بوابة الوفد:
2025-02-23@18:56:04 GMT

فلسفة الحرب (2)

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

تحدثنا فى المقال السابق عن الحرب وضرورتها من منظور فلاسفة الغرب، فماذا عن رؤيتنا نحن للحرب؟ وماذا عن حروب الحاضر والمستقبل؟
لاشك أن الحرب والقتال من الأمور التى شرعها الله للبشر للدفاع عن أنفسهم بداية ضد أى تهديد، وهى أيضاً من الأمور المشروعة فى كل الديانات ومن ثم فى الإسلام وذلك من أجل الإصلاح والمحافظة على كيان المجتمع الإسلامى وأمنه واستقراره، وإن كان القتال والحرب فى الإسلام قد قيدت بما يمكن أن نطلق عليه باصطلاحنا المعاصر أخلاقيات الحرب، فقد أمر الإسلام بالجهاد فى سبيل الله ونشر تعاليمه من ناحية، ومن ناحية أخرى أمر باحترام الآخر وعدم التمثيل به وبالحفاظ على البيئة بما فيها من كائنات حية سواء النباتات أوالحيوانات أثناء الحروب.

وقد ضرب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أروع الأمثلة على مدى الرحمة والعدل ومراعاة القيم العليا للإنسانية فى حروبه فلم يغدر أو يفسد ولم يقتل امرأة ولا شيخا أو طفلا، ولم يتتبع مدبرا، ولم يجهز على جريح، ولم يسئ إلى أسير، ولم يلطم وجها، ولم يتعرض لمسالم، وهذه هى أخلاقيات الحرب الذى لا يزال المسلمون والبشر الأسوياء يتمسكون بها إلى الآن فى نزاعاتهم وحروبهم!
ولنا أن نقارن ما شئنا بين هذه الأخلاقيات الراقية التى تحترم إنسانية الإنسان أيا كان معتقده أثناء الحرب وبين ما فعله ويفعله مجانين الحرب وصناع الإبادة الجماعية من المحاربين الغربيين فى الحربين العالميتين السابقتين أو فى الحروب الدائرة الآن سواء بين الروس والأوكرانيين أو بين دولة إسرائيل الغاصبة والمحتلة للأرض وبين أصحاب الأرض الأصليين من الفلسطينيين العزل، وتلك الحرب الأخيرة بالذات هى حرب إبادة جماعية متعمدة للقضاء على الفلسطينيين شعبا وأرضا ودولة مما لم يشهد له التاريخ مثيلاً من قبل!!
وعلى كل حال فقد «أصبحت الحرب التقليدية فى خبر كان وأصبحت – فيما يقول فان كريفلد- كرجل أصيب بطلق نارى فى رأسه ومع ذلك فهو يحاول وهو يترنح السير بضع خطوات؛ إذ سوف تثبت الأيام مع انتقال الهيمنة والتحول إلى النزاعات المحدودة أن معظم ما يجرى باسم الاستراتيجية على مدى القرنين الماضيين عديم الجدوى وسوف يؤدى هذا التغير إلى زوال فائدة الكثير من نظم الأسلحة الحديثة لاسيما تلك الأشد تقدما والأشد فتكا والى تناقص الأبحاث التكنولوجية العسكرية واسعة النطاق والحد من التطور بمفهومنا الحالى»!
ويبدو أن الكثير من نبوءات كريفلد قد بدأت تتحقق وخاصة النبوءة القائلة إن «انتشار النزاعات المحدودة سوف تعتمد على الأسلوب الفردى وعلى الإبهار لتحل محل التنظيمات البيروقراطية المسئولة عن صنع الحرب» ؛ إذ أصبحنا نرى حروباً غير تقليدية كثيرة تقوم بها فئات وجهات وأحزاب بالوكالة نيابة عن الدول والقوات المسلحة التقليدية! ولا يعنى ذلك أن كل قيود الحرب التقليدية ستتلاشى عندما تحل النزاعات المحدودة محل الحرب التقليدية ؛ اذ أن الحقيقة التى ينبغى التركيز عليها فى- رأى كريفلد- هى «أن محاولة التكهن بما سيكون عليه الأمر فى المستقبل تقل فى أهميتها عن ضرورة السعى إلى التمسك بالدور الذى يلعبه ميثاق الحرب فى الوقت الراهن؛ فمن شأن القوة المسلحة التى تنتهك ميثاق الحرب لمدة طويلة أن يؤول بها الأمر إلى التفتت، وكلما كانت تلك القوة أشد بأساً انطبق ذلك بشكل أكبر حيث سيزداد صعوبة تبريرها للإقدام على كسر القواعد»!!
ومن الواضح أن هذا الرأى الأخير لكريفلد يحتاج لمراجعة؛ إذ إن لدينا قوة عسكرية ودولة مارقة هى إسرائيل تنتهك كل القواعد العسكرية والمواثيق الدولية ومع ذلك تلقى دعماً من الدول الغربية الكبرى وبالذات من القوة العظمى الأولى فى العالم بحيث لن تسمح هذه الدول الكبرى الداعمة بأن تتفتت هذه القوة العسكرية الحمقاء! ولعل أكثر ما يحتاج لمراجعة ونقد من آراء كريفلد هو العبارة التى اختتم بها كتابه حيث قال إن الحرب «تعد من أهم السبل التى تتيح للإنسان بلوغ المتعة والسعادة، بل الانفعال والنشوة لدرجة أن الرجل قد يستغنى عن أقرب الناس اليه وأحبهم إلى قلبه من أجل الحرب»!!!!
ولعل فى ذلك الرأى فى تلك العبارة الأخيرة ما يوضح لنا بصورة جلية أن ذلك الرجل وأمثاله من الغربيين من محبى الصراع والحروب هم من سيقودون البشرية حتماً إلى نهايتها المحتومة! ولله الأمر من قبل ومن بعد فيمن يرون سعادتهم فى شن الحروب وإراقة دماء الأبرياء، والرقص بجوار أشلائهم!
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نحو المستقبل فلسفة الحرب 2 المجتمع الإسلامى رسول الله صلى الله عليه وسلم

