قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير الدكتور محمد حجازي، إن تحرك الجامعات الأمريكية والأوروبية والجماهير بالمدن الغربية المختلفة، يمثل صحوة ضمير إنساني، تساند فلسطين وتحاصر عنف إسرائيل وداعميها الذين تواطؤا مع مرتكبي واحدة من أكبر جرائم الإبادة الجماعية الموثقة في العصر الحديث.

واعتبر السفير حجازي، اليوم الجمعة، أن هذا التحرك يعد بداية لتحول جذري في الرأي العام الأمريكي وسيكون له تأثير كبير في مسار ليس فقط الانتخابات الأمريكية، لكن أيضا في مسار الأوضاع بالشرق الأوسط، سواء ارتباطاً بالأحداث داخل قطاع غزة أو بمستقبل القضية الفلسطينية، خاصة بعد ما اكتسبته من مساندة غير مسبوقة من قبل صفوة الجامعات الأمريكية بل والشعوب الغربية التي كشفت انحدار مؤسسات الحكم في دولها لدرك اسفل وانهيار أخلاقي وانتهازية.

وتابع إن الرأي العام العالمي يعي ويدرك أن واشنطن والغرب تغاضيا عن كل الخروقات، التي ارتكبتها وعن عمد وقصد "حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل" والمجازر والممارسات التي صنفت بأنها "جرائم ضد الإنسانية"، مذكراً بوصف فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة في تقريرها المعنون "تشريح الإبادة الجماعية" أن ما حدث في غزة هو جريمة إبادة جماعية، علاوة على وصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث الحرب في غزة بأنها "خيانة للإنسانية".

وانتقد مساعد وزير الخارجية الأسبق، اعتبار نتنياهو والمؤيدين لإسرائيل بأن ما تقوم به طلبة الجامعات الأمريكية هو خطاب كراهية أو معاداة للسامية، مشيراً إلى حديث السناتور بيرني ساندرز عن تجاهل رئيس حكومة تل أبيب لتدمير جيش الاحتلال 221 ألف منزل في غزة وإدانة قتل 43 ألف فلسطيني، 70% منهم من الأطفال والنساء.

وشدد على أن جريمة الإبادة ضد الشعب الفلسطيني باتت تتكشف ملامحها ومنهجيتها وتوثق، حيث هدمت إسرائيل كل الجامعات في غزة وقتلت الأساتذة والعلماء ودمرت المدارس ومرافق الكهرباء والمياه ودمرت المستشفيات وحولت ساحاتها لمقابر جماعية، كما استهدفت المساجد والكنائس والأسواق واستخدمت التجويع المحرم دولياً سلاحاً لاستكمال جوانب جريمة التطهير التي باتت موثقة أمام العالم و الشاشات.

وجدد السفير حجازي، التشديد على أن الصحوة في الضمير العالمي التي شهدتها، لاسيما الجامعات الأمريكية، تعبر عن القطاع الأكثر تأثيراً من مجتمع المثقفين والصفوة والشباب و أصحاب الفكر والرأي الذين سيشكلون مستقبل الرأي العام الأمريكي الآن وفي المستقبل، بدلا من الدور الانتهازي المبتذل لدوائر الحكم في واشنطن وأوروبا.

ورأى أنه كما كانت الجامعات الأمريكية في طليعة القوى، التي ساهمت في القضاء على الأبرتهايد الفصل العنصري في جنوب إفريقيا وفي الدور المهم، الذي لعبته لوقف العدوان والحرب الأمريكية علي فيتنام، فها هي وفي المقدمة طلبة الجامعات الأمريكية وهيئات تدريس وبعضهم من الأساتذة والطلبة اليهود، تتحرك لوقف العدوان والجرائم الإسرائيلية في غزة، وإدانة المشروع الصهيوني، الذي استهجنه اليوم في الجاردين البريطانية المحلل الإسرائيلي ناعومي كلاين في مقاله المهم والمعنون "لا بديل عن هجرة من الصهيونية"، والذي أدان المشروع الصهيوني الذي قاد إسرائيل لتنفيذ تلك الجرائم.

