قالت صحيفة واشنطن بوست، إن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو وحلفاؤه، يحاولون القضاء على بصمة حركة حماس في رفح، بغض النظر عن شكوك الخبراء الذين يعتقدون أنها بعيدة كل البعد عن الهزيمة.

وقالت الصحيفة، في تقرير ترجمته "عربي21"، أن من شأن خطوة كبيرة أن تؤدي إلى هروب محموم لمئات الآلاف من سكان غزة، الذين وصل الكثير منهم إلى المدينة بعد أن دمر جيش الاحتلال منازلهم وأحياءهم في أماكن أخرى من غزة في الحرب التي شنها الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، لعدة أشهر.



وكانت هناك تكهنات حول ما إذا كانت مصر ستسمح لعشرات الآلاف من الفلسطينيين بالفرار إلى بر الأمان في صحراء سيناء، إلا أن القاهرة ليست حريصة على السماح بتدفق اللاجئين، نظرا لمخاوفها الأمنية الداخلية والمخاوف العربية الأكبر من منع الفلسطينيين من العودة إلى وطنهم مثل الجيل السابق من اللاجئين الفلسطينيين.

وقال فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن الزعماء في جميع أنحاء العالم "يقفون متحدين بشأن ضرورة حماية السكان المدنيين المحاصرين في رفح".


وقد حثت إدارة بايدن والشركاء الأوروبيون الرئيسيون للولايات المتحدة نتنياهو على إعادة النظر في العملية المكثفة في رفح. يوم الأربعاء، قال رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الهولندي، إن الهجوم البري سيكون له "عواقب كارثية" على الوضع الإنساني في غزة التي مزقتها الحرب وعلى "السلام والأمن الإقليميين" على نطاق أوسع.

وسط أسابيع من المناقشات عبر القنوات الخلفية، بدا أن الزخم ربما يكون قد انتعش من أجل التوصل إلى نوع من الاتفاق السياسي، يسافر وفد مصري إلى الأراضي المحتلة الجمعة لمناقشة "التنسيق الأمني"، حسبما صرح مسؤول إسرائيلي، مما قد يشير إلى استئناف الجهود لضمان وقف إطلاق النار واتفاق إطلاق سراح الرهائن بعد أشهر من المحادثات غير المباشرة المتقطعة بين إسرائيل وحماس عبر الوسطاء.

وتأتي الجولة الأخيرة من الدبلوماسية في وقت بدا فيه أن الضربة التي طال انتظارها على رفح أصبحت لا مفر منها. وتزايدت وتيرة الغارات الجوية الإسرائيلية على المدينة هذا الأسبوع. وقال كبير المتحدثين باسم نتنياهو إن إسرائيل "ستمضي قدما" في عملية رفح. وعلى الجانب الأيمن من رئيس الوزراء، كان الوزراء المتطرفون في ائتلافه قد هددوا بالفعل بسحب الدعم لولايته في الحكم إذا لم يكمل مهمته.

وواجه نتنياهو ضغوطا داخلية أخرى أيضا. عادت الاحتجاجات الحاشدة المناهضة للحكومة إلى شوارع تل أبيب في الأسابيع الأخيرة، حيث دعا المتظاهرون نتنياهو إلى إعطاء الأولوية لإطلاق سراح رهائن حماس - على حساب أهدافه العسكرية الكاسحة المعلنة - وطالبوا أيضا بإجراء انتخابات جديدة. يتمتع رئيس الوزراء بمعدلات تأييد سيئة للغاية في أعقاب الهجوم المميت الذي نفذته حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر على إسرائيل؛ ومن المرجح أن تجبره انتخابات جديدة على التنحي عن السلطة.


وكتب رافيت هيشت من صحيفة هآرتس: "لنتنياهو ليس لديه أي اهتمام بتقديم هذه الهدية"، في إشارة إلى سماح رئيس الوزراء بإجراء انتخابات من المرجح أن يخسرها. "إنه يصور كلمة 'الانتخابات' نفسها على أنها إجرامية وغير وطنية. وحتى لو اضطر إلى التعهد بإجراء انتخابات، فلن يصدقه أحد".

في هذه الأثناء، لا تزال الصورة في غزة قاتمة. وإذا لم يتوجهوا إلى مصر، فإن سكان رفح قد يضطرون بسبب الهجوم الإسرائيلي إلى الفرار إلى مناطق أخرى من الأراضي التي أحدثت فيها إسرائيل بالفعل دمارا واسعا. وفي شمال غزة، يعتقد المسؤولون الأمريكيون ومنظمات الإغاثة أن ظروف المجاعة قد تكون سائدة بالفعل، على الرغم من أن زيادة المساعدات الإنسانية في الأيام الأخيرة ولدت درجة من التفاؤل.

لكن التطورات يمكن أن تمثل مقدمة للهجوم. وقال زملائي: "يرى بعض المحللين أن النشاط العسكري المتزايد ودخول المساعدات الإنسانية، بالإضافة إلى علامات إنشاء مدن خيام جديدة في وسط غزة، هي مقدمة لغزو رفح".

وتزعم منظمات الإغاثة التي يمكنها الوصول إلى غزة أن الأجزاء الأخرى من القطاع غير مجهزة لاستقبال تدفق اللاجئين من رفح. ووصف ساشا مايرز، المدير الإعلامي لمنظمة إنقاذ الطفولة، المشهد في مدينة خان يونس، شمال رفح، والذي وصفه عدد من المسؤولين الإنسانيين بأنه مدمر إلى حد كبير.

