«حياة الماعز».. فيلم عالمي يروي حكاية مغترب هندي في بلاد العرب
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
طالب البلوشي:
المسرح ثم الإذاعة ثم التلفزيون ثم السينما المحلية فالعالمية.. رحلة مضنية علمتني احترافية العمل وأكسبتني الخبرة واحترام الذات والإخلاص
تصوير الفيلم استغرق خمس سنوات ومحطات التصوير بين الأردن والجزائر وكيرلا.. وعام 2020 توقف التصوير.
أن يُكتب عنك «عماني» في فيلم عالمي.. فأنت تحمل علم الوطن إلى كل مكان بفخر وحب.
احتفلت «سينما فوكس» في سيتي سنتر القرم مساء أمس الأول بتدشين الفيلم الهندي العالمي «حياة الماعز»، أو باللغة المالايالامية «أدوجيفيثام»، وهو فيلم من إنتاج «كوليوود» شارك في بطولته الفنان العماني القدير طالب بن محمد البلوشي.
وتدور أحداث الفيلم المقتبس من أحداث حقيقية جرت في تسعينيات القرن الماضي حول مغترب هندي يعيش في بلاد العرب، تعرض للاختطاف واستطاع أن يهرب بعد مرور عامين، لتحدث معه العديد من الحكايات والمواقف بين القاسية والحانية في مشاهد تثير العواطف والدهشة والإثارة.
كانت الشخصية الرئيسية للعمل «نجيب» قد وصل إلى المطار لغرض العمل مع صديقه «حكيم»، وما إن وصل المطار لم يجد أحدا من الشركة التي كان يجب أن يعمل بها في انتظاره، كان موعودًا بإقامة فندقية واستقبال في سيارة خاصة، ولكنه حينما لم يجد أحدا بدا وكأنه يبحث عن شيء، فوجده مع صديقه «حكيم» رجل عربي أدى دوره الفنان طالب محمد، فأخذ منهم الجوازات ليقله بسيارته الخاصة من نوع «بيك أب»، ويوزع كل واحد منهم في حظيرة حيوانات في وسط الصحراء، ومن هنا تبدأ حكاية الألم والاضطهاد والظلم، إلى أن يهربا برفقة رجل إفريقي، ولكن قساوة الطريق بين الصحراء كانت كفيلة بموت «حكيم»، ونجاة «نجيب» بأعجوبة.
جرت أحداث الفيلم بطريقة لا يمكن وصفها بأقل من رائعة، تفاصيل تنم عن قدرة إخراجية هائلة للمخرج «باليسي» الذي اشتغل على سيناريو الفيلم لحوالي 16 سنة، لم يقدم حينها أية أعمال من إخراجه، وشهد له أن نال جائزة الأوسكار عن عمل سابق.
مشاركة عمانية
وحول العمل تحدثنا مع الفنان طالب بن محمد عن مشاركته في هذا الفيلم، كيف بدأت ومتى انتهت، فقال: «بدأت الفكرة حينما حضر مخرج فيلم حياة الماعز إلى سلطنة عمان، كان سبب زيارته مشاهدته لفيلم (زيانة) للمخرج الدكتور خالد بن عبدالرحيم الزدجالي، والذي شاركته فيه، وهو عمل مشترك بين كيرلا وعُمان، وتم تصويره في (تريفاندرام) عاصمة كيرلا، كان دوري فيه نسبة من الشر، وعند حضوره إلى عُمان التقينا بحضور الدكتور خالد، فتعرفنا عليه وتحدثنا حول الشخصية، وقدمت له بعض مسلسلاتي فاتفقنا على العمل بعد قناعته، الدور أصلا لشخصية تتحدث العربية في الفيلم حسب الرواية التي نالت نوبل الهند للراوي بنيامين».
وعن دوره بالعمل قال: «دوري في هذا العمل بدوي يعيش في الصحراء بين أغنامه وإبله، علَّمته الصحراء، جلف الطباع والجسارة والتعامل مع الطبيعة كيفما تتلون بكافة صعوباتها، حرها الشديد، بردها القارس، رياحها العاتية، حيواناتها الخطرة، لذلك تجدون طبعي في العمل عنيف التعامل مع الوافد الذي وصل بالخطأ إلى عالمي حسب مجريات الأحداث وهو المختلف كليا، فتجري المجريات كيفما تشتهي الرياح خصوصا محاولات هروب الوافد».
وفيما يتعلق بمدة تصوير الفيلم التي بلغت حوالي 5 سنوات، قال الفنان طالب: «التصوير بدأ في عام ٢٠١٨ وانتهى في عام ٢٠٢٣، وقد تم بشكل متقطع حسب التخطيط بين الهند في كيرلا ثم الأردن بصحراء وادي رم، ثم صحراء الجزائر، ثم العودة للهند كيرلا، وقد اشتغلنا على تسجيل الصوت في تشناي التاميل، وكما يعلم الجميع أن هذه السنوات تخللتها أزمة كورونا العالمية التي ألقت بظلالها على كافة القطاعات بما فيها القطاع الفني، فتوقف العمل في عام 2020 لسنة كاملة، وهذا أمر خارج عن الإرادة».
