نجاح بايدن فى الفترة القادمة، وحصول أوكرانيا على الدعم الأمريكى، مرتبطان بانشغال ترامب فى الدفاع عن نفسه. ففى نظرية الفوضى، يمكن لرفرفة أجنحة الفراشة أن تسبب إعصاراً على الجانب الآخر من العالم. وما حدث فى أوكرانيا مؤخراً يؤكد تلك النظرية. لذا؛ يرفض الجمهوريون فى الكونجرس سياسة دونالد ترامب المتمثلة فى التنازل عن الأراضى لروسيا مقابل السلام فى أوكرانيا.
ولم تكن مكانة ترامب المتضائلة غائبة عن كثير من الجمهوريين فى الكونجرس. وكان الرئيس جو بايدن قد دعاهم لأول مرة إلى دعم أوكرانيا بالسلاح والمال فى أكتوبر الماضى. ومع ذلك لم يمرر مجلس النواب مشروع قانون المساعدات لأوكرانيا، الذى تبلغ قيمته 61 مليار دولار، إلا بعد أن انصب اهتمام ترامب على مكان آخر يخص مشاكله الشخصية. وجاء التصويت بأغلبية 311 صوتاً مقابل 112 صوتاً ضده، حيث صوت جميع الديمقراطيين و101 جمهورى لصالح مشروع القانون وصوت 112 جمهورياً ضده. يأتى هذا لأن بعض الجمهوريين ما زالوا يريدون أن تحكم أمريكا بدونه. كما يشير ذلك إلى أن أوكرانيا يجب أن تتعامل مع روسيا من موقع القوة وليس الضعف.
فى الشهرين الماضيين، صوت معظم الديمقراطيين وعدد كبير من الجمهوريين لتمرير مشاريع قوانين لتجنب إغلاق الحكومة والالتزام بأولويات الأمن القومى التقليدية. إن هذا الائتلاف الحاكم يقف على جانب مختلف من التاريخ. لكنه قد لا يدوم. ومر هذا القانون لأن ترامب مشغول بمواجهة أربع لوائح اتهام منفصلة. القضية الحالية تتعلق بالجنس والمال والخداع والابتزاز. إنها أكثر ابتذالاً من غيرها من المحاكمات الأثقل بشأن التدخل المزعوم فى الانتخابات وسوء التعامل مع الوثائق السرية. ومع ذلك، من المرجح أن تصدر هيئة المحلفين فى نيويورك حكمها قبل الانتخابات المقررة فى نوفمبر.
قد يرى البعض ترامب ديماجوجياً عديم الضمير ولا يملك أدنى مؤهل ليكون رئيساً. وكانت الولايات المتحدة، فى ظل رئاسته، على حافة الفوضى، بين الإفراط فى السيطرة والضعف الشديد. لقد أدت المشاكل المزمنة فى الحزب الجمهورى إلى ظهور زعيم ينتمى إليه اسمياً فقط.
من خلال كونه أول رئيس منذ هربرت هوفر يخسر مجلس النواب ومجلس الشيوخ والرئاسة فى فترة ولاية واحدة، اكتسب ترامب سمعة باعتباره الخاسر. لكن الملياردير غير مهتم باستعادة الهيمنة الجمهورية، بل فقط تحويلها إلى عبادة شخصية. ولن يفشل إلا إذا واجه معارضة نشطة ومستمرة. واستفاد بايدن من ذلك من خلال تسليط الضوء على الخيارات التى تقسم الجمهوريين فى الكونجرس. لكن تحدى ترامب يعنى أيضاً تحدى النظام الذى أنتجه. ولا يزال أمام بايدن الكثير ليقوم به فى هذا الصدد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د مصطفى محمود الدعم الأمريكي دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
السفيرة الأمريكية لدى أوكرانيا تغادر منصبها
أكدت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، أن سفيرة واشنطن في كييف، بريدجيت برينك، ستغادر منصبها في وقت يعمل فيه الرئيس دونالد ترامب على التقرب من روسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وكان الرئيس السابق جو بايدن قد عيّن برينك، التي وصلت إلى كييف في مايو 2022، بعد أشهر قليلة من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، التي دفعت الولايات المتحدة إلى تقديم مساعدات بمليارات الدولارات لأوكرانيا.
ومن الطبيعي أن يغادر السفراء مناصبهم بعد قضائهم عدة سنوات فيها، خصوصًا في مناطق الصراع حيث لا يصطحبون عائلاتهم، وفقًا لوكالة "فرانس برس".
إلا أن رحيل برينك يأتي في وقت شهدت فيه سياسة ترامب تجاه أوكرانيا تغييرات ملحوظة مقارنة بالإدارة الأمريكية السابقة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، تامي بروس، للصحفيين: "نعم، سوف تعود".
وأضافت: "شغلت برينك منصب السفيرة لمدة 3 سنوات خلال فترة الحرب، وفي أثناء تلك السنوات، كان أداؤها استثنائيًا، ونتمنى لها كل التوفيق"، مشيرة إلى أن "هدفنا هو إنهاء هذه الحرب".