وزير الخارجية الأمريكي: الصين لن تقيم علاقات أفضل مع أوروبا في ظل دعمها أكبر تهديد لأمنها
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الصين لن تحقق علاقات أفضل مع أوروبا، في ظل دعمها أكبر تهديد لأمن أوروبا منذ نهاية الحرب الباردة، في إشارة إلى دعمها روسيا في حربها في أوكرانيا، موضحا أن ضمان الأمن عبر المحيط الأطلسي يعد مصلحة أساسية لواشنطن.
أضاف وزير الخارجية الأمريكي خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الصينية بكين أنه أوضح سياسات بلاده خلال سلسلة من الاجتماعات عقدها مع الرئيس الصيني "شي جين بينج" وعدد من المسئولين البارزين في بكين، مضيفا أن المناقشات التي أجريت في الوقت الحالي والسابق مع الرئيس الصيني والتي أعقبها زيارات واجتماعات رفيعة المستوى بين حكومتي البلدين؛ أسهمت في إرساء الأسس لقمة مثمرة عقدت بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ونظيره الصيني في سان فرانسيسكو نهاية العام الماضي، مشيرا إلى أن الزعيمين اتفقا على اتخاذ خطوات ملموسة للتعاون في بعض القضايا التي تهم شعبي البلدين والعالم بأسره.
وأكد أنه عاد إلى الصين هذا الأسبوع من أجل تقييم التقدم الذي تم إحرازه في العلاقات بين البلدين؛ فضلا عن اتخاذ قرار بشأن ما يجب القيام به في هذا الصدد، مشيرا إلى أن هذا الأمر كان محور المحادثات التي أجراها خلال اليومين الماضيين مع الرئيس الصيني ووزير خارجيته وانج يي ووزير الأمن العام وانج شياو هونج بالإضافة إلى سكرتير الحزب الشيوعي تشن جينينج.
وأوضح أنه عبر - مجددا خلال محادثات اليوم - عن قلق بلاده العميق بشأن توفير الصين مكونات من شأنها أن تحفز الحرب الروسية ضد أوكرانيا، وأن الصين هي المزود الأول لروسيا بالمعدات الآلية والإلكترونيات الدقيقة والنيتروسيليلوز - الذي يعد عنصرا مهما في صناعة الذخيرة ووقود الصواريخ - وغيرها من المكونات التي تستخدم في تعزيز قاعدة روسيا الصناعية الدفاعية.
ولفت إلى أنه بدون دعم الصين؛ فإن روسيا ستجد صعوبة في مواصلة حربها على أوكرانيا، منوها بأن دعم القاعدة الصناعية الدفاعية لروسيا لا يهدد أمن أوكرانيا فحسب، بل أمن أوروبا أيضا.
وأعرب وزير خارجية أمريكا عن قلقه البالغ إزاء ممارسات الصين التجارية غير العادلة والتداعيات المحتملة للقدرة الصناعية الفائضة في السوق العالمية والأمريكية خاصة في عدد من المجالات مثل ألواح الطاقة الشمسية والمركبات الكهربائية والبطاريات المشغلة لها.
وأضاف أن الصين وحدها تنتج أكثر 100% من الطلب العالمي لهذه المنتجات مما يغرق السوق ويقوض المنافسة ويعرض سبل كسب العيش والأنشطة التجارية حول العالم للخطر"، مشيرا إلى أن ذلك يؤدي إلى غلق الأنشطة التجارية الأمريكية وفقدان الوظائف الأمريكية وأن الرئيس الأمريكي جو بايدن لن يسمح بحدوث ذلك.
واستطرد قائلا إن "بلاده ستفعل كل ما يلزم لضمان أن بوسع العمال الأمريكيين المنافسة في بيئة متكافئة"، لافتا إلى أن الإجراءات التي تتخذها واشنطن لا تهدف إلى الحد من تطور الصين.
وشدد على أن الطريقة التي تنمو بها الصين تعد موضع اهتمام، ما يعني إقامة علاقات اقتصادية صحية يعامل فيها العمال والشركات الأمريكية بتكافؤ.
وقال بلينكن إنه بحث اليوم الأنشطة الصينية في بحر الصين الجنوبي، والتي من بينها الأنشطة الصينية ضد عمليات البحرية الفلبينية وعمليات الصيانة الدورية.