وسألنا الفنان طالب بن محمد عن مواقع التصوير تحديدا، والصعوبات التي واجهت فريق العمل، فأشار إليها بقوله: «كما أسلفت فإن العمل تم تصويره بين الأردن والجزائر وكيرلا بالهند، وفي كل موقع من مواقع التصوير كانت هناك العديد من الصعوبات، من أهمها صعوبات البيئة الصحراوية، والأحوال المناخية، والرياح العاتية، والبرد الشديد، ثم عصفت أزمة كورونا، كذلك فإن التعامل مع الحيوانات مثل الماعز والجمال خصوصا كانت من أبرز التحديات والصعوبات، مثلًا تطلب العمل أن أركب الجمل وأقوم بعمل مشاهد خطيرة، ولكن مع ذلك احترافية العمل وتنفيذه كان وفق معايير عالية الدقة من المشتغلين، فكان له كبير الأثر بالخروج بهذا العمل الكبير، ولا أقول ذلك من فراغ إنما كان هناك اشتغال حقيقي، وربما المدة الزمنية لإنتاج الفيلم كفيلة بأن توضح جدية هذا العمل، إضافة إلى الكادر الكبير جدا الذي بلغ حوالي ١٠٠ مشتغل من الفنيين والتقنيين وخبراء التغيير الجسدي والشكل للبطل (بريبتراج) حيث كان عليه أن يخسر وزنه ويربي شعره ولحيته بهذا الشكل الذي ترونه».
وعما تضيفه هذه المشاركة لمشواره الفني، أوضح الفنان طالب بن محمد البلوشي: «يضيف لي الكثير والكثير، فالانتقال من المحلية إلى الخليجية وإلى العربية ثم إلى العالمية وقد وصل عمري إلى ٦٤ عاما بحمد الله، وهذا الانتقال من المسرح ثم الإذاعة ثم التلفزيون ثم السينما المحلية فالعالمية، بالكاد هي رحلة طويلة مضنية تعلمت من خلالها احترافية الاشتغال والخبرة واحترام الذات والإخلاص». واسترسلنا بالأسئلة لنصل إلى ما تضيفه المشاركة العمانية للوسط الفني المحلي، فقال: «في فيلم عالمي، أن يكتب عنك (عماني) فإنك تحمل علم الوطن إلى كل مكان بفخر وحب». واختتمنا أسئلتنا عن أعمال الفنان طالب بن محمد البلوشي القادمة، فقال: «أتمنى التوفيق من الله لي ولزملائي من جيلي وجيل الشباب».
جدير بالذكر أن فيلم «حياة الماعز» يعرض حاليا في عدد من قاعات «سينما فوكس» في مسقط وعدد من الولايات الأخرى.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
الإمارات نموذج عالمي في العطاء الإنساني ودعم الشعوب المنكوبة
أكد رواد بالعمل الإنساني، أن جهود دولة الإمارات المستمرة في تقديم الدعم الإغاثي للشعوب المنكوبة والمحتاجة يعكس نهجها الراسخ في العطاء والتضامن الفعلي عبر مبادرات ومساعدات نوعية ومؤثرة تقدمها الدولة لكافة شعوب العالم.
وأشار الناشط في العمل الإنساني، أحمد إبراهيم إلى أن "العمل التطوعي ودعم الشعوب المنكوبة يجب أن يُترجم إلى أرقام وحقائق، لا مجرد كلمات. فعلى مدار خمسين عاماً، امتدت أيادي الإمارات الإنسانية إلى لبنان، والصومال، والبوسنة والهرسك، والعراق، وفلسطين وتشاد والكثير من دول العالم وقدمت الدعم في أصعب الأوقات، إلى جانب إزالة الألغام وإنشاء الجسور الجوية الإغاثية و المستشفيات العائمة والمساعدات النوعية.
وقال إبراهيم عبر 24: "اليوم، ومع انطلاقة عام 2025، نستمد الروح ذاتها من الجذور الراسخة نفسها، مستلهمين توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الذي أعلن عام 2025 عامًا للمجتمع في الإمارات، تحت شعار تطوعي "يدًا بيد" في وطن يضم11 مليون نسمة من 200 جنسية".
وأكد المدير التنفيذي في لجنة المتطوعين ببطولة الألعاب العالمية لذوي الإعاقة الحركية والبتر، أبوبكر علي بن صالح، أن دولة الإمارات تقديم الدعم الإنساني والتطوعي للشعوب المنكوبة حول العالم، مما يعكس التزامها العميق بقيم الخير والعطاء إذ باتت نموذجاً عالمياً في التضامن الإنساني والاستجابة السريعة للأزمات الإنسانية ومد يد العون للشعوب المنكوبة في كل دول العالم دون تمييز".
وأضاف: "الإمارات كانت وستظل نموذجاً عالمياً في العطاء الإنساني، حيث لم تتوانَ يوماً عن مدّ يد العون إلى الشعوب المنكوبة والمحتاجة. من لبنان إلى الصومال، ومن البوسنة إلى العراق ، كانت جهودنا حاضرة في أصعب الأوقات، مجسدةً رؤية قيادتنا الرشيدة في جعل العمل الإنساني جزءًا من هويتنا الوطنية. ومع إعلان عام 2025 عاماً للمجتمع تحت شعار "يدًا بيد"، نرى اليوم فرصة جديدة لتعزيز ثقافة التطوع والتكاتف بين أفراد المجتمع، تماشيًا مع توجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي يغرس فينا قيم العطاء والمسؤولية تجاه الآخرين".