وأكمل مساعد وزير الخارجية الأسبق:"الأهم أن قوى الشباب المتعلم في الجامعات الأمريكية بدأت تتصاعد وتتحرك اليوم لمواجهة التعدي على حقوق الإنسان وتردي الأوضاع الإنسانية لمستوى غير مسبوق وغير أخلاقي في غزة.

وذكر أن هؤلاء الطلاب المنتمين إلى صفوة الجامعات الأمريكية والأوروبية، والذين قرروا عدم التغاضي عن انتهاك قيم ومبادئ الإنسانية، هم الذين وقفوا من قبل ضد حرب فيتنام و الأبارتايد أو التمييز العنصري في جنوب إفريقيا، و هم الذين يمثلون الضمير الحي و المستقبل، وهم الذين سيقفون مع الحق الفلسطيني و سيشكلون الوعي الأمريكي.

وأثنى السفير حجازي على تحرك شباب فرنسا - أيضاً - اليوم في كلية الدراسات السياسية والانضمام إلى الحراك الشعبي في كل ميادين العالم لنصرة أهل غزة الصامدين وللتعبير عن التمسك بالقيم الإنسانية في مواجهة هؤلاء الذين لم يستشعروا في مسئوليات الحكم في واشنطن وأوروبا، حتى الخجل من مشاهد مذابح الأطفال والأبرياء، واستمرارهم في دعم آلة القتل والدمار وإسناده والدفاع عنها والتستر عليه في مجلس الأمن.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين إسرائيل السفير حجازي الجامعات الأمريكية عنف إسرائيل الجامعات الأمریکیة السفیر حجازی فی غزة

إقرأ أيضاً:

طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن

أحمد الهادي

في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية، يُبرز الموقف اليمني بقيادة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ــ حفظه الله ــ نموذجاً فريداً في الثبات على المبادئ القرآنية والإيمانية، ودعماً جهاديًا إيمانيًا غير مشروط للشعب الفلسطيني، مع تحدٍّ واضح للطغيان الأمريكي والإسرائيلي. هذا التقرير يستعرض أبرز محطات هذا الموقف في تطوراته الأخيرة، مع التركيز على تصريحات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، والإنجازات العسكرية الأخيرة التي كشف عنها السيد القائد.

الموقف اليمني: إيمانٌ قرآني ورفضٌ للتبعية:

يؤكد السيد القائد أن الموقف اليمني ليس وليد اللحظة، بل هو “موقفٌ أصيل، إيماني، قرآني”، مبنيٌّ على واجبات الجهاد في سبيل الله ونصرة المظلوم. ويُشدد على أن هذا الموقف “ليس وكالةً عن أحد، ولا نيابةً عن أحد، ولا عمالةً لأحد، هذا موقف بالأصالة، وهو الموقف الذي يجب أن يتبناه كلّ المسلمين أجمع”، بل هو التزامٌ ذاتي ينطلق من الانتماء للإسلام وقيمه. وفي هذا السياق، يصرح السيد قائلاً:

“نحن كشعبٍ يمني ينتمي للإسلام، ندرك واجباتنا الإسلامية، الجهادية، القرآنية، وأن موقع وموطن الظروف التي توجب الجهاد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والطغيان الأمريكي والإسرائيلي، هي أكثر من أيِّ مقامٍ آخر، من أيِّ معركةٍ أخرى، من أيِّ ظروفٍ أخرى”.

تطوُّر القدرات العسكرية: إفشال العدوان الأمريكي:

كشف السيد القائد عن تطور نوعي في الأداء العسكري اليمني، خاصة في مجال الدفاع الجوي والعمليات الاستراتيجية. ففي التصدي للعدوان الأمريكي المتواصل على بلدنا، نفذت القوات المسلحة اليمنية عمليات اعتراض ناجحة ضد طائرات العدوّ، بما فيها طائرات الشبح المتطورة.

وفي هذا الصدد، يوضح السيد القائد: “نفذنا 4 عمليات إطلاق لصواريخ قدس على طائرات التنصت والتزود بالوقود وطائرات حربية أمريكية في البحر الأحمر، كما نفذنا أكثر من 11 عملية اعتراض وتصد لطيران العدوّ الأمريكي بما فيها طائرات الشبح، وتم إفشال عدد من العمليات”.