وأشار إلى أن حرية الملاحة في الممرات البحرية تشكل أهمية ليس للفلبين وحدها، بل ولأمريكا ولكل دولة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وحول العالم أيضا.
وأضاف أنه على الرغم من أن بلاده ستواصل العمل على خفض التصعيد، إلا أن تعهدات واشنطن الدفاعية للفلبين ستظل قوية.
وأكد التزام بلاده بسياسة الصين الواحدة، مشددا على الأهمية الجوهرية للحفاظ على السلام والاستقرار في أنحاء مضيق تايوان.
ولفت إلى أنه بحث مع الجانب الصيني مجموعة من الأزمات الإقليمية والعالمية التي يمكن للصين أن تلعب فيها دورا بناءً، داعيا بكين لاستخدام نفوذها في محاولة لإثناء إيران عن توسيع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، والضغط على بيونج يانج لإنهاء سلوكها الخطير والإنخراط في حوار.
وحول مكافحة تهريب المخدرات، قال وزير الخارجية الأمريكي، إنه تم تعزيز التعاون في مكافحة تهريب مخدر الفنتانيل والمخدرات المصنعة الأخرى والتي تعد القاتل الأول للأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و45 عاما.
وشدد الوزير الأمريكي، على أهمية اتخاذ الصين إجراءات ضد بعض المصانع التي تبيع المواد الكيميائية المستخدمة في المخدرات المصنعة، وأيضا محاكمة أولئك الذين يبيعون المواد الكيميائية والمعدات المستخدمة لصنع الفنتانيل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية والصين قامتا بتأسيس مجموعة عمل من أجل التعاون في عدد من الأمور بما في ذلك تبادل الخبرات الفنية.
وأشار إلى أنه بفضل الجهود المبذولة من هذه المجموعة، قامت الصين بتقديم معلومات لقوة إنفاذ القانون الدولي التي يمكن استخدامها في تعقب ومكافحة تهريب المخدرات، موضحا أنه تم إحراز تقدم كبير ولكن لا يزال هناك الحاجة لإحراز المزيد من التقدم.
وقال إنه تم الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين في وقت سابق اليوم على تبادل وجهات النظر حول مخاطر الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال الأسابيع المقبلة، موضحا أنه تمت أيضا مناقشة سبل تعزيز العلاقات بين شعبي البلدين وخاصة التبادلات في مجال التعليم من خلال جذب المزيد من الطلاب الأمريكيين إلى الصين.
وأضاف أن أفضل طريقة لتحقيق ذلك الهدف هي توفير الظروف الملائمة، التي تسمح بتبادل وجهات النظر بشكل حر والسماح بالحصول على قدر كاف من المعلومات وتسهيل السفر فضلا عن الثقة في توفير الأمن والخصوصية للجميع.
وتابع إن كل السياسات التي سعت إليها الولايات المتحدة على مدار الثلاث سنوات الماضية داخل البلاد وخارجها مدفوعة بتحقيق هدف واحد من أجل الشعب الأمريكي وهو بناء مستقبل لأبنائهم وأحفادهم يحظى بالأمن والحرية والازدهار.
وبالنسبة للعلاقات الاقتصادية بين الدولتين، أشار بلينكن إلى أن الولايات المتحدة لا تزال أكبر سوق للمنتجات الصينية عن أي دولة أخرى في جميع أنحاء العالم، وأكد أن الصين تعد أكبر ثالث شريك تجاري لواشنطن بعد كندا والمكسيك، مشيرًا إلى أن هناك اهتماما كبيرا من المستثمرين ورجال الأعمال الأمريكيين للعمل في السوق الصينية.
