قال المبعوث الخاص للولايات المتحدة والمنسق الخاص لليبيا السابق جوناثان واينر إن مشاركة الولايات المتحدة متقطعة وغير كافية في ليبيا بسبب ما أسماه “الإهمال الخبيث” الذي ميّز السياسة في عهد الرئيس دونالد ترامب تجاهها في الوقت الذي توسّع فيه روسيا نفوذها في المنطقة.

وأرجع وانير في مقال نشر على موقع ميدل ايست انستيتوت أسباب الإهمال إلى استجابة ترامب لمبادرات من نظيريه المصري والإماراتي، والذي أدّى بدوره إلى شلّ السياسة الأمريكية وإبطال النفوذ الأمريكيّ بشكل فعال.

واعتبر واينر أن الإدارة اليومية للعلاقة مع ليبيا أصبحت إلى حدٍّ كبير في أيدي المبعوث الأمريكي الخاص ريتشارد نورلاند، مع انشغال هرم السلطة بالحرب الأوكرانية الروسية وغزة.

وأشار وانير إلى أن الإدارات فشلت في منح أمريكا الأدوات اللازمة لمواجهة التقدم الروسي بشكل أكثر فعالية وسط انتصار الجهات “الفاعلة الخبيثة”في الوضع الراهن والتي تطورت تحت المظلة الروسية.

وذكر واينر أن السياسة الأمريكية الحالية بشأن ليبيا تعثرت باعتمادها كليًّا على الأمم المتحدة للقيام بالعبء الثقيل في الانتخابات، وعجزها عن تحديد كيفية التعامل مع المشكلة التي تفرضها صفقة حفتر مع روسيا.

كما دعا واينر إلى ضرورة التفكير في الأدوات التي تحتفظ بها لممارسة نفوذها هناك بطريقة تعود بالنفع على الشعب الليبي وتساعد على استقرار المنطقة من خلال مواجهة ما يفعله الروس بها.

وأشار واينر إلى جهود روسيا في إنشائها ميناءً بحريًّا على طول الساحل الشرقي لليبيا، عادًّا إيّاه تطورًا خطيرًا بما فيه الكفاية بالنسبة للأمن القومي الأمريكي، وحاثًا واشنطن على التفكير في استخدام أدوات قسرية متعددة تحت تصرفها.

وعلق واينر على الفيلق الإفريقي التي تسعى روسيا لإنشائه لتوسيع نفوذها بالقول: إن التّصدي لمشكلة الجفرة أمر ضروري، والذي يستخدم القاعدة كجسر جوي، سواء لتعزيز موقفها في منطقة جنوب الصحراء الكبرى في إفريقيا، أو لخلق ظروف مقصودة لإجبار الولايات المتحدة على التراجع بشكل أكبر هناك.

كما رأى واينر أن أمريكا تحتاج إلى العثور على ليبيين للعمل معهم من غير الرّاضين عن الوضع الراهن والذين يبحثون عن وسائل سياسية
وغير عنيفة لتغييره.

وبين واينر أن العثور على بدائل لمجموعة الشخصيات التي عارضت الانتخابات بنجاح منذ فترة طويلة هو شرط أساسي لأيّ عملية تقودها الأمم المتحدة في المستقبل من أجل الحصول على أيّ فرصة لتمكين ليبيا من تجاوز نظام الحكومات الموازية وأمراء الحرب الذين يتمثل احتلالهم الرئيسي في تقسيم الغنائم.

المصدر: موقع “ميدل ايست انستيتوت”

جوناثان واينرروسياواشنطن Total 0 مشاركة Share 0 Tweet 0 Pin it 0

المصدر: ليبيا الأحرار

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي يوهان يونيسيف يونيسف يونغ بويز يونسيف روسيا واشنطن

إقرأ أيضاً:

"نيويورك تايمز": تقارب ترامب مع بوتين يعكس أجيالا من السياسة الأمريكية ويُنهي عزلة روسيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن تقارب الرئيس دونالد ترامب الملحوظ نحو نظيره الروسي فلاديمير بوتين كان كفيلًا بعكس أجيالًا من سنوات السياسة الأمريكية تجاه الكرملين وربما يكتب النهاية للعزلة الدولية على موسكو.

