صعّد الجيش الإسرائيلي قصفه على وسط وجنوب قطاع غزة، في حين أعلن المكتب الإعلامي الحكومي أنه لم يصل شمال القطاع سوى 49 شاحنة خلال أسبوع وهو ما يتنافى مع التصريحات الأميركية والإسرائيلية بزيادة عددها.

فقد أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد مواطنين اثنين وجرح عدد آخر جراء قصف إسرائيلي على منطقة السوارحة غرب مخيم النصيرات.

وكان الجيش الإسرائيلي قد استهدف بقصف مدفعي شمال مخيمي النصيرات والبريج، كما نسف مربعات سكنية في بلدة المغراقة.

ولاحقا، أعلن الدفاع المدني في غزة إصابة 5 فلسطينيين بقصف إسرائيلي لأرض زراعية في مخيم النصيرات.

كما أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 3 أشخاص وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي استهدف مبنى تابعا للصليب الأحمر يؤوي نازحين في شارع الوحدة وسط مدينة غزة.

وفي خان يونس جنوبي قطاع غزة، استشهد 3 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي استهدف محيط مدرسة تؤوي نازحين غربي المدينة.

وفي رفح جنوبا، استشهد صيّاد وأصيب آخر بنيران قوات الاحتلال أثناء عملهما قبالة ساحل المدينة.

وقبل قليل، أفاد مراسل الجزيرة بوقوع إصابات في قصف إسرائيلي استهدف منطقة الجرادات شرق معبر رفح جنوبي القطاع.

وقالت وزارة الصحة في غزة إن الاحتلال الاسرائيلي ارتكب، خلال الساعات الـ24 الماضية، 5 مجازر بحق العائلات في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 51 فلسطينيا، وإصابة 75 آخرين.

وأضافت الوزارة أن عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على غزة ارتفع إلى 34 ألفا و356 شهيدا، ووصل عدد المصابين إلى 77 ألفا و368 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

مقابر جماعية

من جهتها، أعلنت نسمة الحلبي منسقة الإعلام بالهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان بقطاع غزة انتشال 283 جثة من 3 مقابر جماعية اكتُشفت بالقطاع بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من مستشفيات الشفاء وناصر وكمال عدوان.

وأوضحت المسؤولة -خلال مؤتمر صحفي- أن 500 شخص ما يزالون مفقودين، ويُخشى أن يكونوا قد قُتلوا على يد قوات الاحتلال ودُفنوا في مقابر جماعية لم تُكتشف بعد.

مساعدات محدودة

من جانب آخر، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، اليوم الجمعة، أنه لم يصل شمال القطاع سوى 49 شاحنة مساعدات من مجموع 1063 شاحنة دخلت القطاع خلال أسبوع. وأوضح رئيس المكتب سلامة معروف -في بيان- أن 205 شاحنات دخلت عبر معبر رفح، و858 شاحنة عبر معبر كرم أبو سالم الذي يخضع للسيطرة الإسرائيلية.

واعتبر المصدر الإعلامي أن عدد الشاحنات التي تصل إلى قطاع غزة أقل بكثير من احتياجات الفلسطينيين، ولا سيما في الشمال، في ظل الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ولفت إلى أن هذه الأعداد من الشاحنات تتنافى مع التصريحات الأميركية والإسرائيلية التي تتحدث عن زيادة عدد شاحنات المساعدات، وتزعم إدخال 300 شاحنة مساعدات يوميا.

واتهم معروف إسرائيل بممارسة التضييق على إدخال المساعدات للفلسطينيين في قطاع غزة. وأكد أن هذه الممارسات جرائم تستوجب المحاسبة، وتتعارض مع التدابير التي أصدرتها محكمة العدل الدولية.

ودعا المسؤول الفلسطيني إلى فتح كافة المعابر الواصلة لقطاع غزة، وتسهيل وصول المساعدات بما لا يقل عن ألف شاحنة يوميا، لتجاوز آثار أزمة الغذاء.

وجراء الحرب وقيود إسرائيلية، بات سكان غزة -ولا سيما محافظتي غزة والشمال- على شفا مجاعة، في ظل شح شديد في إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود، مع نزوح نحو مليوني فلسطيني من سكان القطاع الذي تحاصره إسرائيل منذ 17 عاما ويسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني في أوضاع كارثية.

