بلجيكا والإبادة الجماعية في فلسطين 2023-2024
تاريخ النشر: 27th, April 2024 GMT
تمتاز العلاقة البلجيكية مع القضية الفلسطينية بتنوع قواعدها ومحدداتها البلجيكية الأوروبية السياسية والاجتماعية والتاريخية والاقتصادية والقانونية والدبلوماسية.
إن الموقع الجغرافي البلجيكي ما بين الدول الأوروبية الكبرى وتنوع مكونها الاجتماعي والثقافي وتاريخها جعل منها عاصمة للاتحاد الأوروبي ومركزا لحلف النيتو، الأمر الذي فتح آفاقا لبلجيكا ولكن صعّب أيضا الأمر على علاقاتها الخارجية وحمّل مسؤوليات ثقيلة أحيانا على عاتق المملكة الصغيرة.
فبالنسبة للتفاعل البلجيكي مع الحرب المستمرة على الفلسطينيين في غزة بشكل خاص والضفة الغربية والقدس بشكل عام، فقد تقدمت بلجيكا على العديد من الدول الأوروبية الأخرى بمواقفها الداعية لوقف الحرب وإدانة الأداء الإجرامي للاحتلال والداعية لضمان ايصال المساعدات للفلسطينيين والاستمرار بدعم الأنروا.
هذا التقدم الملحوظ يمكن ربطه بتركيبة المجتمع البلجيكي المتنوع من الشق الهولندي والألماني والفرانكفوني، أيضا من وجود ما يقارب العشرين في المئة من الشعب البلجيكي من المهاجرين، وهم مهاجرون أتوا من المغرب العربي وأفريقيا وتركيا وإيطاليا والشرق الأوسط وآسيا.
يوجد حاليا ما يقارب السبعين ألف فلسطيني في بلجيكا، أغلبهم من الغزيين تفاعلوا أم لم يتفاعلوا مع الأحداث، لكنهم موجودون في بلجيكا ويتفاعلون مع مجتمعها الذي يشكلون جزء منه. فأطفالهم في المدارس مع الآخرين من صغار بلجيكا ويعملون معا ويسكنون جنبا إلى جنب مع البلجيك، ويتأثر هؤلاء من الحرب على عائلاتهم في غزة وبالتالي سيكون أثر للحرب على بلجيكا، الأمر الذي يجيب على تساؤلات بعض الداعمين لدولة الاحتلال: "لماذا علينا استيراد صراع بعيد عنا 5000 كم إلى ساحتنا البلجيكية؟".
- التعاطف السياسي والمجتمعي والتضامن التاريخي البلجيكي مع القضية الفلسطينية كقضية تحرر منذ الثورة الفلسطينية وحتى يومنا هذا؛ ما زال حيّا بجهود أعضاء من الأحزاب الاشتراكية والشيوعية الأوروبية، من الأوروبيين أو العرب، ومن عمال وطلاب ومهنيين. أيضا لا ننسى أن كل اللوبيات الموجودة في بروكسل لأهميتها، من لوبيات ومنظمات تحررية وانفصالية ومعارضة لأنظمة مستبدة، تلعب دورا في هذا التضامن.
- الحفاظ على رمزية القضية الفلسطينية كقضية تحررية ضد الاستعمار بالنسبة للأحزاب السياسية اليسارية والاشتراكية حتى أصبحت سؤالا مهما في انتخابات بلجيكا المعقدة، ذلك بعد مشاركة بلجيكا في النشاط الاستعماري الأوروبي في أفريقيا ورغبة نسبة كبيرة من المجتمع البلجيكي التحلل من هذه النزعة والثقافة والتنصل من تاريخ جرائم الإبادة الجماعية في أفريقيا، فيجدون ضالتهم بالقضية الفلسطينية. يذكر أن حزبين من مكونات الحكومة الحالية من أربع مجموعات حزبية، هما الاشتراكيين والخضر المدافعين عن البيئة، متضامنان مع الشعب الفلسطيني إلى حد ما.
من ناحية أخرى، فقد عانت بلجيكا من الإرهاب المنظم أو ما قيل عنه إنه منظم، واستغلال اليمين المتطرف واللوبي الصهيوني لذلك الإرهاب ليصبح أداة لمعاداة الفلسطينيين وشيطنة ثورتهم.
