"لا استطيع التنفس".. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقية خنقا على يد شرطة أمريكية (فيديو)
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
أظهر مقطع فيديو التقطته كاميرا مراقبة تابعة للشرطة الأمريكية الكلمات الأخيرة لرجل من ذوي البشرة السمراء يدعى فرانك تايسون، بينما كان رجال الشرطة جاثمين على ظهره خلال اعتقاله.
وقد توفي تايسون (53 عاما) خلال عملية اعتقاله من قبل الشرطة بعد أن ألقي القبض عليه ووجهه للأسفل على أرضية ناد اجتماعي الأسبوع الماضي.
وكشفت اللقطات التي نشرت مؤخرا أن تايسون كان يقول للضباط: "لا أستطيع التنفس"، مرددا بشكل مخيف كلمات جورج فلويد الذي كانت وفاته على يد شرطة مينيابوليس في عام 2020 فتسببت باحتجاجات واسعة النطاق لحركة "حياة السود مهمة".
وتم نشر فيديو يظهر الشرطي الذي كان يشارك في عملية اعتقال تايسون في وقت سابق من هذا الأسبوع، ويبدو الضباط وهم يستجيبون لبلاغ عن حادث تحطم وعن تايسون في شرق مدينة كانتون بولاية أوهايو، بجوار حانة.
وقع الحادث في حوالي الساعة الثامنة من مساء يوم 18 أبريل، وتمثل بقيام سيارة بقطع عمود كهرباء.
إقرأ المزيدوقام سائق سيارة عابر بتوجيه الشرطة إلى الحانة بعد أن هرب تايسون من مكان الحادث.
وتُظهر لقطات الكاميرا التي التقطها الضابط بو شونيغ امرأة تفتح باب المكان، وقالت: "من فضلك أخرجه من هنا الآن (تقصد تايسون)".
أمسكت الشرطة بتايسون فيما راح هو يقاوم عملية تقييد يديه، وقال مرارا وتكرارا: "إنهم يحاولون قتلي.. اتصلوا بالشرطة" في أثناء طرحه على الأرض، فيما قام عناصر الشرطة بتقييده، بما في ذلك وضع ركبته على ظهره، وأخبر الضباطَ على الفور أنه لا يستطيع التنفس.
من جهتهم، قال عناصر الشرطة لتايسون إنه بخير، وعليه أن يهدأ ويتوقف عن مقاومتهم، بينما كان وجهه للأسفل وساقاه متقاطعتين على الأرضية المغطاة بالسجاد.
وكانت الشرطة تمزح مع المارة وتتصفح محفظة تايسون قبل أن تدرك أنه كان يعاني من أزمة صحية.
وبعد خمس دقائق من تسجيل لقطات الكاميرا جسم تايسون وهو يقول "لا أستطيع التنفس"، سأل أحد العناصر زميله عما إذا كان تايسون قد هدأ، فيما لم يتحرك تايسون عندما طلب منه أحد العناصر الوقوف وحاول قلبه، وراحوا يهزونه ويفحصون نبضه.
وبعد دقائق، أشار أحد العناصر إلى أنهم بحاجة لتدخل الإسعاف، لأن تايسون لم يكن يستجيب ولم يكن الشرطي متأكدا مما إذا كان بإمكانه الشعور بنبض لدى تايسون، وبدأ عناصر الشرطة عملية الإنعاش القلبي الرئوي.
وأفاد تقرير شرطة كانتون حول وفاة تايسون الذي صدر يوم الجمعة بأنه "بعد وقت قصير من تثبيت تايسون على الأرض، أدرك الضباط أنه أصبح غير مستجيب"، وأنه تم إجراء عملية الإنعاش القلبي الرئوي. كما تم إعطاء جرعات من ناركان قبل وصول المسعفين.
وأعلنت وفاة تايسون في المستشفى بعد أقل من ساعة.
وقال كبير المحققين هاري كامبل في مكتب الطب الشرعي في مقاطعة ستارك، الخميس، إن تشريح الجثة أجري في وقت سابق من الأسبوع وتم تسليم رفات تايسون إلى دار الجنازات.
ووفقا لقسم الشرطة، فإن عنصري المرور في إدارة شرطة كانتون، اللذين تم وضعهما في إجازة، شوينغ وكامدن بورش، هما من البيض.
وذكر مكتب التحقيقات الجنائية التابع للمدعي العام في ولاية أوهايو في بيان يوم الخميس أن تحقيقه لن يحدد ما إذا كانت القوة التي استعملت مبررة وأن المدعي العام أو هيئة المحلفين الكبرى ستقرر ما إذا كانت الاتهامات المتعلقة باستخدام القوة مبررة.
وقد حذرت وزارة العدل الأمريكية ضباط الشرطة منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي بضرورة قلب المشتبه بهم من على بطونهم بمجرد تقييد أيديهم بسبب خطر الاختناق الموضعي.
هذا ويتفق العديد من خبراء الشرطة على أن الشخص يمكن أن يتوقف عن التنفس إذا تم تثبيته على صدره لفترة طويلة أو بوزن كبير لأنه يمكن أن يضغط على الرئتين ويضغط على القلب.
وخلص تحقيق أجرته وكالة أسوشيتد برس ونشر في مارس إلى أن أكثر من 1000 شخص لقوا حتفهم على مدى عقد من الزمن حين أخضعتهم الشرطة بوسائل لم يكن المقصود منها أن تكون مميتة، بما في ذلك الضغط على التنفس.
