سلطان الجابر: رؤية الإمارات الاستشرافية أهلتها لقيادة العمل المناخي الدولي
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
برلين: «الخليج»
أكد الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف «كوب 28»، أنه بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة، تمتلك الإمارات مكانة رائدة عالمياً في مجالات الطاقة النظيفة والتنمية الاقتصادية المستدامة، أهلتها لقيادة منظومة العمل المناخي الدولي، وبناء مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض.
وأضاف، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تحرص رئاسة «كوب 28» على تعزيز التعاون الدولي لإنجاز عمل مناخي فعال وداعم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، بما يتماشى مع بنود «اتفاق الإمارات» التاريخي.
جاء ذلك في كلمته خلال جلسة رفيعة المستوى ضمن «حوار بيترسبرغ للمناخ» الذي يُعقد سنوياً، حضرها أولاف شولتس، مستشار ألمانيا الاتحادية، وإلهام علييف، رئيس أذربيجان، وعدد من الوزراء في العاصمة الألمانية برلين.
وأجرى الدكتور سلطان الجابر، عدداً من اللقاءات الثنائية مع كلٍ من إلهام علييف، وأنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، وستيفان سيجورني، وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي.
وأشار في كلمته إلى، أن «اتفاق الإمارات» التاريخي أصبح الإطار المرجعي للطموح المناخي العالمي والتنمية المستدامة منذ إقراره في دبي العام الماضي، لأنه حقق إنجازات عبر مختلف القطاعات وركائز العمل المناخي بما فيها «التخفيف» و«التكيف» و«التمويل»، كما حدد مساراً واضحاً لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي للطاقة، لتفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وأشاد بنجاح الأطراف في التوافق على إدراج الالتزام بأهداف محددة زمنياً لزيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ضمن الاتفاق للمرة الأولى في مؤتمرات الأطراف، ودعم الدول الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ من خلال تفعيل وبدء تمويل صندوق عالمي يختص بالمناخ ومعالجة هذه التداعيات بعد 30 عاماً من الانتظار لهذه الخطوة، وكذلك إدراج القطاعات التي لم تحظ سابقاً بالاهتمام الكافي، مثل الغذاء والصحة، في جدول أعمال مؤتمرات الأطراف للمرة الأولى.
وجدد الإشارة إلى أن ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف، هي مبادرة غير مسبوقة للتعاون الثلاثي بموجب «اتفاق الإمارات» بين رئاسات مؤتمرات الأطراف «كوب 28» الذي أقيم في الإمارات، و«كوب 29» الذي سيقام في أذربيجان، و«كول 30» الذي سيقام في البرازيل، ووجه دعوة من الترويكا لكافة الأطراف لرفع سقف الطموح في الجولة المقبلة من الإسهامات المحددة وطنياً، بحيث تتضمن خططاً لخفض الانبعاثات، وتقديم خطط تكيف وطنية ممولة بشكل ملائم لحماية الطبيعة وتطوير النظم الغذائية.
ودعا الجابر جميع الدول لتعزيز طموحاتها واتخاذ إجراءات فعالة لإعداد خطط العمل المناخي الوطنية بما يتماشى مع «اتفاق الإمارات»، بالتزامن مع وضع تطوير البنية التحتية الخضراء في صميم خططها.
وقال: إن الانتقال المنشود في قطاع الطاقة يجب أن يسهم في تحسين سبل العيش وتوفير الفرص المناسبة للجميع، والحد من الانبعاثات وليس إبطاء معدلات النمو والتقدم، مشيراً إلى، أنه سيستغرق وقتاً وسيتحقق بسرعات مختلفة بحسب تباين الأماكن والظروف، كما سيشكِّل نقلة نوعية على مستوى المنظومة بأكملها، وسيوفر أكبر فرصة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية منذ العصر الصناعي الأول.
وسلط الضوء على أربع أولويات استثمارية رئيسية في هذا المجال، هي: البنية التحتية، والتكنولوجيا، والموارد البشرية، وتطوير دول الجنوب العالمي، موضحاً، أن العالم يحتاج إلى استثمار 6 تريليون دولار على الأقل في خلال 6 أعوام لتحقيق القدرة الإنتاجية المستهدفة من الطاقة المتجددة لعام 2030 والبالغة 11 تيراواطاً.
وأكد الدكتور سلطان الجابر، أهمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لترشيد استهلاك المياه، وتحقيق تغيير إيجابي جذري، من خلال التغلب على تحديات استقرار الإمدادات التي تواجه شبكات الطاقة المتجددة، ودعا لتعزيز استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاعات كثيفة الاستخدام للطاقة والمياه لتلبية احتياجات الاقتصاد الأخضر الجديد.
