عندما نتحدث عن الاستثمار والتسويق الرياضي، ونزور نادي الوحدة، نجدهما موجودان فيه.
عندما نتحدث عن ملعب يحتضن البطولات سواء التي ينظمها هو، أو التي تنظمها جهات أخرى بما فيها اتحاد كرة القدم، نجد الوحدة ذلك الملعب الجاهز في أي وقت.
عندما نتحدث عن ملعب يجمع مختلف الجماهير لمشاهدة بطولة عالمية، وكأنهم يشاهدونا من ملعب المباراة، تجد ملعب الوحدة هو الذي تتجمع فيه الجماهير، سواء المشجعة للوحدة أو للأندية الأخرى.
من خلال زيارتنا المتكررة لنادي الوحدة بصنعاء، فإننا لم نعد نقارن بينه وبين المنشآت الرياضية محليا، بل بما هو موجود في بعض الدول العربية، وهذا تطور مهم في مسيرة النادي.
الوحدة كما هو المسمى الذي يحمله، يمثل وحدة كرة القدم الوطنية، حيث يلعب فيه مختلف الأندية ليجسد اللحمة الوطنية.
خلال الاسبوع الماضي ناقش رئيس النادي أمين محمد جمعان مع الفريق الهندسي لليونبس اللمسات الهندسية الأخيرة على مشروع الصالة الرياضية للنادي، من أجل بناء صالة رياضية مغلقة جديدة للنادي بتمويل من اليونبس.
هذا المشروع ليس الأول ولن يكون الأخير في مسيرة النادي، ولكنه يظهر النسق التصاعدي لمجلس الإدارة، لما فيه زيادة المنشآت الرياضية في النادي.
إن أي مشروع يضاف للبنية التحتية للنادي، سيخدم دون شك شريحة واسعة من الشباب الرياضيين وذوي الاحتياجات الخاصة والمرأة.
وأكد المجتمعون على أن الصالة الرياضية الجديدة سيتم تشييدها وفقًا لأحدث المواصفات الدولية، وستوفر بيئة مثالية لممارسة مختلف الأنشطة الرياضية.
ما تطرقنا إليه دون شك لن يذهب به أي شخص إلى بيته، هو ملك للنادي، ويستفيد منه أبناء النادي وغيرهم ممن يمارسون الرياضة في أمانة العاصمة.
قد يختلف معي البعض، وهذا الاختلاف هو ظاهرة صحية، معناه أن هناك ما يختلف عليه، بخلاف لو لم يكن في النادي أي منشأة رياضية او تطور يحدث بين فترة وأخرى.
تباين الرؤى كما يقولون لا يفسد للود قضية، ويفترض أن يكون كذلك، على قاعدة عدم إلغاء أي جهود لأي طرف، خاصة عندما تكون موجودة على أرض الواقع.
الأمور الجيدة مهما بلغ حجمها، لا يلغي أن وجود سلبيات قد تحدث في هذا الأمر أو ذاك، وارد وهو أمر طبيعي، فالكمال لله سبحانه وتعالى، ولكن تبقى كفة الميزان الراجحة، في الجهة التي تشهد إشادة أعلى.
ما يحققه جمعان مع زملائه في مجلس الإدارة يظهر بأن وجود رجال الأعمال في الأندية، يصب في مصلحتها، بعكس الأندية التي يكون فيها مجلس الإدارة عالة على النادي، في الوقت الذي لا يحقق فيه النادي أي إنجاز.
نبارك لجماهير النادي ما يتحقق لهم، وهذا يبين بأن الوحدة وجمعان للنجاح عنوان.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
عناق القلوب
فاطمة الحارثية
عتق من الوجود، لحظة تجلي حياة لا تحمل الكلمات، ومارج من كيمياء يسري في ذات القلب والجسد، لا يخجل أن يظهر رعشة التعلَّق ولا حرقة الأنفاس، ليست كل معركة تستحق الخوض، إلا معركة الحب والخوف، إنها أشبه بصهيب الخوف، عند تخاذل الأقدام وحرقة الشهقات المكتومة، ما الفرق بين ذلك واجتياح لهيب الوصب، حين عناق روح من قلبين.
