بوابة الوفد:
2025-03-20@04:38:44 GMT

سيناء من الخديوية إلى الجمهورية

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

احتلت سيناء أهمية كبيرة فى فكر محمد على باشا، خاصة إزاء اهتمامه بالوصول إلى منطقة الشام لتأمين حدود مصر الشرقية، وهو الأمر الذى اعتبره محمد على أحد أهم أركان الأمن القومى المصرى، وبموجب اتفاقية «كوتاهية» عام 1833، أقر الباب العالى بحدود مصر الشمالية حتي جبال طوروس، وكانت حملة محمد على، على الشام عام 1831، قد عبرت سيناء عن طريق قاطبة وبئر العبد ومسعودية والعريش والشيخ زويد ورفح، طوال الطريق اهتم إبراهيم باشا ابن محمد على بترميم الآبار على طول الطريق كبئر قاطبة وبئر العبد والشيخ زويد وغيرها.


وفى عام 1841، حدد فرمان عثمانى حدود مصر وجعلها إرثا لأسرة محمد على الذى شرع على الفور فى إقامة مراكز حدودية عند طابا والمويلح لتأمين طريق الحج، كما اهتم بتعيين محافظين أكفاء لسيناء وتزايد الاهتمام بإرسال البعثات العلمية إلى سيناء لدراستها، وقد سار أبناء محمد على، على نفس النهج، خاصة عباس باشا الأول، الذى قام بزيارة سيناء والتجول فيها، حيث أمر بتمهيد طريق بين الطور وسانت كاترين، وأمر ببناء مقر له فوق أحد الجبال غرب جبل موسى، وطرح فكرة إقامة مصيف لاستغلال المياه الكبريتية قرب الطور، وكذلك سار الخديو عباس على نفس منهج الاهتمام بتأمين طريق الحج وأنشأ الحجر الصحى عند الطور، وفى عهده دخلت سيناء طوراً جديداً بمنحه امتياز شق قناة السويس لشركة فرنسية.. وفى عهد الخديو إسماعيل ظهرت مدن جديد فى سيناء مع حفرقناة السويس مثل القنطرة شرق وعلى الشاطئ الغربى للقناة ظهرت الإسماعيلية وبورسعيد والقنطرة غرب.. وتضاعفت البعثات العلمية لدراسة أحوال سيناء والموارد التى تزخر بها.
وفى عهد الخديو توفيق حدثت تغييرات إدارية بإلحاق العريش بالداخلية وتعيين محافظ عليها يعاونه بعض رجال الشرطة. أما الطور فظلت تابعة للسويس، وقد تنبه الخديو عباس حلمى لأهمية سيناء وكثرت زياراته لها فزار الطور وحمام فرعون وحمام موسى عام 1896، كما زار العريش ورفح عام 1898، كما أمر بتجديد المسجد العبابى بالعريش وعنى بالطرق فى سيناء.
سيناء أرض مصر التى احتضنت الأنبياء والديانات الذين جاءوها يحملون مشعل الحضارة، وهى تحظى بمكانة متميزة فى قلب كل مصرى.. مكانة صاغتها الجغرافيا وسجلها التاريخ وسطرتها سواعد ودماء المصريين على مر العصور، فسيناء هى الموقع الاستراتيجى المهم، وهى المفتاح لموقع مصر العبقرى فى قلب العالم، بقاراته وحضاراته، كما أنها محور الاتصال بين آسيا وأفريقيا.. بين مصر والشام.. بين المشرق العربى والمغرب العربى.. سيناء هى البيئة الثرية بكل مقومات الجمال والطبيعة والحياة برمالها الذهبية وجبالها الشامخة، وشواطئها الساحرة ووديانها الخضراء.
وضعت الدولة المصرية حالياً فى عهد الرئيس السيسى شبه جزيرة سيناء على خارطة التنمية الشاملة والاستثمار ضمن خطة طموحة وغير مسبوقة لتعمير سيناء وجعلها منطقة جاذبة للمستثمرين والسكان وربطها بالدلتا والمحافظات.
سيناء دوماً فى قلب كل المصريين لأنها ليست رقعة جغرافية عادية، لكنها مدخل قارة بأكملها، كل عام وسيناء فى حضن الوطن، شاهدة على بسالة الجيش المصرى الذى حررها مرتين، مرة من الاستعمار ومرة من الإرهاب.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجيش المصرى حكاية وطن محمود غلاب الأمن القومى المصرى محمد على