وكانت إسرائيل تعهدت -قبل أكثر من 3 أسابيع- بتعزيز وصول المساعدات إلى قطاع غزة، بما في ذلك إعادة فتح معبر بيت حانون (إيريز) والسماح باستخدام ميناء أسدود.

وجاء هذا التعهد بعد أن أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أنه طلب من إسرائيل اتخاذ خطوات لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات قصف إسرائیلی قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

بعد العدوان على الشمال.. العدو الصهيوني يشن حرب إبادة في محافظة غزة

يمانيون../
لليوم الثالث على التوالي، تعيش محافظة غزة أياما دامية، نتيجة تصعيد جيش العدو الصهيوني لعمليات الإبادة، والتطهير العرقي بها، أذ وسع العدو منذ يوم الخميس الماضي، نطاق المحرقة التي بدأها بالشمال في الخامس من أكتوبر 2024، لتمتد جنوبا، وتشمل محافظة غزة.

ويهدد هذا الاستهداف الممنهج بارتفاع كبير في أعداد الشهداء، نظرا للكثافة السكانية الكبيرة في محافظة غزة، التي تضم حاليا نحو 550 ألف نسمة يمثلون نحو ربع سكان القطاع، بما يشمل نحو 180 ألفا نزحوا لها قسرا من محافظة الشمال، جراء ثلاثة أشهر من المحرقة الصهيونية بحق الغزيين، بحسب تحذيرات مراقبين.

وهذا ما بدأ يظهر فعليا في الأرقام التي صدرت عن مصادر طبية، حيث استشهد 184 مواطنا، بينهم أطفال ونساء، وإصابة العشرات، في 94 غارة وقصفا شنها الاحتلال خلال الـ72 ساعة الماضية.

ومنذ يوم أمس السبت، استشهد أكثر من 45 مواطنا فلسطينيا خلال عمليات الإبادة بمحافظة غزة وحدها.

وقد كثفت طائرات العدو الصهيوني الحربية هجماتها الجوية مستهدفة مربعات سكنية كاملة، ما أدى إلى تدمير المباني فوق رؤوس ساكنيها، واستشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، ولا يزال هناك العديد من المفقودين تحت الأنقاض.

ومع بدء العدوان في محافظة غزة، يتخوف الفلسطينيون من إجبارهم قسرا على الانتقال إلى منطقة المواصي، التي يدعو العدو الصهيوني للتوجه إليها، رغم معاناتها من شح شديد في مقومات الحياة الأساسية.

وتمتد منطقة المواصي من غرب مدينة رفح إلى غرب مدينتي دير البلح (وسط)، ومدينة خانيونس (جنوب)، ويتم النزوح إليها عبر طريقي البحر وصلاح الدين، وسط أوضاع إنسانية متدهورة تفاقم معاناة الأهالي الذين يواجهون ظروفا قاسية ومصاعب يومية للحصول على الاحتياجات الضرورية.

ومنذ السادس من أكتوبر الماضي، إذ شرعت قوات العدو الصهيوني بعملية برية واسعة النطاق بدأت من مخيم جباليا وامتدت لباقي مناطق شمال القطاع، والمستشفيات هناك تواجه استهدافا ممنهجاً، وتساقطت تباعا.

والمستشفيات هي أحد أبرز ملامح الحياة في كل مكان، والعدو يهدف بتدميرها وإخراجها عن الخدمة الى أن يحول الشمال إلى مناطق منكوبة وغير قابلة للحياة بحسب المحللين.

فمنذ البداية، كان هدف العدو الصهيوني من وراء جرائمه الممنهجة بحق المستشفيات هو دفع من تبقى من سكان الشمال نحو النزوح، وافراغه كليا.

وضمن سياسة الاستهداف الممنهج للمنظومة الصحية إلى جانب القصف والتدمير، فإن العدو الصهيوني يوظف سلاح الحصار من أجل تدمير هذه المنظومة، حيث يمنع عن مدينة غزة وشمال القطاع الدواء، ويعرقل وصول الطواقم الطبية، في إمعان للقتل والتدمير.