وفيما يتعلق بدعم الصين للقاعدة الصناعية الدفاعية الروسية، قال بلينكن إنه كان واضحًا للغاية بشأن مخاوف بلاده، لافتا إلى أن الأمر في الوقت الحالي شديد الأهمية؛ حيث إن الدعم المقدم ليس سلاحا، فقط بل مكونات القاعدة الصناعية الدفاعية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بكين وزير الخارجية الامريكي أوكرانيا أوروبا روسيا الصين وزیر الخارجیة الأمریکی الولایات المتحدة مشیرا إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل تقود أزمة القيادة في ألمانيا أكبر اقتصادات أوروبا نحو الانهيار؟
قالت صحيفة "الغارديان" إن ألمانيا أمام أزمة سياسية واقتصادية، بعد انهيار حكومة، أولاف شولتس، ودعوة البلاد إلى انتخابات مبكرة؛ حيث تشمل التحديات الركود الاقتصادي، وصعود الأحزاب المتطرفة، وتراجع مكانة ألمانيا في أوروبا والعالم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، إن تبادل أولاف شولتس، المستشار الألماني، وخصومه الشتائم في قاعات الرايخستاغ التي تعقد بها جلسات البرلمان الألماني؛ حيث خسر شولتس تصويت الثقة الذي دعا إليه، في آخر يوم لحكومته الائتلافية، مما يعني أن البلاد ستجري انتخابات اتحادية مبكرة في 23 شباط/ فبراير.
وأوضحت أنه عادةً ما يكون مثل هذا التصويت مجرد إجراء شكلي يتطلبه الدستور الألماني، وقد استخدمه كل من الاشتراكيون الديمقراطيون والمحافظين عدة مرات في الماضي للدعوة إلى انتخابات مفاجئة.
واعتبرت الصحيفة أن التصويت هذه المرة كان مختلفًا. فخلال المناظرة، انتقد شولتس شركاءه السابقين في الائتلاف، الحزب الديمقراطي الحر، لافتقارهم إلى "النضج الأخلاقي" المطلوب للمناصب العامة. في المقابل، وصف فريدرش ميرتس، زعيم المعارضة، هابيك بـ "وجه الأزمة الاقتصادية" وشولتس بـ "إحراج عالمي" لألمانيا. ورد شولتس في مقابلة تلفزيونية بتقليل من شأن ميرتس واصفًا إياه بـ "فريتز، المعروف بالأحمق".
وأضافت أن الإهانات الشخصية كانت غير مقبولة في ألمانيا سابقًا، لكن الآن الديمقراطية الألمانية تتعرض لضغوط غير مسبوقة من الداخل والخارج. ويعتبر فقدان اللياقة في مناظرة يوم الإثنين هو دليل على ذلك، فقد تواجه أقوى دولة في القارة اختبارًا أصعب من أي وقت مضى منذ التوحيد.
وأفادت بأن ألمانيا تمر بأزمة اقتصادية حادة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة والقرارات الإدارية السيئة، وتعتزم شركات مثل فولكس فاغن تسريح آلاف الموظفين، وقد تواجه صناعة السيارات الألمانية تهديدًا جسيمًا بسبب واردات السيارات الكهربائية الصينية. وإذا تأثرت الصناعة بالمنافسة الصينية، سيكون ذلك انقلابًا تاريخيًا ذو تأثيرات سياسية ونفسية عميقة.
وبينت أن ألمانيا غيّرت سياساتها المسالمة التي اتخذتها مسارًا لها بعد الحرب العالمية الثانية بسبب حرب أوكراني،. ولكن مع تقدم روسيا في شرق أوكرانيا، يقود المتطرفون من اليمين واليسار المتطرفين في ألمانيا رد فعل عنيف ضد دعم المجهود الحربي في أوكرانيا. ويريد حزب البديل اليميني المتطرف إنهاء إمدادات الأسلحة ومنح النصر لبوتين، وقد حصل على 18 بالمائة من الأصوات، متفوقًا على الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شولتس.
وذكرت الصحيفة أن حزب اليسار المتطرف الجديد يتبنى مواقف مؤيدة لروسيا ومعادية لأوكرانيا وحلف الناتو والاتحاد الأوروبي والمهاجرين. ومن غير المؤكد ما إذا كان تحالف ساهرا واجنكنخت سيتجاوز عتبة 5 بالمائة المطلوبة لدخول البوندستاج، لكنه غيّر الخطاب العام بالفعل.
