بعد واقعة طـ.فل شبرا الخيمة.. خفايا وأسرار الدارك ويب وخطورته
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
أثارت حادثة مقتل طفل في شبرا الخيمة وانتزاع بعض أحشائه استياءًا كبيرًا، وأيضًا لفتت الأنظار مرة أخرى إلى خطورة ما يسمى بـ "الدارك ويب" أو الويب المظلم.
وبحسب بيان للنيابة العامة المصرية فإن التحريات قد توصلت إلى مرتكب الواقعة والذي أقر بدوره بمقتل الطفل بطلب من مصري مقيم بدولة الكويت، كان قد تعرف إليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية.
وفقًا لـ بيان النيابة فإن المصري المقيم بالكويت طلب من مرتكب الواقعة اختيار أحد الأطفال لسرقة أعضائه البشرية مقابل مبلغ خمسة ملايين جنيه، ثم قتله، على أن يتم نقل عملية انتزاع الأعضاء عن طريق تقنية "الفيديو كول".
وكشفت النيابة أن مقصده هو الاحتفاظ بالمقاطع المرئية الخاصة بالواقعة، وذلك حتى تسنح له فرصة بيعها ونشرها عبر المواقع الإلكترونية التي تبثها مقابل مبالغ مالية طائلة.
وتطرح الواقعة المروعة عدد من الأسئلة أبرزها ما هو الدارك ويب، وفيما يستخدم، وما هو المحتوى الذي من الممكن أن ينتشر عليه.
ما هو الدارك ويب وكيف يعمل ؟
ويعد الدارك ويب هو العالم الخفي من شبكة الإنترنت الذي تتم فيه أبشع الجرائم عالميا، ويضم الدارك ويب عددا لا متناهٍ من الجرائم والأعمال غير المشروعة.
وثبت من قبل العلماء والخبراء أن 96٪ من شبكات الإنترنت مخفى للغاية حيث يشكل الدارك ويب 90٪ منها، أما نسبة الـ 6 ٪ فهي الجزء الأكثر إخفاء وأكثر خطورة والأكثر ظلمة من الإنترنت المظلم نفسه، بحسب موقع Serious Facts.
الدارك ويب هي شبكة مفتوحة الوصول تحتوى على أي نوع من الجرائم ، حيث لا يُسمح بفهرسة هذا الجزء في محركات البحث لتظهر للجمهور.
وتسمح مواقع الدارك ويب أو مواقع الويب المظلمة للمستخدمين بالبقاء مجهولين من خلال التشفير، وهو أمر يعد جذابا لأي شخص متورط في نشاط إجرامي، حيث يتم تشفير مثل هذه المواقع باستخدام أدوات تشفير عالية التقنية، كما أنه لا يوجد محركات بحث على هذه الشبكة منعا لتتبع المستخدمين، الأمر الذي يجعل الوصول إليها أمرا صعبا.
ما هو المحتوى الموجود على الدارك ويب ؟
ويعد حوالي 80٪ من حركة مرور الويب على الشبكة تتعلق باستغلال الأطفال في المواد الإباحية، وفقا لدراسة أجرتها جامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة.
وتشمل نشاطات الشبكة بيع الأسلحة والمخدرات والسلع المسروقة والآثار المنهوبة والسلع غير القانونية والحيوانات المهددة بالانقراض والعمل بالسخرة والمواد الإباحية للأطفال وبيع الأعضاء والاتجار بالبشر، تأجير الأشخاص لتنفيذ جرائم القتل والاغتيالات، والإرهاب.
كما تشمل بيع بيانات بطاقة الائتمان المسروقة، والأبحاث الطبية بما في ذلك معلومات حول الأدوية والعلاجات الجديدة، والأسرار التجارية والسجلات المالية، والتقارير الاستخباراتية .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شبرا الخيمة الدارك ويب الويب المظلم الدارک ویب
إقرأ أيضاً:
المحتوى الرقمي بين التهليل والتحليل
صناعة المحتوى الرقمي من أهم التحديات التي تواجه الإعلام غير التقليدي اليوم، لا في قدرتها على الرواج اللحظي وسعة الانتشار وحسب، بل في خطورة إمكانية حشو المحتوى برسائل هدّامة مجتمعيا، أو دينيا أو حتى أمنيا، ومهما كانت مادة النقاش اليوم فلا يمكنها البعد عن توثيقها وتسويقها عبر وسائل التواصل الاجتماعي الرقمية، فإن كان الحديث عن القيم والمبادرات المجتمعية الإيجابية وجدتها حاضرة على مسرح التواصل الرقمي، كما تجد الابتكارات والإبداعات وسبل تطويرها، دورات التطوير المهني والتنمية الذاتية مع المعارف بشتى أنواعها ومختلف مستوياتها، العقيدة والآداب والفنون وحوارات مبدعيها وآخر مستجداتها، لكن صناعة المحتوى قد تنطوي على ما هو أخطر من ذلك متضمنة انحرافات سلوكية وعقائدية، كما قد تتضمن الجريمة بشتى أشكالها، وليست الجرائم الوحشية التي رصدت مؤخرا في مختلف دول العالم وارتباطها بالمواقع المظلمة ( The Dark Web ) عن ذلك ببعيدة، وفيها من تسويق تلك الأفكار ما يدق نواقيس الخطر فعليا لدى الأمم الواعية متجاوزا حدود المتابعة والمراقبة والعقاب.