وقالت الصحيفة، في سياق تحليل إخباري، إن ترامب أوضح، مع بدء محادثات السلام في المملكة العربية السعودية، أن أيام عزل روسيا قد انتهت وأشار إلى أن أوكرانيا هي المسئولة عن غزوها.
وأضافت الصحيفة أن الغرب لطالما واجه الشرق، لأكثر من عقد من الزمان، وأُطلق على أخر هذه المواجهات بشكل واسع النطاق اسم الحرب الباردة الجديدة، ولكن مع عودة ترامب إلى منصبه، أعطت أمريكا الانطباع بأنها قد تتحول إلى الجانب الآخر.

وحتى مع جلوس المفاوضين الأمريكيين والروس معًا أمس الثلاثاء لأول مرة منذ العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا قبل ما يقرب من ثلاث سنوات، أشار ترامب إلى أنه على استعداد للتخلي عن حلفاء أمريكا من أجل إقامة تحالف مشترك مع بوتين.

وبالنسبة لترامب، فإن روسيا ليست مسئولة عن الحرب التي دمرت جارتها. وبدلًا من ذلك، أشار إلى أن أوكرانيا هي المسئولة عن الغزو الروسي لأراضيها.. وأعتبرت "نيويورك تايمز" أن الاستماع إلى حديث ترامب مع الصحفيين أمس الثلاثاء حول هذا الصراع كان أشبه بالاستماع إلى نسخة من الواقع لا يمكن التعرف عليها على أرض الواقع في أوكرانيا ومن المؤكد أنها لم تصدر عن أي رئيس أمريكي آخر من أي حزب.

وتابعت الصحيفة أن القادة الأوكرانيين في منظور ترامب هم المسئولون عن الحرب لعدم موافقتهم على تسليم الأراضي لروسيا، وبالتالي، اقترح بأنهم لا يستحقون مقعدًا على الطاولة لمحادثات السلام التي بدأها للتو مع بوتين وقال: "كان ينبغي لك ألا تبدأها أبدًا. كان بإمكانك التوصل إلى صفقة"، موجهًا حديثة حول الحرب إلى قادة أوكرانيا.

وفي تصريحات اعلامية أدلى بها في منتجع مار إيه لاجو في فلوريدا، تابع ترامب:" لديك الآن قيادة تسببت في حرب لم يكن ينبغي لها أن تحدث أبدًا". وعلى النقيض من ذلك، لم ينطق ترامب، حسبما أبرزت الصحيفة، بكلمة واحدة توجه اللوم إلى بوتين أو على روسيا، التي هاجمت أوكرانيا أولًا في عام 2014 وخاضت حربًا ضيقة النطاق ضدها طوال السنوات الأربع من ولاية ترامب الأولى ثم غزتها بشكل كامل في 2022.

ومضت نيويورك تايمز تقول في تحليلها إن ترامب في خضم تنفيذ أحد أكثر التحولات المذهلة في السياسة الخارجية الأمريكية منذ أجيال، وهو تحول بمقدار 180 درجة سيجبر الأصدقاء والأعداء على إعادة ضبط أنفسهم بطرق أساسية. فمنذ نهاية الحرب العالمية الثانية، رأى موكب طويل من الرؤساء الأمريكيين أولًا الاتحاد السوفييتي ثم، بعد فترة وجيزة من انهياره، خليفته روسيا كقوة يجب الحذر منها، على أقل تقدير، ولكن يبدو أن ترامب ينظر إليها حاليًا باعتبارها متعاونة في مشاريع مشتركة مستقبلية.

