نيويورك-سانا

أكد السكرتير الثالث في بعثة سورية الدائمة لدى الأمم المتحدة إيلي عهد الطرشة أن التحدي الأكبر الذي يواجه الشباب السوري اليوم هو الآثار الكارثية للتدابير القسرية أحادية الجانب غير المشروعة التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على سورية جراء ما تتسبب به من حرمان السوريين من التمتع بحقوقهم الأساسية والقدرة على امتلاك الفرص والحصول على احتياجاتهم المعيشية والخدمات الحيوية.

وحذر الطرشة في بيان خلال جلسة حول دور الشباب في مواجهة التحديات التي تواجهها منطقة البحر الأبيض المتوسط من الأثر النفسي والاجتماعي العميق لتلك التدابير القسرية الأحادية على الشباب السوري، وما يترتب عنها من قيود مجحفة على التجارة والتمويل والاستثمار تحد من القدرة على خلق فرص العمل وتؤدي إلى ازدياد معدلات الفقر والافتقار للاستقرار الاقتصادي وتدفعهم للهجرة واللجوء بحثاً عن فرص العيش.

وقال الطرشة: “أسوة بفئات المجتمع كافة يواجه الشباب في سورية الآثار الجسيمة للحرب الإرهابية وأعمال العدوان التي شنت عليها، والتي أضرت بمنجزات تنموية تم تحقيقها على مدى عقود وألقت بآثارها السلبية على الشباب فغيرت مسار حياتهم من خلال الدفع بأعدادٍ منهم للذود عن وطنهم في مواجهة التنظيمات الإرهابية أو الانخراط في العمل التطوعي والإغاثي من خلال المؤسسات الوطنية والجمعيات الأهلية، أو هجر مقاعد الدراسة والبحث عن مصادر رزق لإعالة ذويهم أو الوقوع ضحايا لعصابات الاتجار وتهريب البشر والمخاطرة بأرواحهم لعبور البحر المتوسط في قوارب مكتظة غير صالحة للإبحار، وغالباً ما ينتهي بها الأمر بالتحطم والغرق”.

وأوضح الطرشة أن التحديات التي يواجهها الشباب تتفاقم التحديات جراء ما يمثله الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري وللأراضي العربية من تهديد للسلم والأمن في المنطقة، واستمرار الوجود العسكري الأمريكي والتركي اللاشرعي على أراضي الجمهورية العربية السورية، وما ترتكبه تلك القوات وأدواتها من التنظيمات والميليشيات الإرهابية من ممارساتٍ إجرامية ونهبٍ للثروات الوطنية، ما يخلف آثاراً اقتصادية خطيرة تطيل أمد الأزمة وتزيد من معاناة السوريين.

وبين الطرشة أن تلك التحديات تتفاقم أيضاً جراء تسييس العمل الإنساني وتراجع التمويل، والدعم له ولمشاريع التعافي المبكر وسبل العيش التي من شأنها تمكين الشباب من امتلاك القدرة على صنع مستقبلهم والمساهمة الفاعلة في دفع عجلة الاقتصاد، وإعادة بناء ما دمره الإرهاب.

وأشار الطرشة إلى أن الحكومة السورية وعلى الرغم من التحديات الجسيمة التي تواجهها أولت اهتماماً بالغاً لتفعيل دور الشباب ومشاركته في الشأن العام وبناء المجتمع انطلاقاً من إيمانها بالدور المحوري لهم بصفتهم عوامل تغيير وتقدم نشطة في المجتمعات.

ولفت الطرشة إلى أن سورية تتطلع لدعم الدول الأعضاء لجهودها الرامية لتحسين أوضاع السوريين كافة، وفي مقدمتهم الشابات والشباب من خلال توفير الدعم اللازم للارتقاء بالأوضاع الإنسانية والمعيشية وبسط سلطة الدولة على كل الأراضي السورية، وتعزيز سيادة القانون وزيادة مشاريع التعافي المبكر، وسبل العيش والبرامج الرامية لتمكين الشباب والمرأة وتعزيز

المساواة بين الجنسين ودعم الفئات الهشة بما فيها الجرحى وذوي الإعاقة والنازحين وضحايا الإرهاب وتوفير الظروف الملائمة لعودة اللاجئين ووضع حد لأي ممارسات سلبية وأعمال تحريض وتمييز وكراهية وعنف قد تطولهم في الدول المضيفة.

وشدد الطرشة على أهمية التعاون الدولي لمواجهة خطر استعمال التقانات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي للتغرير بالشباب وتجنيدهم في صفوف التنظيمات الإرهابية، ونشر خطابات الكراهية والتطرف والتحريض على العنف والإرهاب، مؤكداً على ضرورة الاستفادة من القوة الدافعة والعزيمة الصلبة التي يمتلكها الشباب لنشر القيم الإنسانية والحضارية، ومواجهة إيديولوجيا التطرف والإرهاب وتكريس ثقافة السلام والاحترام والتضامن بين الشعوب والثقافات والأديان.

