أبوظبي – الوطن:

صدرت حديثاً النسخة الصينية من كتاب”صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية”، لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وتأتي هذه النسخة الجديدة، بعد صدور ترجمتين للكتاب باللغتين الإنجليزية والفرنسية.

ويلقي الكتاب الضوء على أبرز المحطات في سيرة ومسيرة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ويوضح أن صاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، شخصية عسكرية قضى جُلَّ حياته في المؤسسة العسكرية، ويُعد من القيادات المعاصرة الفذّة والمتواضعة التي تخط صفحات التاريخ بماء من ذهب.

ويتناول الكتاب المسيرة الميمونة لصاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، لاسيما محطات النشأة والتعليم والالتحاق بالقوات المسلحة والعمل فيها، ودوره في تطويرها، ودوره السياسيّ والاقتصاديّ والعسكريّ، عندما كان ولياً لعهد إمارة أبوظبي، وكذلك المحطة الأهمّ، وهي رئاسته للدولة بإجماع شعبي منقطع النظير، بالإضافة إلى إنجازاته الهائلة، ومبادراته الكثيرة للنهوض بدولة الإمارات العربية المتحدة.

ويتيح صدور الكتاب باللغة الصينية إطلاع جمهور أوسع من القراء في آسيا إلى جانب القراء في أوروبا وأفريقيا وغيرها، على أهم محطات المسيرة الميمونة لدولة الإمارات العربية المتحدة، والإنجازات العظيمة لصاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، ويستعرض الكتاب سياسات ومبادرات صاحب السمو لتكون نبراساً للأجيال الحالية والقادمة في دولة الإمارات العربية المتحدة.

ومن المؤكد أن تُسهم الطبعة الصينية في تعريف العالم الناطق بتلك اللغة،بتفاصيل الدور الذي يقوم به صاحب السمو، رئيس الدولة، حفظه الله، من أجل تعزيز التسامح ونشر قيم الأخوة الإنسانية وصناعة السلام وتعزيز الاستقرار في المنطقة والعالم، بالإضافة إلى تحقيق الريادة العالمية لدولة الإمارات العربية المتحدة في جميع المجالات، بما في ذلك القطاعات الحيوية، كالتعليم والطاقة والتكنولوجيا، لاسيما تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي.

وتمثل النسخة الصينية من هذا الكتاب الاستراتيجي المهم، إضافة كبرى للمكتبات الأجنبية، نظراً لتناوله مسيرة قيادة حكيمة ورشيدة وملهمة، مليئة بالدروس المستفادة للأجيال الحالية والقادمة في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول العالم، خاصةً أنها حققت ومازالت تحقق بتفانٍ وحب وإخلاص لدولتها نقلات نوعية في المجالات كافة، يشهد لها العالم كله، وينظر إليها بالتقدير والاحترام.

وتشمل النسخة من كتاب «صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية” أيضاً ملاحق، تضم ترجمة للقصائد الشعرية التي نظمها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، بالإضافة إلى صور سموه خلال محطاته السياسية والعسكرية المختلفة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

قراءة تفكيكية في كتاب “التصوف والسياسة في السودان” للدكتور عبد الجليل عبد الله صالح

