الماتريكس 5.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال العلمي
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
ما إن أعلنت الشركة المنتجة لسلسلة أفلام "الماتريكس" (The Matrix) عن تنفيذ جزء خامس من السلسلة، تمهيدا لعرضه في يونيو/حزيران 2025، حتى عبر جمهور مواقع التواصل الاجتماعي عن حالة من الحماس والتفاؤل، وذلك رغم الإحباط الذي أصاب جمهور الماتريكس في عام 2021 حين صدر الجزء الرابع تحت اسم "بعث الماتريكس" (The Matrix Resurrections)، إذ لم يرق الفيلم لمستوى طموح عشاق السلسلة.
وسلسلة الماتريكس لم تكتف بتحقيق نجاح هائل بين النقاد فقط، ولكنها اقتربت من تحقيق ما يصل إلى 500 مليون دولار كإيرادات للفيلم الأول فقط، ومن ثم تلاه نجاح الجزء الثاني، والذي صدر تحت عنوان "إعادة تحميل الماتريكس" (The Matrix Reloaded)، الذي تجاوزت إيراداته 700 مليون دولار، وحقق الجزء الثالث "ثورات الماتريكس" (The Matrix Revolutions) 500 مليون دولار أيضا، في حين لم يتجاوز الجزء الرابع 159 مليون دولار، مقابل تكلفة قدرها 200 مليون دولار.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4هوليود تختنق تحت حصار منصات البثlist 2 of 4أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في "نصف شهر المخرجين" بمهرجان "كان"list 3 of 4نقابات كتاب السيناريو تضع "إطارا أخلاقيا" لاستخدام الذكاء الاصطناعي في السينماlist 4 of 4إدانة المسؤولة عن الأسلحة في موقع تصوير فيلم "راست" بالقتل غير العمدend of list‘THE MATRIX 5’ is in the works with Drew Goddard set to direct. pic.twitter.com/CGcf4iXeyI
— Film Updates (@FilmUpdates) April 3, 2024
ولعل الإضافة الأهم للسلسلة، وخاصة الجزء الأول منها، هو اعتباره الفيلم الأهم في سينما الخيال العلمي في تاريخها منذ نشأة الفن السابع، وإضافة "ثيمة" درامية جديدة لمساحة غير محدودة من الأفلام تدور أحداثها في فضاءات الحاسوب والإنترنت والفضاء معا.
وتتناول السلسلة في أجزائها المختلفة السقوط التكنولوجي للبشرية، حيث أدى إنشاء الذكاء الاصطناعي إلى ظهور سباق بين الآلات القوية الواعية بذاتها، والتي سجنت البشر في محاكاة تفاعلية عصبية هي "المصفوفة" أو الماتريكس، ليتم تربيتها كمصدر الطاقة.
تغيير مخيفطال التغيير الجزء الخامس من السلسلة، ورغم السرية المفروضة على فريق العمل، فإن التصريحات التي صدرت تؤكد أن العمل تتوافر أمامه كل السبل لتحقيق نجاح قد يتجاوز نجاح الجزء الأول، إذ قرر المؤلف أن يتحرر من الترتيب الزمني داخل السلسلة، وبالتالي قد يبدأ، ببطل مختلف عن "نيو" الذي جسده كيانو ريفز، ليقدم "مختارا" آخر سبقه في الترتيب، وقد يعيد تقديم قصة مورفيوس أو الممثل لورنس فيشبورن، الذي آمن بـ"المختار" حتى رآه وضحى بحياته من أجله.
أما التغيير المقلق حقا، فهو المخرج الذي كان في الأجزاء السابقة هو الأختان لانا وليلي واتشوسكي، باستثناء الجزء الرابع الذي لم يحقق نجاحا مكافئا لما سبقه، والذي أخرجته لانا واتشوسكي وحدها، بينما يخرج المؤلف درو غيردارد حاليا الجزء الخامس، ولم تؤكد الشركة المنتجة وجود كل من البطلين كيانو ريفز وكاري، موس (ترينتي) في الجزء الجديد.
