بوابة الوفد:
2025-03-24@03:36:27 GMT

تريند «سرير الوالدة باشا»

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

«بالدليل القاطع كان فى سرير فضة فى الغرفة سنة 2020، السنة دى 2024»، عبارات بسيطة كتبتها الشاعرة عبير العطار فى منشور على حسابها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» تتساءل عن قطعة أثرية فى متحف محمد على بالمنيل، وأنها فى إحدى الزيارات السابقة فى عام 2020 تصورت «سيلفى» بالقاعة مع وجود السرير، ثم عادت فى عام 2024 وقامت بتصوير نفس الصورة لكن دون وجود «السرير الفضى» الخاص بـ«الوالدة باشا» زوجة الخديو توفيق «أمينة هانم إلهامى» والدة الأمير محمد على أو كما يطلق عليها «أم المحسنين».

 ليثير المنشور عاصفة إلكترونية تحمل الكثير من الغمز واللمز، وعديد الإشارات والاتهامات بالتفريط والإهمال فى آثار وكنوز مصر، ليصبح «سرير الوالدة باشا الفضى» تريند مصر. ليتلقف «التريند» الذباب الإلكترونى لكتائب المحظورة، ويسرى مسرى النار فى الهشيم، ويصبح العنوان الرئيسى فى مصر اختفاء «سرير أثرى»، وسؤال الساعة أين اختفى سرير أمينة هانم من متحف المنيل؟ 
الأمر الذى تطلب رداً رسمياً وسريعاً من الإدارة العامة لإدارة الأزمات والكوارث بوزارة الآثار، التى أصدرت بياناً توضح فيه حقيقة اختفاء سرير الوالدة باشا، وأن السرير تم نقله منذ عام إلى معمل الترميم بالمتحف، وتم الانتهاء من ترميمه وهو موجود بالمتحف الخاص بالمنيل. وكذلك الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء المصرى كما هى العادة فى السنوات العشر الأخيرة لمواجهة عديد الشائعات التى تنطلق فى كثير الأحيان فى سياق حرب موجهة لإثارة البلبلة، وفى قليل منها شائعات تنطلق دون وعى من أصحابها، وكسل يرقى إلى درجة الإهمال فى استبيان الحقيقة قبل نشر الأخبار المغلوطة كما هو الحال مع «سرير الوالدة باشا الفضى».
ومع الوضع فى الاعتبار حسن نية صاحبة المنشور، وحرصها وغيرتها على آثار وكنوز مصر التاريخية خاصة بعدما علمنا قيمة ذلك «السرير» التاريخية والمالية؛ حيث أهدى الخديو إسماعيل لكل ابن من أبنائه الأربعة سريراً من الفضة الخالصة فى الزواج الشهير «زواج الأنجال»، وكان هناك 4 نسخ من السرير نفسه، بقى منها سرير واحد فى متحف المنيل بعدما حافظ عليه الأمير محمد على توفيق ونقله إلى قصره بالمنيل من قصر والدته الأميرة أمينة هانم إلهامى بعد وفاتها، وهو السرير صاحب التريند، وهو مصنوع من الفضة ويبلغ وزنه قرابة الطن، وتقدر قيمته بنحو 44 مليون جنيه، وكذلك خطأ إدارة المتحف بعدم وضع لافتة تشرح نقل السرير إلى عملية الترميم، وفق ما يقتضى من أساسيات العرض المتحفى، كما أشار العديد من متخصصى المتاحف والآثار، فالنوايا الحسنة وحدها لا تكفى!!. 
تعجلت الشاعرة والروائية فى نشر هذا المنشور دون أن تكلف نفسها حتى عناء الاستفهام عن عدم وجود السرير من مسئولى المتحف نفسه أولاً، ثم مسئولى وزارة السياحة والآثار ثانياً، وإن لم تلقَ الجواب الشافى عن سؤالها، فالجميع كان معها فى تصعيد الأمر حتى أعلى المستويات حفاظاً على ثروات مصر، لكن كان ذلك يستدعى استبياناً محققاً لأسباب عدم وجود «السرير» فى موضعه الأول، وجلاء كامل لحقيقة الأمر قبل اللجوء للحل الأسهل والنشر عبر وسائل وصفحات التواصل الاجتماعى. ومنشورات «السوشيال ميديا» مثلها مثل الرصاصة.. إذا انطلقت لا يمكن ردها.
الخطأ الثانى أن صاحبة المنشور لم تقم بنشر التوضيح والرد الرسمى من الجهات الرسمية، واكتفت فقط بحذف المنشور المثير للجدل، والمسئولية المجتمعية والأدبية كانت تقتضى منها نشر الردود الرسمية، خاصة إذا كنا نتحدث عن شخصية تمتلك من الفكر والثقافة ما يجعلها مسئولة أدبياً أمام نفسها وأمام متابعيها، ومن قام بنشر منشورها، وكأنها تمتلك الحقيقة الواحدة الكاملة. وتأكيدها فى منشورها على صحة الخبر بعبارة «بالدليل القاطع»!!!.
يجب أن يكون لدى الجميع مسئولية قبل نشر أى كلمة أو تداول أى خبر، وأن نقف ونسأل من المستفيد الأبرز من «التريند»؟ وما هى تداعيات استمراره وتأثيره؟ والتنافس فى سياقات «هوس التريند» أصبح مزعجاً ومؤلماً، وتداعياته سياسياً واقتصادياً والأخطر مجتمعياً غير محمودة الأثر والعواقب. وليس كل ما يلمع «تريند»، فهل تمتلك صاحبة المنشور الشجاعة للاعتذار كما امتلكت الثقة لنشر خبر وشائعة غير صحيحة؟!!!!...أشك.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د وليد عتلم موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك متحف محمد على بالمنيل وزارة السياحة والآثار