- لا بأس فاطمة، أنا المخطئ، أنا من خذلت نفسي حين عشت توقعات عالية، وخيالًا أكبر من قدري.
لن أقول إنَّ هذا قول لجلد الذات، وكبتها، لكنه المنطق الذي يمارسه فراس في حياته، لا يرى الاعتراف عيباً، ويتحمل تبعات قوله وفعله وحتى زلاته، يعلم علم اليقين، أن ما يسكن صدره مسؤوليته وحده، ولا حق له أن يحمل غيره المسؤولية أو حتى المطالبة بمقابل أو التعاطف، "قسوة غريبة"، لفترة اعتقدت أنَّه اتخذ الكمال نصب هدفه، ويسعى نحو المثالية الكاملة، حتى فاجأني البريق في عينه وهو فخور بما تعلمه من هفواته، وبعد كل فوضى، قال ذات مرة وهو في حالة صفاء: "أريد أن أكون أنا، لا الشخص الذي يُريدونه"، وأخرجه صوتي من حالته عندما سألته: "من تقصد؟"، وابتسم بوجهه المشرق وغادر.
العزة التي في فراس مزيج من الشموخ والفخر والاعتداد بالنفس، عيناه تعانقان روح كل قريب له، يفقد الزمن قيمته عند حضوره، وتتخاذل الأجساد عندما يحين وقت الانصراف، إنه عناق يصعب التخلي عنه، غالبا ما يكون حديثه عن الولاء والصدق وماهية الوجود، صوته الشجي يخبرني أنه يعلم ولا نعلم ويرى ما لا نرى ويسمع ما لا نسمعه، أكثر ما يُحزن، عندما يشرد فكره إلى صومعته الخاصة، وتنطفئ عيناه في ابتسامة شاحبة، أعلم حينها أنَّ ثمة ألم، والكثير من الكلمات المبعثرة، وحنين لا تطفئه الروح.
لم أعتقد أنني سوف أتحدث عن خلجات الأنفس، وبراعم التوهان؛ فحديث فعل الحب في القلوب عظيم، تبارى في ميدانه عظماء القلم منذ عصور، وخلدت معظم الحضارات إن لم يكن جميعها تاريخها عبر تلك الآلام، ربما لأنه لا يبقى في ذاكرة الإنسان إلا أثر المشاعر والندم المصاحب لها، عجبي من طبيعتنا، ننسى ألم الجسد ونحتفظ بألم القلب، يزيدني هذا إدراكا بخواء الجسد مقابل الجوهر. مهما كان الجسد مُكتفا ومُكبلا، لا تمس تلك العبودية القلب الحر، والعكس نراه في القلب المصاب، يأن سائر الجسد له، ويسقط عاجزا وقد يقع صريع تلك المشاعر. تجتهد بحثا عن من يحبك، تريد الحب وتسعى نحو اهتمام المُحبين، بل وتتفاخر بأنك محبوب ومرغوب به، وعند أول خفقان لقلبك، تهيم على وجه مشاعرك، وتريد اغتصاب قلب من تحب واحتكاره لك وحدك، بكل الطرق المشروعة والغير مشروعة، دون مبالاة بمشاعره، خطايا لا تنتهي بسم الحب، أهو الحب أم وهم الحب أم غيره من محبوب؟ آآه يا إنسان... جعلت للحب أنواعًا، واستعبدت المحبوب، واغتلت باسم الحب، وسفكت حركة الحرمات، لتصنع للحب وحلًا من دموع ودماء.
علمني فراس.. أن أضع مشاعري قيد التأجيل إلى إشعار آخر.
رابط مختصر