إقرأ أيضاً:

محافظ دمياط يتابع تطوير الأكشاك في شطا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

حرص الدكتور أيمن الشهابى محافظ  دمياط، على التجول بمنطقة شطا، حيث تابع خلالها جولته موقف تطوير أكشاك بيع الأسماك بطريق شطا، والتى تتضمن توحيد الواجهات بشكل حضارى.

ووجه "المحافظ" تعليماته إلى رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة دمياط، بالتصدى إلى المخالفات والتعديات على حرم الطريق ، ورفع الاشغالات وتكثيف حملات النظافة، كما تابع الجهود المبذولة لرفع تجمعات مياه الأمطار التى نتجت عن موجة الطقس السئ التى تعرضت لها المحافظة.

وأكد محافظ دمياط، على منع اى تراكمات للقمامة بالأراضى الفضاء ووضع رؤية محددة لتطوير المنطقة للارتقاء بالشكل الحضارى لها باعتبارها مدخل رئيسى للمحافظة.

واستكمل الدكتور أيمن الشهابى محافظ دمياط، جولته الميدانية التى أجراها صباح اليوم ، بزيارة مفاجئة لعيادة الطلبة الشاملة للتأمين الصحى بشطا ، للوقوف على سير العمل بها لتقديم الخدمات العلاجية وصرف الأدوية للمرضى المترددين على العيادة.

حيث تفقد "المحافظ " أقسام العيادة و الصيدلية ومخزن هيئة التأمين الصحي، واطلع على آلية العمل، بالعيادة وإجراءات التحويل إلى مستشفى الهلال وتوفير الأدوية للحالات التى تم تحويلها إليها، وكذلك دعم المستشفيات التابعة للهيئة بالأدوية من خلال المخزن الموجود بالعيادة.

وخلال الزيارة أيضًا، تفقد "الدكتور أيمن الشهابى" مركز السكر النموذجى ، وتواصل مع المرضى للتأكد من تلقيهم الخدمات العلاجية بسهولة ويسر، حيث استمع إلى مطالبهم بخصوص توفير مقر آخر للمركز داخل المدينة،  للتيسير على المرضى وكبار السن وتخفيف الضغط عن المركز الذى يخدم المحافظة ،وأكد " محافظ دمياط " أنه سيتم دراسة هذا المطلب بالتنسيق مع الجهات المعنية.

وأكد "محافظ دمياط" على ضرورة وضع خطة لتخفيف الضغط والزحام على شباك التذاكر وتيسير الإجراءات على المواطنين، والتنسيق مع المحافظة لتوفير الأدوية بالتنسيق مع مديرية الصحة، ولفت "الدكتور أيمن الشهابى" إلى اهتمام المحافظة بملف التأمين الصحي، وتقديم خدمات علاجية متكاملة للمرضى.

وعلى جانب آخر تفقد "المحافظ " نقطة إسعاف شطا واطلع على جاهزيتها من سيارات ومسعفين للتحرك السريع للتعامل مع البلاغات والحالات الطارئة ، حيث أكد على أهمية هيئة الإسعاف ودورها الحيوى لانقاذ حياة المرضى.

مقالات مشابهة

  • الطريق نحو فلسفة شهر رمضان
  • محافظ دمياط يتابع تطوير الأكشاك في شطا
  • مهرجان عبق في بلدة الحبي يجسد التراث العماني والحياة التقليدية
  • نحن السودانيين مؤمنين؟
  • حزب الله المهزوم يعرض عضلاته في تشييع نصرالله
  • بسبب حالته الصحية.. البابا فرنسيس يلغي صلاة التبشير الملائكي التقليدية
  • حزب الله يشيع العشرات من مقاتليه.. استشهدوا خلال الحرب (شاهد)
  • هوغو بال والدادية: فن الفوضى أم فلسفة الحرية
  • قاليباف يشارك في مراسم تشييع حسن نصر الله
  • نصيحة لوجه الله للجنرال البرهان وكل عاقل في صفوف الجيش السوداني من غير عضوية الحركة الاسلامية