أما كون بروكسل عاصمة للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو فقد عقّد علاقات بلجيكا الدولية وحمّلها مسؤوليات كبيرة، فتحسب الحسابات الكثيرة لمواقفها السياسية على المستوى الدولي. فبلجيكا وكدولة عضو في الاتحاد الأوروبي وفي فترة الحرب الجارية أصبحت الرئيس الدوري للمجلس الأوروبي، دفعها ذلك لاقتراح مبادرات على المستوى الأوروبي لإيجاد فرص للسلام وإنهاء الحرب، منها الدعوة لمؤتمر للسلام ودعوة الجامعة العربية ورئاسة وزراء السلطة الفلسطينية ووزير خارجية الاحتلال، ومؤخرا فقد تم الاجتماع مع دول الخليج العربي بهذا الشأن.
كباقي الدول الأوروبية وضمن موقف الاتحاد الأوروبي الموحد، فقد أعلنت بلجيكا رفضها لـ"الإرهاب" وإدانتها لأحداث السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، ومطالبتها بالإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، وحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، لكن من ناحية أخرى فقد طالبت بلجيكا باحترام القانون الدولي وأن "الإرهاب" لا يبرر جرائم ضد الإنسانية واحتمالية جرائم الإبادة الجماعية.
في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي ذهب رئيس الوزراء البلجيكي إلى رفح المصرية وزار دولة الاحتلال ورام الله والأردن، وأعلن من رفح رفضه للجرائم بجرأة بالنسبة لتلك الفترة، إلا أن الاحتلال هاجمه ووضعه بزاوية الدفاع عن نفسه على مستوى أوروبا، وحاول أن يصنع منه سابقة كي لا ينتقد أحد الجرائم الإسرائيلية بشكل واضح، واستدعت خارجية الاحتلال سفير بلجيكا لدى دولة الاحتلال.
- استدعت بلجيكا سفيرة دولة الاحتلال للتوبيخ بعد حادثة الهجوم على مركز التنمية البلجيكية ومنظمة ذوي الاحتياجات الخاصة بنفس المبنى في غزة.
- التعبير عن الغضب البلجيكي جراء استثناء الاحتلال المواطنين البلجيك من قوائم المسموح لهم بالخروج من غزة والتضييق عليهم وعدم سماح وصولهم للقنصلية أو السفارة البلجيكية.
- تقترب وزارة الخارجية البلجيكية من خطاب بوريل الناقد للسياسات الأوروبية التي يعتبر هو أهم صانعيها والتي تصطدم بالإجماع الأوروبي.
- تنتقد بلجيكا من خلال وزيرة خارجيتها التبعية الأوروبية للإرادة الأمريكية فيما يخص الموقف السياسي والإنساني عن الوضع في غزة.
- ظلت بلجيكا ترفض الاستيطان وإرهاب المستوطنين ونجحت بعض البرلمانات البلجيكية مثل الوالون بوقف التعامل كليا مع المستوطنات. وتطالب أحزاب سياسية بقطع العلاقات مع كل منتجات المستوطنات ووقف العمل معها، ومحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين، والاعتراف بالدولة الفلسطينية.
- وزارة الدفاع نظمت إنزالات جوية للمساعدات فوق غزة، والمساعدة في النقل البحري من قبرص، إلى جانب دعوة بلدية بروكسل لجمع التبرعات وارسالها إلى غزة. كما رُفع العلم الفلسطيني على أكثر من مبنى رسمي.
- دعمت بلجيكا محكمة العدل الدولية بالمعطيات التي لديها وصرفت خمسة ملايين يورو للمحكمة. ووقع 850 أكاديمي وعالم وباحث على عريضة يطالبون فيها الحكومة بجهود أكبر من أجل وقف المجازر في غزة، آخذة بعين الاعتبار قرارات محكمة العدل الدولية والاتفاقات التي تعد بلجيكا جزءا منها.
- في الرابع والعشرين من نيسان/ أبريل استشهد طبيب فلسطيني يعمل في المؤسسة الرسمية البلجيكية للإنماء في غزة، وحتى الآن لم يأخذ الأمر أبعادا احتجاجية بلجيكية مؤثرة.
- أعلنت بعض نقابات عمال الشحن وقف عملها بتنزيل وتحميل شحنات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة والمتوجهة إلى دولة الاحتلال. وتشارك نقابات عمالية ومنظمات أهلية وأحزاب مثل اليسار والاشتراكيين والخضر في المظاهرات الدورية على المستوى الوطني.