حين أرسل إليّ الصديق العزيز، الأستاذ صلاح شعيب، هذه النسخة الإلكترونية من كتاب "التصوف والسياسة في السودان"، وجدت نفسي مأخوذًا منذ اللحظة الأولى بموضوعه. كنا قد خضنا نقاشًا مطولًا حول التصوف في السودان ودوره في السياسة، وعندما وصلني الكتاب، شرعتُ في قراءته بشغف عجيب، مدفوعًا برغبة في الغوص في هذا التداخل المعقد بين الروحي والسياسي في تاريخ السودان. ومنذ الصفحات الأولى، بدا لي أن الكاتب يطرح رؤى تتطلب قراءة تفكيكية تتجاوز السطح النصي إلى بنيته العميقة، محاولًا تحليل الخطاب الكامن وراءه.
يقدم الكتاب تحليلًا موسعًا للتفاعل بين التصوف والسياسة في السودان، بدءًا من دولة الفونج (1504) وحتى الفترة الانتقالية (2022). يعتمد المؤلف على سرد تاريخي يُظهر كيف شكلت الطرق الصوفية، مثل السمانية والختمية والقادرية، قوة اجتماعية وسياسية، لا سيما في مقاومة الاستعمار وبناء الهوية الإسلامية. لكن رغم شمولية الإطار الزمني، يمكن ملاحظة تركيز الكاتب على الفترات الإسلامية المبكرة دون التعمق الكافي في التحولات الحديثة، مثل دور الصوفية في مواجهة الأنظمة العسكرية، خاصة في عهد النميري وبعد انقلاب 1989. كما أن الكتاب لم يتوسع في تحليل تأثير العولمة والحركات السلفية على تراجع النفوذ الصوفي، وهي عوامل كان من شأنها أن تثري النقاش حول طبيعة التحولات الصوفية في العصر الحديث.
يُجادل الكتاب بأن الصوفية لم تكن "دمى في يد الأنظمة"، بل كانت ضمانة لحماية الدين من الاستغلال السياسي. ويستشهد المؤلف بمواقف شيوخ الصوفية الذين رفضوا الانخراط في الصراعات السياسية المباشرة، مع الحفاظ على دورهم كوسطاء اجتماعيين. لكن هنا يظهر التناقض في الطرح، حيث يناقش الكاتب أيضًا تحالف بعض الشيوخ مع الأنظمة العسكرية، مثل حكومة الإنقاذ، لكنه يفسر ذلك كـ"استثناء" ناتج عن استغلال السلطة لهم. غير أن هذا التفسير يبدو قاصرًا، إذ لم يتناول الكاتب آليات هذا الاستغلال بشكل معمق، كما لم يحلل كيف قاومت الطرق الصوفية هذا النفوذ السياسي، أو إن كانت بالفعل قد نجحت في تحييد نفسها عنه.
على مستوى المنهجية، يعتمد المؤلف على مزيج من المصادر الأولية، مثل المقابلات مع شيوخ الصوفية، والمصادر الثانوية كالأدبيات التاريخية. هذا الأسلوب يضفي طابعًا توثيقيًا على الكتاب، لكنه في ذات الوقت يطرح تساؤلات حول الحياد البحثي، إذ أن المقابلات مع الصوفيين قد تعكس تحيزًا ذاتيًا، بينما يغيب في الكتاب صوت المعارضين أو النقاد الخارجيين. كما أن غياب المراجع الأرشيفية الداعمة، مثل الوثائق الحكومية أو المراسلات التاريخية، يجعل بعض الاستنتاجات بحاجة إلى تدعيم إضافي.
يرى الكاتب أن التصوف يشجع التعددية ويرفض الإقصاء، مشيرًا إلى أن كل شيخ يمتلك طريقته الخاصة في التعبد والممارسة. ويذهب أبعد من ذلك بمقارنته مع الليبرالية، حيث يُصور المسيد أو الزاوية كنموذج مصغر لدولة المواطنة التي تذوب فيها الانقسامات القبلية. هذه المقاربة تفتح أفقًا جديدًا لفهم التصوف، لكنها قد تكون مبالغًا فيها. فبعض الطرق الصوفية تعاني من مركزية شديدة في السلطة الروحية للشيخ، وقد تكرس الانقسامات بين مريديها بدلًا من إذابتها. كما أن فكرة "التصوف الليبرالي" تتعارض مع الممارسات الصارمة لبعض الطرق، حيث لا يزال بعض الشيوخ يفرضون طقوسًا متشددة لا تترك مجالًا كبيرًا للفردانية أو التعددية الفكرية.