ولفت إلى، ضرورة تعزيز الاستثمار في دول الجنوب العالمي، لافتاً إلى، أن أكثر من 120 دولة نامية تحصل على 15% فقط من الاستثمارات العالمية في الطاقة المتجددة، ما يوضح ضرورة قيام بنوك التنمية متعددة الأطراف بتوفير مزيد من التمويل لهذه الدول بشروط ميسرة وبكلفة مناسبة.
وخلال حوار بيترسبرغ للمناخ، استضافت ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف اجتماعاً وفق أسلوب «المجلس» الإماراتي لمناقشة الانتقال المنشود في قطاع الطاقة تحت عنوان: «خريطة الطريق لمهمة الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية، دعم تحقيق مخرجات اتفاق الإمارات بشأن الانتقال المنظم والمسؤول والعادل في قطاع الطاقة»، ليكون أول اجتماع ضمن سلسلة «مجالس العمل الطَموح» التي ستتم استضافتها استعداداً لـ«كوب 29».
وألقى الدكتور سلطان الجابر كلمة خلال المجلس إلى جانب مختار باباييف، وزير البيئة والموارد الطبيعية في أذربيجان الرئيس المعين لـ«كوب 29» ومارينا سيلفا، وزيرة البيئة وتغير المناخ في البرازيل
وقال الجابر: إن هيكل المجلس وروح التعاون التي سادته خلال «كوب 28»، واجتماع الأطراف على قدم المساواة، أسهم في تجاوز الخلافات وتقريب وجهات النظر، وأعرب عن حرص رئاسة المؤتمر على تطبيق الهيكل ذاته واستعادة روح التعاون لإجراء مناقشات صريحة وشفافة وعملية حول متطلبات تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي ومرن في قطاع الطاقة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات سلطان الجابر الإمارات الطاقة المتجددة اتفاق الإمارات فی قطاع الطاقة الدکتور سلطان العمل المناخی سلطان الجابر
إقرأ أيضاً:
التوتر يتصاعد في غزة.. بين تعثر المفاوضات واستمرار القصف الإسرائيلي
وسط استمرار التوتر في غزة والمفاوضات الشاقة بين الأطراف المختلفة، تتباين التقديرات حول مستقبل أي اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، لا سيما في ظل تمسك كل طرف بمطالبه الرئيسية.
وبينما تتواصل الوساطات الإقليمية والدولية، يبرز دور حركة حماس في إدارة الموقف التفاوضي، خاصة فيما يتعلق بمصير الرهائن والضمانات المطلوبة للوصول إلى اتفاق شامل.
يرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، أن حماس تدرك أن الورقة الوحيدة والرابحة لديها هي الرهائن، وبالتالي لن تفرط فيها إلا باتفاق واضح وكامل، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تبدو راغبة في بلورة إطار جديد للتفاوض، إلا أن هذه التحركات تظل في إطار المناورات السياسية، حيث إن سد الفجوات بين الأطراف يحتاج إلى حلول قابلة للتنفيذ.
وأضاف الرقب في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن الوسيطين المصري والقطري يبذلان جهودًا كبيرة في هذا الإطار، بما في ذلك عقد اجتماعات مباشرة مع قيادة حماس، في محاولة للتوصل إلى صيغة تضمن تحقيق تقدم فعلي في المفاوضات.
ومع استمرار الجهود الدبلوماسية، يبقى التساؤل الأهم: هل ستتمكن الوساطات الإقليمية والدولية من تضييق هوة الخلافات بين الأطراف والوصول إلى اتفاق شامل، أم أن المفاوضات ستظل رهينة الشروط المتبادلة والضغوط السياسية المتزايدة؟
ارتفاع حصيلة الضحايا في غزة وسط استمرار القصف الإسرائيليتتواصل المأساة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، ما يفاقم أعداد الضحايا وسط أوضاع إنسانية صعبة ونقص في الخدمات الطبية والإغاثية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الأحد، عن وصول 29 قتيلاً و51 مصابًا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وأوضحت الوزارة، في بيان نشرته عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، أن من بين الضحايا 15 شهيدًا تم انتشال جثامينهم من تحت الأنقاض، فيما سقط 14 آخرون جراء القصف الإسرائيلي المستمر.
وأكدت الوزارة ارتفاع حصيلة القتلى منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 إلى 48,572 شهيدًا، فيما بلغ عدد المصابين 112,032 جريحًا.
وأشارت إلى أن هناك عددًا من الضحايا الذين ما زالوا تحت الركام أو في الطرقات، حيث تعيق الاعتداءات الإسرائيلية وصول طواقم الإسعاف والدفاع المدني إليهم، مما يفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.