- فعاليات متنوعة منها شعبية في الشارع بشكل يومي وأخرى كمظاهرات أسبوعية، والكثير من الفعاليات الأخرى كندوات مع الأطباء والصحافيين والشباب والسياسيين، منها توعوية تحشيدية ومنها احتجاجية منتقدة لأداء الاتحاد الأوروبي أو الحكومة البلجيكية. تتسم النشاطات في بلجيكا بالجرأة وإن كانت أقل من الدول الأوروبية الأخرى، إلا ان الحكومة البلجيكية لا تدخل في مواجهة مع المتظاهرين بسبب علم أو كوفية أو شعار، وهناك تعاون ملحوط مع الشرطة البلجيكية كي تظل هذه الفعاليات مصرحا بها وغير عدائية.
أما بالنسبة للعمل الفلسطيني في بلجيكا فهو عمل متشرذم غير موحد وفشل بتنظيم عمل فلسطيني جماعي تشاركي داعم للشعب الفلسطيني وقضاياه داخل فلسطين المحتلة.
هذا الفشل مرده تركيز الفصائل الفلسطينية على نقل تجاربها من فلسطين ومخيمات اللجوء إلى بلجيكا، والإصرار على العمل الفصائلي المتفرد لإثبات الوجود في ساحة مهمة كبروكسل.
أغلب الفلسطينيين في بلجيكا هم من الغزيين الذي لا يتفاءلون خيرا بتنظيم المظاهرات والفعاليات الجماهيرية في أوروبا ضد حكومات هي من ترسل الأسلحة لدولة الاحتلال لتقتل أهاليهم، وتتخلى عن أدوات الضغط الحقيقية على دولة الاحتلال وبنفس الوقت ترسل بالمساعدات الإنسانية إلى غزة. وهناك شبان فقدوا أهاليهم وبيوتهم وأصبحوا جزء من المجتمع البلجيكي بعد أن فقدوا الأمل عند اتخاذ قرار الهجرة من غزة إلى بلجيكا ويحتاجون إلى وقت كي تتجدد الدماء والأفكار لديهم.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية غزة بلجيكا التضامن فلسطين غزة بلجيكا تضامن سياسات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدول الأوروبیة دولة الاحتلال فی بلجیکا فی غزة
إقرأ أيضاً:
صنعاء : انعقاد المؤتمر الدولي فلسطين: من النكبة للطوفان - أهمية دور المقاومة الفلسطينية في منع التهجير
وفي افتتاح أعمال المؤتمر أكد عضو اللجنة العليا للجنة نصرة الأقصى ضيف الله الشامي، أهمية المؤتمر الدولي لتدارس قضية الصراع العربي الإسرائيلي والموقف اليمني المساند لعملية "طوفان الأقصى"، والانتصار للشعب والقضية الفلسطينية.
واستعرض قضية الصراع العربي الإسرائيلي في فكر الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، مبينًا أن المسيرة القرآنية انطلقت في يوم القدس العالمي في 27 رمضان 1422 هـ الموافق 12 ديسمبر 2001م، ومحاضرة يوم القدس العالمي التي تُعد أول المحاضرات في سلسلة محاضرات تعتبر هي المشروع الثقافي للمسيرة القرآنية.
وأوضح الشامي، أن قضية فلسطين لم تغادر فكر وتوجهات السيد القائد منذ انطلاق المسيرة القرآنية عام 2001م، وعلى خطى أخيه الشهيد القائد مضى السيد عبدالملك بدر الدين في هذا الطريق بالقول والفعل وكان حقًا سيد القول والفعل.
وتطرق إلى شواهد من اهتمام السيد القائد بالقدس والقضية الفلسطينية وطبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، ومنها لا تكاد تخلو محاضرة أو خطاب دون أن يركز على هذه القضية والدعوة للجهاد بالمال والكلمة والنفس.
كما استعرض أبرز مراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية "طوفان الأقصى"، ومنها انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول في بازل – سويسرا في أغسطس 1897م برئاسة تيودور هرتزل الذي حدد في خطاب الافتتاح أن هدف المؤتمر هو وضع حجر الأساس لوطن قومي لليهود وما تلاها من مؤتمرات واجتماعات وصولاً إلى إعلان نشأة الكيان الإسرائيلي عام 1948م، بعد انتهاء الانتداب البريطاني.
وعرّج عضو اللجنة العليا للجنة نصرة الأقصى، على الموقف اليمني المساند لعملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها المقاومة الفلسطينية وانطلق معها الموقف اليمني لدعمها ومساندتها بالموقف السياسي والعسكري والشعبي، على لسان قائد الثورة السيد المجاهد عبدالملك بدر الدين الحوثي عقب انطلاق العملية مباشرة وبكل شجاعة وصدق وقوة وثبات.