ومع حزب اليسار المتطرف الجديد، قد ظهرت نكهة جديدة من القومية اليسارية في السياسة الحزبية الألمانية. ومن المثير للاهتمام أن كلا من اليمين واليسار المتطرفين يستفيدان من ولاية ثانية لترامب. فهما يشتركان في مشاعره ضد "النخبة" والمهاجرين والتجارة الحرة و"المعولميين" ووسائل الإعلام الرئيسية والمؤسسات مثل الناتو.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كان من المقرر إجراء الانتخابات الألمانية في أيلول/ سبتمبر 2025، ويعني إجراء انتخابات مبكرة بعد انهيار ائتلاف شولتس الشهر الماضي أن ألمانيا قد تواجه عودة ترامب إلى البيت الأبيض دون حكومة، وقد يستغرق تشكيل ائتلاف جديد في برلين حتى أيار/ مايو أو حزيران/ يونيو.
واعتبرت هذا الأمر كارثة بالنظر إلى الوضع الهش في فرنسا، ثاني أكبر اقتصاد في القارة. وإذا فشلت حكومة بايرو الجديدة، فقد تدخل فرنسا في أزمة دستورية من شأنها أن تقضي على رئاسة ماكرون، مما يزيد من فرص مارين لوبان في تحقيق حلمها بأن تصبح أول رئيسة فرنسية.
ومع دوران برلين وباريس في دوائر مفرغة، تنجرف أوروبا بلا قيادة بينما مستقبل القارة على المحك. وقد وعد ترامب بفرض رسوم جمركية على ألمانيا، وهدد بانسحاب الولايات المتحدة من الناتو، وتعهد بـ"جلب السلام إلى أوكرانيا" خلال 24 ساعة. ما يضع قادة أوروبا في موقف حرج، لذلك لم تكن الحاجة لموقف أوروبي موحد أكثر إلحاحًا من الآن.
ولفتت الصحيفة إلى أنه ليس كل شيء قاتمًا. فقد أثارت حرب روسيا على أوكرانيا نقل مركز الثقل في أوروبا إلى الشمال الشرقي. وأصبحت بولندا ودول البلطيق، مع السويد وفنلندا والتشيك، قادة في تعزيز الأمن الأوروبي على الجناح الشرقي. وبينما تواجه الدول الكبرى مثل المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا صعوبة في تنظيم شؤونها، سيتعين على ممر الشمال الشرقي للناتو دعم التحالف في الأشهر المقبلة.
وقد تعهد ميرتس، المرشح البارز ليكون مستشار ألمانيا المقبل، بالقيام بالمزيد في مجال الدفاع. ليس فقط لإرضاء ترامب، ولكن من أجل مصلحة ألمانيا الوطنية الحقيقية. وما لن يقوله هو من أين سيأتي بمئات المليارات من اليوروهات التي يتطلبها الأمر لإعادة تشكيل الجيش الألماني ليصبح قوة فعالة جاهزة للدفاع عن ألمانيا وحلف الناتو.
وقالت الصحيفة إنه لا يمكن الفوز بالحرب الباردة الجديدة مع روسيا في ظل قاعدة الدين الألماني التي تحد من الاقتراض، لكن التحول الذي يعد به ميرتس للاقتصاد الألماني لن يحدث دون زيادة الإنفاق على التعليم والابتكار والبنية التحتية والاستثمار. وقد قبل العديد من الألمان هذه الحقيقة؛ فقد تسببت عقود من التقشف في تدهور البنية التحتية التي تحتاج إلى تحديث عاجل.
وشددت الصحيفة على أنه يجب على حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، الذي حكم 16 سنة من آخر 20 سنة، تحمل بعض المسؤولية عن الوضع الراهن. ويعتمد الكثير على شجاعتهم في تغيير المسار وإخبار الناخبين بالحقيقة. فقد حصلوا على تأييد 32 بالمائة، وهم آخر حزب يمين وسط كبير في القارة، وربما في العالم. وقد يضطرون لتشكيل ائتلاف مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي أو الخضر، أو كليهما.
واختتمت الصحيفة تقريرها موضحة أن هذا يعني أن السياسيين الذين يتبادلون الانتقادات بحاجة لإيجاد أرضية مشتركة قريبًا. ويعد موسم الانتخابات هو الوقت المناسب لتقديم رؤى بديلة، وليس لاغتيال الشخصيات. فعندما تذهب ألمانيا إلى الانتخابات بعد شهرين، سيكون التصويت بمثابة تصويت ثقة على حكومة شولتس والنظام الحزبي بأكمله وعلى النموذج الألماني والديمقراطية نفسها.