بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يتهاوى ويوشك على الانهيار والسقوط، بسبب الهزائم التي تلقاها من قبل رجال المقاومة، هناك تحركات متتالية قام بها المقاومون في مناطق التماس مع مناطق سيطرة إسرائيل، بذلك سقط نتنياهو مع زيادة الضغوط الميدانية عليه وفقدانه السيطرة على غزة، وما يفعله الآن ما هو إلا “رقصة الموت” الأخيرة.
بات من الواضح أن نتنياهو الفاشل والمجرم بحق الإنسانية سقط سياسياً بسقوط جبهته الداخلية، فمستوطنوه لن يرحموه، ولن ينسوا أنه أدخل أكثر من ستة ملايين إسرائيلي في الملاجئ لأول مرة في التاريخ، كما أن الشعبية الهائلة والاستثنائية التي كان يتمتع بها نتنياهو من قبل شعبه أصبحت من الماضي، وأصبحت المناوشات السياسية داخل الحزب الحاكم أشد ما يوجع نتنياهو، والهزائم المتلاحقة يتم النظر لها من داخل الحزب الحاكم على أنها نتيجة طبيعية للفشل السياسي الداخلي، وكذلك تضلعه بتهم الفساد والرشاوى والاحتيال.
وفي الاتجاه الآخر تراقب أمريكا وحلفاؤها بحذر وسخط مشهد رجال المقاومة وهم يسيطرون على بعض من المواقع والنقاط الاستراتيجية في عمق غزة، وتأتي أهمية هذا الإنجاز من كونه يشكل تحولاً استراتيجياً في الحرب وقاعدة انطلاق لتوسيع العمليات العسكرية خاصة في ظل الضربات الموجعة التي يتلقاها جيش الاحتلال على يد المقاومة، فهناك خسائر فادحة لحقت بالكيان الصهيوني، وهو الأمر الذي دعا نتنياهو للبحث عن مخرج من الحصار الشديد الذي يتعرض له حالياً، ويبدو أن الوهن الذي أصابه هو صمود وثبات المقاومة، إن سبب خوف الكيان الصهيوني من المقاومة الفلسطينية هو تعاظم القدرات العسكرية والصاروخية لدى المقاومة، إضافة إلى الخبرة المتزايدة، التي اكتسبتها جراء خوضها الحرب، وقد أكدت بعض التقارير الإسرائيلية أن الجبهة الداخلية في إسرائيل غير قادرة على صد الصواريخ الفلسطينية، التي من شأنها أن تحدث دمارا هائلا في مدينة تل أبيب. والتي ستكون لها ارتدادات قوية على السياق الإقليمي المؤثر في ديناميكية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
بعد انتصار خيار المقاومة لم تعد عبارة زوال الكيان المؤقت مجرد حلم أو شعار، بل صارت هدفاً واقعياً يمكن تحقيقه، خاصة بعد الإعداد والاستعداد من قبل رجال المقاومة لمواجهة إسرائيل الإرهابية، ومراكمة الإمكانيات والخبرات التي يملكها هؤلاء الرجال.
اليوم تفشل كل محاولات إسرائيل ومن خلفها أمريكا ودول المعسكر الغربي، في القضاء على حركات المقاومة الفلسطينية بكل الوسائل، من الحروب والاغتيالات والأسر، وصولاً إلى كافة أشكال الترغيب المادية بل على العكس ما حصل هو صعود وازدياد قوة المقاومة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي التي شلت المخططات الصهيونية في المنطقة.
لقد بات واضحاً أن ما يجمع حركات المقاومة في المنطقة، من سوريا إلى العراق والى اليمن، وفي لبنان وفلسطين، أنهم جميعاً تحت كنف “المقاومة” وأنهم على استعداد للمشاركة ميدانياً خلال أي مواجهة مع العدد.
مجملاً… أوشكت غزة أن تطوي صفحة الاحتلال وإرهابه، وأن بعض الرهان الآن على نتنياهو هو لعب في الوقت الضائع، ولم تعد تخبّطاته وسلوكياته لتجدي نفعاً، ولا لتحقق هدفاً، فصمود هذا الاحتلال لن يستمر طويلاً، كما سقوطه لم يأخذ كثيرا من الوقت، لذلك لا قوة تستطيع تركيع الشعب الفلسطيني لأنه أدمن على قهر غطرسة وعنجهية إسرائيل، فلم يكن ولن يكون الموت يوماً وسيلة لإخافته أو لإحباطه، كونه زلزل الأرض تحت أقدام المحتلين.
باختصار شديد…. إن إسرائيل باتت ضعيفة ونهايتها ستكون قريبة جداً، وستثبت غزة إنها مقبرة الاحتلال الصهيوني خصوصاً بعد التقدم الكبير للمقاومة في مختلف الجبهات.
كاتب سياسي سوري
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
سرايا: هدف نتنياهو الفترة الأخيرة هو القضاء على الأذرع الإيرانية في الشرق الأوسط
قال الكاتب الصحفي أسامة سرايا، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قام بإلغاء اتفاقية الرئيس باراك أوباما مع إيران، خاصة وأن دولة الاحتلال لم تكن راضية عن هذه الاتفاقية، نظرًا لاتساع نفوذ إيران عن طريق المليشيات الإيرانية في المنطقة.
وأضاف "سرايا"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي، ببرنامج "المشهد"، المذاع على فضائية "ten"، مساء الثلاثاء، أن نتنياهو لم يكن يستهدف رفع علم دولة الاحتلال في الدول العربية، وهدفه من الحرب خلال الفترة الأخيرة هو القضاء على الأذرع الإيرانية في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن "نتنياهو" نجح بصورة كبيرة في ضرب حماس وحزب الله.
ولفت إلى أن التطورات التي تحدث في الشرق الأوسط خطيرة، وتُمهد لحرب بين طهران وتل أبيب، خاصة مع وصول الرئيس دونالد ترامب إلى سُدة الحكم في الولايات المتحدة، في ظل وجود شهية كبيرة لدى "نتنياهو" لضرب المفاعلات النووية الإيرانية.