«بالدليل القاطع كان فى سرير فضة فى الغرفة سنة 2020، السنة دى 2024»، عبارات بسيطة كتبتها الشاعرة عبير العطار فى منشور على حسابها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» تتساءل عن قطعة أثرية فى متحف محمد على بالمنيل، وأنها فى إحدى الزيارات السابقة فى عام 2020 تصورت «سيلفى» بالقاعة مع وجود السرير، ثم عادت فى عام 2024 وقامت بتصوير نفس الصورة لكن دون وجود «السرير الفضى» الخاص بـ«الوالدة باشا» زوجة الخديو توفيق «أمينة هانم إلهامى» والدة الأمير محمد على أو كما يطلق عليها «أم المحسنين».
الأمر الذى تطلب رداً رسمياً وسريعاً من الإدارة العامة لإدارة الأزمات والكوارث بوزارة الآثار، التى أصدرت بياناً توضح فيه حقيقة اختفاء سرير الوالدة باشا، وأن السرير تم نقله منذ عام إلى معمل الترميم بالمتحف، وتم الانتهاء من ترميمه وهو موجود بالمتحف الخاص بالمنيل. وكذلك الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء المصرى كما هى العادة فى السنوات العشر الأخيرة لمواجهة عديد الشائعات التى تنطلق فى كثير الأحيان فى سياق حرب موجهة لإثارة البلبلة، وفى قليل منها شائعات تنطلق دون وعى من أصحابها، وكسل يرقى إلى درجة الإهمال فى استبيان الحقيقة قبل نشر الأخبار المغلوطة كما هو الحال مع «سرير الوالدة باشا الفضى».
ومع الوضع فى الاعتبار حسن نية صاحبة المنشور، وحرصها وغيرتها على آثار وكنوز مصر التاريخية خاصة بعدما علمنا قيمة ذلك «السرير» التاريخية والمالية؛ حيث أهدى الخديو إسماعيل لكل ابن من أبنائه الأربعة سريراً من الفضة الخالصة فى الزواج الشهير «زواج الأنجال»، وكان هناك 4 نسخ من السرير نفسه، بقى منها سرير واحد فى متحف المنيل بعدما حافظ عليه الأمير محمد على توفيق ونقله إلى قصره بالمنيل من قصر والدته الأميرة أمينة هانم إلهامى بعد وفاتها، وهو السرير صاحب التريند، وهو مصنوع من الفضة ويبلغ وزنه قرابة الطن، وتقدر قيمته بنحو 44 مليون جنيه، وكذلك خطأ إدارة المتحف بعدم وضع لافتة تشرح نقل السرير إلى عملية الترميم، وفق ما يقتضى من أساسيات العرض المتحفى، كما أشار العديد من متخصصى المتاحف والآثار، فالنوايا الحسنة وحدها لا تكفى!!.
تعجلت الشاعرة والروائية فى نشر هذا المنشور دون أن تكلف نفسها حتى عناء الاستفهام عن عدم وجود السرير من مسئولى المتحف نفسه أولاً، ثم مسئولى وزارة السياحة والآثار ثانياً، وإن لم تلقَ الجواب الشافى عن سؤالها، فالجميع كان معها فى تصعيد الأمر حتى أعلى المستويات حفاظاً على ثروات مصر، لكن كان ذلك يستدعى استبياناً محققاً لأسباب عدم وجود «السرير» فى موضعه الأول، وجلاء كامل لحقيقة الأمر قبل اللجوء للحل الأسهل والنشر عبر وسائل وصفحات التواصل الاجتماعى. ومنشورات «السوشيال ميديا» مثلها مثل الرصاصة.. إذا انطلقت لا يمكن ردها.
الخطأ الثانى أن صاحبة المنشور لم تقم بنشر التوضيح والرد الرسمى من الجهات الرسمية، واكتفت فقط بحذف المنشور المثير للجدل، والمسئولية المجتمعية والأدبية كانت تقتضى منها نشر الردود الرسمية، خاصة إذا كنا نتحدث عن شخصية تمتلك من الفكر والثقافة ما يجعلها مسئولة أدبياً أمام نفسها وأمام متابعيها، ومن قام بنشر منشورها، وكأنها تمتلك الحقيقة الواحدة الكاملة. وتأكيدها فى منشورها على صحة الخبر بعبارة «بالدليل القاطع»!!!.