وتساءلت الصحيفة: هل كان ترامب ينوي أن يفرض عقوبات على روسيا؟، وقالت: لقد أوضح ترامب أن الولايات المتحدة انتهت من عزل بوتين بسبب عدوانه غير المبرر ضد جار أضعف، وأراد، بدلًا من ذلك، إعادة قبول روسيا في النادي الدولي وجعلها واحدة من أفضل أصدقاء أمريكا.

تعليقًا على ذلك، قالت كوري شاك، مديرة دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد أمريكان إنتربرايز وكانت مساعدة الأمن القومي للرئيس الأسبق جورج دبليو بوش:" إنه انقلاب مخزٍ لثمانين عامًا من السياسة الخارجية الأمريكية".

وأضافت، في مقابلة أجرتها مع الصحيفة:"خلال الحرب الباردة، رفضت الولايات المتحدة إضفاء الشرعية على الغزو السوفييتي لدول البلطيق وأعطت الشجاعة للناس الذين يقاتلون من أجل حريتهم. الآن نحن نضفي الشرعية على العدوان لإنشاء منااطق نفوذ. كل رئيس أمريكي في السنوات الثمانين الماضية كان ليعارض بيان الرئيس ترامب".

أما في دائرة ترامب، فإن هذا التحول يعد تصحيحًا ضروريًا لسنوات من السياسة المضللة، ولكن هل هذا هو ما قد يحدث؟!.. وقالت الصحيفة- فيما يبدو إجابة على السؤال: إن ترامب وحلفاؤه يرون أن تكلفة الدفاع عن أوروبا مرتفعة للغاية بل وجاءت على حساب احتياجات أخرى. ومن هذا المنظور، فإن التوصل إلى نوع من التسوية مع موسكو من شأنه أن يسمح للولايات المتحدة بإعادة المزيد من القوات إلى الوطن أو تحويل موارد الأمن القومي نحو الصين، التي يعتبرونها "التهديد الأكبر"، كما قال وزير الخارجية ماركو روبيو الشهر الماضي.

وأوضحت أن ترامب لطالما نظر إلى بوتين باعتباره مواطنًا يحب بلده ولاعبًا قويًا و"ذكيًا للغاية" وأن جهده في ترهيب أوكرانيا وإجبارها على تقديم تنازلات إقليمية لم يكن أقل من "عبقرية تنبعث من رئيس ذكي". وفي نظره، فإن بوتين شخص يستحق الإعجاب والاحترام.
 

مقالات مشابهة

  • "نيويورك تايمز": تقارب ترامب مع بوتين يعكس أجيالا من السياسة الأمريكية ويُنهي عزلة روسيا
  • لافروف: الولايات المتحدة بدأت تفهم بشكل أفضل موقف روسيا
  • واشنطن تبلغ أوروبا ببقاء «العقوبات ضد روسيا» حتّى حلّ الأزمة الأوكرانية.. و«كالاس» مستاءة! 
  • غوتيريش يدعو مجلس الأمن الدولي إلى التركيز على الإجماع المطلوب وترك الخلافات لتحقيق السلام
  • في المنتدى السعودي للإعلام.. ملف كأس العالم 2034 وثيقة الحلم التي يراها العالم لأول مرة
  • وزير خارجية روسيا: ممتنون للسعودية..وأمريكا أصبحت تفهم موقفنا بشكل أفضل
  • وزير الخارجية الروسي: الوصول لتوافق كلي مع واشنطن غير ممكن.. لكن الحوار مهم
  • لافروف: أبلغنا واشنطن أن توسيع الناتو يشكل خطرا مباشرا على روسيا
  • قبل محادثات الرياض مع واشنطن..روسيا: لا دور لزيلينسكي في أوكرانيا جديدة
  • مندوب روسيا بالأمم المتحدة: أوكرانيا خسرت بشكل لا رجعة فيه إقليم الدونباس وزابوريجيا وخيرسون