الأجزاءعرض الجزء الأول من السلسلة "الماتريكس" عام 1999، من تأليف وإخراج الأختين لانا وليلي واتشوسكي، وبطولة كل من كيانو ريفو وكاري آن موس، ولورنس فيشبورن.
وتدور أحداثه عام 2199 حول توماس أ. أندرسون، الذي يعيش حياتين. فهو في النهار مبرمج حاسوب عادي، وفي الليل قرصان حاسوب معروف باسم نيو.
ينتاب "نيو" شك عميق في واقعه، لكن الحقيقة أبعد ما تكون عن خياله، حيث يجد نفسه مستهدفا من قبل الشرطة، ويتصل به مورفيوس، وهو قرصان حاسوب أسطوري وصفته الحكومة بالإرهابي، باعتباره متمردا ضد الآلات، ويواجه نيو العملاء وهم برامج حاسوب فائقة القوة مكرسة لإيقاف نيو والتمرد البشري بأكمله.
واعتبر الفيلم بمثابة مفاجأة مدهشة لعشاق الفن السابع الذين اكتشفوا عالما كاملا وثريا بالصراعات هو الفيروسات وبرامج الحاسوب والبشر من قبلهم، ورغم انتقاد العنف المفرط وكثرة التدخين في الفيلم، فإنه إجمالا اعتبر الأنجح على الإطلاق في تاريخ سينما الخيال العلمي.
وفي عام 2003، صدر الجزء الثاني "إعادة تحميل الماتريكس" (The Matrix Reloaded)، وكشفت الشركة المنتجة أنه صنع أولا، لكنهم فضلوا عرض " الماتريكس" أولا.
لم يقل نجاح الجزء الثاني عن سابقه كثيرا، ودعم الفكرة القائلة إنه نوع جديد من السينما من حيث الدراما، والأماكن التي يمكن "اختراعها" تقريبا.
وتدور أحداث "إعادة تحميل الماتريكس" حول نيو وقادة المتمردين، الذين يدركون أن أمامهم 72 ساعة حتى تقع مدينته تحت حصار جيش الآلات، وهو ما يعني أن ساعات فقط تفصل آخر جيب بشري على الأرض عن 250 ألفا من الحراس المبرمجين لتدمير البشرية. لكن مواطني المدينة، الذين شجعتهم قناعة مورفيوس بأن نيو أو المختار سيحقق نبوءة "أوراكلز" وينهي الحرب مع الآلات، يعلقون كل أنواع الآمال والتوقعات على نيو.
ووصل الجزء الثالث إلى سقف النجاح، وصدر في العام نفسه، تحت اسم "ثورات الماتريكس" (The Matrix Revolutions)، وتأكد وجود السلسلة الناجحة واستمراها، بالفريق نفسه، وتبدأ أحداثه حين يجد نيو نفسه عالقا بين الماتريكس والعالم الحقيقي. في هذه الأثناء، تستعد المدينة للحرب القادمة مع الآلات مع وجود فرص ضئيلة جدا للنجاة.
يشرع شركاء نيو في العمل على تحريره من الأعداء لاعتقادهم أنه الشخص الذي سينهي الحرب بين البشر والآلات، لكن ما لا يعرفونه هو أن هناك تهديدا من طرف ثالث، شخص لديه خطط لتدمير كلا العالمين.
وانتظر الجمهور 18 عاما ليصدر الجزء الرابع عام 2012 من إخراج لانا وحدها، وبمستوى أقل كثيرا من سابقيه، تحت اسم "بعث الماتريكس" (Resurrections)، لكن ممثلا جديدا انضم إليه هو يحيى عبد المتين، ليجسد دور مورفيوس بدلا من لورنس فيشبورن.