وبين أن السيد القائد أعلن عن منع السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من العبور عبر البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي، وبالاتجاه المحاذي لجنوب أفريقيا نحو كيان العدو الغاصب، مؤكدًا أن إعلان قائد الثورة للموقف اليمني، جاء في وقت تفرج العالم العربي والإسلامي والدولي على ما يرتكبه العدو الصهيوني من مجازر وحرب إبادة جماعية وانتهاكات وتدمير وقتل للنساء والأطفال بغزة في سابقة لم يشهد لها تاريخ الصراعات مثيل.
وقال "يكاد الموقف اليمني هو الوحيد الذي انتهج هذا النهج وقرر المضي قدَما وفي مراحل تصعيدية حتى إيقاف العدوان الصهيوني على غزة "، مستعرضًا نبذة عن الموقف اليمني المساند لغزة بحسب ما أعلنه السيد القائد والمتضمن استمرار القوة الصاروخية بالقوات المسلحة اليمنية في إطلاق الصواريخ المجنحة والباليستية والطائرات المسيرة على أهداف عسكرية إسرائيلية مختلفة في أم الرشراش ومناطق جنوب فلسطين المحتلة.
وبين الشامي، أن الموقف اليمني المساند لغزة، تضمن أيضًا استمرار إغلاق البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي والمحيط الهندي أمام حركة الملاحة الإسرائيلية سواء للسفن الإسرائيلية أو تلك السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة وكذا استمرار ضرب السفن والبوارج الأمريكية والبريطانية المتواجدة أو العابرة البحر الأحمر ومضيق باب المندب والبحر العربي في إطار الدفاع عن النفس والرد على العدوان بمثله، والتأكيد على أن حرية الملاحة البحرية آمنة ومفتوحة لجميع دول العالم عدا الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل.
وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره وكيل وزارة الخارجية إسماعيل المتوكل، ورئيس الفريق الوطني للتواصل الخارجي السفير الدكتور أحمد العماد، أكد ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بصنعاء معاذ أبو شمالة، أنه بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، ما يزال العدو الصهيوني يماطل في تنفيذ الاتفاق، مستغلًا الأزمة الإنسانية لتحقيق مكاسب عجز عن تحقيقها في الحرب كتهجير أهل فلسطين عن أرضهم وهذه جريمة ضد الإنسانية.
وأوضح أن العدو الصهيوني يمنع دخول المساعدات الإنسانية عن أهل غزة أمام مرأى ومسمع العالم، بدعم أمريكي واضح، وهذا انقلاب على الاتفاق وابتزاز رخيص، مؤكدًا الحرص على الوحدة الفلسطينية وهو موقف ثابت بأن التالي للحرب لن يكون إلا فلسطينيًا خالصًا تستند فيه إلى التوافق الفلسطيني ورفض أي مشاريع أخرى أو أي شكل من الأشكال غير الفلسطينية، وكذا رفض تواجد القوات الأجنبية على قطاع غزة.
وقال "إننا نرسل رسالة إلى الملوك والرؤساء العرب الذين سيجتمعون غدًا في قمتهم ونؤكد لهم أننا معكم في الموقف الرافض لتهجير شعبنا من غزة والضفة الغربية، وأن هذا المشروع الغاشم وغيره من المشاريع تهدف لتعزيز سيطرة العدو على الأقصى والأرض الفلسطينية".
واعتبر أبو شمالة، أن تلك المشاريع جرائم ضد الإنسانية تعززّ شريعة الغاب وأفضل الوسائل لمواجهة المشروع الصهيوني الإجرامي، يتمثل في الضغط لاستمرار وصول مواد الإغاثة للشعب الفلسطيني الصابر المنكوب والمشاركة الفاعلة في إعادة إعمار قطاع غزة.
كما أكد أن معركة "طوفان الأقصى" ستبقى خالدة في تاريخ الشعب الفلسطيني تكللت بترسيخ حق فلسطين في المقاومة أمام آلة الإجرام الصهيونية، وكسرت هيبة العصابة الصهيونية بتدمير المقاومة الفلسطينية لفرقة غزة في ساعات محدودة.
وأفاد ممثل حركة حماس بصنعاء، بأن "طوفان الأقصى"، أحيا في الأمة روح العزة والكرامة عندما شاهد الجميع البطولات الأسطورية للمقاومة الفلسطينية والصمود الذي لا يضاهي لشعب صبر وصابر حتى أذهل العالم.
