يحملون عيدان القمح فوق رؤوسهم وظهورهم، احتفالاً وبهجةً بالحصاد، تمتلئ الغيطان بضحكاتهم وتتعالى أصوات الأغانى بجوارهم. عشرات الأطفال من محافظة أسيوط يجتمعون ليشاركوا فى عملية حصاد القمح بفرحة وحيوية رغم ارتفاع درجات الحرارة، إذ لم تمنعهم الشمس الحارقة ولا قطرات العرق التى تملأ وجوههم من «لم الغلّة»، بحسب الدكتور محمد جمال، المهتم بجمع تراث الصعيد.

أطفال الصعيد يحتفلون بحصاد الذهب الأصفر

يرتدى «الشال» الأبيض وملابسه الزرقاء، حاملاً «كومة الغلّة»، على ظهره تتعالى ضحكاته فرحاً بمشاركته فى حصاد سنابل الذهب الأصفر، هو الطفل عبدالله محمود، البالغ من العمر 10 أعوام: «فرحان إنى نزلت الغيط مع أبويا ولمينا الغلّة، بروح الغيط من وقت ما كان عمرى 3 سنين، لما بكون جزء من عملية حصاد محصول ببقى فرحان، بحس إنى عملت حاجة كويسة، وإنى باكل من إيدى».

لم يكتفِ الطفل «عبدالله» بحمل سنابل القمح، بل صمم على التقاط صور تذكارية معها: «مسكت السنابل أنا والأطفال، والدكتور محمد جمال صورنا وإحنا شايلين الغلّة، ودى هتبقى ذكريات كويسة نفتخر بيها».

أكوام كبيرة من سنابل القمح، متراصة بعضها فوق البعض بعد حصادها وقبل وضعها فى «الدرّاسة» أو الفرّاكة لفصل القمح عن «التبن»، وقفت الطفلة لينا على، البالغة من العمر 5 سنوات فوقها، تنظر لذويها وهم يحصدون المحصول، مندهشة لما يجرى بحسب والدها: «كانت فرحانة، بس مش عارفة إيه بيحصل حواليها، المهم إن اللحظات دى تتحفر فى ذهن الأطفال، ويحسوا أنهم جزء من العرق والجهد المبذول».

 الأطفال يحتفلون بـ«فوتوسيشن مع سنابل القمح»

حمل الطفل معاذ أحمد حفنة من القمح فرحاً بما حصده كفه الصغير كعمره الذى لم يتجاوز الـ12 عاماً، معبراً عن سعادته بمشاركته فى حصاد سنابل الذهب الأصفر: «بقيت فرحان وصممت أشارك علشان أحس بالفرحة إنى عملت حاجة، إحنا فى الصعيد بنروح الغيط من صغرنا، بنتعلم وبنشوف أهالينا وهما بيشتغلوا ويجتهدوا والعرق بيصب على وجوههم، بيعلّمونا الكفاح وتحمل المسئولية».

حاملاً شيكارة بلاستيكية فوق كتفه، عليها كومة من الغلال، وإلى جواره أطفاله الـ3 يساعدونه فى «دِراس القمح»، هو عبدالمجيد جمال، البالغ من العمر 43 عاماً: «باخد ولادى معايا الغيط، وبيشاركوا فى حصاد القمح ودِراسه، علشان يعرفوا قيمة الأرض وإنها زى العرض، وإن كل حبة تراب فيها رُويت بعرق وصبر وكفاح سنين».

يتمنى الأطفال أن يشاركوا دائماً فى حصاد محصول القمح، إذ يشعرون ببهجة وفرحة، بحسب «زياد»: «هنفضل نشارك على طول، لأننا من غير أرضنا ما نسواش».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حصاد القمح محصول القمح فى حصاد الغل ة

إقرأ أيضاً:

علم فلسطين يزين وجوه الأطفال بمعرض القاهرة الدولي للكتاب

لم يكن الشعب المصري بعيدًا للحظة عما يحدث بالأراضي الفلسطينية المحتلة  وهو ما برهنت عليه مواقفه الثابتة من القضية عبر التاريخ، وداخل قاعة الطفل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب بنستحته الـ 56 ، الذي يقام في مركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، وقف عدد من الأطفال ينتظرون دورهم في تلوين وجوههم، ورسم العلم الفلسطيني.

وانتشرت حالة من الفرحة والسرور على أجنحة قاعة 5 المتواجد بها قاعة الطفل ، بسبب وجود العديد من الفعاليات و الأنشطة الترفيهية


تأتي هذه الدورة في إطار خطط التطوير المستمرة التي تتبناها الهيئة المنظمة، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 واستراتيجية الجمهورية الجديدة.

يُبرز المعرض هذا العام التزام الدولة المصرية بالتحول الرقمي ودعم العدالة الثقافية، ليعكس التوجه نحو المستقبل ومواكبة التحولات العالمية.


تُشارك سلطنة عمان كـ”ضيف شرف” للدورة السادسة والخمسين، مما يُضيف بُعدًا ثقافيًا جديدًا يعزز من التعاون الثقافي العربي. كما اختارت اللجنة الاستشارية العليا العالم الراحل أحمد مستجير ليكون “شخصية المعرض”، تكريمًا لإسهاماته الفكرية والعلمية.

وفي خطوة تعكس اهتمام المعرض بفئة الأطفال، تم اختيار الكاتبة فاطمة المعدول لتكون “شخصية معرض الطفل”، تقديرًا لدورها البارز في مجال أدب ومسرح الطفل.

مقالات مشابهة

  • هل يتألم أطفال غزة وهم يستشهدون.. ولماذا يسمح الله بمعاناتهم؟ شيخ الأزهر يجيب
  • هل يتألم أطفال غزة وهم يستشهدون؟.. شيخ الأزهر يُجيب
  • هل يتألم أطفال غزة وهم يستشهدون .. ولماذا يسمح الله بمعاناتهم؟ شيخ الأزهر يجيب بمعرض الكتاب
  • انطلاق فعاليات جامعة الطفل بجامعة عين شمس فى نسختها السابعة والثامنة
  • هل يتألم أطفال غزة وهم يستشهدون ولماذا يسمح الله بمعاناتهم؟ الأزهر يجيب
  • علم فلسطين يزين وجوه الأطفال بمعرض القاهرة الدولي للكتاب
  • الجزائر تدعو المجتمع الدولي إلى “التحرك فورا” لمساعدة أطفال غزة
  • هيئة قصور الثقافة تقدم مجموعة من الورش الفنية ضمن معرض الكتاب
  • فرح شرقاوي وكورال أطفال.. العروض الفنية لقصور الثقافة تسحر رواد معرض الكتاب
  • وصية طفل فلسطيني قبل استشهاده تجسد مأساة أطفال غزة