (3/ 130، ط. دار النوادر): [قوله: "إنَّ أسرعَ الدعاءِ إجابةً دعوةُ غائبٍ لغائبٍ"؛ يعني: إذا دعا أحدٌ لغائب يُستجابُ دعاؤه له؛ لأنه بعيدٌ عن الرياء والطمع، بل لا يدعو غائبٌ لغائب إلا خالصًا لله، وما كان خالصًا لله يكون مقبولًا] اهـ.
ولفتت في بيانها هل من دعا له أربعين شخصًا من الغرباء يقضى حاجته؟ أن الدعاء للغير مشروع، وهو أشد تأكيدًا وأرجى في القبول إذا كان بظهر الغيب؛ أي في غيبة المدعو له؛ لأنه أبلغ في الإخلاص؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَدْعُو لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ، إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: وَلَكَ بِمِثْلٍ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
قال الإمام النووي في "شرحه على صحيح مسلم" (17/ 49، ط. دار إحياء التراث العربي) : [وفي هذا فضل الدعاء لأخيه المسلم بظهر الغيب، ولو دعا لجماعة من المسلمين حصلت هذه الفضيلة، ولو دعا لجملة المسلمين فالظاهر حصولها أيضًا، وكان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة؛ لأنها تستجاب ويحصل له مثله] اهـ.
ويضاف إلى ذلك ما جاء في "شرح سنن أبي داود" للإمام بدر الدين العيني (5/ 446، ط. مكتبة الرشد): [قوله: «بظهر الغيب» أي: في سرّه وبغير حضوره، كأنه من وراء معرفته ومعرفة الناس؛ لأنه دليل على إخلاص الدعاء له كمثل ما يجعله الإنسان وراء ظهره، ويسْتره عن أعين الناس] اهـ.
جاء في "تاريخ علماء الأندلس" للقاضي ابن الفرضي الأندلسي (2/ 156، ط. مكتبة الخانجي) عن عبد الله بن هُبَيْرة رحمه الله تعالى: [أن النّعمان بن عبد الله الحضرمي خرج إلى الأنْدَلُس غازيًا، فخرجت مشيعًا له، فلما هممنا بالانصراف قال: يا أبا هبيرة: ادْعُ لنَا رَحِمك الله في مغيبتنا بخَيْر، فإنّه بلغني: أنه ليس من دعوة أقمن أن تُجاب من دعوة غائب لغائب] اهـ.
كما أنه لم يرد في الشرع ما يدل على تقييد العدد بأربعين أو غيره كقيد لاستجابة الدعاء، وإنما مطلق الدعاء بظهر الغيب مستجاب إن شاء الله كما بينَّا سابقًا.
بالإضافة إلى ما سبق؛ فإن المطلوب من المسلم أن يهتم بإصلاح نفسه واجتناب موانع استجابة الدعاء؛ كأكل الحرام والظلم واستعجال الإجابة، أو الدعاء بظلم أو قطيعة رحم، وأن يتحين أوقات الاستجابة كثلث الليل الأخير، وبعد الصلاة المكتوبة، ويوم الجمعة، وعند فطر الصائم، وفي السجود، وأن يثق في فضل ربه ورحمته وأن يتيقن من الإجابة.
وشددت في ختام توضيحها هل من دعا له أربعين شخصًا من الغرباء يقضى حاجته؟، بناءً على ذلك: فالدعاء للغير بظهر الغيب مستحب، بل ومستجاب إن شاء الله تعالى، إلا أنه لم يرد في الشرع ما يفيد تقييد الداعين بعددٍ معين، ولا بكونهم غرباء.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء بظهر الغیب
إقرأ أيضاً:
الدعاء المستجاب في ليلة النصف من شعبان.. فرصة للتوبة والرحمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تعد ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة في تاريخ الإسلام، حيث تبدأ من مغرب يوم الخميس وتنتهي في فجر الجمعة، وتُعتبر هذه الليلة ذات مكانة عظيمة في قلوب المسلمين، فقد أرضى الله فيها نبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بقبلة بيت المقدس التي طالما تمنى أن تكون قبلة المسلمين، فقد قال تعالى: "قد ترى تقلب وجهك في السماء فلنوليك قبلة ترضاها".
وفي هذه الليلة المباركة، تفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء، حيث قال ابن عمر رضي الله عنه: "خمس ليال لا ترد فيها الدعوة: أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الجمعة، وليلة الفطر، وليلة النحر"، لذاك يُستحب الإكثار من الدعاء، الذكر، والاستغفار في هذه الليلة، التي يغفر فيها الله تعالى لعباده.
إليك بعض الأدعية المستحب تلاوتها في ليلة النصف من شعبان:دعاء ختم القرآن: يُستحب ختم القرآن في هذه الليلة المباركة.
دعاء الاستغفار: "أستغفر الله ربي إنه التواب. أستغفر الله ربي إنه كان غفاراً"
دعاء الليلة: "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا"
دعاء التوبة: "أستغفر الله ربي إنه كان تواباً"
دعاء الحاجة: "اللهم إني أسالك بموجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وغنيبة من كل بر، والفوز بالجنة، أن لا تترك لي ذنبًا في هذه الليلة إلا وقد غفرته"
دعاء الشكر: "اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك"
دعاء السلامة: "اللهم إنك سلام تبني السلام، فاسلمني"
وهناك أيضًا أدعية عامة تُستحب في هذه الليلة، مثل: “اللهم لا تخيب لنا رجاء ولا ترد لنا دعاء، ولا تشمت بنا الأعداء، واشفنا ربنا من كل داء”، فليلة النصف من شعبان هي فرصة عظيمة للتقرب إلى الله بالطاعات والدعاء، ومغفرة الذنوب.