المصدر: "ديلي ميل"
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: تويتر شرطة غوغل Google فيسبوك facebook تایسون فی إذا کان
إقرأ أيضاً:
الخوض في قضايا وهموم الشرطة: السير فوق غابة الأشواك
الخوض في قضايا وهموم الشرطة: السير فوق غابة الأشواك
لم تبدأ علاقتي بالكتابة حول هموم الشرطة مع أيام الثورة أو بداية الحرب، بل هي علاقة قديمة، ممتدة ومتجذرة، تعود إلى ما قبل السوشيال ميديا. كانت الصحف الورقية حينها هي المنبر الذي يطالع فيه الناس الكلمة المطبوعة على الورق، شهادة للكاتب أو عليه، وأرشيفًا محفوظًا عبر الزمن.
منذ تلك الفترة، ظللت أكتب حول محورين أساسيين لا أفارقهما: المنافحة عن الشرطة حين تُظلم أو يُساء إليها، والسعي لطرح أفكار أعتقد أنها تمثل “شرطة بكرة”؛ شرطة واعية بدورها، مزودة بالأخلاق، محصنة بالعلم، ومنفتحة على التطوير.
عندما ظهرت الأسافير، كانت لنا صولات وجولات عبر منبر “سودانيزاونلاين” الشهير، حيث دافعنا عن الشرطة، وناقشنا النواقص دون تردد، وتحدثنا عن “نقص القادرين على التمام”. انتقلنا بعدها إلى صفحات “فيسبوك” بنفس النهج والأسلوب: لا فظاظة، لا شتائم، لا مهاجمة للأشخاص، بل تركيز على القضايا، وتشريح للواقع بعين شرطي متقاعد يحمل همّ الوطن والشرطة.
ثم جاءت الحرب، ففرضت واقعًا قاسيًا، وأضعفت مفاصل الدولة، وانتُشلت الشرطة من ميادينها. فكان لزامًا علينا أن نتقدم الصفوف دفاعًا عنها، وأن نبصّر الناس بحقائق مغيّبة. خضنا معارك شرسة بالكلمة، ونحن نعلم أن الكلمة في هذا الزمان قد تُعد تهمة، وأن الصمت مريح لكنه ليس خيارًا لمن يحمل همّ الوطن وهمّ الشرطة.
لقد كتبنا طوال هذه السنوات لا سعياً لمنصب أو مال أو طمعًا في جاه أو شهرة، بل كتبنا ابتغاء وجه الله تعالى، وإيمانًا بأن الكلمة أمانة، وأن الإصلاح مسؤولية. من حق الشرطة علينا أن ننصحها، ومن حق الناس علينا أن نصدح بالحقيقة، ومن حق الوطن علينا أن نكون أوفياء له، كلٌّ من موقعه، وكلٌّ بقدر طاقته.
على مدى أكثر من ربع قرن، من أواخر التسعينيات وحتى اليوم، لاقت كتاباتي استحسانًا من كثيرين: قادة شرطة، زملاء، ومواطنين مدنيين، ذلك الفضل من الله. وفي المقابل، لاقت استهجانًا وتحفظات من آخرين، بل تعرضت للأذى والتشكيك في النوايا، والاتهامات المباشرة والمبطنة. لكن ذلك كله لم يكن كافيًا لإيقاف قلمي، أو إطفاء جذوة الإيمان بداخلي بأن ما أكتبه هو واجب وطني، ورسالة يجب إيصالها كاملة غير منقوصة.
غير أن للحرب وطأتها، وللزمن أحكامه، وللجسد طاقته المحدودة. لقد أرهقتنا الأيام، وضاقت في عيوننا المساحات، وتقلصت فسحة الاحتمال. ولأن النفس لها علينا حق، كما قال سلمان الفارسي لأبي الدرداء، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لربك عليك حقًا، ولنفسك عليك حقًا، ولأهلك عليك حقًا، فأعطِ كل ذي حقٍ حقه”، فإنني اليوم، وبعد أن قدمت ما استطعت، وقلت ما وجب قوله، وكتبت ما لم أستبق منه شيئًا، أعلن عبر هذا المقال:
اعتزالي الكتابة عن شؤون وهموم الشرطة.
إن هذا الاعتزال ليس يأسًا أو انسحابًا من ساحة المعركة، بل هو قرار ينبع من فهم دقيق للظروف الحالية ومتطلباتها. في بعض الأحيان، تقتضي الضرورة اتخاذ خطوات إستراتيجية تتيح الفرصة لإعادة التقييم والتخطيط بشكل أكثر فعالية، بما يتماشى مع الأهداف الكبري التي لا تتحقق إلا بالصبر والحكمة في التعامل مع الأوضاع المعقدة.
الآن وبعد أن تحررت الخرطوم، وبعد أن دُحِر العدو من عاصمتنا، دقّت ساعة العمل. الحرب لم تنتهِ بعد، فهناك جولات قادمة في كردفان و دارفور، لكننا في الخرطوم أمام مسؤولية جديدة: مسؤولية بسط الأمن وإعادة الإعمار. انتهت معركة التحرير، وبدأت معركة البناء. وهذه معركة لا تقل شراسة عن القتال، لكنها تتطلب أدواتٍ أخرى. تتطلب أن نكون في الميدان، لا على الورق فقط. يجب أن نكون في خدمة الوطن، والشرطة، والمواطن، ودعم جهودها لترسيخ الأمن، وإعادة هيبة الخرطوم واستقرار السودان.
لقد حان وقت العمل. لم يعد هناك مجال للحديث والكتابة والانتظار. القلم في هذا الميدان قد انتهى دوره، ولعل في الساحة من يحمل الراية ويواصل المسير، ولو فوق غابة الأشواك.
والله من وراء القصد.
بقلم: عميد شرطة (م) عمر محمد عثمان
9 أبريل 2025م
إنضم لقناة النيلين على واتساب