مرتضى الغالي
سودان بكرة (سودان ما بعد الحرب) ليس فيه مكان للزعانف أعداء الحياة (البلابسة) المجرمين..تجار الدين الذين كسدت معروضاتهم (الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين) ومعهم لصوص الظلام و أنصار الجهل أصحاب (المناعة الجينية) ضد العلم التنوير..وضد المنطق والحق.. أولئك الذين يرسفون في ظلمات الجهالة ويؤذي عيونهم الخروج للنور.
وعندما نقول ليس لهم مكان في (سودان الغد) لا نعنى إعدامهم أو انهم سيختفون من سطح الدنيا..بل نقصد الحرمان بالحق والعدل من الوجود المعنوي..! فهم سيظلون في مكانهم من حيث (الوجود الفيزيائي) يأكلون ويشربون ويتجشؤون ويخرجون فضلاتهم..! وأهلا بهم مواطنون عاديون مثل غيرهم يخضعون لأحكام القضاء والمواطنة المتساوية ودولة القانون..والقضاء النزيه العادل المستقيم.. !
لن يكونون (في رأسهم ريشة) كما يتوهمون..! ولن تتركهم عدالة دولة الحق والحرية والسلام ليستبيحوا الوطن وخزانته وموارده وأرضه ومرافقه فيسرقون ثرواته وينشلون جيوب الناس وأحلامهم..ويتنافسون في أكل السحت والتطاول في البنيان واكل مال اليتامى والمتاجرة بالأعراض ولبن الأطفال وخيام الإغاثة.! .فيتميّز أميرهم المرابي باختلاس (99 قطعة ارض ناصية) ويكتب مدير شرطتهم لنفسه 127 قطعة وباسم زوجته 133 قطعة أخرى..! ويتجرأ وزير ماليتهم (الحركي الانقلابي) إعادة أسهم الدولة إلى اسم أشهر لصوصهم (سارق المصرف العتيد) الذي دخل إلى عالمهم وتنظيمهم برتبة (مراسلة بموتر) وحاز بعد شهور على ثروة نافست بيل غيتس و(آل فورد و وارين بافيت)..ولكنه لم يكن (مراسلة شريف) مثل الآباء الشرفاء الذي عملوا في هذه الوظيفة وسهروا على تربية أبنائهم بالكدح والمرتب الحلال ..!
سودان بكرة تجتهد العقول السودانية الآن في البحث عن بدايات نهضته من جديد خالياً من هذا (الخبوب والعبوب) الذي أثقل كاهل السودان..! وقد اجتهد أبناء الوطن النجباء في إعمال الفكر وإذكاء شرارة القرائح..وتساءل أحدهم عن السبب في نهضة الدول وعن المبرر الذي يجعل السودان (أفقر من السويد) وموزمبيق (أفقر من سنغافورة.)..وانتهى إلى أن العلّة ليست في الموقع الجغرافي ولا الموارد الطبيعية أو التاريخ والاعتقاد..بل أن الفارق يكمن في (في جودة المؤسسات)..!
لقد وجد السر في تقرير شهير لعلماء ثلاثة من أبناء الغرب (Acemolgu, Johnson and Robinson) عن ورقة علمية بعنوان (Institutions as a Fundamental Cause of Long-Run Growth) ارتكزوا فيها على بحوث تجريبية مضنية وإحصاءات وتحليلات عملية قياسية..لا اعتماداً على سفسطات وغيبيات وخزعبلات على نهج (سفيرنا في ليبيا وخبيرنا الاسطراطيجي ومندوبنا في الأمم المتحدة وسرديات ياسر العطا والبرهان وجبريل والتوم هجو)..!
جودة المؤسسات إذاً هو عنوان النهضة الاقتصادية والاجتماعية حيث تقتضي جودة المؤسسات الرقابة عليها ودقة التقارير وصحة البيانات والشفافية والحوكمة التي تمنع نشوء الفساد من بداية الأمر بدلاً من استنزاف الوقت والجهد في محاكمته..!
هذا الاجتهاد ضمن عشرات من أفكار أبناء الوطن الباحثين عن الدروب الجديدة لبناء سودان بكرة (سودان ما بعد الحرب) ..وحتى لا نغمط الناس حقوقهم نقول إننا قد اطلعنا على هذا الاجتهاد في الأسافير بتوقيع "مصعب عوض طمبل" ..!
الجهلاء الذي يعيشون معنا في السودان من أبواق الحرب والخراب في الحركة الاسلاموية والاخونجية وورثة مؤتمرها الوطني الخائب وأبواقها وركب جهالتها من العطالى والمتاجرين في الرشوة والمتكالبين على الفتات واكل الخبز الفاخر الملوث بدماء الشباب والأطفال من طبيعتهم أنهم لا يقبلون بالمساواة وحكم القانون..ولا يحبون مكاناً يتساوى فيه الناس ويحكمه القانون والقضاء النزيه..ولكن (الله غالب) فالسودان الذي يكرهونه سيبقى على غرار سنة الله في خلقه وطناً لثورته الباسلة..و للشرفاء والأنقياء والأتقياء ومحبي (اللقمة الحلال)..!
