بوابة الوفد:
2024-11-23@15:37:25 GMT

فلا خَفَتَ صوتٌ أنت باعثه

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

ما كنت أعلم أنها المرة الأخيرة والمحادثة الأخيرة والإشعار الأخير..
فلا شىء أقسى على النفس من فقد عزيز غال، وإن كان الرحيل مفاجئا صار الفقد أقسى. ففى صمت النبلاء رحل، دون مقدمات رحل، وكأنه يأبى أن يعذب أحباءه بمرض أو معاناة.. هكذا قبل أن يجف مداد قلمه الحر فاضت روحه إلى بارئها، تاركا لنا آخر ما خط من كلمات، لتكون شاهدا على رحلة عطاء فكرية خاضها محاربا على مدار أكثر من ٣٠ عاما، بين جنبات صاحبة الجلالة، مؤكدا أن الصحفى الحق هو ذلك الذى يتخذ جانب المهمشين، مدافعا ومطالبا بحقوقهم، وهو ما اضطلع به قلمه من خلال عموده الصحفى الأسبوعى بجريدة الوفد، إنه الأستاذ عاطف دعبس، الذى غادرنا مساء الأربعاء الماضى.


فما بين طرح لرؤى متوازنة ومطالبات بحقوق الآخرين تتبدى رسالة الصحافة ووعيها فى مواجهة عوار المجتمع وسلبياته، مختتما كل مقال له بعبارته الأشهر «ويا مسهل»، فى بساطة وتلقائية، دافعا بها أملا وتفاؤلا فى تحقق ما يصبو إليه.. 
فى هدوء ودعة كان يرسل مقالة قبل موعد نشره بيومين، يسبقه بعبارة بسيطة دونما استطراد أو إسهاب، وكأنه يخشى أن يخدش صمتا أو انشغالا قد أبدو عليه.
وكعادته أرسل مقاله لى بصفتى مشرفا على مقالات الجريدة، ولحظى العثر لم أستطع الرد عليه فى حينها، حتى إذا حل مساء اليوم التالى هالنى خبر رحيله، فشاء القدر أن يرحل قبل نشر مقاله بيوم، ليخلف فى النفس غصة لا أظنها ستزول بسهولة.
عرفته باسما هادئا، فى المرات التى كتب لى مقابلته فيها كان يحادثنى بود الأب، مذيلا كلماته بعبارة «يا ابنتى»، ولم أشهده يوما رغم أنه بحكم الأقدمية يعد أستاذ جيلى فى الجريدة، لم أشهده يخاطبنى باسمى مجردا، بل كان دائما ما يسبقه بلقب «أستاذة»، ليضرب لنا مثلا فى الاحترام والأستاذية الحقة. 
وأمس الجمعة كان موعد نشر مقاله الأخير ورسالته الأخيرة، الذى حث فيه الشعب على مجابهة جشع التجار بسلاح المقاطعة، ليؤكد لنا أن مداد الكاتب الحق لا يجف رغم الغياب، فحضور القلم أقوى من حضور الجسد، وحضور الروح أمضى من الحضور المادى، هكذا لا يخفت صوت من يحمل على كاهله عبء الرسالة وهموم المواطن، ولا يخفت صوت رسالاته، مهما نأى وبعد بجسده، فستظل كلماته نورا يهتدى بها فى ظلمات الدنيا.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات سمية عبدالمنعم هموم المواطن جشع التجار

إقرأ أيضاً:

انتهاء أعمال ترميم مقبرة TT 39 بمنطقة الخوخة بالبر الغربي في الأقصر

 

قامت البعثة الأثرية المكسيكية بالأقصر، اليوم الخميس، بالانتهاء من أعمال الترميم بمقبرة 39 TT، بعد ترميمها، بعد إنتهاء مشروع الترميم والتوثيق والتسجيل على مدى 19 عاما، فى المنطقة التاريخية بمنطقة الخوخة فى البر الغربى بالأقصر.


وقامت اليوم الدكتورة جابريلا أراتشى ، رئيسة البعثة الأثرية المكسيكية، بمرافقة سفيرة المكسيك بالقاهرة، السفيرة ليونورا رويدا، فى إطار المؤتمر الصحفى الذى أقيم أمام مقبرة  39 TT، بحضور الدكتور أيمن عشماوى ، رئيس قطاع الأثار المصرية، ممثلا عن الدكتور محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للاثار بجمهورية مصر العربية، كما حضر المؤتمر الدكتور عبد الغفار وجدي مدير عام الآثار المصرية واليونانية والرومانية بالأقصر، والدكتور بهاء جابر، المدير العام لآثار البر الغربى بالأقصر.
حظى المؤتمر الصحفى بحضور الدكتور زاهى حواس، عالم الآثار و المصريات الشهير ، و وزير الآثار المصرى الأسبق، و الذى شهد بداية أعمال ترميم البعثة بالمقبرة. 

مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يمثل مصر بمهرجان فستلاج بكوت ديفوار في دورته الـ12


يعد المشروع شاهدا على التعاون الدولى الذى يصب فى مصلحة التراث الثقافى، و الذى يبرز الدور المكسيكي للاهتمام بالآثار.


المقبرة منحوته ، وذات أبعاد تتمثل فى :  16:77متر طول ،  12.15 متر عرض، و 3,79 متر إرتفاع، تم نحتها فى طبقة صخرية من الحجر الجيرى، بها فناء خارجى به رواق، و ممر يؤدى إلى ثلاث غرف داخلية مزخرفة و متعددة الألوان. 
تعد مقبرة 39 TT رمزا هاما للفن المعمارى و الجنائزى الذى يميز مقابر النبلاء المصريين من الأسرة الثامنة عشر،  أى 1500 عاما قبل الميلاد تقريبا، و هى مقبرة الكاهن بو ام رع، الذى شغل منصب الكاهن الثانى للإله أمون أثناء حكم الملكة حتشبسوت و الملك تحتمس الثالث.


منذ عام 2005،  قامت البعثة الأثرية المكسيكية،  تحت قيادة  الدكتورة جابريلا أراتشى،  و عضوية عدد كبيرا من علماء الآثار ، و المتخصصين فى الترميم ، و المؤرخين و الخطاطين  المكسيكيين ببذل جهود دؤوبة من أجل الحفاظ على هذا الأثر الهام، و طوال فترة المشروع استطاع فريق العمل من ترميم قطع أثرية فريدة ذات أهمية تاريخية بالغة،  كما تم استخدام وسائل ترميم مستدامة لفترة طويلة للتأكد من الحفاظ على هذا الكنز الثقافى للأجيال القادمة.


يعبر مشروع ترميم مقبرة 39 TT عن إلتزام المكسيك بالحفاظ على التراث الثقافى للبشرية، و على مدى عمق أواصر الصداقة و التعاون بين مصر و المكسيك. حيث قام فريق العمل بالبعثة المكسيكية، بمساندة ما بين 15 و 50 عاملا مصريا، فى فترات العمل المختلفة بالمقبرة ببذل جهود مشتركة من أجل  الحفاظ على هذا الأثر الهام.


كما يجسد هذا المشروع  الجهد الجماعى المبذول من أجل حماية التراث الثقافى المصرى  و التعبير عن مدى تقدير العالم له. 


إن مقبرة 39 TT بعد ترميمها الآن، ستظل شاهدا على التراث الثقافى و الفنى للعصر الفرعونى، و تعد اسهاما  فى فهم التاريخ المصرى القديم و شاهدا على مدى التقارب بين الأمم.

IMG-20241121-WA0077 IMG-20241121-WA0078 IMG-20241121-WA0075 IMG-20241121-WA0076 IMG-20241121-WA0073 IMG-20241121-WA0071 IMG-20241121-WA0072 IMG-20241121-WA0068 IMG-20241121-WA0069 IMG-20241121-WA0070 IMG-20241121-WA0066 IMG-20241121-WA0065 IMG-20241121-WA0067 IMG-20241121-WA0064 IMG-20241121-WA0063

مقالات مشابهة

  • السياج ذو الثمان البوابات الثمانى
  • رفعت عينى للسما
  • نقابة المهن الموسيقية تنعي الفنان عادل الفار
  • «جمال الغيطانى»
  • «الغيطانى» حكاء الماضى.. سردية الوجع الإنسانى
  • مركز إعلام برج العرب ينظم ندوة لمناهضة العنف ضد المرأة
  • محافظ أسوان يترأس إجتماع لجنة الوظائف القيادية للتجديد
  • مهرجان القاهرة السينمائى يختتم فعاليات الدورة الـ45.. غدًا
  • انتهاء أعمال ترميم مقبرة TT 39 بمنطقة الخوخة بالبر الغربي بالأقصر
  • انتهاء أعمال ترميم مقبرة TT 39 بمنطقة الخوخة بالبر الغربي في الأقصر