وبخروج مستشفى “كمال عدوان” عن الخدمة “فإن المنظومة الطبية في الشمال سقطت كليا، بينما لا تبدو مدينة غزة أفضل حالا، حيث لا يوجد فيها أي مستشفى حكومي، وإنما فقط اربعة مستشفيات خاصة، أبرزها المعمداني، ولا تتوفر فيها كل الخدمات الطبية اللازمة للتعامل مع تداعيات الحرب مثل الجراحات التخصصية”.

ومنذ اللحظات الأولى لاندلاع العدوان الصهيوني على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، كان العاملون في القطاع الصحي في بؤرة الاستهداف المباشر، وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي قتل العدو الصهيوني أكثر من 1050 من الطواقم الطبية، واعتقل أكثر من 310، واغتال منهم ثلاثة أطباء، وأخرج عن الخدمة 34 مستشفى و80 مركزا صحيا، واستهدف 134 سيارة إسعاف.

ويهدف العدو الصهيوني للقضاء التام على النظام الصحي في القطاع كجزء من سياسة الإبادة الجماعية، التي تمارس بحق زهاء مليونين و400 ألف فلسطيني في القطاع، وفقا للمصادر الفلسطينية.

ومنذ بداية حرب الإبادة التي يشنها على القطاع للعام الثاني على التوالي يستهدف العدو الصهيوني بشكل ممنهج ومنتظم البنية التحتية للمنظومة الصحية، واغتال وجرح واعتقل المئات من الأطباء والعاملين في القطاع الصحي، بهدف استكمال مسلسل إبادة الغزيين كما واتباع سياسة ممنهجة لتجويع القطاع المحاصر فقد حذرت بهذا الصدد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” من أن عملياتها الإغاثية قد تتعرض للشلل في الأراضي الفلسطينية مع اقتراب سريان الحظر الصهيوني على أعمالها نهاية يناير الجاري.

وذكرت الوكالة في بيان رسمي عبر حسابها في منصة “إكس”: “الوقت يمر بسرعة احتمال حظر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” من تقديم الخدمات الأساسية لملايين اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.

وهكذا فإن نُذر الكارثة تلوح في مدينة غزة، بعد استكمال مسلسل الإبادة في الشمال، وقد انهارت على وقعه المنظومة الصحية كليا التي لها عواقب ستمتد آثارها إلى ما هو أبعد من حدود القطاع، في إشارة لانتشار الأمراض والأوبئة.

وسابقا، لم يستبعد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الدكتور صلاح عبد العاطي، أن تمتد فصول هذا السيناريو المدمر إلى مدينة غزة، وقد بدأت ملامحه هذا اليوم بقصف مستشفيي المعمداني والوفاء، وربما يكون من ضمن أهداف ذلك فرض الهيمنة الكاملة على شمال القطاع وإحداث تغيير ديموغرافي، واستكمال مخطط المنطقة العازلة الموسعة، تمهيدا لمشاريع استيطانية واستثمارية.

سبأ / عبدالعزيز الحزي

مقالات مشابهة

  • محلل عسكري إسرائيلي يحذر من تكرار سيناريو بيروت 1982 في غزة
  • في اليوم الـ460.. قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي لقطاع غزة
  • قصف إسرائيلي مكثف يستهدف محيط مستشفى العودة شمالي غزة.. والاحتلال يعتقل المصابين
  • استشهاد 12 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلًا وخيمة شمال وجنوب قطاع غزة
  • كاتب صحفي: إسرائيل استهدفت قطاع غزة بـ5000 غارة خلال أسبوع
  • قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على غزة وإدانة أممية لاستهداف القوافل الإنسانية
  • بعد العدوان على الشمال.. العدو الصهيوني يشن حرب إبادة في محافظة غزة
  • بيان من الغذاء العالمي بشأن إطلاق إسرائيل 16 طلقة على قافلة مساعدات في غزة
  • حركة الموانئ المصرية.. نشاط تجاري مكثف وحركة منتظمة رغم التقلبات الجوية| تفاصيل
  • عشرات الشهداء بغزة والاحتلال يكثف غاراته على وسط وجنوب القطاع