كما أكّد السيد القائد أن العمليات العسكرية منذ 15 رمضان الماضي تُبين حجم الإسناد وفاعلية الموقف وقوة العمليات، حيثُ شملت 33 عملية ضد حاملة الطائرات الأمريكية والقطع البحرية المرافقة لها، باستخدام 122 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، ما أدى إلى تحييد بشكل شبه كامل دور حاملة الطائرات في البحر الأحمر، وإجبار العدوّ على استقدام حاملة طائرات أخرى، وهو ما يعتبر اعترافاً بفشله.

وأشار السيد القائد إلى أن من “نتائج عملياتنا ضد حاملة الطائرات ترومان لجوء العدوّ الأمريكي إلى استخدام طائرات الشبح، ولجوء الأمريكي للاعتماد على قاعدة في المحيط الهندي تبعد قرابة 4 آلاف كم سببه الفشل وضعف الفاعلية لعملياته، موضحاً أن “ما تقوم به حاملة الطائرات ترومان أصبح عملاً دفاعياً بالدرجة الأولى، وبالكاد تدافع عن نفسها أمام عملياتنا، وأن عملياتنا ضد حاملة الطائرات وضعها في حالة دفاع دون أن تتمكن من تأمين الملاحة الإسرائيلية”.

ولفت إلى أن استقدام حاملة طائرات أخرى هو فشل يؤكد أن ترومان لم يكن لها دور مؤثر لتحقيق الأهداف الأمريكية، مؤكداً أن الموقف اليمني فعال ومؤثر وقوي، ولهذا لجأ العدوّ الأمريكي إلى استقدام المزيد من إمكاناته وقدراته.

استهداف العمق الفلسطيني المحتل: رسائل قوية بمفاعيل استراتيجية:

لم تتوقف عمليات القوات المسلحة اليمنية عند مواجهة العدوان الأمريكي المباشر، بل امتدت لاستهداف عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيثُ نفذت 26 عملية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعدد 30 ما بين صاروخ باليستي وفرط صوتي وطائرة مسيّرة. ويؤكد السيد القائد أن حجم عملياتنا وزخمها يُثبت أن “القدرات ــ بحمد الله ــ لا تزال معافاة وقوية جداً ولم تتأثر بالعدوان الأمريكي”.

وأكّد السيد القائد أن القدرات العسكرية اليمنية تتنامى وأن المعنيين يزدادون في هذه المجالات ابتكاراً وإتقاناً على المستوى التقني والتصنيع التكتيك العملياتي، لافتاً إلى أن “الأدلة الواضحة في زخم العمليات وفاعليتها وتنوعها وقوتها وما تحققه من نتائج في اعترافات واضحة للأمريكيين والإسرائيليين أنفسهم”.

ووجه السيد القائد رسالة هامة للأمريكيين قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.

كما أكّد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي – يحفظه الله- أن جبهة اليمن المساندة لغزة هي جبهة قوية وملهمة وتمثل حافزاً ونموذجاً مهماً للآخرين.

وأشار إلى أن العدوان الأمريكي المساند للعدو الإسرائيلي يهدف للتأثير على الموقف اليمني بكل الوسائل، وفي مقدمتها العدوان الأمريكي المتواصل على اليمن.

جرائم العدوان الأمريكي بالأرقام: إحصائية تكشف التصعيد والفشل الأمريكي:

قدم السيد القائد إحصائية حول جرائم العدوّ الأمريكي على بلادنا خلال هذا الأسبوع، مشيراً إلى أن العدوّ الأمريكي نفذ هذا الأسبوع أكثر من 220 غارة بواسطة طائرات الشبح والطائرات الحربية F18 وأنواع أخرى، وأنه كثف من عدوانه على بلدنا، ونفذ خلال شهر أكثر من 900 غارة وقصف بحري.

أما إجمالي عملياتنا خلال هذا الشهر، فقد بلغت 78 وتم تنفيذها بـ171 صاروخا باليستيا ومجنحاً وفرط صوتي وطائرة مسيّرة.

استهداف المدنيين وفشل العدوان: البحر الأحمر مقفل بوجه العدو:

وأوضح السيد القائد أن العدوّ يستهدف الكثير من الأعيان المدنية، وأن عدوانه فاشل ولن يتمكن أبداً من إيقاف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني، وأن العدوان الأمريكي لم يتمكن من تأمين السفن الإسرائيلية، وأن البحرين الأحمر والعربي لا يزالان مقفلين تماماً في وجه العدوّ الإسرائيلي.