سيبقى بعقول وقلوب أبنائه ومخلصيه..ولن يعجزوا عن فتح الطريق للنهضة المباركة والخروج من الركام إلى ركب الأمم المتحضّرة..ولن يخذل الله أهله الطيبين وأجياله التي تتطلع للحياة...!
غدا تشرق الشمس بإذن ربها..ونخرج من هذا الجُب..وسيخيب فأل كل المعوقين واللصوص القتلة وذئاب الشر واللؤم..فهل ترى لسنة الله تبديلا..؟ (وانه للحق من ربك وما الله بغافل عمّا تعملون)...غدا تشرق الشمس..!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
كوندي مدافع برشلونة يعترف بفقدان الاستمتاع بكرة القدم
أقر الفرنسي جول كوندي (لاعب برشلونة الإسباني) بأنه لا يحب كرة القدم كما كان في بداية مسيرته الرياضية، ويعتبرها حاليا مجرد وظيفة لا أكثر، بعدما كان في السابق يراها مسيرة مهنية.
ويعيش كوندي حاليا واحدة من أفضل الفترات في مسيرته الاحترافية، حيث حجز لنفسه مكانا ثابتا في تشكيلة برشلونة تحت قيادة المدرب الألماني هانزي فليك، كما بات عنصرا لا غنى عنه في صفوف منتخب "الديوك" بقيادة المدرب ديديه ديشامب.
ورغم ذلك لا يبدو هذا اللاعب متحمسا للكرة مؤكدا أن لديه اهتمامات أخرى، خصوصا مجال الموضة، وهو الذي اعتاد على ارتداء أزياء غريبة ومتنوعة في كثير من الأحيان، خصوصا في إطلالاته التي تسبق المباريات.
وشارك كوندي في بودكاست (يقدمه مواطنه أوريلين تشواميني لاعب ريال مدريد إلى جانب الفرنسي الآخر عثمان ديمبيلي جناح باريس سان جيرمان) وتحدث كل واحد منهم عن رؤيته لكرة القدم وخططه للمستقبل بعد الاعتزال، ونقلت صحيفة "ماركا" الإسبانية بعض تفاصيله.
وقال كوندي (26 عاما) ردا على إمكانية العمل مدربا بعد الاعتزال "لا أرى نفسي مدربا، العلاقة بين اللاعبين والمدربين معقدة وهناك الكثير من الضغوط، في نظري هذه وظيفة معقدة للغاية".
وأضاف "سأكذب إذا قلت لك إنني أحب كرة القدم كما كنت من قبل. في السابق كانت مسيرتي المهنية. الآن أصبحت وظيفتي. وعندما بدأت، كانت حياتي خارج الملعب ثانوية".
???????? Jules Koundé, Aurélien Tchouameni et Ousmane Dembele reviennent sur la polémique causée par leurs flows dans The Bridge !
???? @CaminoTV @Thebridge_show pic.twitter.com/BU9scdsFGi
— ????MoneyTime ⭐️⭐️ (@Moneytimecast) November 13, 2024
وشدد لاعب إشبيلية الإسباني السابق على أن "من الصعوبة بمكان تحديد توجه معين بعد انتهاء مسيرتي، لأن لدي العديد من الاهتمامات، أريد أن تكون عائلتي آمنة، أود أيضا أن أساعد الآخرين".
ومنذ بداية الموسم الحالي، قرر فليك مدرب برشلونة الاعتماد على كوندي كظهير أيمن وليس في مركز قلب الدفاع المفضل للاعب، ومع ذلك أجاد في موقعه الجديد وقدم مستويات مميزة.
وعن ذلك قال اللاعب الفرنسي "عندما ألعب ظهيرا فإنهم يحكمون علي بسبب أشياء ليست من نقاط قوتي، أنا أفهم أنني غيرت مركزي وهذا يتطلب أشياء أخرى".
وشدد كوندي على ضرورة التواضع لتحسين الأداء، واعترف قائلا "ليس من الجيد أن تدخل المباريات معتقدا أنك جيد جدا أو أن المباراة ستكون سهلة، وحتى أقل من ذلك إذا كنت مدافعا، ستفقد بصمتك وفي 10 ثوانٍ تكلف فريقك هدفا".
View this post on InstagramA post shared by Jules Kounde (@jkeey4)
وقد أشار مدافع برشلونة إلى تفانيه في العمل البدني والحفاظ على نمط حياة صحي يتوافق مع مهنته كلاعب كرة قدم.
وفي المقابل، قال ديمبيلي إنه يخطط للاعتزال بعمر 34 عاما، والاتجاه للعمل في مجال العقارات والاستثمار في أفريقيا وفرنسا.
أما تشواميني فقال "بعد الاعتزال أريد التركيز على تكوين عائلة. وعندما تتوقف عن اللعب، كما قال (مواطنه تيري) هنري: يموت شيء بداخلك" وأضاف تشواميني "لا أريد أن أكون مرتبطا بالرياضة. أفضل أن أكون مدير شركة".