إقرأ أيضاً:

في ذكرى تأسيس دار الكتب .. أهم الشخصيات التي أثرت في تاريخها

تعد دار الكتب المصرية واحدة من أقدم وأهم المكتبات الوطنية في العالم العربي، إذ لعبت دورًا محوريًا في جمع وحفظ التراث الثقافي المصري منذ إنشائها عام 1870. 

وخلال مسيرتها، تأثر تطورها بعدد من الشخصيات البارزة التي ساهمت في وضع أسسها، وإدارتها، وتوسيع دورها كمركز للمعرفة والتوثيق. 

في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبرز هؤلاء الشخصيات ودورهم في نهضة دار الكتب المصرية.

علي باشا مبارك: مؤسس الفكرة وباني الأساس

يعتبر علي باشا مبارك (1823-1893) الأب الروحي لدار الكتب المصرية، حيث كان أول من اقترح إنشاء مكتبة وطنية لحفظ المخطوطات والكتب النادرة. 

أثناء عمله كوزير للمعارف في عهد الخديوي إسماعيل، وضع تصورًا لإنشاء “الكتبخانة الخديوية” عام 1870 في بولاق، بهدف جمع الكتب والمخطوطات القيمة التي كانت مهددة بالضياع. 

لم يكن دوره يقتصر على التأسيس فقط، بل حرص على تطوير المكتبة وتنظيم محتوياتها وفق أحدث الأساليب المتاحة في عصره.

أحمد زكي باشا: رائد الفهرسة والتوثيق

عرف أحمد زكي باشا (1867-1934) بلقب “شيخ العروبة”، وكان أحد رواد التوثيق والفهرسة في دار الكتب المصرية. عمل على تنظيم وتصنيف المخطوطات بطريقة علمية، وأشرف على إعداد الفهارس التي ساعدت الباحثين في الوصول إلى المعلومات بسهولة. 

كما كان له دور كبير في الحصول على مخطوطات نادرة من مختلف أنحاء العالم وإضافتها إلى مجموعات المكتبة.

 محمد عبده: المدافع عن التنوير ونشر المعرفة

الإمام محمد عبده (1849-1905)، الذي كان من أبرز المفكرين الإصلاحيين في مصر، لعب دورًا هامًا في دعم دار الكتب كمصدر لنشر العلم والمعرفة. 

حرص على تعزيز دورها في نشر الفكر المستنير، ودعا إلى تسهيل وصول الجمهور إلى محتوياتها، خاصة الطلاب والباحثين، بهدف نشر الثقافة والتعليم.

طه حسين: تطوير الدور الثقافي لدار الكتب

عندما تولى طه حسين (1889-1973) وزارة المعارف في الأربعينيات، كان لدار الكتب المصرية نصيب من إصلاحاته الثقافية. 

اهتم بتطوير المكتبة وتوسيع خدماتها، وسعى إلى تعزيز دورها في خدمة الباحثين والدارسين، كما دفع نحو رقمنة بعض محتوياتها للحفاظ على التراث المكتوب للأجيال القادمة.

يوسف شلبي: تحديث دار الكتب في العصر الحديث

كان الدكتور يوسف شلبي أحد أهم الشخصيات التي عملت على تطوير دار الكتب المصرية في النصف الثاني من القرن العشرين.

 ركز على تحديث أنظمة الفهرسة وإدخال التكنولوجيا إلى المكتبة، مما ساعد على تسهيل البحث في أرشيفها الضخم، كما ساهم في ترميم بعض المخطوطات النادرة التي كانت مهددة بالتلف.

مقالات مشابهة

  • بعد نجاح حلقات حبر سري .. أسما إبراهيم تتصدر تريند جوجل
  • 3 مرضى في سرير واحد.. عمران يزور مستشفى كساب في السودان
  • مسلسل حكيم باشا يواصل تصدر التريند لليوم 23
  • «برنسة» تخطط لقتل ابن مصطفى شعبان في الحلقة 23 من مسلسل حكيم باشا
  • سلوى خطاب: مفيش ست متخانتش.. وأنا تعرضت للخيانة
  • بعد تصدره تريند موقع «إكس».. قنوات ومواعيد عرض مسلسل الأميرة ضل حيطة
  • في ذكرى تأسيس دار الكتب .. أهم الشخصيات التي أثرت في تاريخها
  • «الاتفاق على قتل حكيم».. ملخص مسلسل حكيم باشا الحلقة 22 «صور»
  • إنشاء مستشفى متكامل بسعة 1600 سرير .. جامعة حلوان في أسبوع
  • تضم 7 مستشفيات و 700 سرير .. توقيع عقد مع شركة صينية لإنشاء المدينة الطبية بذي قار