إقرأ أيضاً:

إفطارهم فى الجنة.. الشهيد أحمد جاد فارس السماء الذى لم يغب عن الذاكرة

في قلب الليل العميق، حيث لا يرافق الإنسان إلا صمت الموت، ارتقى العقيد أحمد جاد شهيدًا، لكن اسمه ظل يلمع في سماء الوطن كما يلمع النجم في أعالي السماء، غير قابل للانطفاء.

كان مثالًا للقوة والشجاعة، ليس فقط في ميادين المعركة، بل في كل لحظة من حياته، فقد حمل في قلبه حبًا للوطن لا ينضب، وعينين لا ترى سوى درب الحق والعدل.

عاش أحمد جاد بيننا كأنما هو أسطورة، يبتسم في أصعب الظروف، ويلتف حوله من يذكرونه كأبٍ وأخٍ وصديق.

لم يكن مجرد ضابط في الشرطة، بل كان رمزًا للإخلاص والتفاني، قد يبدو أن الكلمات عاجزة عن وصفه، إلا أن كل حرف ينبض بمعنى العزيمة والإصرار الذي ميزه عن غيره. كان يتقدم الصفوف بلا تردد، يواجه الصعاب بابتسامة هادئة، ويلهم من حوله بأفعاله قبل أقواله.
في معركته الأخيرة، سار كعادته إلى الأمام، مطمئنًا إلى أنه على الطريق الصحيح، لا يلتفت وراءه، محققًا بذلك مبدأه الذي آمن به طوال حياته: "الوطن أولًا".

وبالرغم من فراقه الجسدي، إلا أن روحه تظل معنا، تحمل إرثًا من الشجاعة لا ينتهي، وإيمانًا لا يتزعزع بمستقبل أفضل.

يقولون إن الأبطال لا يموتون، بل يظلون في ذاكرة الأجيال القادمة وبالفعل، سيظل اسم العقيد أحمد جاد يتردد في أرجاء هذا الوطن، مثالًا لكل من يسعى لتحقيق العدل، ويتحلى بالشجاعة التي لا تعرف الحدود.
رحل أحمد جاد، لكن لا زال صوته يصدح في القلوب، يذكرنا بأن البطولة ليست مجرد كلمات، بل هي فعل مستمر يخلد صاحبه في التاريخ.







مشاركة

مقالات مشابهة

  • ثقافة شمال سيناء تواصل الاحتفال بليالي رمضان بعروض مسرحية وفنية متنوعة
  • فاطمة محمد علي تحيي الليلة الـ14 لبرنامج "هل هلالك 9".. غدا
  • الشهداء فى الذاكرة.. أصر على النزول للدفاع عن زملائه والدة الشهيد محمد وهدان تروى التفاصيل
  • محافظ القليوبية يهنئ« عاليه محمد معوض» الأم المثالية علي مستوي الجمهورية
  • إفطارهم فى الجنة.. الشهيد أحمد جاد فارس السماء الذى لم يغب عن الذاكرة
  • أحمد موسى: السادات حرر أرض سيناء وحققنا أهدافنا في معاهدة كامب ديفيد
  • والدة النقيب محمد أحمد عبده لـ«الأسبوع»: «الشهيد» ورفاقه أجهضوا رفع الرايات السوداء وإعلان «ولاية سيناء»
  • بالأسماء.. الأمهات المثاليات على مستوى الجمهورية لعام 2025
  • الثقافة تفتتح ملتقى الطور للإنشاد الديني.. أنغام ومدائح تزين ليالي رمضان
  • إفطارهم في الجنة محمد مبروك.. صوت الحق الذى لم يسكت