عند مناقشة علاقة الصوفية بالأنظمة العسكرية، يفند الكتاب الادعاء بأن الطرق الصوفية كانت دائمًا حليفة لهذه الأنظمة، مشيرًا إلى أن هذا الاستقطاب السياسي أضر بسمعتها في بعض الفترات. يوضح كيف استخدمت حكومة الإنقاذ الصوفية كأداة لتقويض الأحزاب التقليدية، مثل الأمة والاتحادي. لكن رغم أهمية هذه الإشارة، فإن التحليل يظل ناقصًا، إذ لم يناقش الكاتب الأسباب الهيكلية التي جعلت الصوفية عرضة للاستغلال، مثل ضعف التنظيم المؤسسي للطرق الصوفية واعتمادها على الزعامات الفردية، مما سهّل على الأنظمة السياسية استقطاب بعض رموزها.
على مستوى الإسهامات، يبرز الكتاب دور الصوفية في بناء السلام الاجتماعي، حيث استخدمت الطرق الصوفية كوسيط في حل النزاعات القبلية، وساهمت فيما يمكن وصفه بـ"الدبلوماسية الشعبية" من خلال نشر الإسلام بطريقة سلمية في مناطق متعددة. لكن في المقابل، يغيب عن الكتاب تحليل الصوفية في جنوب السودان، رغم وجود ممارسات صوفية هناك قبل انفصال الجنوب. كما أن البعد الاقتصادي لم يحظَ بالاهتمام الكافي، رغم أن بعض الطرق الصوفية كانت تسيطر على شبكات اقتصادية واسعة، مما أثر على علاقتها بالسلطة والمجتمع.
إعادة قراءة النص من زاوية تفكيكية تكشف أن الكتاب ليس مجرد سجل تاريخي محايد، بل هو خطاب يحمل رؤية ضمنية عن التصوف ودوره في السودان. ثمة تردد واضح بين تقديم التصوف كفاعل مستقل عن السياسة، وبين الاعتراف بأنه كان جزءًا من اللعبة السياسية في فترات متعددة. هذا التوتر بين الرؤيتين يعكس تناقضًا لم يُحسم بالكامل داخل النص، وهو ما يجعل القراءة النقدية ضرورية لفهم مآلاته الفكرية. لكن هذا ليس بالعيب أو النقصان من قيمة هذا السفر، بل هي ملاحظات وتأملات قارئ يحاول فهم دقائق الأشياء، ويبحث عن مقاربة نقدية تضيء النص من زوايا متعددة.
يبقى الكتاب، رغم هذه الملاحظات، إضافة مهمة للمكتبة السودانية، حيث يفتح بابًا واسعًا للنقاش حول علاقة الدين بالسياسة. لكنه في نهاية المطاف ليس نصًا مغلقًا، بل نص قابل لإعادة التأويل، وهو ما يجعله محفزًا لحوارات أعمق حول التصوف والسياسة، ليس فقط في السودان، بل في العالم الإسلامي عمومًا.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • سفير الإمارات يبحث التعاون مع رئيس بالاو
  • قراءة تفكيكية في كتاب “التصوف والسياسة في السودان” للدكتور عبد الجليل عبد الله صالح
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيس بلغاريا بذكرى يوم التحرير
  • الرئيس الشرع يتلقى برقية تهنئة من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك
  • ذياب بن محمد بن زايد يُقدم واجب العزاء في وفاة أحمد محمد السويدي
  • رئيس الدولة ونائباه يهنئون رئيسة مجلس رئاسة البوسنة والهرسك بذكرى الاستقلال
  • ديوان الرئاسة: اليوم غرة شهر رمضان المبارك في الدولة
  • رئيس الدولة ونائباه وسلطان والحكام يتبادلون التهاني بقدوم رمضان
  • حاكم عجمان وولي عهده يهنئان رئيس الدولة ونائبيه والحكام بحلول شهر رمضان الفضيل
  • 700 ألف مستفيد.. "زايد الإنسانية" تنفذ 7 برامج رمضانية داخل وخارج الإمارات