وتوزعت أحداث الجزء الرابع بين عالمين، عالم الواقع، والعالم الافتراضي، وبينهما توماس أندرسون أو نيو الذي يحاول اكتشاف نفسه والآخر، وما يكمن وراء الحياة. ولمعرفة ما إذا كان واقعه مجرد بناء، ولمعرفة نفسه حقا، يجب عليه أن يختار اتباع الأرنب الأبيض مرة أخرى.
وينتظر الجمهور "ماتريكس 5" الذي أثار الكثير من الحماس والكثير من الخوف أيضا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات سينما الجزء الرابع الجزء الثانی ملیون دولار صدر الجزء
إقرأ أيضاً:
دايما على السفرة.. أصل حكاية القطايف والكنافة زينة الموائد في رمضان
القطايف والكنافة من أشهر الحلويات التي ترتبط بشهر رمضان المبارك، حيث تتزين بهما الموائد على مائدة الإفطار في مختلف البلدان العربية، ورغم شهرة هاتين الحلوتين، إلا أن قصة كل منهما تحمل تاريخًا طويلًا واختلافًا في الروايات حول نشأتهما.
وتعليقًا على ذلك قال، تتعدد الروايات حول أصل الكنافة، أحد أشهر الحلويات الرمضانية، قيل إن صانعي الحلويات في بلاد الشام هم من ابتكروا الكنافة وقدموا هذا الاختراع إلى معاوية بن أبي سفيان، أول خلفاء الدولة الأموية، كطعام للسحور كان معاوية يشكو من شعوره بالجوع خلال نهار رمضان، فأوصاه طبيبه بتناول الكنافة لتمنع عنه الجوع.
وتبعا لهذه الرواية، أصبحت الكنافة تعرف بـ "كنافة معاوية" نسبة إلى الخليفة الأموي.
ومع مرور الزمن، تشير بعض المصادر إلى أن الكنافة قد تعود في أصلها إلى العصر الفاطمي، تحديدًا خلال فترة حكم الخليفة المعز لدين الله الفاطمي الذي قدم له المصريون الكنافة كنوع من التكريم عند دخوله القاهرة في رمضان.
انتقلت الكنافة بعد ذلك إلى بلاد الشام عبر التجار، وارتبطت بمظاهر الاحتفال بشهر رمضان. في العصر الفاطمي، أصبح تناول الكنافة من العادات التي يتبعها الفقراء والأغنياء على حد سواء خلال الشهر الكريم، مما أكسبها طابعًا شعبيًا.
أما القطايف، فهي حلوى أخرى متأصلة في التراث العربي وذات علاقة قوية بشهر رمضان. وفقًا لبعض الروايات، يعود أصل القطايف إلى العصر الأموي، بل قد تكون أسبق في نشأتها من الكنافة.
يقال إن القطايف تم اختراعها في أواخر العهد الأموي أو أول العصر العباسي، حيث كانت تقدم كحلوى شهيرة في تلك الفترة. وظهرت بعض الروايات التي تشير إلى أن القطايف قد تعود أيضًا إلى العصر الفاطمي.
يذكر التاريخ أن القطايف نشأت كنوع من الحلوى المحشوة بالمكسرات والمزينة بشكل جذاب، وكان الهدف من هذا الاختراع أن يقطفها الضيوف مباشرة أثناء المناسبات الاجتماعية. وقد أطلق على هذه الحلوى اسم "القطايف" بسبب طريقة تقديمها المميزة.
ويرجع تاريخ نشأتها واختراعها إلى نفس تاريخ الكنافة وقيل أنها متقدمة عليها؛ أي أن القطايف أسبق اكتشافًا من الكنافة حيث تعود إلى أواخر العهد الأموي وأول العباسي، حيث بدأ العصر الأموي بسيطرة معاوية بن أبي سفيان على الدولة الإسلامية ثم انتهى بسقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية، وفي روايات أخرى أنها تعود الى العصر الفاطمي.