وقال مايرز: "لقد زرت الكثير من مناطق الحرب والكوارث، لكنني لم أواجه مطلقا موقفا حيث على مرمى البصر، يكون كل مبنى تحت الأنقاض. في بعض الصراعات، سترى الدمار، ولكن هناك فجوات بين الأضرار والمباني التي لا تزال قائمة. هنا – عند الدوران 360 درجة – يتعرض كل مبنى إما لأضرار جسيمة أو هو أنقاض على الأرض. وليس شارعا أو شارعين فقط، بل عشرات الشوارع".


وحثت رسالة موجهة إلى الرئيس بايدن ووقعها رؤساء أكثر من 50 منظمة إنسانية دولية غير ربحية، بما في ذلك منظمة كير ولجنة الإنقاذ الدولية، البيت الأبيض على بذل المزيد لحماية أرواح الفلسطينيين وإنقاذ الجهد الإنساني المتعثر والمحاصر. وحذرت من أن غزو رفح، باعتبارها المركز الحالي لهيكل الاستجابة الإنسانية الدولية الطارئة في غزة وموقع المستودعات الحيوية ومراكز التوزيع، سيكون بمثابة ضربة لجهود الإغاثة في القطاع.

وجاء في الرسالة: "إن تقييمنا هو أنه إذا حدث هجوم وانهار هيكل المساعدات في جميع أنحاء قطاع غزة، فلن تكون هناك خطة إنسانية ذات مصداقية أو قابلة للتنفيذ لمنع المجاعة التي تؤثر على مئات الآلاف من الأشخاص".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية نتنياهو حماس رفح سيناء اللاجئين الفلسطينيين حماس نتنياهو سيناء رفح اللاجئين الفلسطينيين صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة رئیس الوزراء

إقرأ أيضاً:

ما هي الرسالة التي وجهها نتنياهو لسكان غزة؟

وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، رسالة لسكان غزة، قائلا: "يمكنكم اختيار الحياة وضمان مستقبلكم أو اختيار الموت والدمار".

في المقابل، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال ارتكبت أربع مجازر خلال الساعات الـ24 الماضية، خلفت 35 شهيدا و94 مصابا، وصلوا إلى المستشفيات في القطاع، في ظل تصعيد غير مسبوق.

من جهتها، أكدت كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، أنها قصفت مقر قيادة وسيطرة لقوات الاحتلال في منطقة التوام شمال غزة باستخدام قذائف هاون من العيار الثقيل، في إطار عمليات الرد على الاعتداءات الإسرائيلية.

انتقادات داخلية في "إسرائيل"

نقلت صحيفة معاريف عن أسيرتين إسرائيليتين سابقتين، تحذيرهما من التأخير في إبرام اتفاق تبادل أسرى مع حركة حماس. 

وقالت الأسيرتان إن هذا التأخير يمثل "إفلاسا أخلاقيا كاملا للدولة وخيانة وعارا سيلاحقها"، مشيرتين إلى ارتفاع احتمال وفاة مزيد من المحتجزين مع مرور الوقت.

الفلسطينيون داخل إسرائيل تحت القمع

في سياق متصل، كشف تحقيق نشرته وكالة أسوشيتد برس عن حملة قمع متزايدة ضد الفلسطينيين المقيمين داخل إسرائيل، الذين يعبرون عن رفضهم للحرب في غزة. 

وأوضح التحقيق، أن هذه الحملة دفعت الكثيرين إلى ممارسة "الرقابة الذاتية" خشية التعرض للسجن أو مزيد من التهميش الاجتماعي والسياسي.


© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)

وسام نصر الله كاتب وصحفي

كاتب وصحفي متخصص في الشؤون السياسية والدولية، وعضو في نقابة الصحفيين الأردنيين واتحاد الصحفيين العرب. يعمل محررا في قسم الأخبار في "البوابة" منذ عام 2011، حيث يتابع ويحلل ويغطي أبرز الأحداث الإقليمية والدولية.

الأحدثترند ما هي الرسالة التي وجهها نتنياهو لسكان غزة؟ كاسادو يعتذر من جماهير برشلونة.. ماذا قال؟ كانييه ويست متهم بالاعتداء على عارضة الأزياء الأمريكية جين آن خلال تصوير فيديو كليب أرملة محمد رحيم تثير الجدل في جنازته..شجار بالأيدي وعناق مع محمد منير سحب جائزة أفضل تيك توكر من ضحى العريبي بعد سخريتها من الجائزة Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • إسرائيل وحزب الله.. القتال مستمر والاتفاق على وقف إطلاق النار لا يزال غامضا
  • كاتب إسرائيلي: نتنياهو لن يغادر قبل تدمير إسرائيل
  • مصر: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين
  • إسرائيل على أعتاب أزمة دستورية.. نتنياهو مُجبر على إقالة بن جفير (فيديو)
  • من بينهم مشاهير وصحف عالمية.. نزوح جماعي عن منصة "إكس" لكن إلى أين يذهبون؟
  • ما هي الرسالة التي وجهها نتنياهو لسكان غزة؟
  • تحقيق لأسوشيتد برس: حملة قمع إسرائيلية ضد الفلسطينيين المقيمين في إسرائيل الذين يعبرون عن رفضهم للحرب في غزة
  • نزوح جماعي من الشجاعية.. إصابة مدير مستشفى كمال عدوان (فيديو)
  • زلزال سياسي في إسرائيل.. التفاصيل الكاملة لتسريب وثائق حسّاسة من مكتب نتنياهو
  • أكسيوس: ترامب يشرف على مفاوضات غزة وفقا لطلب رئيس إسرائيل