يجب أن يكون لدى الجميع مسئولية قبل نشر أى كلمة أو تداول أى خبر، وأن نقف ونسأل من المستفيد الأبرز من «التريند»؟ وما هى تداعيات استمراره وتأثيره؟ والتنافس فى سياقات «هوس التريند» أصبح مزعجاً ومؤلماً، وتداعياته سياسياً واقتصادياً والأخطر مجتمعياً غير محمودة الأثر والعواقب. وليس كل ما يلمع «تريند»، فهل تمتلك صاحبة المنشور الشجاعة للاعتذار كما امتلكت الثقة لنشر خبر وشائعة غير صحيحة؟!!!!...أشك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د وليد عتلم موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك متحف محمد على بالمنيل وزارة السياحة والآثار
إقرأ أيضاً:
الليلة الختامية للإمام زين العابدين.. أهم الأضرحة في قاهرة المعز
يعتبر ضريح الإمام زين العابدين، أحد أهم الأضرحة الإسلامية الموجودة بقاهرة المعز، ويقع فى منطقة آثار السيدة زينب التابعة لمناطق آثار جنوب العاصمة.
المسجد يرجع إلي العصر الفاطمي، وقد اندثرت عمارته القديمة بشكل كامل عدا عقد الردهة الداخلية والتي تظهر عليها كتابات تاريخية ترجع إلي سنة 549 هـــ / 1154 م، وفي عهد الوالي العثماني حسن باشا السلحدار قام بإعادة بنائه الأمير عثمان أغا مستحفظان وأنشأ به مقبرة له ...01/03/2018
وقد بني الجامع في عهد العثمانين وقام بعمارة المسجد الأمير عثمان أغا مستحفظان في عام 1863م ومر المسجد بأكثر من عملية تجديد آخرها ما قام به الملك فاروق الأول حيث جدد واجهته كاملة.
تاريخ بناءه وسعة استيعاب المصلين:
يعتبر جامع الامام زين العابدين، من أكبر المساجد والأضرحة بمصر حيث يبلغ 4600 م2 ويسع 5200 مصلى، وترجع عمارة هذا المسجد لعهد الوالى العثمانى حسن باشا طاهر السلحدار "1119 - 1121 هـ / 1707 - 1709".
مراحل تطوير عمارة المسجد:
جدده وأعاد معظم مبانيه عثمان أغا مستحفظان فى نهاية العصر العثمانى بعدما تهدم وأنشأ به مقبرة له ولحرمه وفى عام 1280 ه / 1863م فى عهد الخديوى إسماعيل قام المرحوم محمد باشا بتجديد هذا المسجد وعمل مقصورة حديدية به وفي عام 1304ه / 1886م قام عبد الواحد التازى بكسوة عتب باب القبة بالقاشاني وعام 1364 ه / 1944م قام الملك فاروق بتجديد واجهة المسجد تجديدًا شاملا.
الوصف المعمارى للمسجد :
المسجد له واجهة رئيسية واحدة من الناحية الشمالية الغربية تطل على شارع سيدي على زين العابدين، وهي واجهة من الحجر الفص يتوجها صف من الشرفات المصممة على هيئة الورقة النباتية الثلاثية في طرفها الغربي مدخل رئيسي مبنى من الحجر الغائر، كما يحمل العتب الرخامي الظاهر كتابات نسخية مستحدثة، وحول هذا العتب إفريز خشبي من الزخرفة يليه منطقة مستطيلة تتضمن النص التأسيسي وهو هذا مشهد الإمام على زين العابدين بن الإمام حسين على عمر بن عبد المطلب.
محتويات ضريح القاهرة:
يحتوي المسجد الحالي على قبتين لمقامي زين العابدين وابنه زيد، وفي الحقيقة فإن زين العابدين لم يزر مصر سوى مرة واحدة فقط بصحبة عمته زينب رضي الله عنها واقام فيها لمدة عامين كان منزله موضع المسجد الحالي.
وعلى الرغم من أن القبر في البقيع إلا أن ضريح القاهرة مازال مقصد المتبركين بمقامه ومن ينسبون المسجد إليه، فيقيم ابناء الحي مولدًا لزين العابدين في كل عام في ذكرى مولده الذي يوافق الخامس من شعبان عام 38 هـ.
سمات زين العابدين :
سمي علي بزين العابدين لكثرة عبادته كما قال عنه الامام مالك، وشهد له الشافعي بأنه أفقه أهل المدينة واشتهر بالورع والطاعة والتقوى والزهد، وقد حضر علي مع ابيه الحسين "كربلاء" لكنه لم يشارك غي القتال لأصابته بالحمى. وروى الذهبي عن محمد بن إسحاق ما قاله عن زين العابدين وإحسانه : "كان ناس من أهل المدينة يعيشون ،لا يدرون من أين كان معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ذلك الذي كانوا يؤتون بالليل"، فكان زين العابدين يخرج يوميًا في الليل يوزع الصدقات سرا على بيوت الأرامل والمساكين دون أن يكشف عن هويته.