فرح في الصحراء.. طوارق الجزائر يحتفلون بإغراق فرعون في مهرجان السبيبة
تاريخ النشر: 30th, July 2023 GMT
احتفل الطوارق في الصحراء الجزائرية بمهرجان السبيبة السنوي الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 3 آلاف عام، في أجواء سرور خيّم عليها الرقص والغناء التقليديان.
ويثير هذا الاحتفال -الذي يستمر 10 أيام ويتزامن مع ذكرى عاشوراء- الحماسة في بلدة جانت التي يبلغ عدد سكانها 14 ألف نسمة في جنوب شرقي الجزائر، حيث تواصلت الاستعدادات على قدم وساق لمدة أسبوع.
وأوضح حسن الشيخ (64 عاما) -وهو أحد المشاركين في المهرجان الذي يحتفي بالسلام- أن "الأطفال يتعلمون الرقص خلال البروفات، وللجميع الحق في التعبير عن حماستهم"، مشيرا إلى أن الموقع الذي يستضيف المهرجان "موجود منذ أجدادنا".
ويحاكي هذا الاحتفال المدرج منذ العام 2014 في قائمة التراث الثقافي لليونسكو -والذي حدد تاريخه حكماء واحة جانت- معركة بين قبيلتين من الطوارق هما الميهان وإزلواز.
وتعود أصول المهرجان إلى زمن بعيد، ووثق فيلم الجزيرة الوثائقية "السبيبة.. فرح الصحراء" احتفالات الطوارق بين قصر إزلواز وقصر ميهان، والتقت فيه برجالهم ونسائهم الذين تحدثوا عن "يوم السبيبة" وأهميته وما يعني لهم هذا العيد البهيج.
ويقول المختار بن عومر -وهو مُلبِّس من قصر أزلواز- في الوثائقي إن الشهور القمرية عند الطوارق تبدأ بالمحرم، والعاشر منه يطلق عليه "السبيبة"، وتعود الاحتفالات بالسبيبة إلى قصة إغراق فرعون "فقد حاول الناس -مثل بقية شعوب الأرض- التعبير عن فرحهم بهلاك الطاغية، فكان الرقص بالسيف طريقتهم للتعبير في هذا الوادي".
تقاليد قديمةووفقا للتقاليد، دارت حرب ضروس بين قبيلتين من صحراء طاسيلي ناجر التي تقع في الجنوب الشرقي للجزائر وتضم أكبر متحف للرسوم الصخرية البدائية.
وعندما علمت القبيلتان آنذاك بنجاة النبي موسى من جيوش فرعون أبرمتا معاهدة سلام، وقال إلياس علي البالغ 73 عاما لوكالة الصحافة الفرنسية "بحسب أسلافنا، يعود عيد السبيبة إلى زمن فرعون وموسى في مصر، احتفظ أجدادنا بتاريخ يوم غرق فرعون في البحر واحتفلوا بموته".
وفي المهرجان، غنت النساء اللواتي زيّن أنفسهن بوشوم الحناء ووضعن حليّا فضية ثقيلة على وقع طبول تقليدية لإثارة أجواء المنافسة التي سيخوضها الرجال، وللمرأة أهمية كبيرة يوم السبيبة، فهي التي تقرع طبل "الإمينيني" إيذانا ببدء الاحتفالات.
وقالت دعاء (16 عاما) -وهي إحدى المشاركات في الغناء- إن الحلي "مثل زينة المرأة، ترتديها مع الإكسسوارات"، فيما ارتدت صابرينا (29 عاما) -وهي مغنية أخرى- ملابس تقليدية وقلادة كبيرة، وتولت امرأة كبيرة السن مساعدة الاثنتين في المهمة.
وقالت صابرينا "ثمة امرأة هنا تساعدنا خصيصا على ارتداء هذه الملابس"، أما دعاء فقالت "لا نستطيع ارتداءها وحدنا، الأمر صعب".
يتظاهر الرجال الذين يعتمرون قبعات ذات أنماط هندسية بأنهم يتواجهون، ويلوّحون بالسيوف -التي لها مكانة خاصة عند الطوارق- بيد وأوشحة في اليد الأخرى كدليل على السلام، فالانتصار الحقيقي هو الحفاظ على العادات.
وتتنوع الأغاني والأشعار بحسب الأحياء، لكن أغلبها غناء مديح، ويُستقبل بها الفرسان وكأنهم عائدون من الحرب منتصرين، وعلى وقع أغان حربية يتصاعد التوتر بين المتنافسين الذين يخوضون حربا سلمية تمثيلية.
وتُجرى عملية اختيار "من سيكون في الأمام وفي الوسط وفي الخلف"، كما أوضح حسن الشيخ لوكالة الصحافة الفرنسية "ففي رقصة السبيبة -خصوصا لدى للرجال- يجب أن يتوافر مقاس للأكتاف، وأن يكون الشخص صاحب عضلات".
ويجذب المهرجان أيضا سياحا أجانب أتوا لاكتشاف الصحراء الجزائرية، مثل سيلكة، وهي سائحة ألمانية تبلغ 55 عاما، والتي قالت "كل شيء مميز ومختلف تماما عن المكان التي أتيت منه بألمانيا، من جمال الناس والراقصين والموسيقى والآلات الخاصة بهم".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
انطلاق فعاليات “مهرجان البن الثاني” في رجال ألمع
تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير رئيس هيئة تطويرها، دشّن محافظ رجال ألمع الحسن بن عبدالخالق الحفظي مساء اليوم، فعاليات “مهرجان البن السعودي الثاني” في محافظة رجال ألمع، بحضور مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة عسير المهندس أحمد بن محمد آل مجثل، وممثلي الجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية المشاركة.
ويهدف المهرجان، الذي يستمر 4 أيام، بتنظيم من الجمعية التعاونية للبن برجال ألمع وإشراف فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة، إلى تسويق منتجات القهوة السعودية المميزة، التي تُعد إرثًا وطنيًا يعكس كرم الضيافة العربية الأصيلة لدى الشعب السعودي، ويضم أكثر من 45 ركنًا لعرض منتجات البن، بمشاركة منتجين محليين وعدد من الإدارات الحكومية والشركات المتخصصة.
ويتضمن المهرجان العديد من الفعاليات والأنشطة والعروض المتنوعة وورش العمل الخاصة بالقهوة، والمسابقات اليومية والأمسيات الثقافية التراثية والجلسات الحوارية، مع تسويق وعرض منتجات المزارعين لأجود محاصيل البُن السعودي التي تُنْتَج في رجال ألمع عبر 286 مزرعة بن تحتوي على 63328 شجرة مثمرة، تنتج نحو 40216 كيلو بُن سنويًا.
أخبار قد تهمك 4 طن من البُن السعودي في انطلاق النسخة الثانية من المهرجان برجال ألمع 21 فبراير 2025 - 10:41 مساءً فيديو.. معركة عنيفة بين مجموعات من القرود في محافظة رجال ألمع 9 أبريل 2022 - 4:51 مساءًوأكد مدير عام الفرع في كلمته خلال الحفل المعد بهذه المناسبة، أهمية المهرجان في تعزيز قطاع زراعة البن ودعم المزارعين، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لتطوير هذا القطاع الحيوي، الذي يعد جزءًا من الهوية الثقافية والاقتصادية للمنطقة.
مشيرًا إلى أن وزارة البيئة والمياه والزراعة تحرص على تعزيز الميز النسبية لكل منطقة ودعمها ودعم العاملين بها حتى تصبح قيمًا تنافسية يمكن الاعتماد عليها اقتصاديًا وثقافيًا، ومن ذلك قطاع البن في مناطق حزام البن في المملكة عبر 15 محافظة تتوزع بين مناطق عسير وجازان والباحة.
وتقدم الوزارة العديد من البرامج والمشاريع والمبادرات لدعم قطاع البن وتشجيع المزارعين، كما تقدم الدعم والإعانات المالية الغير مستردة لمنتجي البن عبر برنامج التنمية الريفية المستدامة.
من جانبه، أوضح مدير الزراعة بالشركة السعودية للقهوة محمد سوادي خلال كلمته، دور الشركة في دعم زراعة البن، مبينًا أنه جرى دعم الجمعيات التعاونية بأكثر من 300 ألف شتلة بن، تعمل على تحقيق هدفها بزراعة 5 ملايين شجرة بن في المملكة بحلول عام 2030م، لافتًا الانتباه إلى أن الشركة وزعت حتى الآن 550 ألف شتلة، وأطلقت مسابقة “محصول التميز” لتشجيع المزارعين على عرض منتجاتهم في الأسواق المحلية والعالمية.
بدوره، أكد ممثل الجمعيات التعاونية في المملكة علي الحياني، أهمية المهرجان في تعزيز التعاون بين المزارعين والجهات الداعمة، لافتًا إلى أن مثل هذه الفعاليات تسهم في زيادة الوعي بجودة منتجات البن السعودي وتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية.
وتضمن الحفل عرض فيلمًا تعريفيًا عن تاريخ زراعة البن في رجال ألمع، تلاها قصيدة شعرية وأوبريت شعبي بمشاركة فرق فنية شعبية، مما أضفى طابعًا تراثيًا على الفعالية يُذكر أن مهرجان البن الثاني في رجال ألمع يشارك فيه أكثر من 30 مُزارعًا، إلى جانب الأسر المنتجة وأصحاب الحرف اليدوية والجمعيات الأهلية، حيث يعد المهرجان ملتقى لكل مزارعي البُن في منطقة عسير؛ ويهدف إلى تعزيز مكانة البن السعودي كمنتج وطني متميز، ودعم المزارعين في تطوير مهاراتهم وتسويق منتجاتهم، بما يسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 في تنويع الاقتصاد ودعم القطاعات الزراعية الواعدة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات، وتعريف زوار المهرجان بالميز النسبية لمحافظة رجال ألمع ومنطقة عسير من ثروات زراعية وطبيعية