وألقيت كلمات من قبل أكاديميين وباحثين وناشطين وحقوقيين وسياسيين من مختلف أنحاء العالم، أشارت في مجملها إلى أهمية الحديث باسم الضمير الإنساني العالمي لحماية حقوق الإنسان ودعم الحق المشروع لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس والوقوف بحزم ضد مخطط التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة.
وأكدت الكلمات أن معركة طوفان الأقصى هي امتداد لحركة النضال للشعب الفلسطيني منذ 76 عاماً لمقاومة التهجير والتطهير العرقي ومصادرة حقوقه الوطنية المشروعة في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
وأشارت إلى المعاناة التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة والقدس وغيرها من المناطق الفلسطينية، من معاناة تحت وطأ العدو الصهيوني وما يفرضه من حصار على السكان، ما يتطلب تكاتف الجهود لدعم صمود الشعب الفلسطيني وإسناد مقاومته.
وشددت الكلمات على ضرورة رفض مخططات التهجير للفلسطينيين من أرضهم وبلادهم، وحقهم في الحياة والحرية والاستقلال وفقًا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، معبرين عن تطلعهم لحل عادل وشجاع للقضية الفلسطينية والعمل على رفع معاناة الفلسطينيين وتحقيق سلام مستدام يضمن لهم السيادة والاستقلال.
ودعا المتحدثون من مختلف دول العالم، المجتمع الدولي للوفاء بالتزامته في حماية الشعب الفلسطيني وحقهم في العودة إلى بلادهم بأمان والتأكيد على أن الحل والسلام الدائم، لافتة إلى ضرورة توحيد أصوات أحرار العالم والناشطين ورفضهم لمؤامرة الخطة الأمريكية للتهجير القسري للفلسطينيين من أرضهم ووطنهم الأصلي.
واعتبرت الكلمات مؤامرات التهجير للفلسطينيين، جريمة مخالفة لجميع المبادئ والقيم والمواثيق الإنسانية والقانون الدولي الإنساني، مشددة على ضرورة تعزيز دور المقاومة الفلسطينية وإسنادها بما يسهم في الحفاظ على القضية الفلسطينية ومنع التهجير.. مؤكدة أن معركة طوفان الأقصى جاءت رداً على الانتهاكات والاعمال الإرهابية الصهيونية وضد سياسة التطهير العرقي والفصل العنصري للكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني .
وتطرق المتحدثون إلى الاعتداءات الصهيونية المستمرة على الفلسطينيين في الضفة وغزة والقدس، وما يُمارسه من انتهاكات تجاوزت كل المواثيق والأعراف والقوانين الدولية، ضاربًا بها عُرض الحائط، داعين المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بدوره وتحمل مسؤولياته في حماية الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة والوقوف ضد مخططات التهجير الهادفة تصفية القضية الفلسطينية.
وأشادت الكلمات بالإنجازات التي حققتها القوات المسلحة اليمنية في دعم وإسناد الشعب الفلسطيني تحت شعار "لستم وحدكم" وفي إطار معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس"، التي تُوجت بمسيرات مليونية وتبرعات شعبية وتعبئة عامة وصلت إلى أكثر من 14 ألفًا و720 مظاهرة ومسيرة مليونية وتخريج أكثر من مليون متدرب ضمن مسار التعبئة وصولاً إلى مواجهة بحرية في البحرين الأحمر والعربي والوصول إلى المحيط الهندي.
وتطرقت إلى مسارات الجبهة اليمنية في دعم وإسناد غزة التي أثمرت عن إطلاق اكثر من 1150 صاروخا وطائرة مسيرة وعشرات الزوارق البحرية خلال عام أطلقتها القوات المسلحة اليمنية على السفن التابعة للكيان الصهيوني والمرتبطة به وكذا السفن الأمريكية والبريطانية وصولاً إلى استهداف اكثر من 213 سفينة منها أربع حاملات طائرات أمريكية نتج عنها تعطل كامل لميناء "أم الرشراش" بنسبة 100 بالمائة، فضلاً عن تمكن العمليات الجوية اليمنية من إسقاط 13 طائرة أمريكية "أم كيو9"، أربعة أضعاف ما تم إسقاطها خلال العدوان الأمريكي، السعودي والإماراتي على اليمن في تسع سنوات.
تخلل المؤتمر الذي حضره ممثلو الأحزاب والتنظيمات والمكونات السياسية والفصائل الفلسطينية، ريبورتاج عن الموقف اليمني المشرف في مساندة الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، وإسناد قاومته الباسلة، ومراحل الصراع العربي الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين حتى عملية "طوفان الأقصى".