وإذا ما تساءلنا عن تعريف الإنترنت المظلم ( The Dark Web) سيء السمعة مرتبطا بالفرار من الجريمة، وتوسيع مجالاتها، فالإنترنت المظلم يعتبر جزءاً مهماً من منظومة الإنترنت، حيث يسمح بإصدار المواقع الإلكترونية ونشر المعلومات بدون الكشف عن هوية الناشر أو موقعه، ويمكن الوصول إليه من خلال خدمات معينة مثل خدمة (Tor) وخدمات مماثلة طريقة لتوفير حرية التعبير عن الرأي والارتباط والوصول الى المعلومات وحق الخصوصية، وقد نشأ الإنترنت المظلم في منتصف التسعينيات، حين طور مختبر الأبحاث البحرية الأمريكية مشروع التوجيه البصلي The Onion Routing Project، المعروف اختصاراً بـ TOR، كوسيلة لحماية الاتصالات الأمنية الأمريكية عبر الإنترنت، وبمرور الوقت، بات TOR لا يخدم فقط مصالح الأمن القومي بل أصبح أيضاً أداة شائعة بين الأفراد الذين يسعون إلى الحفاظ على خصوصيتهم على الإنترنت، الويب المظلم، الذي بدأ كأداة للتواصل الآمن داخل وزارة الدفاع الأمريكية يستخدم اليوم بشكل واسع من قبل أفراد حول العالم لأغراض متنوعة، سواء كانت قانونية أو غير ذلك، عبر تقنية التوجيه البصلي التي تحمي المستخدمين من المراقبة والتعقب، وذلك بتوجيه البيانات عبر آلاف نقاط الترحيل لتغطية مسارات المستخدم وجعل التتبع شبه مستحيل، عبر هذه التقنية سعى البعض لهذه المواقع متنفسا لحرية الرأي هروبا من التضييق والحبس، فيما سعى لها آخرون وكرا للجريمة من ترويج للمخدرات والأسلحة والمواد الإباحية، وتسويق للشذوذ والوحشية، هذه الأنشطة غير القانونية جعلته محط أنظار الجهات الأمنية مكافحة للجريمة الإلكترونية وغيرها من الجرائم، ولا عجب حينها أن يوقع مستخدميه في مساءلات قانونية، فضلا عن إمكانية اختراق خصوصية مستخدميه عبر الفيروسات والخوارزميات المرتبطة بالموقع ذاته.
مع كل ذلك، حتى الإنترنت العادي سهل التتبع معروف المصدر لا يخلو من مخاطر مُحدقة إذا ما فكرنا في التركيز على المحتوى الرقمي وصعوبة تحقق المراقبة الدورية ( خصوصا تلك المقطعات القصيرة ذات التأثير السمعي البصري العميق)، أو أمعنا النظر في الخوارزميات الرقمية القادرة على نقل طفل من لعبة للتلوين والرسم إلى مواقع إباحية ومحتوى غير أخلاقي، القادرة يقينا على بث الكثير من الأفكار المزعزعة للثوابت القيمية، والمشتركات الأمنية مجتمعيا وفكريا، وفي ذلك كثير من الأمثلة التي تحكي ارتباطا وثيقا بين جرائم وقضايا مجتمعية (متضمنة اعتداءات وانحرافات سلوكية وقضايا إرهاب) ودور مواقع التواصل الاجتماعي التي سهلت سبلها وسرّعت نتيجتها مما لن تتسع هذه المقالة لسردها.
مع كل تلك السبل في تعقيدات العالم الرقمي وكل تفرع وتوزع المحتوى الرقمي فلا مناص من وجوب إنشاء وتفعيل وسائل لحماية المجتمعات من خطر المحتوى الهدّام، لا بد من خطط منظمة تستهدف متابعة المحتوى الرقمي ووضع آليات لتقييمه وأخرى لتقويمه إن اقتضى الأمر، خطط تنهض بها مجموعات من المختصين في مجالات مختلفة تشمل لجان حقوق الإنسان وحماية الطفل، والمؤسسات الاقتصادية وتنمية المجتمعات، الجهات المعنية بالأمن الوطني والقومي والمجتمعي والفكري، ولا تكتفي بالمتابعة إنما تستغرق في الربط والتحليل، ووضع مناهج وقائية وأخرى جزائية واضحة سعيا لحماية المجتمعات والأفراد والأوطان من مخاطر التحول المادي المُطلق منتصرا للمادة وتشكلاتها على حساب الإنسان وقيمه وعواطفه وتحديات واقعه.
حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية