اعتقال سوداني بعد وفاة 5 أشخاص في عبور قارب
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
كان رجل من جنوب السودان، يبلغ من العمر 22 عاما من بين ثلاثة رجال اعتقلوا فيما يتعلق بعبور قارب للقناة الإنجليزية التي تفصل بين جنوب إنجلترا وشمال فرنسا مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص بينهم فتاة صغيرة.
جنوب السودانالرجلان الآخران المحتجزان مواطنان سودانيان يبلغان من العمر 19 و22 عاما. تم حجب جميع أسمائهم بعد اعتقالهم للاشتباه في تسهيل الهجرة غير الشرعية ودخول المملكة المتحدة بشكل غير قانوني.
وقالت الوكالة إن المشتبه بهم يخضعون للاستجواب من قبل الوكالة الوطنية للجريمة في المملكة المتحدة (NCA) في كنت.
ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية، جاءت الاعتقالات في الوقت الذي أكد فيه غويريك لو براس، المدعي العام في بولوني سور مير في فرنسا، أن الطفلة كانت تبلغ من العمر ستة أعوام ونصف، وأثار مسألة ما إذا كانت قد تعرضت للدوس حتى الموت.
وقال: "يبدو من أعمال التحقيق الأولى، وخاصة من جلسات الاستماع للأشخاص الذين تم إنقاذهم، أن القارب المعني يجب أن يكون قد نقل 40-50 مهاجرا دفعوا ثمن مرورهم، في وقت المغادرة، ورد أن ما بين 40 و50 مهاجرا خرجوا من الكثبان الرملية وأجبروا أنفسهم على ركوب القارب، مما أدى إلى سحق العديد من الأشخاص الذين كانوا على متنه بالفعل.
وفي الوقت نفسه، واصل البعض دفع القارب إلى البحر، مما أدى إلى وجود أكثر من 100 مهاجر على متن القارب، بعيدا عن الشواطئ".
وأضاف لو براس أن "شهادات الأشخاص الذين أعيدوا إلى الرصيف يوم الثلاثاء لا تشير إلى الغرق أو حقيقة أن القارب انقلب في أي وقت".
وقد أجريت مقابلات مع 55 شخصا كانوا على متن القارب الصغير والذين نجوا من الرحلة، ومن المتوقع أن يتم التحدث إليهم في الأيام المقبلة.
وقال كريج تيرنر، نائب مدير التحقيقات في الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة: "يظهر هذا الحادث المأساوي مرة أخرى التهديد الذي تشكله هذه المعابر على الحياة ويسلط الضوء على سبب أهمية استهداف العصابات الإجرامية المتورطة في تنظيمها".
وأضاف تيرنر: "سنفعل كل ما في وسعنا مع الشركاء في المملكة المتحدة وفرنسا لتأمين الأدلة وتحديد المسؤولين عن هذا الحدث وتقديمهم إلى العدالة".
وقيل إن أكثر من 110 أشخاص كانوا على متن السفينة عندما غادرت في الساعة 5 صباحا بالقرب من Plage des Allemands. ووقعت الوفيات بالقرب من بلدة ويميرو جنوب كاليه.
وقال حاكم با دو كاليه، جاك بيلانت، إنه على الرغم من الوفيات، واصل 57 شخصا رحلتهم إلى بريطانيا بمجرد إعادة تشغيل محرك القارب.
وقال بيلانت لصحيفة الغارديان يوم الثلاثاء إنه تم إرسال عملية إنقاذ بسرعة إلى القارب ، ورأى رجال الإنقاذ ستة أشخاص "في صعوبة كبيرة" أو جماد على متن القارب.
وأضاف أنه تم إنقاذهم على الفور ونقلهم إلى الشاطئ لتلقي العلاج من قبل خدمات الطوارئ ولكن "على الرغم من محاولات إنعاشهم، توفي خمسة منهم".
تم إنقاذ 47 شخصا آخرين من السفينة وساعدتهم الشرطة وخدمات الطوارئ والأطباء في بولوني سور مير. وأدخل أربعة منهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وقال بيلانت إنه "على الرغم من هذا الوضع المعقد والحساس"، فإن 57 شخصا كانوا على متن الزورق لم يرغبوا في مغادرة القارب. تمكنوا من تشغيل المحرك واستمروا في بريطانيا ، تحت مراقبة السلطات الفرنسية.
وقبل ساعات، أقرت حكومة ريشي سوناك تشريعا يسمح لها بترحيل طالبي اللجوء الذين يصلون إلى المملكة المتحدة على متن قوارب صغيرة إلى رواندا.
وقال رئيس الوزراء إن التقارير "المأساوية" عن الوفيات في القناة تظهر سبب الحاجة إلى خطة رواندا.
ووصف مجلس اللاجئين في المملكة المتحدة الوفيات بأنها "مدمرة" و "أكثر مأساوية" تأتي بعد وقت قصير من تمرير مشروع قانون رواندا.
وقد عبر أكثر من 6000 شخص القناة هذا العام، بزيادة قدرها حوالي الربع عن نفس الفترة من العام الماضي.
تواصل الشرطة الفرنسية التحقيق في الظروف التي أدت إلى الوفيات إلى جانب شرطة كينت وإنفاذ الهجرة وقوة الحدود و NCA.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شمال فرنسا المملکة المتحدة کانوا على متن
إقرأ أيضاً:
رحلة عبر الكهوف والمياه.. اكتشف سحر خليج هالونغ الجاف في فيتنام
تعد فيتنام من أشهر الوجهات السياحية في آسيا بفضل تنوعها البيئي والمناظر الطبيعية الخلابة، التي تهيمن عليها مئات الجزر الصخرية البديعة والكهوف البحرية المدهشة والتاريخ العريق المرتبط بالأساطير.
وتسود أجواء رطبة للغاية في المنطقة المعروفة باسم "خليج هالونغ الجاف"، التي يقصدها السياح لركوب قوارب التجديف المتهالكة -التي يطلق عليها قوارب السامبان التقليدية- حيث يمارسون التجديف وسط المناظر الطبيعية الخلابة، التي تضم الجبال الكارستية الشاهقة والغابات المطيرة الكثيفة والكهوف البحرية، حيث المياه هي العنصر المهيمن على هذا المشهد الطبيعي.
وعلى العكس من "خليج هالونغ" الشهير الذي يعد من أشهر المناطق السياحية في فيتنام، فإن "خليج هالونغ الجاف"، والمعروف أيضا باسم "ترانغ آن"، لا يقع في البحر، ولكنه يوجد وسط فيتنام جنوب هانوي.
وتتقاطع هذه المنطقة مع دلتا النهر الأحمر، التي تتفرع على مساحة شاسعة، والتي شكلت المناظر الطبيعية البديعة هناك على مر السنين. وبفضل المناظر الطبيعية الخلابة، التي تضم منحدرات الحجر الجيري في خليج تونكين الأخضر الزمردي، فإنه يمكن مقارنة "خليج هالونغ الجاف" مع الخليج الشهير، إذ يتمتع كل منهما بمزاياه المتفردة.
إعلانالمرشد السياحي كوي فو أشار إلى أن المنطقة الطبيعية "ترانغ آن" ليست مزدحمة بالسياح، كما لا توجد سفن سياحية أيضا. وينحدر المرشد السياحي، البالغ من العمر 34 عاما، من مدينة "نينه بينه" ويصطحب السياح من العاصمة الفيتنامية هانوي، التي تبعد 100 كلم، إلى موطنه عدة مرات في الأسبوع، وتستغرق الرحلة نحو ساعتين ونصف الساعة بالحافلة.
وبمجرد مرور الحافلة من آخر ضواحي العاصمة النابضة بالحياة، والتي تنتشر بها الدراجات النارية الصاخبة، يمر السياح على حقول الأرز الشاسعة وتستلقي حيوانات جاموس الماء تحت أشعة الشمس، وفي القرى يجلس الأشخاص في الشوارع أمام المتاجر والورش من أجل التكيف مع درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية.
قائمة التراث العالمييبدو الوضع أكثر إرباكا على رصيف القوارب في "ترانغ آن"، الذي يقع على مسافة بضعة كيلومترات فقط من عاصمة المقاطعة "نينه بينه"، وتبدأ رحلات القوارب في جنوب الدلتا عبر المناظر الطبيعية الكارستية الواسعة في "ترانغ آن"، والتي تم إدراجها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو عام 2014.
وتصطف قوارب السامبان الملونة وتتأرجح على صفحة المياه، وعادة ما تصل القوارب وتنطلق وهي تحمل مجموعات جديدة من السياح، ولا بد أن تتم عمليات النزول والركوب بسرعة، لأن الرحلات مجدولة بشكل جيد، من أجل تجنب التكدسات أمام مداخل الكهوف.
تسعة كهوفوبينما يخيم الصمت والهدوء على المكان تخترق "آهات" الإعجاب الجماعية عندما يدور القارب حول المعبد البوذي أو "الباغودا" الذي تم بناؤه في الماء مباشرة، ويصرخ المرشد السياحي "اخفض رأسك" بينما يتجه قائد القارب نحو شق صخري، تصعب رؤيته، وهنا ينزلق القارب بصمت إلى كهف "هانغ ثانه ترود"، الذي يبلغ طوله 320 مترا، ويعتبر أطول الكهوف التسعة، التي يمكن زيارتها في جولة تستغرق 3 ساعات.
وفي أثناء الجولة، يتوقف القارب وينزل السياح منه لزيارة معبد "سوئي تيين"، ويصعد السياح بعض الدرجات، التي تؤدي إلى البناء الخشبي الفخم، الذي يمتاز بسقف الباغودا. وبعد السير لمسافة قصيرة على الأقدام يظهر جبل "ديا لينه"، الذي يبدو بشكل عمودي من المياه، ويظهر بمظهر منتفخ مثل الريشة، ويعتبر من أشهر المواقع السياحية في المنطقة، حيث يحب السياح التقاط كثير من الصور.
إعلانولقد نال هذا الموقع إعجاب المخرج العالمي غوردان فوغت روبرتس واتخذ من "ترانغ آن" موقعا لتصوير فيلمه "كونغ: جزيرة الجمجمة" (Kong: Skull Island) عام 2017، وبالطبع لن يشاهد السياح القرد العملاق "كينغ كونغ" الشهير، ولكن يمكنهم زيارة القرية، التي تم بناؤها من القش خصيصا لهذا الفيلم الخيالي.
وتنتشر صور هذا الموقع على وسائط التواصل الاجتماعي بشكل لا حصر له، بفضل المناظر الطبيعية وإدراجه على قائمة منظمة اليونسكو، وبالتالي تستعد المنطقة لاستقبال أعداد أكبر من السياح، كما يرغب المرشد السياحي كوي فو في استغلال هذه الطفرة وافتتاح فندق لمبيت السياح أو ربما مطعم صغير، بالإضافة إلى زيادة الوعي السياحي لدى السكان، حيث تركز المنطقة على السياحة المعتدلة، ولا يوجد هوس بالمشروعات الإنشائية من دون مراعاة الأبعاد البيئية.
وفي رحلة استكشاف "ترانغ آن" يمكن للسياح التبديل بين القارب والدراجة الهوائية، حيث يصل السياح عبر الشوارع الجانبية الضيقة إلى المستوطنات، التي تضم المزارع الصغيرة والحدائق النباتية وحقول الأرز، التي تحيط بها الجبال الاستوائية.
المدينة الملكية "هوا لو"وتصل الجولة السياحية إلى المدينة الملكية "هوا لو" القديمة، التي تم تشييدها لتكون حصنا عسكريا عام 968م، وكانت ذروة ازدهارها في عهد الأسرات "ديناه" و"لي" و"لو" خلال القرن الـ11 الميلادي. وقد أعيد بناء معبدين على أطلال الأساسات القديمة خلال القرن الـ17.
ويتم الآن استغلال هذه المعابد للمناسبات الروحية والثقافية، ومنها مهرجان "هوا لو" السنوي، الذي يقام في شهر أبريل/نيسان من كل عام، ويعتبر هذا المهرجان الأكبر والأكثر شهرة، ويرجع تاريخه إلى حوالي ألف عام.
ودائما ما يظهر الماعز الجبلي البري على الجدران الصخرية شديدة الانحدار، سواء كان السياح في القارب أو على الدراجة الهوائية، وتعتبر هذه الحيوانات بمثابة الشعار غير الرسمي لمدينة "نينه بينه"، كما أنه يدخل في كثير من الأطباق الشهية.
إعلانوتتطلب المرحلة التالية من الجولة السياحية أن يتمتع الجميع، سواء كانوا رجالا أو نساء، بالقوة البدنية للوصول إلى منطقة "هانغ موا"، التي تقع على مسافة 10 كيلومترات. وإلى جانب الكهف الشهير، تمتاز المنطقة أيضا بمنصة المشاهدة على الهضبة، التي يبلغ ارتفاعها 65 مترا.
ويتعين على السياح صعود 500 درجة للوصول إلى القمة. كما يتطلب الأمر أخذ فترات راحة منتظمة لتناول المشروبات، ولكن الإطلالة البانورامية 360 درجة تستحق كل هذا التعب والمجهود، حيث ينعم السياح بمشاهدة الجبال الكارستية اللانهائية وحقول الأرز الخضراء الزاهية والأنهار المتعرجة، والتي تعتبر من أجمل المناظر الطبيعية في فيتنام.