وقال: إن “الاستمرار في منع السفن الإسرائيلية دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي”، موضحاً أنه “لا نتيجة للعدوان الأمريكي في تحقيق أهدافه لإسناد العدوّ الإسرائيلي وحمايته وتمكينه من الملاحة من جديد”.

عمليات نوعية في عمق كيان العدوّ: “هدية عيد” للمجرمين:

وبخصوص عمليات قواتنا المسلحة خلال هذا الأسبوع في عمق كيان العدوّ، أشار السيد القائد إلى أنها تمت بالقصف الصاروخي وبالمسيّرات باتجاه يافا المحتلة وعسقلان، وكذلك بالصواريخ الفرط صوتية، وذو الفقار، وأنها تزامنت مع “عيد الفصح اليهودي” وهي هدية العيد لأولئك المجرمين.

ولفت إلى أن العملية الأخيرة في يافا المحتلة وأسدود دليل واضح على فشل العدوان الأمريكي في إيقاف عملياتنا أو الحد من قدراتنا، وأن القوات المسلحة اليمنية تواصل التصدي للعدو الأمريكي والاستهداف المستمر لحاملة الطائرات والاشتباك معها.

إسقاط الطائرة الـ19: دليل فاعلية الرد اليمني:

وأكّد السيد القائد أن إسقاط الطائرة التاسعة عشرة من طراز إم كيو9 إنجاز مهم؛ لأنَّ العدوّ الأمريكي يعتمد عليها بشكل كبير، وهذا يدل على فاعلية قواتنا المسلحة وتصديها للعدوان بفاعلية وتأثير كبير.

رسالة إلى الأمريكيين: عدوانكم يزيدنا قوة:

وجّه السيد القائد رسالةً واضحةً للعدو الأمريكي، مفادها أن العدوان لن يُثني العزيمة اليمنية، بل سيكون دافعاً لتعزيز القدرات، قائلاً: “ما نقوله لكم إن عدوانكم على بلدنا يساهم دائماً في أن نزداد قوة وتزداد قدراتنا العسكرية وأن تتعزز وأن تكون أكثر فاعلية”.

جبهةٌ تُلهم العالم:

اليمن، برغم الحصار والعدوان، أصبح نموذجاً يُحتذى في الصمود والالتزام بالمبادئ. كما يؤكد السيد القائد:

“كُلّ العالم يرى اليمنيين في الموقف الصحيح وفي قضية حق يجمع عليها كُلّ الضمير الإنساني في مساندة الشعب الفلسطيني، وأن موقف اليمن المساند للشعب الفلسطيني في الاتجاه الصحيح الذي يعترف به كُلّ العالم وينسجم مع كُلّ شيء”.

هذا الموقف لن يتراجع، وسيظل “فعالاً ومؤثراً وقوياً”، لأن قوته مستمدة من الإيمان بالله، والثقة بنصره.

مقالات مشابهة

  • السلطات الأمريكية تقتحم منازل نشطاء داعمين لفلسطين وتعتقلهم
  • الأمم المتحدة: المساعدات الإنسانية التي نقدمها في غزة تتم وفق مبادئ الإنسانية
  • نسيمة سهيم… نموذج المرأة المناضلة التي وضعت الإنسانية فوق كل اعتبار
  • أسعار العملات في فلسطين - سعر صرف الدولار اليوم الأربعاء
  • «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية» ورابطة الجامعات الإسلامية توقعان اتفاقية تعاون
  • طائرات الشبح الأمريكية تُقابلها صواريخ قدس اليمنية: معادلة صنعاء التي أرعبت واشنطن
  • قمع الحرم الجامعي.. كيف شنّت إدارة ترامب حرباً على حرية التعبير في الجامعات الأمريكية؟
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • حفيد مانديلا: اليمن أيقظ ضمير العالم في الدفاع عن فلسطين.. ونتعهد بتحقيق وعد التحرير
  • السفير الأميركي بتل أبيب: الضغط على حماس وليس إسرائيل يضمن مساعدات لغزة