وختم الطرشة بيانه بالقول: “لا بد من الإقرار بالدور المحوري الذي يلعبه الشباب ليس فقط كنواة للمستقبل ولكن كعناصر تغيير فاعلة في الوقت الحاضر”.

معتبراً أن تعزيز البيئة التي تنهض بإمكاناتهم وتضمن مشاركتهم في عملية التنمية ليست مجرد واجب أخلاقي، بل ضرورة استراتيجية لوضع الأساس لمستقبل أكثر ازدهاراً ينتصر فيه الحوار على الخلاف والأمل على اليأس.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

مذيعة سورية تشعل المنصات.. فماذا قالت؟ وكيف جاءها الرد؟

وعبّرت غالية الطباع عن انزعاجها من بعض السوريين الذين قدموا إلى العاصمة دمشق من مدن ومحافظات أخرى، وطالبت الحكومة بإعادة هؤلاء إلى مدنهم. وقالت -كما جاء في مقطع فيديو- إنها قرفت مما اعتبرتها المناظر البشعة التي باتت تراها في دمشق.

وعلقت بأن "البلد اتبهدلت كثيرا.. نشوف أشكال ومناظر غير طبيعية.. ناس غير مستحمة من سنين.. العاصمة يجب أن تبقى مرتبة"، وطالبت هؤلاء بالعودة إلى مناطقهم.

وكانت غالية تعمل في قناة "شام إف إم" والتي كانت الذراع الإعلامية وآلة الدعاية لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد.

وصبّ سوريون جام غضبهم على غالية، وبعضهم رد عليها بسخرية، حيث أصدروا مثلا "شهادة استحمام" لمن يرغب بالسفر إلى دمشق.

ولم يختلف الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أصدر مغردون تعليقات كثيرة تنتقد كلام المذيعة، رصدت بعضها حلقة (2025/3/25) من برنامج "شبكات".

وعلق محمود مسدي على المذيعة بالقول "إذا أردنا أن نرجع الناس إلى بيوتها فلا بد أن نرجع أهل "مزة 86″ ومساكن المعظمية وعش الورور وضاحية الأسد وغيرهم من الذين أتى بهم الأسد من قرى الساحل ليتغلغلوا بقلب الشام وأول من عليه أن يغادر هو أنت".

وقالت لين "صراحة كل واحد يرجع إلى بلده يخف الازدحام، وينخفض إيجار البيوت، ويرجع البلد أكثر تنظيما وأكثر نظافة.. أغلب من ينتقدونها يتكلمون مثلها وأكثر".

إعلان

ومن جهتها، كتب نور الهدى كروش تقول "ليس بالضرورة أن يتم التعميم من قبل المذيعة.. ومن قال لك أن العاصمة هي ملك فقط للذين خلفوك".

في حين رأى ممدوح صطوف في تعليقه أن "البعض فهم العفو عن الجرائم السابقة ضعف. يجب محاسبتها أمام القضاء ليس فقط عن هذه التصريحات العنصرية، وإنما على التصريحات السابقة التي دعت فيها لقصف الأطفال".

ويذكر أن كثيرين طالبوا بمحاسبة غالية، وتقدم الإعلامي السوري موسى العمر ببيان إلى مدير الأمن العام في دمشق طالب بإحالتها إلى الجهات المختصة للتحقيق وإنزال أقصى العقوبات المقررة بحقها قانونا.

25/3/2025

مقالات مشابهة

  • مجموعة (أ3+) تدين الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية وتطالب برفع سريع للعقوبات المفروضة على سوريا
  • بيدرسون لمجلس الأمن: الاقتصاد السوري بحاجة إلى دعم دولي عاجل
  • مذيعة سورية تشعل المنصات.. فماذا قالت؟ وكيف جاءها الرد؟
  • المبعوث الأممي يدعو للتحقيق في أحداث الساحل السوري وانسحاب إسرائيل
  • صمود رغم التحديات
  • لجنة تقصي أحداث الساحل السوري: ظروفنا ليست مثالية للكشف عن الحقائق الآن
  • الاحتلال: قصف أهداف في قواعد عسكرية سورية
  • خلال ساعات.. نظر محاكمة 73 متهما بقضية خلية التجمع الإرهابية
  • وزير الاتصالات: التكنولوجيا الرقمية أداة محورية لمواجهة التحديات وعلى رأسها التغير المناخي
  • نورا عزمي: نعتذر لمجلس الزمالك والجماهير عن خسارة الدوري.. وإفريقيا هي التحدي القادم